q

البشارة النبوية

في أواخر سني حياته، قصد رسول الله صلّى الله عليه وآله مكة حاجّاً، يرافقه حشد كبير من المسلمين، يتلقون عنه - كعادتهم كل عام - آداب الحج وأحكامه، وفي منى وقف فيهم خطيباً، يدعوهم إلى الحرص على المحبة والمساواة والاتّحاد، ثم ختم خطابه بقوله: «الإئمة بعدي اثنا عشر - ثمّ أردف - كلهم من قريش».

وفي موقف آخر قال: «الأئمة بعدي اثنا عشر، أولهم علي، وآخرهم القائم». (أي قائم أهل البيت، المهدي عليه السلام). وقال أيضاً في موقف ثالث: «المهدي منا أهل البيت ... يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، بعد ما ملئت ظلماً وجوراً».

كما بين أيضاً أنّ المهدي من ولد فاطمة ومن ذرية الحسين، وذلك حينما ضرب بيده على منكب الحسين وقال: «من هذا مهدي هذه الأمة» عليهم جميعاً أفضل السلام. كانت هذه البشارة من رسول الله (ص) إلى أمّته، موضع اهتمام وانتشار بين الناس، إذ أتت على لسان رسول ربّ العالمين صريحة قاطعةً، تضع الحق في نصابه، وتحدد للأمة الإسلامية قادتها بالحق، فتناقلتها القلوب قبل الألسنة، ودوّنها كتّاب الحديث على اختلافهم، ونقلوها إلينا أحاديث نبوية قدسية، واشترك في روايتها جميع المسلمين، السني منهم والشيعي، كيف لا وهو الإمام المنتظر، والمخلص الموعود، والقائد المظفر، أعدّه الله سبحانه ليظهر به دينه على الدين كله ولو كره المشركون.

الخامس عشر من شعبان

أشارت أغلب الروايات إلى أن ولادته الميمونة حصلت في سنة 255/ مئتين وخمس وخمسين للهجرة الموافقة لسنة 869 للميلاد وقيل سنة 256هـ وسنة 258هـ في النصف من شهر شعبان المبُارك.

حلت ليلة النصف من شهر شعبان سنة 255 للهجرة، فطلب الإمام الحسن العسكري من عمته السيدة حكيمة أن تلازم «نرجس» في تلك الليلة ولا تفارقها. فقد شاءت العناية الإلهية أن تكون هذه الليلة المباركة، ليلة الخامس عشر من شعبان، هي الليلة الموعودة، لولادة المنتظر الموعود، ووضعت «نرجس» وليدها المبارك، تحيطه العناية برعايتها، وتحفّ الملائكة بمهده. وأسماه أبوه - إنفاذ لمشيئة الله - محمداً المهدي. وطبقاً للحديث القدسي عن رسول الله (ص): «لا تذهب الدنيا حتى يلي أمتي رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي». (أي يماثل اسمه اسمي).

ومعنى كلمة «المهدي» هو كل من تلبس بالهدى والصلاح، ودعا إلى الحق والخير والصراط المستقيم. وأصبح هذا الاسم علماً على الإمام الثاني عشر عليه السلام. ويعني إضافة إلى ذلك أنّه سيقود الثورة على الظالمين والجائرين، ويحارب الطغاة والجبابرة، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وجوراً.

نرجس والدة المهدي

تروي الكتب التاريخية أن أم المهدي هي نرجس التي يروى أنها من نسل شمعون الصفا وصي المسيح عيسى بن مريم وكانت ابنة قيصر الروم في عهد الحسن العسكري ولدت نرجس في القسطنطينية ورأت في منامها السيد المسيح يبشرها بأنها ستتزوج من الحسن العسكري.

