الإحساس بتبدد الشخصية او الاغتراب عن الواقع مزعج للغاية وقد يجعلك تشعر كأنَّك تعيش حلمًا يمر الكثيرون بشعور تبدد الشخصية عند مرحلة ما من حياتهم، لكن عند استمرار تلك المشاعر وعدم التخلص منها وتدخلها في أدائك تُعد اضطرابا يعرف باضطراب تبدد الشخصية والاغتراب عن الواقع...

في لحظة تيه يشعر الانسان وكأن كل مايدور حوله وهمياً لا حقيقاً، الحقائق تبدو مزيفة وتمر الاحداث عليك كمشاهدة فلم على شاشة عرض، لا يكترث للمشاكل سواء اكانت مشاكله الخاصة او العامة التي تخص المجتمع المحيط، وقد يعتبر نفسه في حلم سينتهي يوماً ما ويفيق لحياة اخرى أكثر جدية، تختلط عليه الامور في اسبط الاشياء وأصعبها، يظن أن كل المشاعر التي تنتابه ليست مشاعره الخاصة وما تلك الذكريات ليست سوى قصص لإناس عابرون.

اضافة الى رغبته بتحسس الأشياء من حوله ليتأكد من كونه هنا بالفعل، كل هذه الكلمات وتلك التصرُّفات، ليست ناتجة عن إرادته الحرة ابداً، ما الذي يحدث للانسان الذي تظهر عليه مثل هذه الاعراض؟، إنه (اضطراب تبدد الشخصية) او الاغتراب عن الواقع، وهذا المرض يحدث حين يشعر الانسان بشكل دائم أو متكرر أنه يراقب نفسه من خارج جسمه.

الإحساس بتبدد الشخصية او الاغتراب عن الواقع مزعج للغاية وقد يجعلك تشعر كأنَّك تعيش حلمًا يمر الكثيرون بشعور تبدد الشخصية عند مرحلة ما من حياتهم، لكن عند استمرار تلك المشاعر وعدم التخلص منها وتدخلها في أدائك تُعد اضطرابا يعرف باضطراب تبدد الشخصية والاغتراب عن الواقع، وهو أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين مروا بتجارب صادمة.

واضطراب تبدد الشخصية يمكن ان يكون على قدر من الشدة والتأثير في حياة الانسان على الصعيد السلبي فيؤثر على العلاقات والعمل والنشاطات اليومية الأخرى، الامر يبدأ في التزايد فيزاد التخبط والعشوائية يوما بعد اخر مالم يعالج المصاب بهذا المرض النفسي المرهق.

المضاعفات

يمكن أن تصبح نوبات الاضطراب مروعة وتشكل عائقاً في سبيل النمو النفسي للانسان، حيث قد تسبب هذه الاضطرابات في صعوبة في التركيز على المهام وتذكر الأشياء، تصدر القلق والاكتئاب في حياته، يعاني الانسان من مشاكلات في العلاقات مع العائلة والأصدقاء، التأثير على العمل والنشاطات الروتينية الأخرى، الشعور باليأس، هذه أبرز المضاعفات التي يمكن ان تنتج من تبدد الشخصية.

الأسباب

الاسباب المباشرة لاضطراب تبدد الشخصية قد تبدو غير جلية بشكل كاف، لكن ثمة ترجيحات تشير الى اسباب قريبة من الواقعية، ومن هذه الترجيحات هي: العوامل الوراثية او البيئية تشكل سبباً في حدوث هذا الاضطراب، اذ ان البيئة هي التي تنمي عوامل الخوف والقلق والتوتر في نفوس ابناءها كما ان الاضطراب قد ينتقل من الاباء الى الابناء لا شعورياً.

ومن الاسباب ايضاً هي تلك الاسباب التي ترتبط بصدمة في الطفولة أو خبرات أو أحداث أخرى تتسبب في توتر أو صدمة انفعاليين شديدين، ومن ثم تمثل عوامل الخطر سبباً آخر من اسباب تبدد الشخصية، ومن هذه العوامل هي السمات شخصية محددة تجعل المريض يحاول تجنب أو إنكار المواقف الصعبة أو تجعل من الصعب عليه التكيف مع المواقف الصعبة، وتعاطي المخدرات والتي قد تحفز نوبات تبدد الشخصية أو تبدد الواقع.

كيف نواجه اضطراب تبدد الشخصية؟

لمواجهة هذا الاضطراب الذي ينهك شخصية الانسان لابد من: ان يدرك الانسان ان الذي يحدث له مؤذياً ويمكن تداركه، ففهم مشاعرنا يقلل من حيرتنا كما ان معرفة الاسباب تساعدنا على تقبل تلك المشاعر، وتؤهلنا للتعامل معها لذلك لا ننسى اننا هنا بالفعل، وأنَّ كل ما حدث، وكل ما يحدث حقيقي بالفعل وليس ضرباً من الوهم اللايقين.

ومن ضمن العلاجات ايضاً قد نلجأ لزيارة الطبيب النفسي للوصول الى العلاجات النهائية التي قد يكون من ضمنها استخدام امثلة أو علامة على وجود اضطراب عقليّ أو جسدي آخر لدى شخص ما وبالتالي فقدان الصحة النفسية والتي تعد خسارة حقيقية للانسان.

اضف تعليق