كثيرة هي العلات النفسية التي تشوه وجه الإنسانية وتقتل العفوية لينقاد بفعلها الانسان الى ان يصطبغ بصبغة الحيوانية أكثر مما هي صبغة البشر، واحدة من أبرز هذه المشكلات التي بدأت تتسع دائرتها في اوساط المجتمعات عامة هي الـ(البيدوفيليا) التي تنتج منها اثار نفسية...
كثيرة هي العلات النفسية التي تشوه وجه الإنسانية وتقتل العفوية لينقاد بفعلها الانسان الى ان يصطبغ بصبغة الحيوانية أكثر مما هي صبغة البشر، واحدة من أبرز هذه المشكلات التي بدأت تتسع دائرتها في اوساط المجتمعات عامة هي ظاهرة اشتهاء الاطفال او الـ(البيدوفيليا) التي تنتج منها اثار نفسية مرهقة بالنسبة للضحايا وربما المصابون بهذا المرض أنفسهم.
البيدوفيليا اضطراب جنسي يميل فيه الشخص البالغ جنسيًا نحو الأطفال دون سن البلوغ، التي تكون عادة 13 عامًا أو أصغر، وغالبًا من سن سبع إلى 13 سنة، وتعتمد شهوته الجنسية على تخيل ممارسة سلوكيات جنسية مع الأطفال، وقد تصل إلى التحرش أو الاعتداء الجنسي بحالات نادرة، وقد يكون الانجذاب إلى أحد الجنسين أو كليهما.
ومن التعريف نستنتج ان تبرير التحرش الجنسي بالأطفال وما يسببه لهم من اضرار نفسية وجسدية ومن ثم سلوكية ليس هناك تبرير له بأية حالة رغم كونهم (المرضى) يحاولون تبريره بأنه سلوك طبيعي عند بعض الأشخاص نتيجة ميولهم الجنسية نحو الأطفال بشكل فطري، ومع اتفاقنا على كونه اضطراب لكن الاستمرار عليه من دون البحث عن علاج سيحول الامر الى جريمة يعاقب عليها القانون.
تشير الدراسات النفسية التي تناولت الموضوع الى ان نسبة المصابين بهذا الاضطراب بين الرجال (بنسبة 3- 5%) مقارنة بالنساء اللاتي يصبن بنسبة قليلة جداً، وهذه النسبة معرضة للزيادة بسبب تنوع الاماكن التي تساعد على نمو هذه الظاهرة المأسوف عليها سيما في البلدان العربية.
للأسف اقول بعد ان كانت الاندية الرياضية وحتى ملاعب كرة القدم في المناطق الشعبية على سبيل المثال لا الحصر بعد ان كانت متنفسا نقيا للشباب لتفريغ همومهم وانفعالاتهم اصبحت اليوم مكانا يروج من الرذائل والانحرافات السلوكية ومنها اشتهاء الاطفال والتحرش بهم، فغير المراقب للموضوع يرى في الامر مبالغة حين نشير الى ان هذه الاماكن لوثت بها مما أشعل فتيل الكثير من النزعات بينهم وصولاً الى مراحل من الاقتتال بالأسلحة والآت اليدوية الجارحة، فلا تستغرب سيدي القارئ انها الحقيقة المؤلمة.
كيف نشخص المصابون بالمرض؟
حين تتوفر المعايير او السلوكيات التالية فهذا يعني بالضرورة وجود اصابة، وهذه السلوكيات هي: دوافع جنسية مترجمة في صورة اعتداءات وانتهاكات أو في صورة قلق وخلل اجتماعي أو وظيفي أو حياتي، تسيطر على المصاب تخيلات جنسية مما يدفعه الى استغلال الفرص للوصول الى ممارسات جنسية مع من هم دون سن البلوغ متبعين طرق لقناعهم واصطحابهم معهم الى اماكن مشبوهة، هاتين ابر علامتين تدل على الاصابة.
ما أسباب الإصابة البيدوفيليا؟
جملة من الاسباب التي تدفع الانسان الى الاصابة بهذا المرض اللعين اهمها:
احتمالية وجود خلل جيني لدى الشخص المصاب مما يؤدي إلى سريان الاضطراب بين العائلات، ومع ذلك هو مجرد احتمال غير مثبت علمياً ولا منفي ايضاً، ومن الاسباب المحتملة ايضاً هو مشاركة الاهتمامات الجنسية من قبل الاهل مع اطفالهم مما يعزز لديهم التخيلات والأفكار الجنسية حتى تأتي المثيرات البيولوجية والخارجية لتحفيزها.
وقد يؤدي تعرض الطفل الى التحرش او الاعتداء الجنسي في طفولته الى احتمالية إصابته باضطراب البيدوفيليا عند البلوغ وبالتالي يمارس هذه السلوكية كانتصار لنفسه مع محاولة تعويض ما تعرض له، تلك أبرز المسببات التي توصل الانسان الى المرض.
اما العلاجات الممكنة في لتقليص دائرته والحد منه فهي:
علاج هذا الداء يمكن ان يتم عبر وسيلتين وهما العلاج الدوائي والعلاج المعرفي السلوكي الذي هو عملنا والذي يمكننا عبره تغير طريقة تفكير المصاب حول قناعته به وبالتالي وإعادة هيكلة الانحرافات المعرفية، باستخدام محفز سلبي للتقليل أو القضاء على تصرفات معينة منها البيدوفيليا، ويتم ذلك بعرض مقطع مصور للسلوك المنحرف للمصاب والتركيز على السوء ينتج من هذا السلوك، والهدف قيام المريض بربط السلوك المنحرف بالحدث السلبي إلى أن يتوقف عن القيام بهذا السلوك.
ومن ثم يمكن وضع المريض في مكان الضحية ليفهم ويشعر بالضرر الذي يلحق به وهنا يكون المعالج قد وضع المريض امام المرآة ليرى نفسه بنفسه وبالتالي يمكن ان يكف عما يقوم به، هذا التمرين يسمى بترين التعاطف مع الضحية، وبهذه العلاجات يمكننا الحد من مرض البيدوفيليا.
اضف تعليق