إن تأثير الهالة يصيب الجميع فيكون انطباعهم الأول عن شخصية الفرد انطلاقا من مظهره الخارجي، وهو ما يجعل المظهر الخارجي البوابة الاولى لدخول الانسان الى قلوب البشر، وتأتي باقي الكماليات في مراتب اخرى اقل اهمية ربما، يتميز بعض الناس بجاذبية تجعلهم مقبولين منذ الطفولة...
لا شعوريا ننجذب الى اناس لمجرد ان نصادفهم في مناسبة ما، فرغم كوننا لم نلتقي من قبل ولا نتحدث لبعضنا لكن ثمة قوة خفية تسحبنا باتجاههم اشبه بقوة المغناطيس المكونة من قطبين ينجذبان لبعضها، عملية التقارب العاطفي تحدث بسبب ما يعرف بالجاذبية، فكيف يتصرف الانسان الجذاب؟، وماهي التفضيلات التي تضفيها الجاذبية للإنسان، وهل الامر وراثي ام يمكن اكتسابه؟
الكثير من المواقف الحياتية تقول ان الأشخاص الجذابين أكثر اجتماعية وقدرة على السيطرة وأكثر دفئا وسلامة جسديا وذهنيا، إضافة إلى أنهم أكثر ذكاء وتطورا من الناحية الاجتماعية مقارنة بالأشخاص الأقل جاذبية، وبالتالي هم أكثر ثقة بنفسهم وهو ما يعود على صحتهم النفسية ايجاباً.
في سياق الموضوع هذا يقول الكاتب (دريك باير) بمقال نشره موقع (بيزنس إنسايدر) الأميركي إن "تأثير الهالة يصيب الجميع فيكون انطباعهم الأول عن شخصية الفرد انطلاقا من مظهره الخارجي"، وهو ما يجعل المظهر الخارجي البوابة الاولى لدخول الانسان الى قلوب البشر، وتأتي باقي الكماليات في مراتب اخرى اقل اهمية ربما.
يتميز بعض الناس بجاذبية تجعلهم مقبولين منذ الطفولة والدليل ان بعض المعلمين ومنذ الايام الاولى لدخول س من الاطفال الى مدرسة يتوقعون تنه مختلف عمن سواه من زملائه والمعيار هو مظهره الجذاب بالمدرسة وطريقة كلامه وتعامله مع زملائه ومع اساتذته، مما يجعله مميز الامر الذي يجعلهم يمنحونه اهتماماً اكثر من الباقين لكونه يتمتع بإمكانات اكبر، وبهذه الطريقة تساهم المعاملة التفضيلية التي يتلقونها في تعزيز ثقتهم بأنفسهم وكذلك تحسين مهاراتهم الاجتماعية والتواصلية، لكن بعض النفسيون والتربويون يرون ان تفضيل طالب على اخر في الصف سيخلق نوع من التنافس الغير شريف وبالتالي تحل الغير والتقاطع ويتبع ذلك الكثير من المشكلات التي تفسد للود الف قضية وقضية.
وفي نطاق العمل يفضل أرباب العمل أن الموظفين الأكثر جاذبية ويعتبرونهم الأكثر كفاءة، لذا هم ويتمتعون بثقة أكبر من رؤسائهم في العمل والثقة العالية تؤدي إلى الزيادة في الأجور وباقي الامتيازات التي تنمحن للموظفين الذي يمكن ان نسميهم المحظوظين، وهذه الجاذبية هي الفيصل في اختيار الموظفين سيما في الوظائف التي تحتاج انسان مهتم بشكله وكلامه وطريقة تعامله مع الزبائن ومن امثلة هذه الوظائف الاستقبال في الفنادق والمطاعم والشركات وغيرها من التجارية.
ومن هنا نستنتج ان الموظفين أصبحوا جذابين لكونهم يتميزون بمهارات اتصال أعلى مقارنة بالذين يفتقرون للجمال الخارجي، فالجمال الخارجي يساهم بتحسين المهارات الاجتماعية والتواصلية للفرد، ويعزز تقدير صاحب العمل لإنتاجية العامل وهو ما يؤثر على المسار الوظيفي، إذ تشير الأبحاث الاجتماعية والنفسية إلى أن صقل المهارات الاجتماعية للأطفال يعد وسيلة أكثر نجاعة لزيادة أجورهم طيلة مسيرتهم المهنية من تنمية قدراتهم الفكرية.
كما ن المعلمين الجذابين لديهم قدرة عالية لتمرير المعلومات وحتى الاوامر التي يريدون لها ان تنفذ لكون استجابات الطلبة ستكون أكبر لهم، فالطلبة يحاولون تقليدهم لكونهم الملهمين في نظرهم ولا مجال لمخالفة القدوة وهذا ما يشيع ثقافة التعلم بالقدوة الذي يعتبر من أكثر انواع التعليم فاعلية وهو من طرق التعليم الحديثة والناجحة بالمقارنة بالطرق التعليمية الاخرى الكلاسيكية.
في الخلاصة نقول: تلك هي مميزات الجاذبية للانسان تغير الكثير من النتائج وفي مجالات الحياة المختلفة وكيف ممكن ان تدفع بصاحبها الى تفضيلات كثيرة، لكني لم اتوصل الى حقيقة ان الجاذبية هبة للانسان من الله ام انه يصنعها لنفسه لكنها في النهاية اداة للتميز يجب استثمارها.
اضف تعليق