لا يحب عقلك التغيير لأنه يبذل الكثير من الطاقة للنشاط اليومي ولا يريد بذل جهد إضافي للقيام بأشياء جديدة ومن ثم التغيير. لذلك عندما تكون في منطقة الراحة الخاصة بك، فإن عقلك يقاوم فكرة الخروج منها ويرفض التغيير. ولو حاولت الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك...
لا يحب عقلك التغيير لأنه يبذل الكثير من الطاقة للنشاط اليومي ولا يريد بذل جهد إضافي للقيام بأشياء جديدة ومن ثم التغيير. لذلك عندما تكون في منطقة الراحة الخاصة بك، فإن عقلك يقاوم فكرة الخروج منها ويرفض التغيير. ولو حاولت الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك، فإن هذا يعني أنه سيوجد ضغط جديد على عقلك وجسدك ونفسيتك لزيادة تركيزك وإبداعك وسرعتك للاستجابة لضغوط الحياة عندما تحدث أشياء غير متوقعة.
يمكن أن يكون التغيير معركة شاقة. ولكن تذكر أن هناك طرقا لمساعدة عقلك على التكيف مع التغيير بسهولة أكبر للحصول على أفضل نتائج من هذا التغيير.
لماذا لا يحب عقلك التغيير؟
- عقلك مشغول: لأنه يستهلك الكثير من طاقتك للقيام بالأنشطة اليومية، خاصة عندما تكون نائمًا.
- عقلك كسول: فيحتاج إلى الكثير من الطاقة للقيام بالمهام اليومية لذا فهو لا يريد القيام بأشياء إضافية فيحاول أن يجعلك تفعل ما كنت تفعله دائمًا، من خلال البقاء داخل منطقة الراحة الخاصة بك.
- عقلك يريد أن يحافظ على سلامتك: لذلك يحفز عقلك استجابة الخوف داخلك فيتراجع عن اتخاذ أي مخاطرة للتجديد. ولأن البشر يميلون إلى توقع السناريو الأسوء، فيحاول عقلك حمايتك من خلال الثبات السلبي ومقاومة أي تغيير.
لهذه الأسباب، يتمسك عقلك بالروتين ولكن نمط الحياة المتكرر لا يؤدي إلى النمو والتطور. الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك من وقت لآخر يحفز قدرة عقلك على تحمل التغيير الذي من خلاله تزيد من قدرتك على استقبال مهارات وتجارب جديدة. كما إن التخلي عن الأفعال الروتينية بين الحين والآخر يدرب عقلك على التنبه دائمًا وأنه لا يوجد ما يخشاه وأنك ستكون دائمًا على ما يرام حتى إذا حدث تغيير في حياتك وشعرت بالقليل من التوتر استمر في القراءة لمعرفة لماذا تجد صعوبة في الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك، ولماذا يجب عليك القيام بذلك على أي حال.
كيف تساعدك المخاطرة على تدريب عقلك؟
عندما تخاطر عن قصد، تكون قد قيمت النتائج المحتملة مسبقًا؛ فقد تحدث الأشياء الجيدة، أو الأشياء السيئة ولكن هذا لن يغير أنه يجب عليك اتخاذ هذه الخطوة على أي حال. أنت قادر على أن تتوقع الكثير من السلبيات في رأسك، وفي كثير من الأحيان، تتوقع الأسوأ. ولكن المخاطرة قد تؤدي بك إلى نتيجة إيجابية؛ حتى إذا لم تسير الأمور كما كنت تأمل، لا يزال هناك احتمالية أن كل شيء على ما يرام وأنك حاولت إضافة شيء من الاختلاف في حياتك حتى لو كان طفيفا.
عندما تخوض مخاطرة ما قد يبدو الأمر رائع وممتع يجعلك تشعر بشعور أفضل أو قد تخيب آمالك وتهاجمك المشاعر السلبية، لكن في النهاية الأمر أنت تكسب شرف المحاولة وتتدرب على تلك المفاجآت غير المرغوب فيها في الحياة. فهناك أوقات ستحدث فيها أشياء لم تكن مستعدًا لها وستحتاج إلى التعامل معها. عندما تعتاد على الخوف من تغيير أبسط العادات في حياتك أو تتكاسل وترهب التجارب، فسيكون من الشاق والصعب جدًا أن تتكيف مع أي تغييرات مفاجئة وإجبارية. لذلك فإن اتخاذ المخاطرة الاختيارية هو بمثابة تدريب لنفسك وعقلك.
سوف تعرف ما هي شخصيتك الحقيقية
إذا كنت دائمًا هادئًا وتسير حياتك وفقًا لعاداتك الروتينية القديمة نفسها، فكيف ستتعلم ما يمكنك التعامل معه حقًا وما لا تستطيع تحمله؟
راقب نفسك عند تنزعج من أمر ما ثم انتظر النتيجة. عندما تشعر بعدم اليقين والضيق والشك، فستخرج منها إما مختلفًا عما كنت عليه من قبل وإما أفضل مما كنت عليه من قبل.
