قد تحتل الافكار السلبية مكاناً كبيراً في عقول البعض، وتكون أحاديثهم عن أنفسهم سلبية، مما يؤثر على صحتهم بل على حياتهم بشكل عام، وقد يتجلى هذا الاضطراب في صورة خوف، أو قلق، أو صدمة نفسية، والأمراض السيكوسوماتية هي اضطرابات جسدية يلعب فيها العامل النفسي دوراً أساسياً...
قد تحتل الافكار السلبية مكاناً كبيراً في عقول البعض، وتكون أحاديثهم عن أنفسهم سلبية، مما يؤثر على صحتهم بل على حياتهم بشكل عام، وقد يتجلى هذا الاضطراب في صورة خوف، أو قلق، أو صدمة نفسية، والأمراض السيكوسوماتية هي اضطرابات جسدية يلعب فيها العامل النفسي دوراً أساسياً، اذ تشكل الصحة النفسية، موضوع اهتمام محورياً في مجال الأبحاث والدراسات الطبية العصرية، وخصوصاً إن الأمراض النفسية باتت تتكاثر وتتكاثف، بفعل الضغوطات الحياتية اليومية.
ولذا نجد الأطباء والبحاثة النفسيين يشددون، وقبل أي شيء، على ضرورة أن يتملك الأفراد أرضية المعارف والمهارات الأساسية التي تفيدهم في مواجهة الضغوطات والتصدي لأية إفرازات لها يمكن أن تؤدي إلى تعرضنا للمعاناة النفسية، من أي نوع كانت، كالاكتئاب أو القلق، ويبدو أن "ثقافة مواجهة الأمراض النفسية"، أصبحت تمثل إحدى الأولويات في قائمة العناية الصحية اليومية، إذ تقوم على فن التخفيف من الضغوطات والتفكير الإيجابي.
تأثير الأمراض السيكوسوماتية على صحة الإنسان
لفظ السيكوسوماتية هو مصطلح يطلق على الأمراض الجسدية ذات المنشأ النفسي فالحالة النفسية للإنسان تأثر بشكل كبير جداً على صحته الجسدية وطبيعة وتوازن أعضاء جسده، الصحة النفسية للإنسان تأثر بشكل مباشر على حالته الصحية، فكثيراً ما نسمع عن شخص أُصيب بأزمة قلبية أو داء السكري نتيجة تعرضه لصدمة نفسية شديدة، لذلك أُمِرنا أن نترفق بأنفسنا وبالآخرين ولا نحملهم ما لا طاقة لهم به، لكن هل فكرت يوماً إلى أي مدى تؤثر مشاعر الإنسان النفسية على وظائفه العضوية؟ وما سبب هذا التأثير؟ وهل الأعراض التي تسببها الأزمات النفسية دائمة أم مؤقتة؟!
هذه ألامراض تحدث نتيجة اختلال توازن الهرمونات في الجسم بسبب التعرض للضغوطات أو الصدمات النفسية، فينتج عن ذلك اختلال شديد في وظائف الجسم الحيوية، عادة ما يكون ذلك بسبب انفعالات شديدة جداً تؤثر على توازن الجهاز العصبي اللاإرادي، ها يوضح أن هذه الأمراض ليس لها أي سبب عضوي، إنما هي مجرد آلام أو اختلال في وظائف الأعضاء نتيجة خلل نفسي انفعالي، لذلك لا تأتي الأدوية الكيميائية المعروفة بنتيجة في هذه الحالات حيث يتطلب الأمر علاج نفسي مكثف.
الفرق بين الأمراض السيكوسوماتية والأعراض الهستيرية
الأعراض الهسترية تقتصر على الجانب النفسي فقط، حتى مع حدوث خفقان في القلب أو تشنجات وما إلى ذلك لكن لا يمتد أثرها لحدوث آلام عضوية شديدة كما في حالة الأمراض السيكوسوماتية فالمريض بأحد الأمراض النفس جسدية يتردد على العديد من العيادات والأطباء بحثاً عن الراحة والعلاج لمرضه دون فائدة، وذلك لاختلاط الأمر والتشابه الشديد في الأعراض فيبحث الطبيب عن أسباب فسيولوجية متجاهلاً الجانب النفسي.