وفي إحدى انتقالاتها وقعت أسيرة في يد المسلمين وجيء بها إلى بغداد وتقول الروايات انه في هذه الأثناء وجه علي الهادي أبو الحسن العسكري، أحد خاصته من سامراء إلى بغداد مع رسالة منه باللغة الرومية (اليونانية)، وأوصاه بتسليم هذه الرسالة إلى فتاة أسيرة جليلة في سوق النخاسة، وقد وصف له بالتفاصيل طبيعة المكان وشكل الفتاة.

بعد أن وصف للرسول المكان والشيخ البائع والأسيرة الجليلة، وحمّله مائتين وعشرين ديناراً، ليدفعها ثمناً لمالكها. هنالك في بغداد في سوق العبيد ناول المبعوث كتاب الهادي إلى الفتاة التي كانت ترفض بأباء ان يقترب منها أي أحد. حينها قرأت الرسالة انخرطت بالبكاء وراحت تصرخ مهددة بالانتحار إن لم يوافق النخاس على بيعها إلى ذلك المبعوث.

فساوم الرسول الشيخ البائع، حتى توقف عند الثمن الذي أرسله الهادي فدفعه إليه، ونقلها بتجليل واحترام إلى سامراء. فلما دخلت على الهادي رحب بها كثيراً، ثم بشرها بولد يولد لها من ابنه الحسن العسكري يملك الدنيا شرقاً وغرباً ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً. ثم بعد ذلك أودعها عند أخته حكيمه بنت الجواد لتُعلمها الفرائض والأحكام، فبقيت عندها أياماً. بعدها وهبها الهادي ابنه الحسن العسكري فتزوجها، وهي في مقتبل العمر.

الحكمة الإلهية

اقتضت الحكمة الإلهية إخفاء ولادة هذا الوليد الجديد عن أعيُن العامّة - كما اقتضت من قبل إخفاء حمل وولادة النبيّ موسى(عليه السلام) - ليسلم من أذى ومُطاردة الحكّام الظالمين، كما اقتضت الحكمة الإلهية تغيّبه عن الناس - إلّا الخواص من شيعته - وجعل السفراء الأربعة لمدّة سبعين أو أكثر؛ لربط الأُمّة به تمهيداً للغيبة الكبرى التي لا يُعلم مقدارها، حتّى يعود لنا ذلك النور الإلهي ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن مُلئت ظلماً وجوراً، وتلك هي حكمة الله البالغة في عباده.

اتّفاق المسلمين عليه

إنّ جميع المسلمين متّفقون على خروج الإمام المهدي (عليه السلام) في آخر الزمان، وأنّه من ولد علي وفاطمة (عليهما السلام)، وأنّ اسمه كاسم النبيّ (صلى الله عليه وآله)، والأخبار في ذلك متواترة عند الشيعة والسُنّة، إلّا أنّهم اختلفوا في أنّه هل وُلد أم سيُولد؟، فالشيعة وجماعة من علماء أهل السنّة على أنّه مولود، وأنّه محمّد بن الحسن العسكري (عليهما السلام)، وأكثر أهل السنّة على أنّه لم يُولد بعد وسيُولد، والحقّ هو القول الأوّل.

الأدلّة على ولادته (عليه السلام)

أوّلاً: كثرة الأحاديث الواردة في ذلك:

أ- الأحاديث المتواترة عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام) ـ من الإمام أمير المؤمنين علي إلى الإمام الحسن العسكري ـ تؤكّد وتشخّص ملامح شخصيته.

ب ـ لقد أخبر الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) الكثير من أصحابه بأنّ له ولداً، وأنّه سمّاه محمّداً، ونصّ أنّه مهديّ هذه الأُمّة الموعود في آخر الزمان.

فقد روي عن أبي هاشم الجعفري قال: «قلت لأبي محمّد(عليه السلام): جلالتك تمنعني من مسألتك، فتأذن لي أن أسألك؟ فقال: "سل"، قلت: يا سيّدي، هل لك ولد؟ فقال: "نعم".

فقلت: فإن حدث بك حدث فأين اسأل عنه؟ قال: "بالمدينة"».

