ربما تدفع الحاجة بعض العوائل الى تشغيل ابنائهم في متاجر او اسواق او مهن اخرى، فقد نرى يومياً تقريباً اطفال في الاسواق يبيعون اكياس التسوق او الكلينكس او غير ذلك من الامور البسيطة، لكن المؤسف ان مثل هؤلاء الاطفال هم الاكثر عرضة للتحرش الجنسي ممن هم اكبر منهم سناً...
وسط انحدار اخلاقي وقيمي ملفتين للنظر تبرز الكثير من المشكلات السلوكية ذات الاصول النفسية في مجتمعاتنا العربي عموماً والعراقي على وجه الخصوص، وهذه المشكلات غيرت من طبيعة المجتمع وباتت تهدد الامن النفسي لأبناءه، ومن اكثر هذه المشكلات اثراً سيئاً على الانسان والطفل بالخصوص هو تعرضه للتحرش الجنسي، فقد تكاد تكون من اكثر الظواهر النفسية المسشترية في وقتنا الحالي، فماهي اثار التحرش الجنسي على الطفل؟، وكيف نواجه هذه المشكلة؟
ما هو التحرش الجنسي؟
يمكن تعريف التحرش الجنسي على انه شكل من أشكال الاعتداء على الأطفال ويتم من خلاله استخدام هذا الطفل، من قبل شخص بالغ وراشد، أو حتى من قبل طفل أكبر منه سناً بهدف إشباع رغبات المعتدي الجنسية، أو لحاجة المعتدي بالشعور بالقوة والسلطة، ظناً منه أن التحرش سيمنحه هذا الشعور.
يتعرض الكثير من الاطفال من الجنسين الى التحرش ولو لمرة واحدة خلال حياتهم، وعلى الرغم من اختلاف اسلوب التحرش غير ان الاثر النفسي السيئ الذي ينتج عنه واحداً، فهو يؤثر على مجمل حياة الفرد الذي يتعرض له ولن يقف عند وقت الاعتداء بل قد يمتد لسنوات طويلة فما ان يمر موقف مشابه حتى تعود به الذاكرة الى ذلك الحدث المؤلم وكأنه حدث قبل يوم او يومين.
وفي سياق دواعي التحرش الجنسي على الطفل يقول الباحث في علم النفس الدكتور ( محمد حبيب) :" ان الإحصائيات توضح أن خمس المنتحرين هم ممن تعرضوا للتحرش الجنسي في مرحلة عمرية متقدمة، الأمر الذي يلزمه اهتمام ودراسة أعمق للظاهرة لأن خطورتها تتجاوز في مرئيتها كونها ظاهرة تتميز نتائجها بالعنف المزدوج المادي والمعنوي، وتتجلى نتائجها فيما يلحق الضحية من هشاشة ونكران لهذا النوع من الظواهر، مما ينتج عنه انتحار للضحايا، وهذه النسبة من المنتحرين بسبب التحرش الجنسي أصبحت تدق ناقوس الخطر".
ربما تدفع الحاجة بعض العوائل الى تشغيل ابنائهم في متاجر او اسواق او مهن اخرى، فقد نرى يومياً تقريباً اطفال في الاسواق يبيعون اكياس التسوق او الكلينكس او غير ذلك من الامور البسيطة، لكن المؤسف ان مثل هؤلاء الاطفال هم الاكثر عرضة للتحرش الجنسي ممن هم اكبر منهم سناً الامر الذي يشي بتحول الحياة العامة الى اشبه بالغابة التي يسيطر عليها الاكثر وحشية وعدائية دون مراعاة الانسانية.
بماذا يعود التحرش على من يتعرض له؟
تعرض الاطفال للتحرش الجنسي يجعله انسان غير متزن نفسياً بوجود الم نفسي كبير يحرقه من الداخل ويعجز عن علاجه مما يولد الخوف والرعب الذي يسيطر على تفكيره وردة فعله تجاه المواقف الحياتية، علاوة على ظهور الكثير من الأعراض العاطفية الحادة مثل القلق والتوتر والخوف والتي تؤثر مستوى الصحة النفسية للمتعرض للتحرش.
ومن الانعاكسات على الطفل الذي يتعرض للتحرش الجنسي هي نمو النزعة العدائية في نفسه، اذ انه ينتظر اية فرصة تتاح له ليقوم بسلوك ينتصر عبره لنفس التي الم بها القهر من التحرش، فمن الممكن ان يتحول الى متحرش بالاطفال او انه يكون بذيئ اللسان تلفظ بماهو غير لائق على الاخرين او غير ذلك من صور العدوان واشكاله.
ويتولد لدى الطفل المتعرض للتحرش من كلا الجنسين شعور بالعار والدونية، مما يجعله قليل الثقة بنفسه وبقراراته مما يؤثر على حياته بصورة عامة سيما في مجالات الانجاز العلمي وحتى في ميادين العمل، وهذا الامر يصبح عقدة يستصعب ان يجد لها حلاً ان لم يكون منعدماً.
ماذا يجب:
نظراً لهذه الاثار الوخيمة التي تترك على نفسية الطفل حين يتعرض الى التحرش الجنسي اصبح من الواجب ان يتوخى الوالدين الحذر في زج ابنائهم غير اماكن للعمل او الترفيه، اذا عليهم متابعة الاماكن التي يرتادونها ومنعم اذا ما احسوا بالخطر او مصاحبتهم الى تلك الاماكن ان كان لابد من ذهابهم اليها والله هو الحامي.
اضف تعليق