أسباب الإصابة بالأمراض السيكوسوماتية
• تعرض الشخص لضغوط نفسية تفوق احتماله ما يؤدي لنشوء صراع داخلي لدى الفرد ويبدأ في التشكيك بأفكاره ومعتقداته، بالإضافة لصراعات الخارجية مع أسرته والمجتمع من حوله.
• افتقاد المريض للمرونة التي تمكنه من تحمل التوتر والضغط العصبي فلا يستطيع التعامل مع المتغيرات التي تحدث حوله بسلاسة ويسر.
• التعرض لأي مشكلة تمس احتياجاته وغرائزه الأساسية دون التمكن من إرضائها ما ينشئ داخلة حقد دفين على المجتمع من حوله.
• إتباع أساليب خاطئة في التعامل مع الضغوطات كالتدخين أو إدمان الكحوليات والمخدرات ما يزيد من توتره.
• التعرض لصدمة نفسية شديدة مفاجأة كفقدان شخص عزيز أو التعرض لفشل شديد في حياته العملية.
أنواع الأمراض السیكوسوماتیة:
ھناك العديد من الأمراض الجسدية الشائعة التى يصاب بھا الإنسان ويكون من بین أسباب الإصابة بھا ھو التعرض لضغوط نفسیة أدت إلى خلل بوظائف الأعضاء المتصلة بھا، ومن بین ھذه الأمراض:
- مرض السكر: ھو عبارة عن مجموعة من الأمراض تصیب وتؤثر علي طريقة استخدام الجسم لسكر الدم (الجلوكوز). يعتبر الجلوكوز ھو عنصر حیوي للجسم، حیث أنه يمد الجسم بالطاقة اللازمة يدخل الجلوكوز خلايا الجسم بشكل طبیعي عن طريق عامل الأنسولین – وھو عبارة عن ھرمون يفرز عن طريق البنكرياس. يعمل الأنسولین علي فتح الأبواب التي تسمح بمرور الجلوكوز إلي خلايا الجسم، وإذا تراكمت الضغوط والصدمات تزداد قابلیة الإنسان للإصابة بمرض السكر.
- قرحة المعدة: ومن العوامل التي تساھم فى إصابة الشخص بالقرحة الھضمیة (قرحة المعدة والأمعاء) التعرض للضغوط فى العمل وفى الحیاة، تناول الأطعمة التى تحتوى على توابل حارة بالإضافة إلى بعض الأدوية التي يأخذھا الشخص أو العدوى البكتیرية التي تصیبه.
- اضطرابات الإخراج: ومن أكثر الاضطرابات السیكوسوماتیة شیوعاً والمتصلة بعادات الإخراج نجدھا متمثلة فى حالات التبول اللإرادى وفى الإمساك والإسھال وھذه الاضطرابات تبدأ فى مرحلة مبكرة من حیاة الإنسان فى طفولته والتى ترتبط ارتباطاً وثیقاً بالحالة النفسیة للطفل وبمشاعر الخزى والخطأ.
- السمنة: تُعرف السمنة على أنھا الكم الزائد من الدھون فى الجسم، والسمنة لا تتصل بالمظھر الجمالي للشخص فحسب وإنما تمتد إلى أكثر من ذلك فھي تزيد من مخاطر تعرضه للأمراض والمشاكل الصحیة خاصة مرض السكر وارتفاع ضغط الدم. ومن بین الأسباب المؤدية إلى السمنة أسباب نفسیة ويأتى فى مقدمتھا الاكتئاب.
- السرطان: يشیر مرض السرطان إلى أياً من الأنواع المتعددة والكثیرة من الأمراض التي من سماتھا النمو غیر الطبیعي للخلايا (نمو الخلايا بشكل غیر طبیعي)، والتي تنقسم بشكل انتشاري ولديھا القدرة على تخلل أنسجة الجسم الطبیعیة وتدمیرھا إن تعرض الإنسان للانفعالات والضغوط والصدمات النفسیة قد تؤدى بدورھا إلى اضطرابات فى الوظائف الغددية التى من الممكن أن تعجل بظھور مرض السرطان، وخاصة عند الأشخاص التى تعانى من مشكلات نفسیة منذ مرحلة الطفولة أو تلك الأشخاص التى ينتابھا القلق المرضى.
