من الغرائز المؤذية للطفل والمحيط الاجتماعي هي حب السيطرة التي تدفع الطفل الى ان يرى نفسه في مركز قوي متفوقاً على كل من حوله وحتى والديه مما يجعله يجنح الى التعنت والعدوانية ورفض التوجيه والإرشاد، الموقف التربوي منها يتجلى في عدم الاهتمام بالسلوكيات الناتجة منها مع محاولة محاربة الحد منها ولا ندعها تسيطر على سلوك أبنائنا وتدفعهم إلى العنف...
يلاحظ الاباء والمربون بعض المشكلات السلوكية التي تظهر من الاطفال بعجب كبير لاتقانهم اياها وهم لايزالون في سن صغيرة ربما لا تتجاوز السنوات القليلة، وعند هذه السلوكيات يفقون حيارى عن مصادرها وهل هي متعلمة ام غريزية، وكيف يتعاملون معها بالصورة التي تجعلها تتبدد دون تتحول الى عقد نفسية تضعف المنظومة النفسية للاطفال وبالتالي تنال من رصيد صحتهم النفسية.
هذه المشكلات تظهر بصورة فجائية لدى الاطفال الى الحد الذي يجعل الابوين يتعقدون انهم متدربين على تأديتها او على الاقل انهم يرونها في التلفاز او احد الاجهزة اللوحية، لكن الحقيقية انها تنشأ بفعل دوافع فطرية لا نستطيع التحكم بها وهي ما يعرف بالغرائز، والتي نستعرض اهمها في سياق المقال بغية تشذيبها وليس انتزاعها بالكامل مرة واحدة لكون ذلك مستحيلاً او معقداً.
الكثير من الوالدين والمربين يتجاهلون هذه السلوكيات ويعتبرونها امر طبيعي لكن ذلك خطأ جسيم يدفعون اثمانه مستقبلاً، فالغرائز مالم توجه توجيهاً سليماً تكون مصدر كل الشرور وعلى النقيض السمو بها يجعلها مصدر كل الخيرات للانسان، وبذلك نكون قد حققنا هدفنا في تنشئة أبنائنا نشأةً صالحة وجنبناهم الكثير من المشكلات التي تعيق ربما التقدم النفسي للانسان.
ما هي المشكلات الغريزية لدى الاطفال؟
سنضع نقطة ضوء على ابرز الغرائز البشرية ومدى تأثيرها على سلوكها ابناءنا وكيف يمكن ان نخفف منها ومن تأثير الجوانب السلبية لها، ومن اهم هذه الغرائز ما يلي:
اولى المشكلات الغريزية وربما اخطرها هي غريزة التقاتل التي تدفع الطفل الى مقاتلة اقرانه ليس بقصد ايذاءهم بل انه يفعل ولا يعرف لماذا يفعل لكنه بالتالي قد يفقد اصدقاءه ودعم اهله وتعاطفهم.
الموقف التربوي من هذه المشكلة الغريزية هو ضرورة النزول الى مستوى عقل الطفل والتحدث معه عن اضرار مثل هذه الافعال وينبغي أن نفهمه أن اللجوء إلى المقاتلة قبل استنفاذ الوسائل السلمية أمر غير مقبول وهو مايعرض النظام العام الى التشضي والانهيار وبالتالي قد تغيب السلمية بين ابناء المجتمع حين ننجح في اقناعه بهذا الامر حتماً سيغادر هذه المشكلة.
ثاني المشكلات الغرزية هي حب الاستطلاع، اذ يبدو هذا المصطلح ايجابياً في المنظور العام فليس اجمل من يعرف الانسان ماحوله، لكن هذه الحب يتحول الى اداة لاذية النفس حين يمارس بجهالة سيما من قبل الاطفال الذي لا يحسنون حساب العواقب في كثير من الامور، فعلى سبيل المثال قد يدفع طفلاً حياته ثمناً حين يضع سيخاً حديدياً في نقطة كهرباء حين يريد معرفة مافي داخلها.
الموقف التربوي من هذه المشكلة هو ضرورة ان يفهم الطفل ان بعض حب الاستطلاع يؤدي الى الكارثة وهنا يجب السؤال قبل الممارسة لكون الطفل لا يعرف حجم الضرر الحقيقي الذي يمكن ان ينتج، كما يجب ان يفهم الطفل بأريحية ان بعض الاستطلاع يفسد العقول فلا داعي للخوض فيها وتجريبها.
ثالث المشكلات الغريزية هي مشكلة البحث عن الطعام، هذه الغريزة من الغرائز المهمة لبقاء الحياة واستمرارها، وتظهر بعد الولادة مباشرة، فلا يستطيع الإنسان أن يعيش بدون الطعام وهذا امر طبيعي، لكن المشكلة تكمن في البحث غير المشروع عن الاكل والشرب سيما مع وجود بيئة غير منظمة لا توفر الاحتياجات في اوقاتها وهو ماقد يؤدي بالبعض بايذاء الاخرين في سبيل توفير هذه الاحتياجات.
الموقف التربوي من هذه الغريزة هو ضرورة اشباع هذه الحاجة للطفل لكي لا يضطر الى الدخول في متاهات البحث غير الشرعي، وهذه المسؤولية هي مسؤولية الابوين بالدرجة الاولى والبديل طفل تتحكم به غرائزه فيتحول الى اشبه بالحيوان.
و من الغرائز المؤذية للطفل والمحيط الاجتماعي هي غريزة حب السيطرة التي تدفع الطفل الى ان يرى نفسه في مركز قوي متفوقاً على كل من حوله وحتى والديه مما يجعله يجنح الى التعنت والعدوانية ورفض التوجيه والارشاد.
الموقف التربوي منها يتجلى في عدم الاهتمام بالسلوكيات الناتجة منها مع محاولة محاربة الحد منها ولا ندعها تسيطر على سلوك أبنائنا وتدفعهم إلى العنف والاعتداء على إخوانهم وزملائهم بغية فرض سيطرتهم عليهم بوسائل العنف، تلك ابرز المشكلات السلوكية الغرائزية التي تظهر في سلوك الاطفال فلا داعي للقلق منها فوق ما تحتمل لان اثارها ستزول تدريجياً ان احسنا التعامل معها.
اضف تعليق