المتعة والشغف تجاه العمل والسعي الى إنجازه على أكمل وجه أمر إيجابي يساعد الافراد على تحقيق طموحاتهم بشكل أسرع ويساهم في تطوير مسيرتهم العلمية. لكن المبالغة في الإهتمام بالعمل والإنغماس بمشاكله قد يدفع بالبعض الدخول في مرحلة الإحتراق الوظيفي وفي حالة من الإنهاك الجسدي والفكري...
المتعة والشغف تجاه العمل والسعي الى إنجازه على أكمل وجه أمر إيجابي يساعد الافراد على تحقيق طموحاتهم بشكل أسرع ويساهم في تطوير مسيرتهم العلمية. لكن المبالغة في الإهتمام بالعمل والإنغماس بمشاكله قد يدفع بالبعض الدخول في مرحلة الإحتراق الوظيفي وفي حالة من الإنهاك الجسدي والفكري نتيجة الإنهماك في العمل مما يدفع البعض الى تقديم الاستقالة والإنسحاب من حلبة الإجهاد.
الإحتراق الوظيفي هي حالة من الإنهاك المهني، الجسدي والنفسي وبالتالي الشعور بالتوتر والقلق الدائم وعدم قدرة الفرد على السيطرة على إنفعالاته وفقدانه الرغبة بالذهاب الى مكان العمل، نتيجة الضغط الشاق طويل الأمد ويطلق عليها إسم الإحتراق النفسي حيث تصيب هذه الحالة الموظف بفقدان الرغبة في العمل وتترافق مع إنخفاض مستوى الإنتاجية.
فمن أهم العوامل المسببة للوصول الى مرحلة الإحتراق الوظيفي أهمها عدم وجود بيئة صحية سليمة للعمل بالاضافة الى ضغوطات العمل المستمرة حيث تكون المهام غير متناسقة مع الامكانيات وفترة الانجاز، أوعدم وضوح طبيعة العمل بالاضافة الى الظلم الوظيفي حيث لا يمنح الموظف ما يحتاجه للقيام بالمهام المطلوبة مثل الأدوات اللازمة والمساعدة الضرورية ومع ذلك يطلب منه الإنجاز على أكمل وجه، بالاضافة الى نقص التحفيز عندما لا يكافأ الموظف على الأعمال الابداعية او العمل الاضافي مادياً او حتى معنوياً، عدم إدراك معنى الاحتراق الوظيفي من قبل بعض الاداريين وعدم تعميم ثقافة العناية النفسية بالذات.
ويلعب صراع القيم دوراً في الوصول الى حالة الاحتراق الوظيفي فتتداخل القيم التي يؤمن بها الفرد بينها وبين الاهداف الوظيفية كالغش والكذب وإساءة الامانة، فينتج عن هذه العوامل مجموعة من الأعراض وردات الفعل التي تظهر على الموظف وتتفاقم حدتها مع الوقت اذ لا يتم معالجتها بالطرق الصحيحة.
فينتج لدى الفرد حالة من عدم الرضا عن الذات عن الاداء الوظيفي، صعوبة في التركيز، ضعف الطاقة اللازمة لاتمام المهام بالاضافة الى سرعة الانفعال مع الزملاء ونفاذ القدرة على الصبر، الشعور بالصداع أو الإصابة بمتلازمة الكولون العصبي، مما ينتج عن ذلك حالة من عدم توازن نفسي.
فيجب على الفرد أن يكون واقعياً في محيط مهنته وإدراكه تجنب الاحتراق الوظيفي والسعي للحصول على الكمالية في العمل في جميع الجوانب والمجالات دون القبول بالتنازل عن بعض الأهداف فينتج عن ذلك غياب وعي الفرد في حقه في الرعاية الذاتية والمحافظة على الصحة النفسية لديه، على الفرد أن يكون واعياً لتحديد الاولويات ووضع قدرات لا تفوق الامكانيات، فلا بد من العمل على مجموعة من الاستراتيجيات لتجنب الوصول الى مرحلة الإحتراق الوظيفي ومن أهمها:
تحسين إستراتيجيات العناية بالذات المتمثلة في تقليل تناول كميات الكافيين خلال النهار، بالاضافة الى تنظيم خطة للتغذية الصحية السليمة وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، قضاء بعض الوقت في الطبيعة، ممارسة بعض الهوايات الإبداعية مثل الرسم أو الأعمال اليدوية.
تطوير الطريقة التي تتفاعل من خلالها مع مهام عملك كتجنب أداء المهام المتعددة والتركيز على مهمة واحدة تقسيم المشاريع الكبيرة إلى مهام صغيرة يسهل تنفيذها، تجنب قضاء وقت زائد بعد إنتهاء أوقات العمل، الحصول على إستراحات قصيرة خلال أوقات العمل، تجنب الإتصال بالعمل خلال فترة الإجازات.
بالاضافة الى تغيير أنماط التفكير والحياة من خلال التركيز على الإنجازات اليومية، تجنب نقد الذات دون داع، الحفاظ على نظام ونظافة بيئة العمل الخاصة بالفرد وتخصيص مساحة في المنزل توفر لك الشعور بالراحة والسلام النفسي، اكتب قائمة امتنان يومية تساعدك على التركيز على الإيجابيات الموجودة في حياتك.
وأخيراً إحرص على الإهتمام بصحتك النفسية من خلال الحرص على إنشاء حدود لنفسك مثل ما ترغب أن تفعله أو ما لا تود فعله، تعلّم أن تقول براحة "لا" عندما لا يكون لديك القدرة على فعل أمراً ما من أجل تجنب الضغط النفسي.
الإحتراق الوظيفي هي إشارة لا يمكن تجاهلها، يجب أخذ أسبابها على محمل الجد من أجل تجنب فقدان الشغف في الميدان العملي. فخذ وقتك للتفكير في آمالك وأهدافك وأحلامك، هل تتجاهل شيئا مهماً بالنسبة لك؟ قد تكون هذه فرصة لإعادة اكتشاف ما يجعلك سعيدا بالفعل، وتتيح لنفسك الوقت للراحة والتأمل. واحرص على مراقبة ومتابعة نفسك ووفرعوامل وقائية تبني جدارا بينك وبين الاحتراق النفسي مثل ممارسة الرياضة لتقوية الجسد كي تزيد من معدل طاقتك اليومية ومن خلال الحصول على قسط كافٍ من النوم، وتناول الطعام الصحي، وكذلك ممارسة التأمل لتفريغ الطاقة السلبية والاسترخاء.
اضف تعليق