نظرا لان المزيد من البلدان اختارت الاغلاق فإن التأثير النفسي طويل المدى للظروف لا يزال محل نقاش.. جوانب الصحة العقلية لحالات التفشي الطبية السابقة تظهر ان الامراض التي تتطلب معالجة طبية والتي تهدد الحياة يمكن ان تؤدي الى ظهور اعراض مرتبطة باضطراب ما بعد الصدمة بعد الشفاء...
بالنظر الى المدى الحالي لوباء كورونا COVID-19 لابد ان تكون هناك تداعيات طويلة المدى من ناحية التأثير الاجتماعي والاقتصادي والنفسي. وتقترن هذه التداعيات بارتفاع الخوف والقلق بين الناس بسبب عدم اليقين من المرض مع تدابير اساسية ولكن معطلة اجتماعيا مثل الاغلاق والحجر الصحي.
هذا يمكن يؤدي الى اضطرابات نفسية كبيرة مثل اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب والقلق واضطرابات الهلع والاضطرابات السلوكية وتتضمن عوامل التأهب والابتعاد عن الاسرة، والوحدة، والمعلومات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي، وانعدام الامان المالي، والوصم اذ يتعرض العاملون في مجال الرعاية الصحية لخطر كبير للإصابة باضطراب الاجهاد اللاحق للصدمة والارهاق.
لذلك من الاهمية فهم التأثير النفسي والمحددات الرئيسة لمنع هذه المشكلات وتحديدها وادارتها وتشمل الاجراءات المقترحة لخطوط دعم الاشخاص القلقين والاستشارة عن بعد مجموعات الاتصال والمساعدة الافتراضية وتشجيع التأمل واجراء البحوث حول العواقب النفسية وتطوير استعمال التداخلات المناسبة.
التفشي المفاجئ والخطير لمرض الجهاز التنفسي في الصين تلاه انتشار سريع الى اجزاء اخرى من العالم ما دفع الباحثين الى دراسة المرض وعزل الفايروس دون تأخير كبير، ان المرض ناجم عن فايروس غير معروف سابقا COVID-19 وان الحيرة من المرض هو سبب رئيسي لضغوط نفسية بين الناس مع اعلان منظمة الصحة العالمية في الحادي عشر لمارس اذار 2020 هذا الوباء، كان هناك ارتفاع سريع في الخوف والقلق بين عامة الناس اذ تظهر البيانات السابقة عن الحوادث مثل الكوارث الطبيعية ان الاحداث التجريبية واسعة النطاق ترتبط ارتباطا وثيقا بالآثار السيئة على الصحة العقلية.
اضطرابات ما بعد الصدمة هو الاكثر شيوعا ثم يليه الاكتئاب والقلق واضطرابات نفسية وسلوكيات اخرى لذلك فإن الوباء الحالي يشكل خطرا على الاعتلال النفسي والطب النفسي المرض سببه عدوى غير معروفة حتى الان مع عدم وجود لقاحات أو نظم دوائية معتمدة وهذا يؤدي الى زيادة المحنة بينما كان الباحثون والعلماء المختصون يكدحون في تطوير لقاحات وادوية وكان التدخل الاكثر نجاحا لإبطاء انتشار المرض هو عزل الناس في منازلهم، الحد من التفاعل الجسدي والمعروف شعبيا باسم "التباعد الاجتماعي" قد تم الاعلان عنها من قبل العديد من الدول ومع ذلك بعد فشل الناس في ممارسة التباعد الاجتماعي الكافي خلال المرحلة الاولية اضطرت الدول المتضررة بشدة مثل الصين وايطاليا الى التحول الى الاغلاق العام والحجر الصحي لمواطنيها.
ونظرا لان المزيد من البلدان اختارت الاغلاق فإن التأثير النفسي طويل المدى للظروف لا يزال محل نقاش بيانات محدود جدا حول جوانب الصحة العقلية لحالات التفشي الطبية السابقة تظهر بعض الادبيات ان الامراض التي تتطلب معالجة طبية والتي تهدد الحياة يمكن ان تؤدي الى ظهور اعراض مرتبطة باضطراب ما بعد الصدمة بعد الشفاء وهكذا فان السؤال الذي يطرح نفسه: هل نحن نتجه نحو كارثة الصحة العقلية.
الضعفاء:
غيرت منظمة الصحة العالمية مؤخرا مصطلح التباعد الاجتماعي الى التباعد الجسدي لتقليل الشعور بالوحدة والعزلة، استنتج تحليل سابق الى ان الوحدة عامل خطر لجميع اسباب الوفيات الناس الذين يعيشون بعيدا عن عائلاتهم من اجل التعليم أو العمل أو المنفصلين عن احبائهم بشكل اخر يكونون أكثر عرضة للإصابة بمشاكل الصحة العقلية مثل الاكتئاب او القلق وما الى ذلك.
بينما تساعد وسائل التواصل الاجتماعي الناس في ان يكونوا اكثر ارتباطا في اوقات العزلة الجسدية فهي ايضا مصدر رئيسي للشائعات والمعلومات الكاذبة التي تزيد من التوتر ويمكن ان تكون البيانات على عدد القتلى في كل ساعة والاعداد المتزايدة مستهلكة خاصة للأفراد المعرضين لمشاكل الصحة العقلية أو الذين يتناولون بالفعل ادوية الاضطرابات النفسية علاوة على ذلك بسبب الاغلاق، بالفعل اغلاق العديد من الصناعات التحويلية وتكبد الشركات خسائر فادحة وتسببت الضربة الهائلة التي لحقت بالاقتصاد العالمي بسبب انعدام الامن المالي واجهاد السكان مما سيكون له عواقب غير مباشرة على الصحة والاكثر تضررا هم عمال الاجر اليومي الذين لا يحصلون على دخل معيشتهم.
