المعيار الذي يمكننا عبره قياس فيما اذا كان القلق عادياً ام العكس هو حجم الاستجابة للموقف فأذا كانت الاستجابة مناسبة لمسبب القلق فالامر لا يخيف ولا يمكن اعتباره خروج عن حالة السواء، اما الذي يستوقفنا في بحثنا عن القلق واثاره على الانسان فهو المبالغة في درجة الاستجابة...
ما من انسان الا ولديه نسبة من القلق، فأحدنا يقلق لكونه سيقابل على عمل في اليوم التالي، وآخر قلق لكونه سيخوض امتحانات الفصل الاول، وثالث قلق لانتظاره نتيجة تحليل طبي، وغير ذلك من حالات القلق الطبيعية والتي تكون جزءاً من حياة الانسان وسمه اساسية من سماته، وليس طبيعياً ان يخلو الانسان من القلق فحين تعثر على انسان لا يقلق لك ان تجزم بأنه انسان ليس سوياً بالمرة.
يعرف القلق بأنه "حالة مزاجية موجهة نحو المستقبل وفيه يكون الشخص على استعداد لمحاولة التعامل مع الأحداث السلبية القادمة"، ويعرف ايضاً على انه حالة مزاجية ناتجة عن شعور الانسان بالتهديد مما يجعله عاجزاً عن اداء مهامه لحياتية وبالتالي الخروج عن حالة التوازن النفسي.
المعيار الذي يمكننا عبره قياس فيما اذا كان القلق عادياً ام العكس هو حجم الاستجابة للموقف فأذا كانت الاستجابة مناسبة لمسبب القلق فالامر لا يخيف ولا يمكن اعتباره خروج عن حالة السواء، اما الذي يستوقفنا في بحثنا عن القلق واثاره على الانسان فهو المبالغة في درجة الاستجابة، على سبيل المثال ان احدنا الذي يتولد لديه القلق نتيجة اعتقاده بأن وقت الدوام قد فاته فيخرج مهرولاً الى الشارع مما قد يعرضه حادث دهس رغم الان الامر يمكنه ان يحل بمكالمة الى رئيس العمل تخبره بأنك تتأخر قليلاً.
توضيح
نود توضيح حقيقة مافادها بأختصار ان القلق ليس سيئاً في كل حالاته وان ارتفعت معدلاته فقد يدفع القلق الطلبة بأتجاه القراءة الجدية والتحضير الكبير تجنباً للاخفاق والظهور بمستوى اقل من الاقران وبذا يعتبر القلق رد فعل طبيعي للضغط وهوما قد يساعد أي شخص للتعامل مع الأوضاع الصعبة وتخطيها بنجاح، وهذا مايدحض الراي القائل بأن القلق مذموماً في جميع صوره واشكاله لذا اقتضى التوضيح.
الاعراض
ثمة علامات تبدو جلية على الفرد القلق منها ما يمكن قياسه من الاقران عندما ينظرون الى الفرد القلق وهي: التعب من الاعمال البسيطة، الغثيان، ضيق في التنفس، اضطرابات في المعدة، صداع في الرأس، ارتفاع ضعط الدم، التعرق، شحوب الوجه، الارتعاش، اتساع حدقة العين، هذه العلامات او الاعراض الجسدية للقلق.
اما الاعراض النفسية التي يلتفت اليها الانسان ذاته لكونها داخلية لا ترى لكنها تستشعر، ومن اهم هذه الاعراض الشعور بالفزع والذعر، فقدان التركيز، النسيان، عدم حفظ اية معلومة تحت الضغط، الشعور بالتوتر والعصبية من اقل الاشياء والتي لا تستحق كل هذا الغليان، توقع الأسوأ، الأرق، كوابيس، هواجس الأحاسيس، والشعور بأن كل شيء مخيف، هذه العلامات مجتمعة او منفردة ان توفرت يمكن الحكم على وجود القلق وارتفاعه لدى الفرد المصاب به.
الفرق بين القلق والخوف
بين الخوف والقلق فروقات كبيرة منها ان الخوف قصير الأجل، يركز على الحاضر، موجه نحو تهديد محدد ومخصص، وييسر الهرب من التهديد، بينما يعرف القلق طويل الأجل، يركز على المستقبل، معززاً نوع من الحذر المفرط عند اقتراب خطر أو تهديد محتمل وبالتالي متصادماً مع التعامل البناء مع الموقف، والخوف هو بداية القلق فهو السبب والقلق نتيجة،
كيف نخفف القلق
علاج القلق ليس هيناً بالمرة الا انه ليس مستحيلاً وهو ما يجعل امكانية نجاحه ممكنة وذلك يتم بإزاله الأسباب التي أدت إليه: ويتم بالمجمل علاج القلق عبر مايلي:
العلاج النفسي الذي يعتمد على التشجيع والدعم وتقليل احتماليات الضرر ذهنيا ًسيما وانه يرتبط بالمستقبل اكثر، وحين يشعر الانسان بوجود من يقف معه سيشعر بالقوة والاتزان، ومن الاهمية بمكان ان يجرب الانسان المواقف التي تثير قلقه فحين يجرب حتماً سيتعامل معه كواقع حال وبالتالي يتغلب عليه.
ويأتي العلاج المعرفي السلوكي من بين اهم العلاجات الناجعة لمعالجة اضطراب القلق ومفاده بتدريب المريض علي الاسترخاء وبعد ذلك يقدم المنبه المثير للقلق بدرجات متفاوتة من الشدة أي عن طريق التحصين التدريجي، وهذه المعالجات يمن يغادر الانسان قلقه او يخفف منه على اقل تقدير.
اضف تعليق