الشخصية الدكتاتورية تبدو صلبة لكنها تخفي ضعفاً خاصاً يكمن في أعماقها، وهذه الشخصية هي شخصية غير مرنة لا تتقبل الأخرين إذ ترى انها الوحيدة التي تمتلك الصواب وجميع الأخرين على خطأ وهو ما يوجهها بهذا الاتجاه الذي يراد من خلالها فرض الاشياء وتنفيذها جبراً وتعنتاً...
يرى الناس انهم رماد يداس او انهم اتباع مجبورين على الطاعة لا مخيرين، يتمد قوته بالتسلط عليهم من نفوذ هم ربما منحوه اياه عبر تنفذيهم كل مايريد وبذا هو سلطان زمانه وقائد الركب بلا منازع او منافس، انه صاحب الشخصية الدكتاتورية التي تعد اكثر انواع الشخصيات الانسانية اعوجاجاً وازعاجاً لمن حوله من الناس.
الشخصية الدكتاتورية تعد من ابرز الشخصيات واكثرها تأثيراً في العالم لكونها تشير الى نمط قيادي او نوع حكم متفرد في القيادة والحكم، بسبب هذه الشخصية التهمت نيران الحروب والدمار الكثير من البلدان وقتلت الآلاف من البشر لا لشيء بل لكون الشخص الديكتاتور يعتقد بأنه الوحيد الذي يمتلك الصواب، وهو الوحيد أيضا القدر علي معرفة صالح الجماعة، وأن أي مخالفة لقراراته تعد من قبيل التعدي عليه وهذا ما لا يقبل به مادام في سدة التحكم.
المختصون النفسيون يقولون ان الفزع والخوف الذي يحكمون به من هم تحت لوائهم ان هو الا وسيلة دفاعية يستخدمونها في محاولة منهم لتعويض عقدهم النفسية، كما يؤكدون على ان جميع الطغاة يعانون من القلق المزمن الذي يعد مرض نفسي منتشر بين البشر بنسب متفاوتة، ولكن حينما يكون المصاب بهذا المرض متحكماً في مصير الملايين يكون الأمر خطيراً ومخيفاً الى الحد الذي يلزمنا بالدراسة المستفيضة لكبح جماح هذه السمة المثيرة للجدل.
ما هي السمات المميزة للشخصية الديكتاتورية؟
جملة من السمات الرئيسة التي حين يراها اي انسان سيحكم على ان صاحبها ذو شخصية دكتاتورية ولعل اكثرها يرتبط بالتكوين النفسي للانسان ومن هذا السمات وأبرزها: تقسم الجميع إلى فئتين إما معها أو ضدها بمعنى ان لم تكن معي فأنت ضدي بالضرورة ولا مجال للوسطية في نظرها، كما انها شخصية متحكمة تريد دائماً فرض سيطرتها حسب رغباتها المريضة.
ومن سمات الشخصية الدكتاتورية ايضاً انها تبدو صلبة لكنها تخفي ضعفاً خاصاً يكمن في أعماقها، وهذه الشخصية هي شخصية غير مرنة لا تتقبل الأخرين إذ ترى انها الوحيدة التي تمتلك الصواب وجميع الأخرين على خطأ وهو ما يوجهها بهذا الاتجاه الذي يراد من خلالها فرض الاشياء وتنفيذها جبراً وتعنتاً.
وحدة الطباع هي احدى السمات الواضحة في الشخصية الدكتاتورية اضافة الى كونها سريعة الغضب وغير ضابطة لسلوكها ولا تمتلك اتزان انفعالي وهذا ما تسبب في الكثير من الويلات والدمار للشعوب وفي الكثير من اصقاع الارض، اخير ما سنذكره من سمات الشخصية الدكتاتورية هو انها لا تؤمن بالحوار ولا تريد ان تنفتح على العالم ولا حتى معايشتهم لكون ذلك سيضعف من نفوذها وصورتها القوية كما تعتقد.
ما العوامل التي ظهور الشخصية الديكتاتورية؟
ليس من داء يصيب الانسان الا وله من المسببات فلا شيء يأتي من فراغ عدمي، ومن اهم المسببات لظهور الشخصية الدكتاتورية هي: الشعور بالنقص الذي يشعر به الانسان في احد جوانب حياته بسبب معاناة الطفولة من بين اهم أسباب تكوين الشخصية الديكتاتورية، اذا يخفي الدكتاتور مشاعر الضعف ويميل الى اظهار القوة وينتقم من الخصوم، ثاني الاسباب التي بموجبها تتكون الشخصية الدكتاتورية هو البيئة الاجتماعية التي تنمي هذا المرض وتضخمه في النفوس الضعيفة الى الحد الذي يجعل الدكتاتور يشعر بامتلاكه الحقيقة المطلقة.
والامراض النفسية التي تعطي للفرد الدكتاتور صورة وهمية ومضخمة بشكل مبالغ فيه وبذا هو يعتقد انه من الشخصيات النادرة وبالتالي قمع كل من يحول دون تحقيق مصلحته، وهو ما يمكن ان يزيد من الطغيان والتسلط والبطش عند هذه الشخصية الهشة نفسياً، هذه ابرز الاسباب.
اما المعالجات فهي: التعامل مع الشخصية الدكتاتورية ينحدر من مرجعية عقلية واعية اذ ان الشخص الواعي يجب ان يرفض كل اشكال السلوكيات المفروضة عليه ومنها سلوكيات الدكتاتورية عبر التصدي لها فكرياً، كما ان المهم ان يتطور التصدي الى تصدي شعبياً ان تطلب الامر، ومن ثم لابد من الممانعة والمقاطعة التي توقف الاستهتار بالشعوب وتمنع حقوقهم وهذا ما يمكن ان يقوض مساحتهم.
اضف تعليق