الحالات المشتبهة بها والمرضى المؤكد اصابتهم ربما يعانون أكثر من غيرهم في الشعور بالوصم من قبل المجتمع بسبب حملهم للعدوى التي قد تصيب الاخرين عن غير قصد وعدم القدرة على مقابلة اقربائهم والعزلة يمكن ان يضيف الى معاناتهم. عدم اليقين والشك بشأن العدوى وعدم التأكد من فعالية العلاج من المحددات ذات الاهمية القصوى.
التأثير على الاطباء:
مصدر قلق رئيسي اخر هو الارهاق الذي يعاني منه الطبيب والاجهاد الاضافي على العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين يجب ان يكونوا دائما على اصابع قدمهم ليس فقط في زيادة عبء المريض ولكن ايضا في تقديم ارشادات وسياسات جديدة. ومن المتوقع انه مع تقدم الوباء سيتم العثور على المزيد من المتخصصين في مجال الرعاية الصحية على شفا الانهيار النفسي.
النتائج المتوقعة:
الذعر المفاجئ الذي نشأ مؤخرا مع اكتناز الناس يزيد من مؤشر في ارتفاع حالات اضطرابات الهلع مع وجود العديد من الناس الذين يقيمون في منازلهم وهناك احتمال ان يكون تطور القلق المرتبط برهاب الاماكن المغلقة. وسيؤدي عدم الوصول الى المخدرات الى تصعيد متلازمات الانسحاب لدى المدمنين والاشخاص الذين يتعاطون المخدرات بانتظام، بالإضافة الى ذلك قد يكون هناك ايضا ارتفاع في الاضطرابات الجسدية عند بلوغ التفشي الذروة وبعد ذلك الاستقرار فإن ازمة الصحــــــــــة النفسية امر لا مفر منه اثناء الجائحة وبعدها تأثير الصحة العقلية في COVID-19 سيؤثر بنحو كبير على الصحة البدنية بعد تفشي المرض، لذلك من المهم فهم الاثر النفسي للوباء والبحث فيه لأعداد الاطباء بنحو افضل بغض النظر عن اختصاصاتهم للبحث بنشاط عن مثل هذه الاعراض في مرضاهم سيساعد هذا التعرف المبكر وادارة التدفق الواسع النطاق للمرضى الذين يعانون من مشاكل سلوكية ونفسية.
حجر العثرة في توفير الرعاية الصحية لعدد كبير من السكان هو اعداد الرعاية الصحية المجهزة والموفرة بنحو جيد الى جانب العدد المحدود من الاطباء النفسين في البلاد ومن ثم ينبغي ان يكون الوباء بمثابة دعوة لاستنفار كل الطاقات بنحو كافي وتعزيز الرعاية الصحية لدينا.
اقتراحات لتقديم الدعم النفسي:
بينما تقوم الحكومات بتطوير الارشادات اليومية يقوم العاملون في مجال الرعاية الصحية بصياغة سياسات جديدة ويمارس عامة السكان اما التباعد الاجتماعي أو الحجر الصحي الصارم ويبدو ان الجميع يقومون بواجباتهم بنحو استباقي لوقف الانتشار الجسدي للمرض مع وجود فرق الاستجابة والتعافي، وتوجد خطة عمل لإعادة التأهيل من خلال بعض الاجراءات التي يمكن اعتمادها وهي:
اولا: يمكن انشاء خطوط دعم للشكوك المتعلقة بفيروس كورونا وتوضيح المعلومات المضللة والاستشارة عبر الانترنيت وعبر الهاتف للأشخاص الذين يواجهون القلق والتوتر اثناء الوباء كوسيلة لتخفيف الذعر والخوف.
ثانيا: يمكن ان يؤدي ربط مجموعات الجوار افتراضيا وعبر الانترنيت الى تقليل مخاطر الشعور بالوحدة بعد تفشي المرض يمكن تحويلها الى مجموعات مساعدة مجتمعية لمساعدة الناس على اعادة تماسك نسيجهم الاجتماعي.
ثالثا: يمكن تشجيع الاشخاص الموجودين حاليا في الحجر الصحي أو الخاضعين للأغلاق على ممارسة تمارين داخلية روتينية تجمع اليوجا والتأمل والموسيقى وتمارين التمدد.
رابعا: يجب اجراء دراسات وابحاث لتقييم الانعكاسات النفسية والاجتماعية على العاملين في مجال الرعاية الصحية والمرضى وعامة السكان.
وبناء على النتائج يمكن وضع التدخلات المناسبة في مكانها وبذل الجهود لتخفيف من حدة المشكلات ويمكن ان يلعب تحديد المخاطر وتهيئة العوامل مستقبلا دورا في اختيار الاشخاص الذين يحتاجون الى مزيد من الرعاية.
نحن بحاجة الى العمل على هذه الجوانب بطريقة استباقية للحد من الامراض النفسية طويلة المدى التي يسببها الوباء ويمكن القيام بذلك على مستوى المجتمع من خلال امتلاك ما يصل الى المسئولية الاجتماعية والمسؤولية المدنية.
اضف تعليق