حياة الانسان بصورة عامة قائمة على قاعدة المحاولة والخطأ كما يرى ثورندايك في نظريته، فهو يرى ان السلوك الانسان يوجه لإداء وظيفة معينة لكن ليس في كل مرة يبلغ ذلك الهدف من المحاولة الأولى وهو ما يحتم عليه إعادة المحاولة ولأكثر من مرة حتى يحقق ما يريد...

ان يحسب الانسان كل الحسابات قبل البدء بمشروع او محطة حياتية يريد الخوض فيها فذلك امر واجب، لكن ان يهرب من ان اية بداية ويخشى المواجهة بداعي الخوف من الاخفاق فيها فهذا يعني انه لديه مشكلة نفسية تمنعه من المباشرة او المبادرة وهو ما يبقيه متهيباً من الدخول في الجديد، هذه الحالة النفسية تعرف بـ(رهاب الاخفاق) وما أكثر الذين يعانون منها في جميع المجتمعات الإنسانية.

حياة الانسان بصورة عامة قائمة على قاعدة المحاولة والخطأ كما يرى ثورندايك في نظريته، فهو يرى ان السلوك الانسان يوجه لإداء وظيفة معينة لكن ليس في كل مرة يبلغ ذلك الهدف من المحاولة الأولى وهو ما يحتم عليه إعادة المحاولة ولأكثر من مرة حتى يحقق ما يريد، وهكذا يجب ان تكون الحياة والا فالفشل حليفنا.

 من الواقع

لدي صديق مقرب ولديه ما يكفيه لفتح مشروع تجاري يمكن ان يعيشه على قدر من الاستقرار المالي وهو بحاجه لذلك لكنه يمتنع من التأسيس للمشروع ويدفعه لذلك الخوف من الخسارة، ففي كل مرة أسأله عن بدايته في المشروع يبرر بعدة تبريرات لكني ولقربي منه افهم حقيقة واحدة انه في كل مرة ينوي ان يبدأ بمشروعه يمنعه الخوف من الاخفاق، وهذا نموذج حي لأنسان مصاب برهاب الفشل الذي يقيد الكثير من الناس.

إشارة

مما تجدر الإشارة اليه هو ان ليس الذي يريدون البداية للتو هم من يخشون الإخفاق فقط بل ان الناجحين ايضاً لديه هذا الخوف، اذ قد يدفع الناجحين نجحاهم في حياتهم العملية إلى التفكير في مشروع جديد أو حتى إنشاء شركة خاصة بهم قد لا تأتي بنفس النجاح السابق، مع امتلاكهم القدرات الكافية لتحقيق ذلك، لكن الخوف من الفشل يسيطر عليهم، خاصة عندما يرون أن 90% من الشركات المبتدئة فشلت وأغلقت أبوابها لتصبح بذلك جميع أفكاره وطموحاته في مهب الريح.

ورهاب الإخفاق هو نوع من الخوف غير الطبيعي والمستمر من الفشل، وغالباً ما يؤدي إلى اتباع أسلوب حياة في حدود ضيقة، وهو مدمر خاصة بتأثيره على رغبة الشخص في محاولة أداء بعض الأنشطة، فالأشخاص المصابون برهاب الإخفاق يرون أن إمكانية فشلهم عالية ويفضلون عدم المجازفة وبالتالي هم يقبعون تحت تأثير هذا الخوف ويقفدون ميزة الشجاعة اللازمة للبدايات.

لماذا يصاب الانسان برهاب الإخفاق؟

لعدة أسباب محتملة ممكن ان يصاب الانسان برهاب الإخفاق، ومن اهم هذه الاحتمالات هي:

اول الاحتماليات هي ان البيئة التي يعيش فيها الفرد المصاب تكسبه هذا الرهاب، فقد توجد بعض البيئات تغرس فكرة أن الفشل غير مقبول أو أن أي شيء أقل من الكمال هو فشل او اخفاق، وبالتالي هو لديه رهاب من ان يمر بالإخفاق ولأي سبب كان.

الاحتمالية الثانية هي احتمالية ان الشخص المصاب برهاب قد تعرض الى لإخفاق في الماضي وهو ما عرضه لألم نفسي كبير وبالتالي هو يحاول تجنب اية خسارة لئلا يتكرر عليه ذلك الألم او حتى مثيلة او ما قاربه.

الاحتمالية الثالثة الوراثة بمعنى التاريخ الطبي العائلي فالعائلة التي فيها حالات من الرهابات والقلق والاكتئاب يكون أبنائهم أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالات ومنها رهاب الإخفاق.

كيف نعالج هذا الرهاب؟

أكثر العلاجات النفسية الناجعة لرهاب الإخفاق هو العلاج السلوكي المعرفي، اذ ان هذا العلاج يعمل على تغير الأفكار السلبية التي استوطنت في ذهن المصاب ومحاولة أبدالها بأفكار أكثر واقعية، على سبيل المثال استبدال فكرة ان الفشل غير مقبول بفكرة ان الانسان يخطأ ويصيب وهذه سنة الحياة وحين تبدل الأفكار ستتبدل بعدها السلوكيات وهكذا الحال.

العلاج النفسي الثاني الفعال لمعالجة الرهاب هو العلاج بالتعرض، حيث يتم تعريض الشخص المصاب تدريجياً لمصدر خوفه يتم مساعدته على التغلب على رد فعل الخوف ويمكن ان يتغلب على مخاوفه شيئاً فشيئاً، وبهذين العلاجين النفسيين يمكن يشفى الانسان من علته هذه. 

اضف تعليق