للإنسان نقطة شروع ونقطة نهاية وما بين النقطتين احداث متداخلة لمراحل عمرية متعددة اولها الطفولة وآخرها الشيخوخة التي ارتأينا ان نضعها تحت المجهر في مقالنا هذا، لبيان عوالم هذه المرحلة وما يرافقها من خصائص نفسية وجسدية وعقلية واجتماعية تغير من مزاج الانسان وبالتالي تغيير الوظائف التي يؤديها...
للإنسان نقطة شروع ونقطة نهاية وما بين النقطتين احداث متداخلة لمراحل عمرية متعددة اولها الطفولة وآخرها الشيخوخة التي ارتأينا ان نضعها تحت المجهر في مقالنا هذا، لبيان عوالم هذه المرحلة وما يرافقها من خصائص نفسية وجسدية وعقلية واجتماعية تغير من مزاج الانسان وبالتالي تغيير الوظائف التي يؤديها.
مرحلة الشيخوخة تبدأ في الغالب في سن الـ(65)، اذ يبدأ عمر الانسان بالانحدار في جميع قدراته، ويصاحبها ضعف عام في وظائف الحواس ويحصل فيها الوهن والهرم وأخيراً الموت، في هذه المرحلة ثمة تغيرات تطرأ على الانسان تشي بتغير بنيته النفسية والعقلية وبالتالي ينعكس الامر على حياته الاجتماعية، وهذه التغيرات في حقيقة الأمر تأخذ خطاً منحنياً نحو التدهــور والضعف بحكم الاستمرارية في التقدم العمري الذي يصحبه استمرارية في موت وتدهور خلايا الجسم يوماً بعد آخر.
خصائص مرحلة الشيخوخة
الخصائص الجسمانية المرحلة الشيخوخة تختلف عمن سبقوها فقد تحدث تغيرات في شكله الخارجي كتغير الشعر والجلد والوجه واليدين وسائر أعضاء الجسم التي تسير في انحدار مستمر مما يقلل من القدرة على حركة الانسان بصورة عامة فتبطأ القدمين في المشي وربما يستعين الانسان بآلة معينة للمشي بالإضافة الى التغيرات الداخلية التي تحدث للهيكل العظمي والأحشاء وأجهزة الجسم المختلفة، وحتى الكلام يبدأ يختلف فليس هناك طلاقة ولا قدرة على مواصلة الكلام وقد يختفي الربط بين الافكار والمعاني.
أما فيما يخص الخصائص العقلية فأن عمل الدماغ يبدأ بالتدهور ايضاً وينال منه الزمن ايضاً فتتعطل الكثير من الوظائف العقلية او انها تضعف على اقل تقدير ومن العمليات التي تضعف هي عمليات التذكر والتخيل وحل المشكلات استيعاب العمليات الحسابية وغيرها من العمليات التي تحتاج الى استخدام الدماغ وبذا هو يواجه مشكلات نفسية لشعوره بعدم القدرة على مجاراة المحيط البشري متغافلاً ان في هذه المرحلة التي يحتم عليه هذا التراجع في القدرات العقلية فهو لن يرضى تقبل ان الامر طبيعياً وهذا شعور الكثير من المسنين على اختلاف بيئاتهم الاجتماعية والمادية وعلى اختلاف مرجعياتهم النفسية.
وكذلك الخصائص الانفعالية فأنها هي الاخرى تتدهور، اذ يمكن القول بأن الخصائص الانفعالية للمسنين تتسم بأنها ذاتية المركــز، أي أنها تدور حول الذات أكثر مما تدور حول الأخرين وهذا بدوره يؤدي الى نوع من أنماط الأنانية لديهم حيث يلجأ المسنون من خلالها للاستحواذ على أنتبــاه المحيطين، وأن المسنين ليس لهم القــدرة على التحكم الصحيح بانفعالاتهم التي هي خليط مزدوج من انفعالات المراحل العمرية التي يمر بها الفرد، فترى بعضها يوافق انفعالات مرحلة الطفولة وبعضها يتوافق مع انفعالات المراهقة وبعضها الأخر يحاكي مرحلة الشباب والرشد، بمعنى أخـر أن هذه المرحلة العمرية تمثل محصلة الجوانب الانفعالية المتعلقة بمراحل النمو المختلفة للفرد.
وترتبط الخصائص الاجتماعية للمسن بالكثير من المتغيرات التي تخص البيئة الاجتماعية فهو يكتفي بالعلاقات العائلية ويتعذر عليه تكوين علاقــات جديدة وهو ما يجعل العـــلاقات الاجتماعية لهم ضيقة وقد تقتصر أحياناً على الأبناء والأحفاد او بعض الاقرباء كالإخوان والاخوات مثلاً، مما ينتج عن هذا شعور المسن بالوحــدة القاسية والذي يؤدي الى شعورهم بالملل وعدم الابتهاج وعدم الرضا عن واقعهم وهنا تتحول الحيـــاة بالنسبة اليـــه الى جحيـم مطبق يحاصرهم من كل مكان وربما يعجل في رحيلهم عن الحياة وهذا ما نشاهده منتشراً في فئة المتقاعدين عن العمل حيث تحيطهم الامراض من كل جانب وكأنها كانت معدة لهذه الايام.
في الختام سيدي القراء الكريم نتيجة لكل هذه التغييرات التي تطرأ على الانسان يصاب بالضيق وكثيرا من الناس يتضايقون لعدم استثمارهم مراحل قواهم ولذا اوصى الامام علي (ع) باغتنام الشباب حين قال ( وليغتنم كل مغتنم منكم، صحته قبل سقمه، وشبيبته قبل هرمه، وفرغته قبل شغله، قبل سقم وكبر وهــرم يمله طبيبه ويعرض عنه حبيبه).
اضف تعليق