اول الاسباب هي التنمر الذي يصدره المجتمع اتجاه هذه الفئة من الناس وبالتالي يمثل لهم الامر عقدة يصعب التخلص منها او تخطيها، فالمجتمع الذي يفتقر الى الذوق يؤذي ابناءه لأي خلل يوجد فيه، وان كان ليس له ذنباً في ذلك...
عقد عديدة يمكن ان تؤثر في السلوك الانساني وتغير من اتجاهه وقوته، وواحدة من هذه العقد التي تؤثر في نفس حاملها وتجعله محاولاً تعويضها في اي فرصة سانحة هي عقدة الرجل القصير او (عقدة نابليون)، فما هي هذه العقدة وما هي انعكاساتها على الانسان؟، وكيف يجب ان نتعامل معها لتفادي اضرارها؟
تصيب هذه العقدة قصيري القامة من الرجال كنتيجة لتعرضهم الى التمييز المجتمعي والسخرية والانتقاص منهم مما يجعلهم يقبعون تحت التأثير الضغوط النفسية التي تفقد الانسان صوابه وتفقده جزء كبير من صحته النفسية التي بالعادة تتأثر بالكثير من المؤثرات الحياتية.
اصل التسمية
تم تسمية عقدة نابليون على اسم نابليون بونابرت، أول إمبراطور للفرنسيين. يفترض الفولكلور الشائع أن نابليون عوض افتقاره إلى الطول من خلال السعي إلى السلطة والحرب والفتوحات، وتم تعزيز هذا الرأي وتشجيعه من قبل البريطانيين، الذين شنوا حملة دعائية للتقليل من عدوهم في الطباعة والفنو خلال حياته وبعد وفاته.
في عام 2018 وجد عالم النفس التطوري (مارك فان) وفريقه عبر دراسة اجريت في جامعة امستردام ادلة على عقدة نابليون في الذكور من البشر، اذ تبدأ تظهر تأثيرها بأن يجب على الذكور الأضعف جسديا اعتماد استراتيجيات سلوكية بديلة بما في ذلك إظهار العدوانية غير المباشرة وبناء الائتلاف للتغطية على ذلك العيب كما يرون.
مثال واقعي:
لدي احد الاصدقاء وهو من قصار القامة جمعتنه به الدراسة لسنوات طوال وكعادة اغلب الاصدقاء كنا نتمازح فيما بيننا بصفاتنا الشخصية ومظاهرنا الشخصية، وكان المسكين يسمع منا يومياً ما يشعره بكون طوله عيباً ويتجرع مرارة ذلك حتى انه اعتاد ما يسمعه منا وكان يشاركنا المزاح على قصر قامته بقوله (لوكنت طويلاً لكنت على غير هذا الحال)، ولم نكن نعي ان يصاب بالاذى وبعد ان اطلعنا على هذه العقدة شهرنا بالندم مما كنا نفعله بصديقنا.
الاسباب
ثمة اسباب تدفع الافراد قصيري القامة الى الاصابة بهذا العقدة النفسية المؤلمة ومن اهمها:
اول الاسباب هي التنمر الذي يصدره المجتمع اتجاه هذه الفئة من الناس وبالتالي يمثل لهم الامر عقدة يصعب التخلص منها او تخطيها، فالمجتمع الذي يفتقر الى الذوق يؤذي ابناءه لأي خلل يوجد فيه، وان كان ليس له ذنباً في ذلك، وكل ذلك يحصل في البلدان الاسلامية التي يدين ابناءها بدين الاسلام الحنيف الذي ينهى عن كل السلوكيات المؤذية.
ثاني الاسباب هو النظرة المجتمعية لمواصفات الانسان الطبيعي ومنها ان يكون طويل القامة وعريض المنكبين، وبخلاف ذلك فهو لديه عيباً خلقياً، وهكذا يبني المجتمع قناعاته ويبث افكاره غير مكترثاً لما يسببه التمييز على فئة قصار القامة وبالتالي يشيعون نوعاً من الظلم والقهر لابناء هذه الفئة المظلومة.
ثالث الاسباب هو التنشئة الاجتماعية الخاطئة وغير الداعمة للطفل الذي يتصف بقصر القامة، فلا يشجعونه ولا يمدونه بالطاقة النفسية التي تجعله مقتنعاً بكونه ليس لديه عيباً وبالتالي يقاوم كل مايصدر من المجتمع تجاهه ويتخلص من التأثير السلبي لهذه العقدة.
ما يجب
ما يجب ان يكون لعلاج لهذه العقدة هو قيام الابوين بتحصين ابنائهم من قصيري القامة تحصيناً فكرياً ونفسياً لمواجهة قلة الذوق والاستهزاء والسحرية وكل صور السلوكيات اللاانسانية التي يصدرها المجتمع تجاههم، وعلى الانسان ان يعي امر مهم وهو ان النقص في جانب ما يقابله تعويض في جانب آخر وسعينا نحن البشر نحو الكمال هو ضرب من العبثية الكمال لله وحده.
اضف تعليق