يعقد مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في كربلاء المقدسة منذ الليلة الأولى من شهر رمضان المبارك 1436 هجرية، محاضرات في تفسير سورة الكهف المباركة لسماحة آية الله الشيخ عبد الكريم الحائري.
سماحته بيّن ابتداءً أن سور القرآن سُميت وفق مناسبة في داخل السورة ذاتها، وسورة الكهف سميتّ بذلك لمناسبة ذكر قصة أصحاب الكهف فهي أبرز حدث فيها، ومن ثم أوضح الفارق بين الكهف والغار مبيِّناً ان الكهف يكون واسعاً في قبال الغار الذي يكون صغيراً.
كما وبيّن أن سورة الكهف المباركة تتضمن 110 آية متطابق وحساب الجمل لعدد حرف اسم الإمام علي عليه السلام، بعدها ذكر المناسبة من حيث الآثار الوضعية بين قراءة سورة الكهف التي ذكروا في آثارها أنها محل النجاة والفوز عبر إسقاط الذنوب كما الكهف محل النجاة والفوز والحماية.
ومن ثم ذكر بعض الروايات في فضل السورة منها:
الأولى/ محمد بن يعقوب: عن أحمد بن محمد بن أحمد، عن محمد بن أحمد النهدي، عن محمد بن الوليد، عن أبان، عن عامر بن عبد الله بن جذاعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «ما من عبد يقرأ آخر الكهف إلا تيقظ في الساعة التي يريد».
الثانية/ الشيخ في (التهذيب): بإسناده عن علي بن مهزيار، عن أيوب بن نوح، عن محمد بن أبي حمزة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «من قرأ سورة الكهف في كل ليلة جمعة كانت كفارة لما بين الجمعة إلى الجمعة».
الثالثة/ ابن بابويه ، قال: حدثني أحمد بن محمد قال: حدثني أبي، عن محمد بن هلال، عن أبيه، عن جده، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: «ما من عبد يقرأ: (قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما) إلى آخر السورة إلا كان له نوراً من مضجعه إلى بيت الله الحرام ، فإن من كان له نور في بيت الله الحرام كان له نور إلى بيت المقدس».
الرابعة/ وعنه، في (الفقيه): وقال النبي (صلى الله عليه وآله): «من قرأ هذه الآية عند منامه: (قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) إلى آخرها ، سطع له نور إلى المسجد الحرام ، حشو ذلك النور ملائكة يستغفرون له حتى يصبح».
الخامسة/ وعنه، قال: حدثني محمد بن موسى بن المتوكل، قال: حدثني محمد بن يحيى، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن محمد بن حسان، عن إسماعيل بن مهران، قال:حدثني الحسن بن علي ، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «من قرأ سورة الكهف كل ليلة جمعة، لم يمت إلا شهيداً، ويبعثه الله من الشهداء ، ووقف يوم القيامة مع الشهداء».
السادسة/ العياشي: عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «من قرأ سورة الكهف في كل ليلة جمعة، لم يمت إلا شهيدا، ويبعثه الله مع الشهداء، وأوقف يوم القيامة مع الشهداء».
بعد ذلك ذكر عرضاً إجمالياً لما ورد في الآيات الثماني الأولى من السورة المباركة مع تبيان بعض المفردات فيها من قبيل الإنذار ونزول الكتاب، وزينة الحياة الدنيا مؤكداً ان الزينة زائلة غير دائمة وفي ذلك عضة للناس ان يتبعوا الدائم وليس الزائل، وكذلك فان السورة ذكرت قصة الفتيان الذين اعرضوا عن زينة الحياة الدنيا ولجأوا إلى الله تعالى فتحرروا من عبودية الدنيا الى عبودية الله تعالى.
كما وتحدث حول التنزيه لله سبحانه عن كل ما يليق، وان له الكمال المطلق فما من كمال الا وينتهي اليه سبحانه، منطلقاً من المفردة القرآنية: «الحمد لله».
كذلك تناول في اليوم الثاني في البحث بعض المفردات القرآنية الواردة في أول السورة المباركة ذاكراً عبرها بعض النعم التي أنعمها الله علينا منها خلقه السماوات والأرض وكذا قطع دابر الظالمين، ونعمة الهداية، وإرسال الرسل والأنبياء وانزل القرآن وسائر الكتب السماوية.
ومن ثم تحدث حول العبودية مؤكداً أن تهيئة العبد لنفسه المنطلق نحو اكتساب الكمال، ومن الكمالات المتنوعة التي يحصل عليها ان ثبتت تصل بالقلب إلى عدم الغفلة وهو مرتبة من مراتب العصمة.
والجدير بالذكر ان المحاضرات مستمرة بالانعقاد الى آخر الشهر الفضيل شهر رمضان العظيم.
اضف تعليق