- حب الشباب: حب الشباب يعكس التغیرات الجسدية والنفسیة التى يمر بھا المراھق أثناء مرحلة البلوغ، تلك - لمرحلة التى يمكننا تشبیھھا بالثورة، ثورة جسد المراھق ضد ذاته لیحدث بھا التغییر.
- تساقط الشعر: الضغوط الجسدية ولیست النفسیة فقط تؤدى غلى تساقط الشعر،ةمثل إجراء جراحة أو إصابة الشخص بمرض ما أو ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- الصداع النصفي: بالرغم من عدم وجود أسباب محددة لظھور الصداع النصفي، لكن يرى الباحثون أن ھناك بعض العوامل التي قد تساعد علي ظھوره، وھذه العوامل تختلف من شخص لآخر وتتضمن الضغط العصبي، بعض أنواع الطعام والشراب.
الوفاة: يؤكد خبير التنمية البشرية صهيب أحمد نبيل، أن التفكير السلبى أخطر مما يتصوره أى إنسان فهو يجعل الحياة سلسلة من المتاعب والأحاسيس والسلوكيات السلبية، مما يسبب بالطبع النتائج السلبية مثل: الأمراض النفسية والعضوية والشعور بالضياع والوحدة والخوف، ويشير إلى أن خطورة الأمراض النفسية تتدرج من مجرد أعراض بسيطة إلى حد المرض العقلى والجنون، كما يستمد المرض النفسى خطورته من أنه قد يؤدى إلى الإصابة بمرض عضوى وهو ما نطلق عليه اسم "الأمراض السيكوسوماتية".
ويضيف "صهيب" أن هناك عدد من الأبحاث التى تناولت تأثير الأحاسيس والحالة النفسية السلبية على الحالة العضوية، وقد وجد الباحثون أنه فى حالة شعور الفرد بمشاعر سلبية كالخوف أو القلق أو الحزن أو الاكتئاب أو غير ذلك من نتائج التفكير السلبى، فإن المعدة فى هذه الحالات تقوم بإفراز أحماضا قوية تؤدى مع تكرار الحالة السلبية وزيادة تلك الإفرازات إلى حدوث تآكل فى جدار المعدة مما قد يؤدى إلى حدوث ثقب أو فجوة فى جدار المعدة وهو ما يؤدى بدوره إلى الإصابة بما يسمى قرحة المعدة ،ويشير إلى أن الباحثين قاموا بأخذ عينة من هذه الأحماض ووضعوها فى طعام للفئران، فأدى ذلك إلى موت الفئران جميعا، وهو ما يدلنا إلى أن هذه الأحماض لا تؤدى فقط إلى قرحة المعدة أو الأمراض البسيطة بل إنها تعتبر بمثابة مواد سامة، مما يؤكد لنا خطورة الأفكار السلبية وكيف أنه يمكن مع تكرار التفكير السلبى حدوث كثير من الأمراض النفسية والعضوية أيضا مما يدمر حياة الفرد .
ختاماً، الجسد والروح وجهان لعملة واحدة، فلا يمكن أن يصاب أحدهما دون أن يؤثر على الآخر، لذلك لابد أن يتروى الإنسان ويزن الأمور بعقله ولا يعطيها أكبر من حجمها حتى يُحافظ على نفسه وجسده سليم معافى، لذا عليك تبنى التفكير الصحي الذي يساعدك على ملاحظة ما تفكر به، وكيف تفكر به، حتى تلاحظ الأفكار السلبية التي تزعجك وتغيرها لأفكار إيجابية من خلال التفكير الإيجابي لتغير حياتك للأفضل، وذلك عن طريق مراعاة عدة امور منها الابتعاد عن الأشخاص السلبيين، الحديث الايجابي والتحفيزي مع النفس، تحديد الافكار السلبية والغلب عليها، تغيير العادت السيئة اذا كانت تختص بالطعام واو الرياضة وغيرها.
اضف تعليق