وعن محمّد بن عليّ بن بلال قال: «خرج إليَّ من أبي محمّد قبل مضيه بسنتين يخبرني بالخلف من بعده، ثمّ خرج إليَّ من قبل مضيه بثلاثة أيّام يخبرني بالخلف من بعده»وعن مهران القلانسي قال: «قلت للعمري: قد مضى أبو محمّد؟ فقال لي: قد مضى، ولكن خلّف فيكم من رقبته مثل هذه، وأشار بيده»..

وعن عبد الله بن جعفر الحميري قال: «قلت لمحمّد بن عثمان العمري: إنّي أسألك سؤال إبراهيم ربّه جلّ جلاله حين قال: (رَبِّ أَرِني كَيفَ تُحْيي المَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلكِن لِيَطْمَئنّ قَلْبي)، فأخبرني عن صاحب هذا الأمر هل رأيته؟ قال: نعم، وله رقبه مثل ذي، وأشار بيده إلى عنقه.

وهناك روايات أُخرى كثيرة صريحة برؤية السفراء الأربعة كلّ في زمان وكالته للإمام المهدي(عليه السلام)، وكثير منها بمحضر من الشيعة.

شهادة النساء:

أ- فقد صرّحت القابلة بولادة ورؤية الإمام المهدي (عليه السلام) ليلة مولده، وهي قد تولّت أمر السيّدة نرجس (عليها السلام) أُمّ الإمام المهدي (عليه السلام)، وكان ذلك بأمرٍ وبإذنٍ من والده الإمام العسكري (عليه السلام).

والقابلة هي السيّدة حكيمة بنت الإمام الجواد (عليه السلام) وأُخت الإمام عليّ الهادي (عليه السلام) وعمّة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)، والسيّدة حكيمة امرأة جليلة صادقة تقية ورعة.

ب-المرأة العجوز التي أعانت السيّدة حكيمة في إجراء ولادة المولود الموعود (عليه السلام)، وفي أمرٍ كهذا لا يسمح أهل البيت (عليهم السلام) إلّا للنساء التقيّات المؤمنات.

ومن تجرؤ من النساء أن تقوم بإجراء هذه الولادة في عهد أحد أعتى الطغاة إلّا أن تكون ثقة أمينة.

ج- الخادمة التي رأت الإمام المنتظر (عليه السلام) مع إبراهيم بن عبدة النيشابوري.

مَن شهد برؤيته (عليه السلام):

أ ـ تمّ إحصاء مَن شاهد الإمام المهدي(عليه السلام) فبلغ ثلاثمئة وأربعة أشخاص.

ب ـ لقد شهد برؤية الإمام المهدي (عليه السلام) جمع كثير، سواء مَن كان منهم في زمن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)، أو بعد وفاته (عليه السلام).

ولا يُعقل أن يتواطأ هذا العدد ويجتمع على الكذب، مع أنّهم من بلدان مختلفة. وها نحن نشير إلى أسماء بعض مَن رآه (عليه السلام) وكان وكيلاً للإمام العسكري (عليه السلام):

فمن بغداد: العمري، وابنه، وحاجز، والبلالي، والعطّار.

ومن الكوفة: العاصمي.

ومن أهل الأهواز: محمّد بن إبراهيم بن مهزيار.

ومن أهل قم: أحمد بن إسحاق.

ومن أهل همدان: محمّد بن صالح.

ومن أهل الري: البسامي، والأسدي «محمّد بن أبي عبد الله الكوفي».

ومن أهل آذربيجان: القاسم بن العلاء.

ومن أهل نيسابور: محمّد بن شاذان.

ومَن رآه (عليه السلام) ولم يكن وكيلاً للإمام العسكري(عليه السلام).

فمن أهل بغداد: أبو القاسم بن أبي حُليس، وأبو عبد الله الكندي، وأبو عبد الله الجنيدي، وهارون القزّاز، والنيلي، وأبو القاسم بن دبيس، وأبو عبد الله بن فروخ، ومسرور الطبّاخ مولى أبي الحسن(عليه السلام)، وأحمد ومحمّد ابنا الحسن، وإسحاق الكاتب من بني نوبخت، وغيرهم.

