المجتمع اليوم يفرق بين الشخص الاجتماعي والشخص المعقد والخجول، بينما لا يقبل علم النفس هذه التسميات، فيقال إن هنالك شخصية انطوائية وشخصية متفتحة أو انبساطية، وكلاهما سمتان غير متناقضتان، بل يعتبر الشخصية الانطوائية شخصية عادية يشكل أصحابها 30 في المئة من مجموع الناس، ولا تحتاج إلى علاج نفسي...
منهم من يندمج بصورة سريعة وبدون مقدمات وهذا لا يترك مناسبة صغيرة ولا كبيرة الا وكان حاضراً فيها، ومنهم من ينتظر حتى يعرف مع من يتعامل بحذر وربما بذكاء وهذا الشخص اجتماعي بحدود، بينما تجد نوع من البشر يفضل الاختلاء بنفسه بعيداً عن صخب الناس ومشاكلهم وانتقادهم وتدخلاتهم التي يعدها ازعاجاً لا داعي لقبوله، صاحب هذه الشخصية هو الشخص الانطوائي، فما هو تعرفه؟، وهل يعد الانطواء مشكلة نفسية تحتاج الى علاج؟
الشخصية الانطوائية وبحسب جمعية علم النفس الأمريكية فأنها ميل الإنسان نحو ذاته وأفكاره ومشاعره الداخلية، ليكون بهذا أكثر انعزالًا وتحفظاً وهدوءاً من غيره، اي يميل بصورة لا ارادية في الخلو بنفسه لدواعيه الخاصة، والشخص الانطوائي هو الذي يجد راحة نفسية حينما يركز على عالمه الخاص بدلاً من التركيز على الخارج.
المجتمع اليوم يفرق بين الشخص الاجتماعي والشخص المعقد والخجول، بينما لا يقبل علم النفس هذه التسميات، فيقال إن هنالك شخصية انطوائية وشخصية متفتحة أو انبساطية، وكلاهما سمتان غير متناقضتان، بل يعتبر الشخصية الانطوائية شخصية عادية يشكل أصحابها 30 في المئة من مجموع الناس، ولا تحتاج إلى علاج نفسي.
انطوائي ام خجول؟
هنالك تشابه كبير بين الشخصيتين في كونهما يفضلان الابتعاد عن الناس لكنهما يختلفان بالدافع من وراء سلوكياتهما، إذ إن سلوك الشخص الخجول عندما يكون برفقة الآخرين، ينطوي على شعوره بالكبت أو التقييد، ويُشير الخجل إلى الخوف من الناس أو المواقف الاجتماعية، بينما الشخص الانطوائي ليس لديه توتر او خوف او قلق يدفعه الى مغادرة التجمعات او عدم الالتحاق بها بالإساس بل هو فقط لا يحب قضاء الكثير من الوقت مع الآخرين، وهو في الوقت ذاته يقدر التواجد بالقرب من الأشخاص الذين يحبهم لتبقى علاقته في هذا الاطار الضيق.
هل الانطوائية سلوك مكتسب ام موروث؟
يعتقد علم النفس ان اغلب سلوكيات الناس هي متعلمة بمعنى انها مكتسبة من البيئة الاجتماعية والانطواء يخضع لهذه القاعدة فهو يكتسب اما من الاسرة التي هي انطوائية تمارس نشاطها في حدود منزلها الصغير ولا تطمح بل ترفض الدخول في علاقات وممارسات مجتمعية ومن هذا ينشأ الطفل انطوائي بالتقليد.
واما ان يكون الانسان وصل الى مرحلة من النضج والتعب من المجتمع ومن بعض قيمه وعاداته غير السليمة والتي يرفضها ويرفض الانصياع لها لان لا تنسجم مع توجهاته واهتماماته ومحدداته التي يضعها لنفسه مما يضطره الى الانعزال بنفسه طلباً للراحة النفسية وابتعاداً عن منغصات الحياة والبشر التي لا تنتهي.
يتميز الشخص الانطوائي دون غيره من الناس بإجادته المراقبة للغة الجسد والعيون والشكل الخارجي ومن ثم تحليلها بدقة واللجوء أحيانا إلى المقارنة بين ما يقوله الناس وبين ما قيل في وقت سابق، ما يجعله يكون فكرة عنهم لتحدد فيما بعد طريقة التعامل معهم بحكمة وذكاء فهو يرى الاشياء من الخارج مما يجعله مجرداً وهذه ميزة تحسب له على عكس الذين يقيمون من الداخل والذين يكون تقيميهم غير موضوعي بالأغلب.
ويفضل الانطوائي اختيار الصمت والتحدث في الوقت المناسب او انه لا يتحدث ابداً ان كان يرى ان الحديث استهلاكي لا انتاجي على مستوى الافكار والحلول، فهو يدرس الفكرة التي هي محور النقاش وتحليلها من كافة الزوايا إيمانا منها بأن كثرة الكلام أو التحدث بطلاقة لا علاقة له بالأفكار الجيدة، وما يصدر من كثيري الكلام في الغلب يكون عشوائيا وغير منظما ونسبة الخطأ فيه مرتفعة، لذا ان الانطوائي تكون افكاره منتجة موضوعية وذات علمية اكثر من اقرانه.
اضف تعليق