ان طرق العلاج عديدة وأبرزها سماع القرآن الكريم، ممارسة نوع من انواع الرياضة التي تسهم في التفريغ الانفعالي سيما الرياضات التي تمارس باليد والسباحة، وللعلاج السلوكي المعرفي دور كبير في تغيير بوصلة الانسان الى الحياة واعتبار ان ما يواجهه مصاعب وليست مشاكل، واخيراً تغيير نمط الحياة...

يشكو لي صديق من انه وبعد يوم مجهد جداً يحاول يلقي بأتعابه على وسادته لكنه لم يستطع ويظل على هذا الحال برحلة قد تستغرق ساعات، ويتكرر الامر معه دائماً ولا يعرف ما هي المؤديات الى مثل هذه الحالة، وحين سألته عن حالته النفسية ومشاكله لم يفصح لكنه تنهد قائلا: الحياة متعبة والمتطلبات كثيرة، وما اطمح اليه لايزال غير متحقق، حينها تأكد من اصابته بنوبات الارق.

يعرف الارق بأنه اضطراب في النوم أو تقطعه أو انخفاض جودته، والشكوى من صعوبة بدء النوم، أو الاستمرار فيه، أو عدم الحصول على نوم مريح خلال الليل، أو النهوض مبكراً بغير المعتاد، وهو يؤثر على نشاط المصاب خلال النهار، مما يعود سلباً على صحة المريض النفسية والجسدية.

هناك احصائية تشير الى ان من 10٪ و 30٪ من البالغين يعانون من الأرق في أي لحظة معينة في الوقت، ونصف هؤلاء يعانون من الأرق في أوقات معينة من السنة، وحوالي 6٪ من الناس لديهم أرق فقط بدون أي مشكلة أخرى يعانون منها وتستمر تلك الحالة إلى عدة أشهر، و تضيف الاحصائية ان الناس الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما يتأثرون أكثر من الشباب، والإناث أكثر تضررا من الذكور.

كيف نستدل على الارق؟

بعض الاشارات ان توفرت تعني بالضرورة ان الفرد يعني من الارق ومن أبرز هذه العلامات: يعاني الشخص من صعوبة في الدخول الاول الى النوم في بداية الامر لكن بمجرد التمكن من النوم فإن نومهم يستمر بشكل طبيعي، ثاني الاشارات هي تقطع النوم إذا يدخل المصابون في النوم بسهولة ولكنهم يشكون من تقطع النوم وعدم استقراره واستمراريته وصعوبة الرجوع إلى النوم.

ومن الاشارات هو الاستيقاظ المبكر فقد ويشكو المصابون بالأرق من الاستيقاظ في ساعة مبكرة من النهار وعدم القدرة على العودة إلى النوم، هذه الاشارات تشكل منفردة او مجتمعة دلالة واضحة على الإصابة بالأرق.

أنواع الأرق

للأرق بصورة عامة انواع متعددة صنفت تبعاً لدرجته ومدى بقاءه، يمكننا حصر هذه الانواع في ثلاث وهي:

الارق الخفيف او المؤقت ومدة هذا النوع تتراوح بين ليلة واحدة الى اسبوع او اكثر من ذلك بقليل، حيث يعاني كل الناس او معظمهم من هذا النوع، ثاني الانواع هو الارق الحاد او قصير المدى وهو الذي يحدث عندما تتراوح فترة عدم انتظام النوم أو عدم القدرة على النوم لفترات متواصلة بثلاثة أسابيع إلى ستة أشهر.

وهناك نوع ثالث وهو الارق المزمن يستمر هذا النوع لفترات طويلة ربما يصل الى سنوات وهو النوع الأكثر خطورة على صحة الانسان النفسية وحتى الجسمانية فقد يبدو المصاب بهذا النوع بأنه متوتر وعصبي ومتقلب المزاج مع بروز بعض العلامات على شكله كشحوب العينين واصفرار الوجه.

ما الاسباب التي تقف وراء الارق؟

من أكثر الاسباب التي تتسب بالأرق للانسان هي الاسباب النفسية وربما هي الاكثر شيوعاً، وهو ما تظهره دراسة نفسية بقولها ان ما نسبته 40% من المصابين بالأرق لديهم اضطرابات نفسية كالاكتئاب والقلق والضغوط العائلية والوظيفية والتفكير الزائد في امر ما كالدراسة والسفر وما الى ذلك من اهتمامات الانسان وتطلعاته.

ثم ان التعب الجسدي المفرط الذي يتعرض له الانسان خلال العمل الشاق وعدم اخذ قسط من الراحة للنوم سيجعل الفرد غير قادر على النوم رغم حاجته الماسة له، ويعاني من هذا الارق الطبقة العمالية بصورة كبيرة بالمقارنة مع غيرهم من الناس.

العلاج

بعد ان اجزمنا بأن هذه الحالة تعد من الاضطرابات التي تعد مشكلة متعبة للإنسان على الصعد النفسية والجسمانية، لذا صار لازما ان نسلك مسالك عديدة للعلاج ومنها: سماع القرآن الكريم، ممارسة نوع من انواع الرياضة التي تسهم في التفريغ الانفعالي سيما الرياضات التي تمارس باليد والسباحة، وللعلاج السلوكي المعرفي دور كبير في تغيير بوصلة الانسان الى الحياة واعتبار ان ما يواجهه مصاعب وليست مشاكل، واخيراً تغيير نمط الحياة يعد من العلاجات الناجعة ويطال التغيير وقت النوم ومكان النوم، وبذا يمكن ان نعود الى فترة ما قبل الارق حيث كنا اصحاء.

اضف تعليق