ومن همدان: محمّد بن كشمرد، وجعفر بن حمدان، ومحمّد بن هارون بن عمران.

ومن الدينور: حسن بن هارون، وأحمد بن أُخية، وأبو الحسن.

ومن إصفهان: ابن باشاذالة.

ومن الصيمرة: زيدان.

ومن قم: الحسن بن النضر، ومحمّد بن محمّد، وعليّ بن محمّد بن إسحاق وأبوه، والحسن بن يعقوب.

ومن أهل الري: القاسم بن موسى وابنه، وأبو محمّد بن هارون، وعليّ بن محمّد، ومحمّد بن محمّد الكليني، وأبو جعفر الرفّاء.

ومن قزوين: مرداس، وعليّ بن أحمد.

ومن نيسابور: محمّد بن شعيب بن صالح.

ومن اليمن: الفضل بن يزيد، والحسن بن الفضل بن يزيد، والجعفري، وابن الأعجمي، وعليّ بن محمّد الشمشاطي.

ومن مصر: أبو رجاء، وغيره.

ومن نصيبين: أبو محمّد الحسن بن الوجناء النصيبي.

كما ذُكر أيضاً مَن رأوه (عليه السلام) من أهل شهرزور، والصيمرة، وفارس، وقابس، ومرو.

النقل التاريخي:

لقد اتّفق الكثير من العلماء ومن المحدّثين ـ من أقطار متفرّقة ـ على تثبيت تاريخ ولادته الشريفة، كالمالكي والشافعي والحنفي والحنبلي. إضافة إلى اتّفاق الشيعة الإمامية كلّهم على مولده الشريف(عليه السلام). وفي كلّ هذا يكون التواطؤ على الكذب محالاً.

ولا بأس بذكر بعض الاعترافات التي ذكرها بعض أعلام السنّة بأقلامهم بولادة الإمام المهدي(عليه السلام):

1ـ ابن الأثير الجزري (ت 630ﻫ)، قال في كتابه (الكامل في التاريخ) في حوادث سنة (260ﻫ): «وفيها تُوفّي أبو محمّد العلوي العسكري، وهو أحد الأئمّة الاثني عشر على مذهب الإمامية، وهو والد محمّد الذي يعتقدونه المنتظر».

2ـ ابن خلكان (ت 681ﻫ)، قال في (وفيات الأعيان): «أبو القاسم محمّد بن الحسن العسكري بن عليّ الهادي بن محمّد الجواد المذكور قبله، ثاني عشر الأئمّة الاثني عشر على اعتقاد الإمامية، المعروف بالحجّة... كانت ولادته يوم الجمعة منتصف شعبان سنة خمس وخمسين ومئتين». ثمّ نقل عن المؤرّخ الرحّالة ابن الأزرق الفارقي (ت 577ﻫ) أنّه قال في تاريخ ميافارقين: «إنّ الحجّة المذكور ولد تاسع شهر ربيع الأوّل سنة ثمان وخمسين ومئتين، وقيل: في ثامن شعبان سنة ستّ وخمسين، وهو الأصح».

3ـ الذهبي (ت 748ﻫ) اعترف بولادته(عليه السلام) في ثلاثة من كتبه، ولم نتتبّع كتبه الأُخرى.

قال في كتابه (العبر): «وفيها ـ أي: في سنة 256ﻫ ـ ولد محمّد بن الحسن بن عليّ الهادي بن محمّد الجواد بن عليّ الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق العلوي الحسيني، أبو القاسم، الذي تلقّبه الرافضة الخلف الحجّة، وتلقّبه بالمهدي والمنتظر، وتلقّبه بصاحب الزمان، وهو خاتمة الاثني عشر».

