التباهي وهو غرور مكبوت في النفس له عواقب خطيرة تجعل الشخص المتباهي يعشق الظهور على حالة من التميز بما يملكه من ملبسه ومأكله ومشربه وذهابه ويظهر ذلك من خلال أسلوب حديثه، والتباهي دافعه النزعة الجامحة لبسط النفوذ على الغير عبر مظاهر خارجية براقة معظمها كاذب...
يتباهى عدد من الناس وهم كثيرون بكثرة اموالهم بجمالهم بمنازلهم الفخمة بسياراتهم الفاخرة شهاداتهم ومناصبهم او مراكزهم الاجتماعية او الوظيفية وحتى اسم العائلة بات مداعاة للتباهي و(نفخ الريش)، ظاهرة التباهي من الظواهر المرضية المتفشية في مجتمعنا العربي عموماً والعراقي على وجه الخصوص ولا تقتصر على طبقة معيّنة بل تصيب الجميع في محاولة تعويضية لكسب ثقة الاخرين والحصول على احترامهم وهذا وهم كبير يعيشه الانسان فيجعله يهيم في مجال حياتي افتراضي ليس لا.
التباهي لم يقف عند حدود ماذكرناه بل تعدى الى ماركات الملابس والسفر والتباهي بدخول المطاعم ذات السمعة الكبيرة وكذا الحال فيما يخص الفنادق والمصداق ما نراه في وسائل التواصل الاجتماعي في كل يوم اذا انها تعج بالصور لهذه الاماكن، ونتيجة لذلك اصبحنا نهمل المضمون ونركز على المظهر سيما في المناسبات الاجتماعية العامة والخاصة كالأعراس وولادة طفل جديد وغيرها.
علم النفس الاجتماعي يعرف التباهي بأنه" غرور مكبوت في النفس له عواقب خطيرة تجعل الشخص المتباهي يعشق الظهور على حالة من التميز بما يملكه من ملبسه ومأكله ومشربه وذهابه ويظهر ذلك من خلال أسلوب حديثه.
والتباهي دافعه النزعة الجامحة لبسط النفوذ على الغير عبر مظاهر خارجية براقة معظمها كاذب كل ذلك يحدث من اجل سد العجز النفسي الذي يشعر به الانسان او ارضاءاً للغرور وكسب الرضا الذي يعتقدون بأنه يوصلهم الى الرضا عن الذات واحترامها، من امثلة التباهي الفارغة تباهي الاباء بمعدلات ابنائهم في المدرسة او تميزهم في الوظائف او الحصول على وسام معين او غير ذلك.
يتعامل المتباهون مع غيرهم على فرض انهم اعلى مرتبة منهم ومتفوقين عليهم بما يتملكون هم ويفتقده الاخرون، وهذا التعامل يجعل الطرف الآخر يشعر بالدونية لكن الامر لا يمكن تعميمه بل ان من يمتلك كاريزما قوية لا يهمه المتباهي ولا يزعجه لكونه يعرف كيفية التعامل معه فلا يدخل معه في خصومة ولا يمنح فرصة نشر غسيله الذي يدل على المرض النفسي بالتأكيد.
المضحك ان المتباهين يمارسون الكذب بكل انواعه من سرد قصص خيالية تصنع الامتلاء والوفرة المالية الى ادعاء المكانة والمنصب في العمل وغير ذلك من السلوكيات السخيفة، كل ذلك يجري من اجل استمالة قلب انسان او التظاهر افضل من انسان وبذا يكون الشخص المتباهي على استعداد لاحتقارهم ويسعى إلى إثبات أنه أفضل من الجميع.
ماهي حقيقة المتباهين؟
حقيقة الأشخاص المتباهين هي انهم يعانون من عدم استقرار عاطفي، يظنون من خلاله بأن الآخرين لا يحترمونهم فيظهرون أكثر من قدرتهم لنيل ذلك، يخفون في داخلهم ما لا يشبه ما يتظاهرون به، يحتاجون لنيل اهتمام الآخر ولفت النظر، يهتمّون بطريقة مبالغ فيها برأي الآخرين بهم والانطباع الإيجابي الذي يتركونه، يغشون ذواتهم والمحيطين بهم، يسعون لتعويض نقص ما في حياتهم الخاصة، غير ناضجين، يحاولون إخفاء عيوبهم لكونهم يعيشون حالة دائمة من عدم الرضا عن الذات، ويعانون من قلق وتوتر وضغط نفسي بسبب الغيرة ممَّن يزايد عليهم في المظاهر الخارجية، تلك هي ابرز صفاتهم.
مما تقدم ممكن اعتماد مجموعة من التوصيات التي نراها ضرورية لكبح جماح المتباهين وحصر طيشهم في منطقة صغيرة وهي كالاتي:
توصيات
ترك المكان الذي يسوق فيه المرضى بضاعتهم الرخيصة وان اضطررتم للتواجد فلا تعلقوا على كلامهم ولا تظهروا إعجابكم أو إتباهكم لما يقولون وبذلك تثبتون أن شخصيتكم لا تتأثر بالأمور المادية، هذا ما قد يجعله يخجل من نفسه، ثمن من الافضل التلميح او التصريح له بأن قيمة الانسان ليست بما يملك من امور مادية زائلة بل ان قيمته تأتي من علمه وما يملك من مهارات وافكار وقيم ممكن تخدم مجتمعه وترفعه، واخيرا من الاهمية بمكان ان تعبروا عن انزعاجكم من سلوكيته فلعل لذلك اثر في تعديل السلوك وبمثل هذا السلوكيات التي تتبع من الانسان المتباهي يمكن ان نحد من التباهي ونبتعد عن انبعاثاته الغير مريحة.
اضف تعليق