الكثير من الناس يفضلون التحدث بأي شيء ولأي سبب كان والقصد او اثبات كونهم موجودين او انهم يتسيدو المكان، وحتماً هذا يحصل بفعل الرغبة في تعويض الحرمان الذي تعرضوا اليه سابقاً من قبيل عدم السماح لهم بالتحدث او عدم الاهتمام والاستماع لحديثهم، وكل هذا الضجيج الباعث على التلوث السمعي...

خلق الله كل انسان بأطباع وسمات وخصائص تختلف عن أي انسان ثاني، ولوبحثنا في كل هذه الدنيا لما وجدنا من يطابقنا في الصفات والسمات والاشكال تطابقاً تاماً، فقد تجد الثرثار وكثير الحركة والصامت الذي يفضل الصمت أكثر من الكلام فلا يتحدث الا لضرورة وان لم توجد ضرورة فهو في باق وضع الصمت، فمن هو الاسنان قليل الكلام ؟، وكيف نتعامل معه؟

قد يوصف الانسان الكتوم او قليل الكلام من البعض على انه متعالي احياناً او انه ذو شخصية رسمية او متصنعة، لكن الحقيقة ان اغلب الأشخاص الذين يوصفون بأنهم قليلي الكلام هم اشخاص كيسين وذوي شخصيات متزنة وعاقلة، اذ انهم يفضلون الكلام الدال المختصر على الكلام الكثير العشوائي غير المنظم والذي لا يترك اثراً في المتلقي له بل يزعجه.

على الجانب الاخر نلحظ وعلى الدوام ان الكثير من الناس يفضلون التحدث بأي شيء ولأي سبب كان والقصد او اثبات كونهم موجودين او انهم يتسيدون المكان، وحتماً هذا يحصل بفعل الرغبة في تعويض الحرمان الذي تعرضوا اليه سابقاً من قبيل عدم السماح لهم بالتحدث او عدم الاهتمام والاستماع لحديثهم، وكل هذا الضجيج الباعث على التلوث السمعي الذي يحدثوه ما هو الا للانتصار لأنفسهم المريضة ليس الا.

من الحياة

لي صديقين التقيهم بين الفينة والأخرى، وعند كل مرة التقيهم يتحدث أحدهم بصورة مقتضبة جداً وبأمور تخص الحياة العامة بصورة كبيرة حاملاً في حديثه هم المحيط الاجتماعي وتطلعاته واماله في العيش الكريم وما الى ذلك، ولحديثه وقع وتأثير فينا الى الحد الذي يرغبنا بالإنصات اليه في عز انشغالنا، اما الصديق الثاني فهو يثرثر كثيراً ولم يترك فرصة للتحدث الا واستغلها، وربما هو يعتقد ان الاخرين يفضلون طريقته هذه، اما الحال فأننا نفضل الطريقة الأولى الأكثر واقعية ولها اهداف ونتائج جيدة.

ويجد الكثيرون صعوبة في التأقلم مع الشخص الكتوم نتيجة لصعوبة تطبيق كل طرق التعامل مع الشخصية قليلة الكلام بسبب تفضيل الانسان العيش منفردًا، مما يصعب عليهم أمر الاندماج معه واقتحام دائرته الخاصة او الدخول معه في أحاديث جانبية الغرض منها إيجاد حلول او مناقشة امر ما.

وربما هذه المخاوف حقيقة سيما إذا صدرت من الأشخاص كثيري الكلام او الذين ليس لديهم معرفة بطرق استنطاق الشخص المقابل، فالكثيرون يرون ان الابتعاد عن الأشخاص قليلي الكلام هو الحل بعد ما يفشلون معهم، لكن الذي يتمتع بذكاء عاطفي يمكنه التغلب على هذه العقبة.

كيف نتعامل مع قليل الكلام؟

لتخطي مشكلة التعامل مع الانسان قليل الكلام من دون مقاطعته يفضل القيام بما يلي:

في البداية على الجميع معرفة طبيعة الانسان ليس من السهل تعديلها وبذا يجب ان يتم التعامل مع الفرد قليل الكلام على طبيعته وعدم اعتباره انسان غير طبيعي او انه انسان مزعج وغير مفضل، وبعد فهم هذه الحقيقة سيراعي الانسان الكثير من الجوانب في العلاقة مع الانسان قليل الكلام واستخدام الطرق الذكية للاشتراك معه في أحاديث مفضلة بالنسبة اليه.

ومن الاهمية بمكان ان يحاط الانسان قليل التحدث بالأهمية البالغة والاحترام لرغبته بعدم التحدث الا حين يريد، وحين يتحدث يجب عدم مقاطعته او مشاكسته او عدم الانتباه لحديثه، ولذالك الأثر البالغ في اشعاره بالأمان وبالتالي منحه فرصة كبيرة للتعبير عما يجول بخاطره نتيجة التردد او الخوف او الرغبة في الصمت لعدم جدية الحديث كما أهميته، وبهاتين الطريقتين يمكن التعامل الصحي مع ممن يفضل الصمت وقلة الكلام.

اضف تعليق