وقال في تاريخ (دول الإسلام) في ترجمة الإمام الحسن العسكري: «الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ الرضا بن موسى بن جعفر الصادق، أبو محمّد الهاشمي الحسيني، أحد أئمّة الشيعة الذي تدّعي الشيعة عصمتهم، ويُقال له: الحسن العسكري؛ لكونه سكن سامرّاء، فإنّها يُقال لها العسكر، وهو والد منتظر الرافضة، تُوفّي إلى رضوان الله بسامرّاء في ثامن ربيع الأوّل، سنة ستّين ومئتين، وله تسع وعشرون سنة، ودُفن إلى جانب والده.

وأمّا ابنه محمّد بن الحسن الذي يدعوه الرافضة القائم الخلف الحجّة، فولد سنة ثمان وخمسين، وقيل سنة ستّ وخمسين».

وقال في (سير أعلام النبلاء): «المنتظر الشريف أبو القاسم محمّد بن الحسن العسكري بن عليّ الهادي بن محمّد الجواد بن عليّ الرضي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن زين العابدين عليّ بن الحسين الشهيد ابن الإمام عليّ بن أبي طالب، العلوي الحسيني، خاتمة الاثني عشر سيّداً».

4ـ ابن الوردي (ت 749ﻫ)، قال في ذيل تتمّة المختصر المعروف بـ (تاريخ ابن الوردي): «ولد محمّد بن الحسن الخالص، سنة خمس وخمسين ومئتين».

5ـ أحمد بن حجر الهيتمي الشافعي (ت 974ﻫ)، قال في كتابه (الصواعق المحرقة) في آخر الفصل الثالث من الباب الحادي عشر ما هذا نصّه: «أبو محمّد الحسن الخالص، وجعل ابن خلكان هذا هو العسكري، ولد سنة اثنتين وثلاثين ومئتين... مات بسُرّ مَن رأى، ودُفن عند أبيه وعمّه، وعمره ثمانية وعشرون سنة، ويُقال: إنّه سُمّ أيضاً، ولم يخلف غير ولده أبي القاسم محمّد الحجّة، وعمره عند وفاة أبيه خمس سنين، لكن أتاه الله فيها الحكمة، ويُسمّى القائم المنتظر، قيل: لأنّه سُتِرَ بالمدينة، وغاب فلم يُعرف أين ذهب».

6ـ الشبراوي الشافعي (ت 1171ﻫ)، صرّح في كتابه (الإتحاف) بولادة الإمام المهدي محمّد بن الحسن العسكري(عليهما السلام) في ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومئتين من الهجرة.

7ـ مؤمن بن حسن الشبلنجي (ت 1308ﻫ)، اعترف في كتابه (نور الأبصار) باسم الإمام المهدي ونسبه الشريف الطاهر وكنيته وألقابه، في كلام طويل إلى أن قال: «وهو آخر الأئمّة الاثني عشر على ما ذهب إليه الإمامية»، ثمّ نقل عن تاريخ ابن الوردي ما تقدّم برقم 4.

8ـ خير الدين الزركلي (ت 1396ﻫ)، قال في كتابه (الأعلام) في ترجمة الإمام المهدي المنتظر: «محمّد بن الحسن العسكري الخالص بن عليّ الهادي أبو القاسم، آخر الأئمّة الاثني عشر عند الإمامية... ولد في سامرّاء، ومات أبوه وله من العمر خمس سنين... وقيل في تاريخ مولده: ليلة نصف شعبان سنة 552، وفي تاريخ غيبته: سنة 265ﻫ».

مراقبة السلطة:

كانت حياة الإمام العسكري (عليه السلام) قد امتدّت في حكم ثلاثة من خلفاء الجور من بني العباس، هم: المعتز (ت 255ﻫ)، والمهتدي (ت 256ﻫ)، والمعتمد (ت 279ﻫ)، وكان المعتمد العبّاسي أشدّ أُولئك حسداً وبطشاً لأهل بيت النبوّة(عليهم السلام).

