تشير التقارير الصحفية الى زيادة السمنة لدى العراقيين بشكل عام والأطفال بشكل خاص. ومع ان السمنة تعني زيادة الوزن بمقدار 10% عن القيمة المتوقعة بالنسبة للعمر والطول، الا انها تعدت هذا الرقم عند الأطفال العراقيين. فما الذي جعل اطفالنا أصحاب كروش وهم الذين كانوا بوزن الريشة؟!
تشير التقارير الصحفية الى زيادة السمنة لدى العراقيين بشكل عام والأطفال بشكل خاص. ومع ان السمنة تعني زيادة الوزن بمقدار 10% عن القيمة المتوقعة بالنسبة للعمر والطول، الا انها تعدت هذا الرقم عند الأطفال العراقيين. فما الذي جعل اطفالنا أصحاب كروش وهم الذين كانوا بوزن الريشة؟!
معروف أن للسمنة سببين رئيسين: العامل الوراثي ونمط الحياة الأسرية، وفيما يشكل العامل الوراثي نسبة قليلة، فان نمط الحياة الأسرية صار يشكل الآن العامل الرئيس في زيادة السمنة لدى الأطفال العراقيين. ويعزى الأمر الى اربعة أسباب: اقتصادية، وغذائية، وأساليب تعامل أسرية خاطئة، وتكنلوجيا. فبخصوص السبب الأول حصل ارتفاع في المستوى الاقتصادي للأسرة على صعيد قطاع الموظفين والموظفات، اذ تحسنت دخولهم وصاروا ينفقون اكثر على ما يأكلون ويشربون.
وحصل أن انتشرت في الأسواق والشوارع السكنية ظاهرة (السوبر ماركيت..الاسواق المركزية) الممتلئة بالاف الانواع من الحلويات المغرية والوجبات الجاهزة فضلا عن (المولات) التي تضم مطاعم ووجبات خاصة بالأطفال وضعت في صناديق ملونة برسوم محببة لدى الاطفال مثل سبونج بوب(همبركر ورقائق بطاطا وببسي لتعزيز شرائها مصحوبة بلعبة مجانية هدية).
وأزاء هذا الغزو الغذائي المعبأ بالسكريات والمسمّنات، صارت الأسرة أمام ضغط الحاح اطفالها في شراء ما يشتهون.. وللطفل اساليبه في جعل الأم تضطر ان تشتري له ما يريد خاصة اذا كان يتمشى معها في السوبرماركت او المول وكل ما يشتهيه هو المحلّى بالسكر والمعجون بالدهون!.
وان اعترض عليها زوجها بررته:(خطيه نحرمه.. او يمعود خل نسد حلكه لا يشهرنه كدام الناس).فضلا عن الكثير من الأمهات الموظفات والعاملات صرن يعطين أطفالهن التلاميذ مصروفا يوميا ليشتري ما يشتهي بدل ان تضع له في حقيبته فاكهة ولفة اكل صحية.
اما التكنولوجيا فقد اكملت الكارثة التي تسبب للأطفال مستقبلا امراض القلب والسكّري، ففي ايام زمان كان الاطفال يمشون المسافات نحو مدارسهم، وكان الأولاد يمارسون العاب السباقات والبنات يلعبن الحبل في الشوارع، فيما هم الآن يعتمدون على باصات خاصة لنقلهم، ويجلسون لساعات يمارسون فيها الألعاب الالكترونية على الموبايل والآي باد والأندرويد.. وصاروا يخزنون السكر والمسمنات التي زادت سعراتها أضعافا، فيما كانوا ايام زمان يحرقون سعراتها ..على قلّتها، وماذا بعد؟ هل يعني ان الأمر فلت من ايدينا وما عاد بالآمكان السيطرة عليه؟
ان شعارنا في (حذار من اليأس) هو ان بامكاننا تغيير ما هو سلبي في حياتنا وان بدا لنا انه تمكن منّا. وأولى الخطوات في السيطرة على السمنة لدى اطفالنا هي الانتباه الى اسبابها التي ذكرناها ومعرفة كيفية التعامل معها. والخطوة الثانية هي تغيير العادات الغذائية السيئة، واكتساب معرفة بالتغذية الصحية من قبيل معرفة الأم بالسعرات الحرارية اليومية اللازمة للطفل، وان يأكل مع والديه لمعرفة ما يتناوله، وان تقتصر الوجبات السريعة (وجبات المولات والمطاعم )على مرّة واحدة في الشهر، وان لا يكثر من الجلوس امام التلفاز ..وتشجيعه على ممارسة الرياضة.. ومشاركته رياضة المشي وما سهل منها عليكم.. فبها وبما اسلفنا تجنبون اطفالكم، وانفسكم ايضا، كروشا قبيحة المظهر.. وأمراضا بعضها متعبة واخرى قاتلة.. حماكم الله وعافاكم.
اضف تعليق