q
الانسان في دورة حياته اليومية يمر بظروف ومواقف عصيبة خارجة عن سيطرته، هذه الطوارئ تسبب له ازمات نفسية، قلق، تذمر، عدم الرضا عن المواقف الحياتية التي يعيشها الإنسان كمحصلة للظروف والأزمة النفسية والصدمات وبالتالي فقدان للتوازن، ولكي يعيد توازنه المفقود لابد له من الافصاح عما يزعجه...

الانسان في دورة حياته اليومية يمر بظروف ومواقف عصيبة خارجة عن سيطرته، هذه الطوارئ تسبب له ازمات نفسية، قلق، تذمر، عدم الرضا عن المواقف الحياتية التي يعيشها الإنسان كمحصلة للظروف والأزمة النفسية والصدمات وبالتالي فقدان للتوازن، ولكي يعيد توازنه المفقود لابد له من الافصاح عما يزعجه، والا فالآلام تتراكم والنتائج تزداد سوء والخسارة هو الانسان الذي يحترق داخلياً.

الفضفضة التي يعمد اليها الانسان لتنفيس انفعالاته ضرورية جدا ومفيدة وليس لانسان ان يدعي انه يستطيع ان ينفس عن ذاته بذاته، لكن حين لم نجد من هو اهل لحفظ ما هو سبب تعاستنا نفضل حفظ اسرارنا وعدم البوح بها، هنا تتراكم الهموم والاحزان في صدورنا ويقودنا الوجع صوب المجهول القاتل.

حول الكبت النفسي يقول مؤسس مدرسة التحليل النفسي العالم الشهير (سيجومند فرويد) "إن عملية نسيان الأسماء ونسيان الأفراد والأماكن (كنسيان اسم أحد الأبناء أو الأصدقاء) يعزى هذا كله الى الكبت وهو يعتقد أيضا أن الناس تكبت الأحلام لأنها تمثل رغبات لاشعورية مثيرة للقلق، وبهذه الطريقة يستطيع اي منا حينما يتعرض للضغوط المتزايدة او الأزمات الشديدة او الصراع النفسي الداخلي ان يبعدها عن إدراكه الشعوري لاسيما ان رغباته ودوافعه وحاجاته تتعارض مع القيم السائدة في المجتمع".

معظم سلوكيات الانسان تحصل بالشعور بمعنى ان الفرد يكون على وعي تام بتصرفاته وبدوافعها، لكن الكبت يخالف قاعدة الاغلب ليتجه الى الاقل المعاكس فهو يحدث بصورة لا شعورية كونه احد حيل الدفاع التي يلجأ اليها الفرد ليبتعد عن اشياء مؤلمة له.

على جانب آخر يحدث الكبت بصورة لا ارداية ليس هرباً من اشخاص يعتقد الشخص انهم غير مؤهلين لحفظ الاسرار، بل يحدث لكي يستبعد أفكاراً غير مقبولة أو خبرات مؤلمة وإجبارها على البقاء في اللاشعور أو العقل الباطن لكي يتمكن من نسيانها أو إنكار وجودها، على سبيل المثال يميل العقل الانساني الى نسيان حادثة سببت ازعاج يوم ما او نسيان ذكرى محرجة حدث لنا يوم ما فيقوم بطي صفحة هذه الذكريات ومحاولة ابعادها عن متناول الذاكرة، لكن هل ينجح العقل في ذلك، ام انه هروب من اجل الهروب فقط وسيفشل في تحقيق المراد؟

ما هي وظائف الكبت النفسي؟

لعملية الكبت النفسي وظيفتين أساسيتين في الحياة هما:

اولاً_ الوظيفة الوقائية: وهي عملية حماية البشر عبر اعطاءه اشارات تقي الفرد مما قد يؤذيه بمعنى انها تحذر قبل الوقوع في المحظور وبذا يقف الانسان على التل وينظر الى الوادي ماذا يجري فيه وبالتالي التعامل معه بفطنة ودهاء منعاً للخطأ.

ثانياً _ الوظيفة الدفاعية: تؤدي هذه الوظيفة منع الدوافع الجنسية والعدوانية من ان تتحكم بالإنسان وبالتالي تفلت زمام الامور من يديه وهنا يدخل الفرد في صراع مع الذات عن طريق لوم (الانا) والتي دوماً ما تحاول التعبير عن نفسها، مما يجعلها تصطدم بقيم المجتمع، والقوة التي تمنعها من التعبير عن نفسها وهذا هو محور عمل الكبت.

ما هي انواع الكبت النفسي؟

بحسب المراجع النفسية فأن الكبت النفسي يقسم إلى نوعين تبعاً لمرحلة الكبت التي يصل إلى الشخص وهذين النوعين هما:

1- الكبت النفسي الاساسي: وفق هذا النوع يقوم الانسان بإخفاء الذكريات والمشاعر غير المرغوب فيها قبل أن تصل إلى العقل الواعي.

2- الكبت النفسي الصحيح: يحدث هذا النوع من الكبت عندما يدرك الشخص المشاعر والذكريات المكبوتة ولكنه يحاول عن قصد إزالتها من العقل الواعي ونقلها إلى العقل اللاواعي.

ما هو علاج الكبت النفسي؟

يمكننا معالجة الكبت النفسي او تقليله عبر آليات عديدة اهما:

العلاج السلوكي المعرفي وهو ببساطة توفير إطار معرفي للمصاب بهذا الداء لفهم كيفية حدوث المشكلات ومن ثم تحليل العمليات العقلية المتعلقة بالذكريات المكبوتة حتى يصبح المريض على دراية بما هو مكبوت داخله، وجعله يتصالح بالفعل مع الصراع بداخله بدلاً من تجنبه، اما الآلية الاخرى فهي استخدام التنويم المغناطيسي ليبوح المريض بكل ما يؤذيه من دون علم وبالتالي يمكن تقديم العلاج له ومساعدته في انهاء عذابه والمه، بهاتين الطريقتين يمكن ان نحد ولو بالممكن من الكبت النفسي المرهق نفسياً والمؤذي جسدياً.

اضف تعليق