وعرف هؤلاء من أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) وجود المهدي المنتظر (عليه السلام)، وأنّه من أولاد الإمام عليّ وفاطمة (عليهما السلام)، وأنّه الإمام الثاني عشر لأئمّة أهل بيت العصمة(عليهم السلام)، وسيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً.

ولكلّ ذلك بذل المعتمد جهده في المراقبة والبحث عنه لقتله؛ حتّى لا يُزال سلطانه وأمانه، ولذا قد أمر شرطته بخطوة خبيثة منه بعد قتل الإمام العسكري (عليه السلام)، بتفتيش دار الإمام العسكري(عليه السلام) تفتيشاً دقيقاً للعثور على الإمام المهدي (عليه السلام).

وحبس جواري الإمام العسكري (عليه السلام) واعتقل حلائله، وقد بثّ القابلات للبحث عمّن لديهنّ حمل، أو مراقبتهنّ لأمر الحمل، حتّى بقيت هنالك امرأة مراقبة لمدّة سنتين!.

لقد علم حكّام الجور بأن هذا الصبي سيدكّ مضاجعهم، وكان وجوده يهزّ عروشهم، على الرغم من أنّه(عليه السلام) لم يتجاوز الخامسة من عمره الشريف، بل لكونه الإمام الثاني عشر من أئمّة الهدى والحقّ، وقد أوضحت الأحاديث دوره(عليه السلام) في التصدّي للظلم والظالمين بكلّ وضوح.

اعتراف أهل السنّة:

لقد ربت اعترافات أهل السنّة بولادته(عليه السلام) الميمونة على مئة اعتراف واضح في ذلك، وخصوصاً فقهائهم ومحدّثيهم ومفسّريهم ومؤرّخيهم ومحقّقيهم وأُدبائهم.

ولسنا بحاجة إلى ما يبيّن ولادة الإمام المهدي ويثبتها تاريخياً بعد أن عرفنا اتّفاق كلمة المسلمين على أنّه من أهل البيت، وأنّ ظهوره يكون في آخر الزمان.

وهذا يعني أنّ البحث عن ولادة الإمام المهدي وبيان ثبوتها شرعاً بحث غير طبيعي لولا وجود بعض الملابسات التاريخية حول ولادته(عليه السلام)، كادّعاء عمّه جعفر الكذّاب بعدم وجود خلفٍ لأخيه العسكري(عليه السلام).

وقيام السلطة الحاكمة بتسليم تركة الإمام العسكري بعد وفاته لأخيه جعفر الكذّاب أخذاً بادّعائه الباطل، فيما رواه علماء الشيعة الإمامية أنفسهم، ولم يروه غيرهم قطّ إلّا من طرقهم، وفي هذا وحده كفاية للمنصف المتدبّر، إذ كيف يروي الشيعة أمراً ويعتقدون بخلافه لو لم يثبت لهم زيف هذا الأمر وبطلانه؟!

ولأجل هذا نقول: إنّ ولادة أيّ إنسان في هذا الوجود تثبت بإقرار أبيه، وشهادة القابلة، وان لم يره أحد قطّ غيرهما، فكيف لو شهد المئات برؤيته، واعترف المؤرّخون بولادته، وصرّح علماء الأنساب بنسبه، وظهر على يديه ما عرفه المقرّبون إليه، وصدرت منه وصايا وتعليمات، ونصائح وإرشادات، ورسائل وتوجيهات، وأدعية وصلوات، وأقوال مشهورة، وكلمات مأثورة، وكان وكلاؤه معروفين، وسفراؤه معلومين، وأنصاره في كلّ عصر وجيل بالملايين.