بالتأكيد، يمكن أن تسير الأمور في الاتجاه الآخر ويمكن أن تكون النتائج مخيبة للآمال وسيئة ولكن تذكر دائمًا أن التغيير في صالحك في كثير من الأحيان وأنك لن تعلم هذا إلا بخوض التجربة نفسها.
هذه المعرفة هي الغاية لأنك، حتى لو كانت النتيجة سيئة، فلا تزال زمام الأمور في يديك. عندما تشعر أنك مسيطر، يمكنك حينها التعامل مع أي نتيجة مهما كانت والتعلم منها واستغلال الفرص حتى لو كان الوضع سيء، فكل هذا يصب لصالحك ولصالح تطور شخصيتك. حتى عندما تسوء الأمور، فأنت تعلم أن الأمر مؤقت وتعلم أنه يمكنك التعافي منه. ومع بعض الممارسة، ستتعلم أن تكون فخورًا للفشل الذي علمك.
الخروج من منطقة الراحة يحفز الإنتاجية
عندما يكون كل شيء على ما يرام، فإن عقلك لا يريد أن يتغير أي شيء، ولكن بداخلك يقين أنك قادر على فعل المزيد. وفقًا لقانون Yerkes Dodson، فإن الشعور بالراحة لا يساعد في نموك. إذا كنت تشعر بالراحة، فستبذل الحد الأدنى من مجهودك ولن تستغل قدراتك بشكل كافي.
لإحراز المزيد من التقدم، تحتاج أحيانًا إلى أن تشعر ببعض الضغط، سواء كان ذلك موعدًا نهائيًا لتسليم العمل أو هدف مبيعات يجب الوصول إليه في العمل. فهذا الشعور من عدم الراحة والتضيق هو ما تحتاجه أحيانًا للانتقال إلى المستوى الأعلى من النمو والتطور الذاتي.
فهذا الضغط الناتج عن الخروج من منطقة الراحة، لا يتسبب فقط في التغيير، ولكن تتسع معه القدرة الإستعابية معه لعدة مهارات مثل:
التركيز
الإبداع
القيادة
الذاكرة العاملة
إدارة المهام
إذا لم تكن لديك هذه الضغوط الخارجية التي تدفع بأدائك إلى الأفضل، فكيف تضع نفسك تحت توتر لتطور من ذاتك؟ اخرج من منطقة راحتك من خلال تغيير سير عملك أو نقل عملك إلى مكان آخر به فرصة أفضل أو حتى تنفيذ مشروع أحلامك الي يخيفك دائمًا.
لا تخاف الفشل لأن الأشخاص الذين لا يرتكبون أخطاء ليسوا ناجحين ومحبوبين مثل الأشخاص الذين يتعثرون. فالفشل يكشف عيوبك ويجعلك أقرب إلى إنسانيتك وهي صفات تجذب الناس إليك.
مقترحات للخروج من منطقة الراحة
اذهب إلى العمل في طريق مختلف كل فترة.
مارس التمارين.
اطلب أن تكون مسئولاً عن مشروع في العمل تخاف القيام به.
ابدأ محادثة مع زميل لا تتفاعل معه كثيرًا.
تعلم شيئا جديدًا في الفنون أو الموسيقى أو أي شيء لم تتعلمه قبل ذلك.
اختر نشاطًا تستمتع بممارسته بمفردك أو انضم إلى مجموعة تمارس نشاط ترفيهي بشكل منتظم.
اختر أمر تخاف منه (المرتفعات أو التحدث أمام ناس كثيرة وما إلى ذلك) وتغلب عليه من خلال وضع خططًا حازمة لمواجهته.
حدد هدفًا رئيسا كبيرًا وقم بوضع أهداف صغيرة لتحقيق هذا الهدف الكبير.
اطلب شيئًا تريده من شخص مع التوقع أن هذا الشخص قد لا يوافق عليه وأنك يجب أن تتقبل الرفض بإيجابية.
تواصل مع شخص أنت معجب به/غاضب منه/ مشتاق إليه وأخبره كيف أثر على حياتك وعبر عن مشاعرك.
قد يكون بداخلك أحلام وأهداف كثيرة ولكن عقلك يحاول السيطرة عليهم وإحباطك بسبب الخوف من مواجهة المواقف غير المتوقعة.
نصيحتنا هي أنه يجب أن تشعر بعدم الارتياح الإيجابي طوال الوقت لدفع نفسك خارج منطقة الراحة وضع نفسك تحت الضغوط المحببة كي تتحرر من سيطرة عقلك المحدود عليك وكي تنجح في تطوير نفسك باستمرار.
اضف تعليق