هو حالة من حالات الوسواس القهري التي تدفع الإنسان لقضاء وقته بقراءة الأرقام والدخول في عمليات حسابية، بالإضافة إلى أنه يفضل عد أي شيء يضع نظره عليه سواء كان مشغلاً بأمر ما او متفرغ وهوما يدل على وجود دوافع نفسية كونت بيئة حاضنة لهذا المرض...

كل البشر يمارسون عملية العد حسب حاجتهم اليها، فبعضهم يعد نقوده وآخر يعد ساعاته، وتعد النساء اغراض المطبخ وما الى غير ذلك من العمليات التي يعد في الانسان مستخدماً الارقام وبعض العمليات العقلية، الى هذا الحد يعد الامر طبيعي جداً لكن الامر لم يقف هنا بل يتعدى الى حساب اي شيء يصادف الانسان بولع وتركيز عاليين يخرج عن اطار العادي الى اطار المشكلة النفسية التي تعرف بـ( وسواس العد)، فماهو وسواس العد؟، وماهي تجلياته في الواقع؟، وماهي اسبابه وعلاجاته؟

يعرف علم النفس وسوس العد بأنه حالة من حالات الوسواس القهري التي تدفع الإنسان لقضاء وقته بقراءة الأرقام والدخول في عمليات حسابية؛ بالإضافة إلى أنه يفضل عد أي شيء يضع نظره عليه سواء كان مشغلاً بأمر ما او متفرغ وهوما يدل على وجود دوافع نفسية كونت بيئة حاضنة لهذا المرض.

كيف نتعرف على المصاب؟

من صور وملامح الاصابة بهذا الوسواس هي ان المصاب يقوم بحساب كل ما يعترض طريقه فيقوم بحساب عد درجات السلم عندما يصعد أو ينزل، او عدد مرات الصعود والنزول في الساعة الواحدة، يحسب خطوات السير من منزله الى اية نقطة يقصدها سيراً وقد يحسب كم خطوة يمكن ان يمشي في الدقيقة الواحدة، يحسب عدد مرات التنفس زفيراً وشهيقاً في الدقيقة الواحدة، دون أن يكون هناك عارض صحي يجعله يتابع تنفسه.

يحسب نوافذ المنازل التي يمر بجانبها، يحسب العلامات المرورية التي يمر بها أو المطبات التي يمر بها أثناء قيادته للسيارة، يحسب الجوامع والمدارس واعمدة الكهرباء، ويحسب عدد السيارات التي تمر به من نوع معين، وتصنيف السيارات وحساب النسب المئوية لتلك السيارات، كل هذا الاشياء واكثر يقوم بحسابها وهو ما يعني بالضرورة انه شخص لديه سلوك غير عادي بالمرة ينبغي الالتفات اليه.

ماهي اثاره هذا الوسواس؟

ثمة اثاره تصيب المصابين بوسواس العد من شأنها ان تضعف قواه وتجعله فاقد للتوازن النفسي منها الشعور الدائم بالقلق والتوتر بسبب توقعه حدوث اشياء في تاريخ معين في باله مما يجعله يفكر ويحسب لذلك التاريخ، اهدار للوقت بصورة غير مبررة ولا مفيدة على الاطلاق، العزلة في بعض الحالات، والتي تكون بهدف قضاء الوقت مع عمليات الحساب والابتعاد عن المجتمع الذي يبعده عن ممارسة هوايته، ناهيك عن المشكلات الصحية الاخرى الناتجة عن الانشغال بالحساب مثل ضعف البصر والصداع بسبب التركيز في الأرقام والعمليات الحسابية الغير المجدية.

لماذا الاصابة:

ما من سلوك يسلكه الانسان الا وله من المحركات الخفية التي تدفعه للظهور، ووسواس العد لها الكثير من الاسباب ابرزها:

اول الاسباب هي الفراغ الموجود لدى الانسان والذي يبحث عن ملئه بأي طريقة كانت فقد يتجه الانسان الى الهاء نفسه بعمل حسابات ومعادلات حسابية ومحاولة حلها وبمرور الوقت يجد راحته في هذا الأمر مما يؤدي إلى الإصابة بالهوس تدريجياً دونما يتنبه للأمر بذاته، اما السبب الآخر حب بعض المصابين للحساب فهناك الكثير من الناس مهووسون بها ويفضلون أن يقضوا أطول وقت ممكن معها وهو فيصاب بوسواس الأرقام دون أن يشعرون بأنها حالة مرضية مما يجعلهم يستمرون فيها حتى تصبح عادة سلوكية مؤذية.

المعالجة:

يمكن ان نعالج هذا المرض او نحد منه على اقل تقدير عبر اشغال وقت من تظهر علية علامات الاصابة وطلب من القيام بمهام يفضل ان تكون شاقة لكي لا يستطيع العودة الى سلوكية العد لكونه لا يمتلك وقتاً ولا جهداً اضافي، الحل الاخر لأولئك الذي يفرطون في حب الحساب والعمليات الرياضية هو توظيفهم في وظائف ذات طابع حسابي كأن يكون محاسب في شركة او دائرة معينة وبالتالي يمارس الامر كمهنة منتجة وبالتالي يشبع فضوله ويبتعد عن المرض، وبهاتين الطريقتين يمكن ان نقلل من المرض المزعج.

اضف تعليق