ان لصداقة الاطفال فوائد كثيرة منها اندماج الأطفال مع المجتمع بشكل سوي، وعندما يكون ذلك منذ الصغر فإنه يبعد عنهم شبح العزلة والانطوائية التى قد تعرض الأطفال للإصابة بأمراض الفصام نتيجة للخوف وعدم الثقة بالنفس، فالصداقة تشكل العالم الخارجي للطفل...
لي طفل يبلغ من العمر 3 سنوات وتزيدها ايام قلائل فقط، حين يخرج الى الشارع اراه يمزح مع هذا الطفل ويضحك مع ذاك وكأنه شاب كبير يعرف معنى الصداقة والصديق، في كل مرة اراه يقوم بذات الامر اتساءل في نفسي ماذا تفيد الطفل هذه الصداقات مع الاطفال الآخرين؟، وكيف يختار الطفل اصدقائه؟، وهل يقع على الاهل مسؤولية اختيار الصديق او مراقبته لئلا يصاب بعدوى سلوكية غير صحية؟، هذا ما سنتاوله في سياق هذا المقال.
يمكن ان نعرف الصداقة على انها العلاقة الانسانية التي يشعر عبرها الانسان بالارتياح النفسي والسعادة التي تقوي لديه جوانب حياتية مختلفة مما يعزز لديه الصحة النفسية.
ما اهمية الصداقة بالنسبة للطفل؟
في سياق اهمية الصداقة يقول الخبير التربوي الدكتور (ايمن فهمي) "ان لصداقة الاطفال فوائد كثيرة منها اندماج الأطفال مع المجتمع بشكل سوي، وعندما يكون ذلك منذ الصغر فإنه يبعد عنهم شبح العزلة والانطوائية التى قد تعرض الأطفال للإصابة بأمراض الفصام نتيجة للخوف وعدم الثقة بالنفس، فالصداقة تشكل العالم الخارجي للطفل، حيث يصب فيها طاقته من النشاط واللعب ويتفاعل مع الأصدقاء من خلال روح المنافسة الإيجابية بعيدا عن العنف".
ليس هذه اهمية الصداقة فحسب بل ان من فوائدها ان تنمي لدى الطفل الصحة النفسية والبدنية، اذ ان الصداقات من شأنها ان تطور من المهارات الاجتماعية والعاطفية فحين يشعر الطفل بالانتماء لجماعة فأن يحسن التفاعل معهم عاطفياً فيحبهم ويحزن لحزنهم ويفرح لفرحهم ويتفاعل معهم في المواقف الاجتماعية المختلفة.
كما ان صداقات الاطفال تقلل من التوتر والقلق حيال مشكلات بسيطة لكنهم يرونها كبيرة، فحين يشعرون بالاحاطة والتفاعل مع مايزعجهم مع محاولة مساعدتهم لحل الازمة او المشكلة يقل توتره ويعود انسان طبيعي، على عكس اولئك الذين يشعرون بالوحدة أو العزلة الاجتماعية فأنهم يكونوا أكثر اكتئابا ولديهم مشاكل صحية أكثر وقد يكون عمرهم أقصر وحياتهم اكثر تعقيداً.
ووجود أصدقاء للطفل في المدرسة مهم جداً لكونه يؤثر في أدائهم المدرسي لكون العقل الجمعي يقود الانسان لا ارادياً الى مسايرة الاقران فلا يقبل ان يكون احد افراد المجموعة بالتحصيل المتدني حين يرى ان زملائه حصلوا على مستويات عالية وهكذا يصبح التنافس المشروع بينهم وهذه ما يدفعهم إلى التعلم بشغف أكبر، ومن اجل هذه الفوائد العظيمة يجب ان تكون للطفل صداقات وعلاقات اجتماعية.
اشارة
على الرغم من اهمية الصداقة للطفل الا انها لا تخولو من بعض السلبيات منها فقدان الطفل للانتماء الى العائلة والمنزل اذا احس ان اصدقائه يغنونه عنهم وبالتالي يفضل قضاء اطول وقت معهم وهذا بحد ذاته مشكلة، كما ان الصداقات ولجهل الطفل بمصلحته تجعله ينشغل باللعب وممارسة بعض الهوايات معهم على حساب دراسته وواجباته المنزلية، فحين ندعوا الى تكوين صداقات للاطفال يجب ان يحدث ذلك بموازنة وبدون افراط ذو انعكاس سلبي.
ما هو دور الاباء؟
من الاشارة العرضية التي اشرنا اليها يتحتم على الاباء تشكيل الوعي الكافي لدى ابنائهم لاختيار الاصدقاء الطيبيين غير الملوثين سواء في منطقة السكن او في المدرسة او في اي مكان آخر ينشط فيه الطفل، ومن الاهمية بمكان ان يكون ارشاد الطفل بطريقة غير مباشرة وبطرق عدة منها مراقبة سلوكيات الاصدقاء وقياس مدى ملائمتها لابنه وتربيته ومحددات عائلته.
وفي الوقت الذي يجب ان يمنح الطفل حرية في اختيار الصديق لا يعني ذلك الابتعاد عن التدخل بصورة مطلقة لكنه يجب ان يشعر بأنه مراقب وانه سوف يتعرض الى التصويب ان اخطأ في الاختيار، وبذا يكون حريصا على ان يجد الصديق المناسب الذى يروى عطشه بدلا من الجلوس وحيدا أو اللعب بمفرده.
اضف تعليق