الافتقار إلى الاجتهاد، والافتقار المطلق إلى الاستعداد لفعل شيء ما، للكشف حتى عن أصغر الجهود للعمل، يظهر الكسل في سياق المجال التطوعي للفرد، ويُنظر إليه على أنه نوعيته السلبية، ونقص النشاط، والدافع، وعدم الرغبة في تحقيق الأهداف، والرغبة في الاسترخاء وقضاء وقت للراحة، بالمقارنة مع الخصائص التطوعية للشخص، هناك افتقار إلى الإرادة...
ما من انسان على وجه الارض الا وله اعمال وواجبات ومهام مناطة به يفترض انجازها في مواعيدها، وتأخيرها سيؤدي بالضرورة مشاكل وتراكمات قد يصعب انجازها فيما بعد، والبشر عموما حيال واجباتهم ينقسمون الى قسمين الاول يباشر في الانجاز بصورة مباشرة بعد ان يعرف ما يجب عليه القيام به، اما القسم الاخر فيؤجل بعض المهام او يسوفها لسبب او من دونه، حتى يصل الى مرحلة حرجة تحت ضغط الوقت حينها يشرع في القيام بالأعمال على عجالة وحتماً هذه العجالة ستنتج اخطاء في الاداء وارباك لمن يقوم بالعمل.
التقاعس في تنفيذ المهام يعرف علمياً بـ (التكاسل) الذي يضيع على الانسان الكثير من الفرص وحرمه من الكثير مما قد يدفعه نحو منصات التكريم والتتويج، ولعل اغلبنا مر به يوماً ما وذاق مرارة نتائجه، فما هو التكاسل وكيف يفرسه علم النفس؟، وما هي الاسباب التي المؤدية اليه؟، وكيف يمكن التغلب عليه او معالجته بدل الانصياع له؟
يعرف الكسل على انه "الافتقار إلى الاجتهاد، والافتقار المطلق إلى الاستعداد لفعل شيء ما، للكشف حتى عن أصغر الجهود للعمل، يظهر الكسل في سياق المجال التطوعي للفرد، ويُنظر إليه على أنه نوعيته السلبية، ونقص النشاط، والدافع، وعدم الرغبة في تحقيق الأهداف، والرغبة في الاسترخاء وقضاء وقت للراحة، بالمقارنة مع الخصائص التطوعية للشخص، هناك افتقار إلى الإرادة".
يرى علم النفس ان الفشل حالة غير صحية تنتاب الانسان فتطفئ في داخله الرغبة العمل لكن ليس هناك دليل او شارة واضحة تجعلنا نحكم عليه بكونه مرض نفسي او اضطراب لكنه في النهاية يسبب مشكلة للانسان يفضل ان يصار الى معالجتها وعدم الاستسلام لها ان لكونها ستصبح عادة سلوكية غير صحيحة ككل العادات السيئة التي تقل رغبة الانسان بالحياة وتأخذ قسطاً كبيراً من صحته النفسية وهو ما ينعكس على الصحة الجسمانية للانسان وهذا الذي نخشاه ونتطرق الى ابعاده في اطروحاتنا النفسية والتربوية المختلفة.
حول موضوعة الكسل يقول أخصائي الطب النفسي وعضو جمعية باريس للتحليل النفسي الدكتور (بافل كاتشالوف) "إن الكسل جزء من شخصية الإنسان ولكنه قد يصبح من أعراض مرض خطير إذا أصبح عادة، فالناس يميلون إلى الابتعاد عن بذل الجهود التي يعتقدون أنها ثقيلة عليهم، وهذا نوع من مظاهر الكسل لذلك يقال أحيانا، إن الكسل محرك التقدم فقد ظهرت غالبية الابتكارات، لأن المبتكرين أرادوا بها تسهيل حياتهم"، وهذا الجانب المضيء للكسل كما يرى ربما كما يدعي كاتشالوف.
اسباب الكسل:
يعيد علم النفس الكسل الى اسباب عدة نذكرها بأختصار:
الارهاق الجسدي واحد من أكثر الاسباب التي ممكن ان تدفع الانسان الى الكسل لكون القوى الداخلية للفرد قد استنفدت وهنا تختفي الرغبة في فعل شيء ما، وهذا يحصل بفعل رفض والجهاز العصبي مواصلة العمل في هذا الوضع ويشير إلى الحاجة إلى الراحة، ويظهر نفسه من خلال الكسل.
ويؤدي فقدان الاهتمام بالموظف وتحفيزه بالشكر المادي والمعنوي حين ينجز اعماله بإتقان وبسرعة الى غياب الدافع الى مواصلة العمل بنفس الهمة وبالتالي لا يهمه ان تنجز المهام الشهرية في الاسبوعين الاولين او انها تؤجل الى نهاية الشهر، وقد يحدث الكسل سبب السعي الجسدي إلى الحفاظ على الحالة المألوفة لديه، فهو مرتاح، ولا يحتاج إلى بذل أي جهد لفعل شيء جديد لنفسه.
كيف نقلل من الكسل؟
اول الخطوات التي يمكن بها الخروج عن نطاق الكسل هو تنوع الاوقات والادوات التي تستخدم للإنجاز، والافضل ترك العمل اوقات التعب والارهاق لنيل قسط من الراحة يعيد للانسان رغبته في العمل، كما ان على رؤساء العمل تثمين عمل موظفيهم وتعزيزها لكي يعمل الموظفون برغبة عالية سيما حين يشعرون ان جهودهم مقدرة، ثم ان وضع اولوية للمهام في سجل خاص للمهام يؤدي الى انجازها في وقتها المحددة دون الدخول في دوامة التأخير والتقصير وهذا الذي نبتغيه.
اضف تعليق