الصورة السلبية التي يختزنها الانسان في باله عن القطط والخبرات السيئة التي تقلها عبر وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي او عبر الاهل، اذ ان هذه الخبرات تؤدي الى تضخم الشعور السلبي المبني على توقع هجوم في اية مكان يحتوي على القطط، وهذا نموذج واقعي لهذا السلوك...
في الوقت الذي يتسلى الكثير من الناس سيما الفتيات بتربية القطط ويعتبرونه كائن لطيف، في قبالة هذا الانجذاب يخشى الكثير من الناس القطط بشكل ملفت للنظر وهو ما يشكل ازمة بالنسبة لهؤلاء الناس، هذا الخوف يعرف بـ ( رهاب القطط)، فما هي اسبابه واعراضه وطرق الحد منه.
يعرف الاستشاري النفسي والأسري الدكتور (عاطف القاسم) رهاب القطط بأنه "حالة من الرعب والخوف المستمر غير العقلاني مصحوبة بقلق شديد ينتاب الفرد من القطط، مما ينتج عنه أفعال تجنبية عند الطفل وعدم القدرة على رؤية القطط ومواجهتها في المواقف الحياتية" .
وتشير الدراسات والإحصائيات إلى أن الإناث أكثر عرضة للإصابة من الذكور، كما أن أكثر مرحلة عمرية رصدت الإصابة فيها كانت دون عمر 18 عاما، ويعد الأطفال الأكثر عرضه لهجوم القطط وذلك لجهلهم بطريقة الحمل الصحيح للقطط، فعندما يلعبون معها أو يحملونها بالخطأ فهم يتعرضون للهجوم الشرس.
ما هي مظاهر الاصابة برهاب القطط؟
يشترك رهاب القطط مع الكثير من انواع الرهاب في الاعراض، اذ انها تشترك في شعور الانسان بضيق في الصدر عند مواجهة القطط، صعوبة في التنفس بشكل طبيعي سيما في الدقائق الاولى من الموقف، اضطراب المعدة، خاصة عند التفكير في حدث مستقبلي حيث ستكون قطة حاضرة، التعرق الشديد وشحوب الوجه والعينين، هذا ابرز الاعراض الجسدية.
اما الاعراض النفسية فهي: الشعور بالخوف الشديد من المناطق الجديدة التي يمكن أن تتواجد فيها القطط وبالتالي تجنب التواجد في تلك الاماكن قدر الممكن، قضاء الكثير من الوقت في التفكير في الطرق المحتملة التي قد تصادف بها القطط وكيف يمكنك تجنبها، الشعور بقلق وخوف شديدين عند سماع أصوات تموء أو هسهسة أو أصوات مشابهة.
هذه الاعراض مجتمعة او متفرقة يمكن أن تؤثر هذه الأعراض على سلوكياتك الروتينية على سبيل المثال، يمكنك التوقف عن زيارة صديق لديه قطط أو الانتقال إلى مبنى جديد لا يسمح بالحيوانات الأليف أو قد تجد نفسك تتجنب زملاء العمل الذين يتحدثون عن قططهم الأليفة باعتباره لا يناسب اهتماماته ولا ميوله بل يسبب له ازمة نفسية.
ما الذي يؤدي الى رهاب القطط؟
جملة من الاسباب الحقيقية نتوقع انها تكون اسباباً مباشرةً في كون الانسان يقبع تحت مظلة هذا الرهاب ومن اهم هذه الاسباب ما يلي:
الوراثة وهي احد الاحتمالات التي يمكن عبرها ان يصاب الانسان بالرهاب، وقد وجدت الدراسات التي أجريت على التوائم أن الرهاب قائم بنسبة( 30%-40%) بين التوائم ما يعني ان امكانية انتقال المرض عبر الوراثة وارد جداً وله من المنطقية والمقبولية النصيب الكبير.
ثاني الاحتمالات هو الصورة السلبية التي يختزنها الانسان في باله عن القطط والخبرات السيئة التي تقلها عبر وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي او عبر الاهل، اذ ان هذه الخبرات تؤدي الى تضخم الشعور السلبي المبني على توقع هجوم في اية مكان يحتوي على القطط، وهذا نموذج واقعي لهذا السلوك أو نوع من الحساسية والتيقظ الزائد عن الحد الطبيعي للحذر من هذا الهجوم.
وتمثل التجربة السيئة السابقة مع القطط سبب ممكن لحصول الرهاب، فقد يصاب الشخص الذي تعرض للهجوم من قطة في مرحلة الطفولة بالرهاب لعدم قدرته على نسيان او تناسي الخبرة السيئة سيما وان خبرات الطفولة تترسخ اكثر من سواها من الخبرات في ذاكرة الانسان.
كيف نحد من هذا الرهاب؟
اكثر ما يمكن ان يحد من رهاب القطط هو التعرض المباشر التدريجي لها وهذا الامر يتمثل في المواجهة بدل التجنب، على سبيل المثال يطلب من الطفل المصاب ان يرسم قطة في دفتره، او انه يقدم الطعام للقطة لقاء مقابل مادي وهنا يبدأ بالتقرب من الحيوان ومن ثم ملاعبته وبالتالي يصل الى مرحلة الامان ومغادرة افكاره القديمة المخيفة.
والامر الثاني الفاعل ايضاً في العلاج هو العلاج المعرفي السلوكي الذي يستطيع عبره المعالج او الوالدين تعزيز البناء المعرفي بالتصورات الصحيحة، وبالتالي تتغير بوصلة افكاره فيما يخص هذا الحيوان ومع مرور الوقت قد يربي القطط في منزله، بهذين الامر يمكن تقليل الخوف من القطط وبالتالي التعامل معها كأي حيوان اليف.
اضف تعليق