الارتجال هو ردة فعل فكرية ولفظية لموقف مفاجئ، أو لسؤال غير متوقع وكثيرون هم الأشخاص الذين يصابون بالتوقف الذهني والنسيان الفوضوي، إن جوبهوا بمواقف مفاجئة تضطرهم للكلام أو التصرف والتفكير السريع والإجابة المحددة دون إعداد، كما انه الطريقة التي يتحدث بها الانسان بإستخدام عبارات وخيارات لم تكن تتوفر لكل الناس...
يقول لي زميل انه ذات مرة دعي لحفل ختام مشروع خيري كان قد سهام فيه، بدأت فقرات الحفل حسب الجدول المعد وهو ككل الحاضرين غير انه تفاجئ بدعوته الى المنصة لإلقاء كلمة بالمناسبة، تردد لوهلة لكنه ذهبت الى المنصة ونطق كلمات غير معدة سلفاً كان يظن انها كلمات عادية، قابله الحضور بالتصفيق الحار والثناء، بعد العودة الى المنزل قرر مشاهدة الحفل مسجلاً فوجد انه قال مالم يتوقع قوله، فيقول حينها أدركت ان في عولمنا الخفية عظيمة لم تكتشف لعدم توفر الاستثارة له.
من النعم التي ينعم بها الله تعالى على فئة من خلقه ان يرزقهم مهارة الارتجال الذي يعد وبحسب تصنيف انواع الذكاءات من الذكاء اللغوي والذي يتضمن سرعة الرد ومايسمى بسرعة البديهية، فقد تثير اعجبانا بعض الردود وكأنها مهيئة لتكون جواب لسؤال معين او رد على استخفاف معين او اهانة او ما شاكل.
والارتجال هو ردة فعل فكرية ولفظية لموقف مفاجئ، أو لسؤال غير متوقع وكثيرون هم الأشخاص الذين يصابون بالتوقف الذهني أو ما يعرف والنسيان الفوضوي، إن جوبهوا بمواقف مفاجئة تضطرهم للكلام أو التصرف والتفكير السريع والإجابة المحددة دون إعداد.
كما انه الطريقة التي يتحدث بها الانسان بإستخدام عبارات وخيارات لم تكن تتوفر لكل الناس، وهذه الطريقة هي من تعرفنا الى الناس وتترك لديهم انطباع عنا وتجيب على تساؤل من هذا او من هؤلاء؟، فكلما استخدم الانسان بدائل لفضية مفهومة وموظفة توظيفاً صحيحاً كلما ترك انطباعاً جميلاً لدى من يسمعه او يقرأ له والعكس هو ملل يصيب من يسمع له وتذمر وهروب ان سنحت الفرصة لتفادي تلويث المسمع.
وبالإمكان وصف الناس المرتجلين على انهم اناس ذو حنكة واستعداد فهم لديهم مقدرة وموهبة لا تتكرر كثيراً، فالارتجال سمة ذات أهمية قصوى في تحقيق النجاح للانسان وتحقيق غايته بأقرب الطرق وايسرها، سيما ان عامل الوقت عاملاً حاسماً في الصعود للأفضل والوصول الى الغاية.
من الامثلة الرائعة والذكية على الارتجال ان استاذ جامعي دخل بالاشتباه الى قاعة دراسية كان يعتقد ان من فيها طلبة المرحلة الثالثة فبدأ يذيع اسماء الطلبة لكن الطلبة لا زالوا في حالة تساؤل هل استبدل الاستاذ ام انه التبس عليه الامر ففقروا ان يخبره بأنه مشتبه فأجبهم (ان البقر تشابه علينا) فتذمر احد الطلبة من رد الاستاذ ورد عليه (كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا) فالتزم الاستاذ الصمت واعتذر لشعوره بأن مثاله غير موفق وان الطالب لم يتجاوز عليه بل انه سقاه بكأسه.
ومن فنون الرد المرتجلة نذكر عدة حوادث منها: ان رجلاً اراد احراج المتنبي فقال لـه رأيتك من بعيد فـظننتك امرأة، فأجابه المتنبي وأنا رأيتك من بعيد فظننتك رجل .
وقال وزير بريطانيا السمين تشرشل لبرنارد شو النحيف من يراك ياشو يظن بأن بريطانيا في ازمة غذاء، فرد عليه ومن يراك يعرف سبب الأزمة.
التقى الجاحظ بإمرأة قبيحة في أحد حوانيت بغداد فقال (وإذا الوحوش حُشرت) فنظرت إليه المرأة وقالت (وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه)، هذه نماذج لفنون الرد التي يمتلك اصحابها ذكاء لغوياً وفطنة مكنتهم من الرد بهذه الطريقة الملفتة للنظر والساحرة في الوقت ذاته.
ومن اللطيف ذكر ان ثمة اناس لا يكتبون ولا يقرأون غير انهم يجيدون الارتجال والكلام الجيد عندهم أظهر وأكثر وهم عليه أقدر وأقهر، فهم يصنعون جملا رنانة وتعبيرات براقة ذات معاني تستحق ان تدرس وينتفع منها الآخرين، اما في وقتنا الحاضر فقد رأيت بأم عيني ان احدهم وحامل لشهادة الدكتوراه في اللغة العربية للم يتمكن في مناسبة عديدة من الاستمرار في التحدث لمدة دقيقة او دقيتين دون ان خطأ علماً ان جمهوره طلبة في المرحلة المتوسط، وهذا يشير بالضرورة الى حقيقة ان الارتجال ليس له علاقة بمستوى التحصيل العلمي وهو هبة سماوية منحها الله لمن اصفاه من عباده.
اضف تعليق