q
من الامور التي يستطيع الابوين بها ان يبتعدوا عن العصبية عبرها في التعامل مع الاطفال هو محاولة الهرب من الموقف وليس من المنزل، إن مغادرة المكان ربما إلى المطبخ أو دورة المياه وغسل والوجه والابتعاد عما أغضبك قد يكون حلاً مناسباً لإطفاء جمرة الغضب هذه افضل الطرق في مواجهة شعوذة الطفل وتحركاته المزعج...

من اثقل المهام التي تلقى على عاتق الانسان هي تربيته لأبنائه، فلابد له ان يطبق طرق تربية تناسب عصره الذي يعيشه وبنفس الوقت لا يسمح له بمواكبات كل الموجود في عصره وهذه المعادلة تحتاج الى الموازنة دائماً، لكن الوالدين لسبب او لآخر يفشلون في احداث هذا التوازن وهو ما يجعلهم يشيطون غضباً من بعض سلوكيات ابناءهم سيما الصغار منهم، وهذه العصبية في التعامل مع الاطفال الصغار يحدث شرخاً في العلاقة وله من السلبيات ماله، فماهي العوائد السلبية من التعصب على الطفل؟، وماهي البدائل عن العصبية؟

التعامل بعصبية مع الاطفال يقوض سلطة الأبوين ويجعل الأطفال لا يستجيبون للأوامر، هو سلسلة التهديدات التي يطلقها الأبوان أثناء الغضب، لذا تذكروا ايها الابوين أن كثرة التهديدات تعطي الضوء الأخضر للطفل لتكرار أخطائه، خاصة أنه يضمن جيدا عدم قدرتك على تنفيذ تلك التهديدات المخيفة، كما أن تصدير الخوف لأطفالكم ليس أمرا صحيا ولن يقوم سلوكياتهم.

هناك حقيقة لابد ان يدركها الوالدين وهي ان الاطفال جميعهم لديهم طاقة يريدون افراغها بأي شكل من الاشكال ومن الطبيعي انهم فيما اذا كانوا في منازلهم الخاصة او انهم يحضرون مناسبة اجتماعية هذا لا يعينهم بالمطلق وما يعنيهم البحث عن تحقيق رغباتهم وبين رغبتهم في الراحة ورغبة الوالدين بالضبط ينزعج الوالدين ويفقدون اعصابهم مما يضطرهم للصراخ في وجههم أو عقابهم بصورة مؤذية.

سيدي المربي الكريم انت لست الوحيد الذي تود في الخروج من الموقف بسلاسة ومن دون حرج او حتى من دون القيام بسلوكية مؤذية للطفل نفسياً وجسدياً، وعليك ايضاً ان تعي حجم الاثر النفسي الذي يتركه الزجر والصراخ في نفس ابنك حين تتصرف معه بهذه الشاكلة امام الناس وهذا ما يجعل منه عنيداً ناقماً منك ينتظر اية فرصة سانحة للانتقام او رد ماء وجهه الذي اريق على اقل تقدير، والبديل هو التحكم بغضبك وانفعالك وعلى النحو التالي:

حين يكون يومكما صعباً وانتما مثاران لسبب ما فالأفضل تحاشي الخروج مع الطفل في اماكن او مناسبات قد تسبب لكما حرج ولابأس بالاعتذار عن المناسبة، وحين يعترض على عدم الذهاب تستطيعان ان تعقدا معه عقد سلوكي مفاده( اذا فعلت شيء يزعجنا من قبيل اللعب بأثاث المنزل او ضرب اطفالهم او التحدث بصوت مرتفع فأننا سنتركك في المنزل في المناسبات القادمة)، هذا العقد من شأنه ان يقلل الكثير من الحركة لدى الطفل رغبة في المزيد من المشاركة المجتمعية.

ومن الجيد استخدام نوع من العقاب لكنه ليس لفظيا ولا جسديا وهو ما يعرف بالعاقبة وقد كتبت عنها في مقالتي، مفاد العاقبة ان الوالدين يقومون بتأخير المحاسبة للطفل على ذنب اقترفه او واجب اخره او مهمة كان ينبغي عليه انجازها لكنه سوفها واختيار وقت يمارس فيه هواية معينة كلعب احد الالعاب الإلكترونية واخباره بأنه غير مسموح له باللعب لهذا اليوم مع اخباره عن السبب لما قمتم به، وهذه واحد من اكثر الطرق التربوية التي تؤدب الطفل وتحفظ للأبوين مزاجهم هادئاً وبعيداً عن العصبية وما تتسب به للانسان.

ومن الامور التي يستطيع الابوين بها ان يبتعدوا عن العصبية عبرها في التعامل مع الاطفال هو محاولة الهرب من الموقف وليس من المنزل، اذ يمكنكما مغادرة مكان الحدث لدقائق قليلة لاستعادة توازنكما وهدوئكما، في هذه السياق تنصح مؤلفة كتاب (الآباء المسالمون والأطفال السعداء لورا ماركهام قائلة "إن مغادرة المكان ربما إلى المطبخ أو دورة المياه وغسل والوجه والابتعاد عما أغضبك قد يكون حلاً مناسباً لإطفاء جمرة الغضب هذه افضل الطرق في مواجهة شعوذة الطفل وتحركاته المزعج فأتبعوا ما شئتم منها".

اضف تعليق