ايقاع الحياة السريع وكثرة متطلبات العيش يجعل الانسان عرضة للضغوطات النفسية اليومية او شبه اليومية، وبالتالي يحدث خلل في التوازن النفسي مما يقلل من رصيد صحة الانسان النفسية، فماهي الضغوط النفسية؟، وكيف يمكن التخلص منها اوادارتها بنجاح دون ان ندعها تنال من جرف صحتنا العامة...
ايقاع الحياة السريع وكثرة متطلبات العيش يجعل الانسان عرضة للضغوطات النفسية اليومية او شبه اليومية، وبالتالي يحدث خلل في التوازن النفسي مما يقلل من رصيد صحة الانسان النفسية، فماهي الضغوط النفسية؟، وكيف يمكن التخلص منها اوادارتها بنجاح دون ان ندعها تنال من جرف صحتنا العامة.
يعرف الضغط النفسي على انه الاستجابة التلقائية المقاومة أو الهروب في الجسم والتي يعدها الأدرينالين وسائر هرمونات الضغط التي تثير مجموعة من التغيرات الفسيولوجية وازدياد الاثارة الضرورية للجسم لكي يدافع عن نفسه عندما يواجه بالخطر.
اغلب الناس المسؤولين ومنذ ساعات النهار الاولى ينغمسون في مشاغل الحياة اليومية التي تبيقهم على قيد الحياة الطبيعية الآمنة، فهذا يذهب الى وظيفته وذاك لعمله وثالث يذهب لجامعته وكذا الحال بالنسبة للجميع فلكل همه وحاجاته التي يعمل عليها بهذه الوسيلة او تلك، وبسبب هذا الهم اصبح الانسان المعاصر تحت ضغط الانشغال الدائم المرهق.
النساء والرجال يتعرضون للضغوط النفسية الحياتية لكن تختلف نسبهم تبعاً لعدة عوامل ومحددات منها حجم المسؤولية، اذ ان الرجال تقع عليهم المسؤولية الاكبر من قبيل الانفاق على العائلة ومتابعة توفير حاجياتها المختلفة، اما النساء فهم اقل مسؤولية بالمقارنة بالرجال وبالتالي هن اقل ضغوط نفسية.
كما ان الفئات العمرية كافة معرضة لمثل هذه الضغوط غير ان فئة الشباب والمراهقين هم الاكثر عرضة لها على اعتبار انهم يشغلهم المستقبل فيعملون على توفير مستلزمات حياتهم، اما الفئات الاكبر فأنهم اقل ضغوط لكونهم وصلوا الى مستوى من الاستقرار لكونهم ووفورا شيئاً لحيواتهم وبذلك هم اقل اكتراثاً للعمل والجهد والانشغال في متطلبات الحياة.
اذا ما تفقنا ان الجميع يتعرضون لضغوط الحياة المختلفة لذا صار واجباً ان يتعلمون طرقاً لادارة هذه الضغوط لان تجنبها غير ممكن، وهذه هي ابرز طرق الادارة لها:
من الاهمية بمكان ان يبسط الانسان من طريقة عيشه ويعيش حياته لا حياة غيره، وهذا ما يجعله يعمل هذا المستوى دون الدخول في دوامة العمل المضني والذي يدفع الانسان ارصدته من صحته النفسية والجمسية.
ومهم ايضاً ان يرتب الانسان اولوياته فيتخلى عن بعض التزاماته الغير مهمة او القابلة للتأجيل وتقديم التي لا تحتمل التأجيل، ومن الضروري ان يسأل نفسه بواقعية ما هو الواجب علي المبادرة لفعلة وما الذي يمكنه الانتظار وتأجيل القيام به وما هو الذي لا يلزمه أداؤه أصلا، فترتيب الاولويات هذا يمنح الانسان منهجية واضحة وبالتالي يرتاح نفسياً وجسدياً.
كما يفترض ان يعيش الانسان ليومه ولا يحمل هم الماضي ولا المستقبل لان الماضي ولى والمستقبل سيدبره مدبر الامور، بل يجب ان يركز تفكيره على الاهداف الانية والابتعاد عن البحث لمشكلات المستقبل التي تنهك الانسان وتفقده تركيزه.
وحين يريد الانسان ان يدير ضغوطاته حياته عليه ان يضبط سلوكه وتفاعله سيما في لحضات الاجهاد والتوتر ويتعلم كيف يكون منتجاً في لحظات قد ييأس البعض فيها، والأساس في هذا التوكل على الله سبحانه وتعالى والثقة بقدرات النفس وتهيئتها لوضع الإيجابيات فوق الأفكار السلبية الهدامة.
وعلى الانسان ان يتقبل الخسارة في الحياة او عدم الحصول على النتائج المرجوة وهذه صفة من الصعب على الكثيرين التحلي بها لكنها ضرورية لاستمرار التفاعل مع الحياة وديمومة الانتاج وعكسه يعني الوقوف عند اول خسارة تحصل للانسان.
واخيرا سيدي القارئ الكريم الذي تمر بضغوطات الحياة يجب ان تخصص وقتاً لاستعادة شحن بطاريتك بصورة دورية عبر ممارسة هواية او نشاط في محيط الاسرة او خارجها سيما حين تشعر انك وصلت الى مرحلة من الاجهاد الفكري والعضلي وهكذا تكون قد احسنت ادارة ضغوطات حياتك بالطريقة الجيدة.
اضف تعليق