هوَ النُّمُوذج الذي يخشى فضح الفاسدِينَ بعدَ أَن ربطَ مصيرهُ بهِم، فتراهُم يخافُونَ الحرف الحُر والكلِمة الحُرَّة التي تفضح الكذَّابين، فتراهُم يتربَّصُونَ لكُلِّ تغريدةٍ ومقالٍ ومعلُومةٍ تفضح الكذَّاب وتجاوُزاتهُ على حقُوقِ النَّاس، ورُبَّما تراهُم ملكيِّين أَكثر مِن الملِك بالتَّحريضِ وفي عصرِنا الحاضِر، عصر التَّكنلوجيا ونِظام القَرية...
{قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَٰذَا }.
النَّوع الرَّابع؛ هُم الذي لا يرَونَ أَنَّ هُناك أَيَّة مسؤُوليَّة بالأَساس ومن أَيِّ نوعٍ كانَ لفضحِ وتعريَةِ السياسيِّين الكذَّابين الفاسدِينَ الفاشلينَ، خاصَّةً تُجَّار الدِّين والمُقدَّسات وتُجَّار الحرُوب والدَّم.
يقولُونَ لكَ؛ دعهُم يكذِبُوا ويُفسِدُوا! دعهُم يُتاجرُوا بعمائمهِم الفاسِدة، لا عليكَ بهِم، سيفضحهُم الله تعالى وسيُعاقبهُم أَشدَّ العِقاب!.
إِنشَغِل بـ [لُقمة عَيشِكَ] ودع حِسابهُم على الله!.
طبعاً فإِنَّ هذا المنطِق غَير السَّليم يُسقط شيئاً إِسمهُ المسؤُوليَّة في المُجتمع والتي تُشيرُ لها الآية الكريمة {كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} وهو يتناقض معَ أَصل فلسفة الخَلق التي تُلخِّصها آيتَينِ اثنتَينِ، الأُولى قولهُ تعالى {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ} والثَّانية قولهُ عزَّ وجلَّ {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}.
النَّوع الخامس؛ هو الذي سيتصدَّى لكَ بكُلِّ الوسائِل بما فيها [كاتِم الصَّوت] إِذا كُنتَ في مُتناوَل يدهِ، لإِسكاتِك، بعدَ أَن لم تكُن مرجُوّاً عندهُم، حسبَ معاييرهِم، في التستُّرِ على الكذَّابين الفاسدِين.
وإِذا كانَ منطق النَّوع الرَّابع أَعوجاً فإِنَّ هذا النَّوع لا يمتلك منطِقاً، ولذلكَ فإِنَّ سلاحهُ الإِرهاب واغتيالِ الشخصيَّة، ولَو كانَ يمتلكُ ذرَّةً من منطقٍ لحاورَ وناقشَ وردَّ بالأَدلَّة والإِثباتات ليدحضَ بها ما [يدَّعيهِ] المُصلحُونَ الَّذينَ يتحمَّلُونَ مسؤُوليَّة فضحِ الكذَّابين الفاسدِين.
أَمَّا أَن يلجأُوا للإِرهابِ كما تصفهُم الآية {وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} و {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ۚ قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ} واليَومَ يُخرجُوكَ من الدِّين والمذهَب وبعضهُم يتوعَّدكَ بعذابِ جهنَّم وكأَنَّهُ خازِن النَّار! فهذا دليلٌ على أَنَّهم لا يتمتَّعُونَ بأَيِّ منطقٍ ليُواجِهُوا بهِ المُصلحينَ!.
هذا النَّوع يشتمِلُ على المستفيدين من الكذَّابين ولذلكَ هو لا يُريدُكَ أَن تتصدَّى لفضحِ أَسيادهِ لأَنَّ تعريتهُم يعني سقوطهُم، وسقُوط [القِيَم] التي يتستَّرُون خلفَها.
إِنَّ إِرادتهُم تتناقض مع إِرادةِ الله تعالى الذي يقُولُ {حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ}.
فبينَما يأمُرنا الله تعالى أَن نتبيَّن الصَّادق من الكاذِب في المُجتمع، لوقفِ حالاتِ التَّضليلِ، خاصَّةً عندما تتجمَّع عندَك الأَدلَّة والبراهين الكافِية للتَّمييزِ وإِلَّا فأَنتَ ظالِمٌ مثلهُم {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} و {وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ ۚ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} فإِنَّ هؤُلاء يريدُونَ التستُّر على الكاذبين حتَّى تختلِط الأُمور على النَّاس وهم يصطادُونَ في الماءِ العَكِر {وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ} فيُمكنهُم أَن يستخفُوا عن نورِ الحقيقةِ ليستمرُّوا في تضليلِ النَّاسِ بأَكاذيبهِم!.
أَكيداً، ليسَ جهلاً بالكذَّاب، وإِنَّما لأَنَّ تسميتهُ تفضحهُم، فتستُّرهُم عن علمٍ وليسَ عن جهلٍ {وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}.
وهؤُلاء أَمامهُم [٣] خَيارات {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}.
وفي المُحصِّلة {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ۚ} إِسكاتَ صَوتكَ وكسرِ قلمكَ وقطعِ لِسانكَ!.
هوَ النُّمُوذج الذي يخشى فضح الفاسدِينَ بعدَ أَن ربطَ مصيرهُ بهِم، فتراهُم يخافُونَ الحرف الحُر والكلِمة الحُرَّة التي تفضح الكذَّابين، فتراهُم يتربَّصُونَ لكُلِّ تغريدةٍ ومقالٍ ومعلُومةٍ تفضح الكذَّاب وتجاوُزاتهُ على حقُوقِ النَّاس، وهُم {يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ}.
ورُبَّما تراهُم ملكيِّين أَكثر مِن الملِك بالتَّحريضِ {وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ ۚ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ}.
وفي عصرِنا الحاضِر، عصر التَّكنلوجيا ونِظام القَرية فإِنَّ سلاحهُم تلفيقِ المعلُومات ونشرِها على نطاقٍ واسعٍ ضِدَّ مَن يدُوسُ على ذَيلِ [عجلٍ سمينٍ] من الكذَّابين والفاسدِين، ولذلكَ فأَنتَ مرجُوًّا عندهم ومقبولاً مازلتَ لم تدُس على ذيلٍ، أَمَّا إِذا فعلتَ ذلك فأَنتَ ممَّن خرجَ عنِ الدِّينِ والمِلَّةِ وانحرفَ عن الجادَّة! وكأَنَّ الدِّينُ الكَذِب!.
إِنَّهم يُؤَدُّونَ مهامَّهم مُقابل ثمن مدفُوع لهُم من شبكاتِ الذُّباب الأَليكتروني، فاحذرُوهُم.
وأَنَّ أَوَّلُ الحذَر هو أَن لا تُساعدهُم على التَّرويجِ لمنشُوراتهِم الصَّفراء، واسْعَ دائماً لإِيقافِها عندكَ.
اضف تعليق