اعترافات علماء الأنساب بولادته (عليه السلام)

لا شكّ في أنّ الرجوع إلى أصحاب كلّ فنّ ضرورة، والأولى بصدد ما نحن فيه هم علماء الأنساب، وإليك بعضهم:

1ـ النسّابة الشهير أبو نصر سهل بن عبد الله بن داود بن سليمان البخاري من أعلام القرن الرابع الهجري، كان حيّاً سنة (341ﻫ)، وهو من أشهر علماء الأنساب المعاصرين لغيبة الإمام المهدي الصغرى التي انتهت سنة 329ﻫ.

قال في (سرّ السلسلة العلوية): «وولد عليّ بن محمّد التقي(عليه السلام): الحسن بن عليّ العسكري(عليه السلام)، من أُمّ ولد نوبية تُدعى ريحانة، وولد سنة إحدى وثلاثين ومئتين، وقُبض سنة ستّين ومئتين بسامرّاء، وهو ابن تسع وعشرين سنة... .

وولد عليّ بن محمّد التقي(عليه السلام) جعفراً، وهو الذي تسمّيه الإمامية جعفر الكذّاب؛ وإنّما تسمّيه الإمامية بذلك لادّعائه ميراث أخيه الحسن(عليه السلام) دون ابنه القائم الحجّة(عليه السلام) لا طعن في نسبه».

2ـ السيّد العمري النسّابة المشهور من أعلام القرن الخامس الهجري، قال ما نصّه: «ومات أبو محمّد(عليه السلام) وولده من نرجس(عليها السلام) معلوم عند خاصّة أصحابه، وثقات أهله، وسنذكر حال ولادته والأخبار التي سمعناها بذلك، وامتُحن المؤمنون بل كافّة الناس بغيبته، وشره جعفر بن عليّ إلى مال أخيه وحاله، فدفع أن يكون له ولد، وأعانه بعض الفراعنة على قبض جواري أخيه».

3ـ الفخر الرازي الشافعي (ت 606ﻫ)، قال في كتابه (الشجرة المباركة في أنساب الطالبية) تحت عنوان: أولاد الإمام العسكري(عليه السلام) ما هذا نصّه: «أمّا الحسن العسكري الإمام(عليه السلام) فله ابنان وبنتان: أمّا الابنان، فأحدهما: صاحب الزمان(عجل الله تعالى فرجه الشريف)، والثاني موسى درج في حياة أبيه. وأمّا البنتان: ففاطمة درجت في حياة أبيها، وأُمّ موسى درجت أيضاً».

4ـ المروزي الأزورقاني (ت بعد سنة 614ﻫ)، فقد وصف في كتاب الفخري جعفر ابن الإمام الهادي في محاولته إنكار ولد أخيه بالكذّاب، وفيه أعظم دليل على اعتقاده بولادة الإمام المهدي.

5ـ السيّد النسّابة أحمد بن عليّ الحسيني المعروف بابن عنبة (ت 828ﻫ)، قال في (عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب): «أمّا علي الهادي فيلقّب العسكري؛ لمقامه بسُرّ مَن رأى، وكانت تُسمّى العسكر، وأُمّه أُمّ ولد، وكان في غاية الفضل ونهاية النبل، أشخصه المتوكّل إلى سُرّ مَن رأى، فأقام بها إلى أن تُوفّي، وأعقب من رجلين هما:

الإمام أبو محمّد الحسن العسكري(عليه السلام)، وكان من الزهد والعلم على أمر عظيم، وهو والد الإمام محمّد المهدي صلوات الله عليه ثاني عشر الأئمّة عند الإمامية، وهو القائم المنتظر عندهم من أُمّ ولد اسمها نرجس.

واسم أخيه أبو عبد الله جعفر الملقّب بالكذّاب؛ لادعائه الإمامة بعد أخيه الحسن».

وقال في (الفصول الفخرية) ـ مطبوع باللغة الفارسية ـ ما ترجمته: «أبو محمّد الحسن الذي يُقال له العسكري، والعسكر هو سامرّاء، جلبه المتوكّل وأباه إلى سامرّاء من المدينة، واعتقلهما.

وهو الحادي عشر من الأئمّة الاثني عشر، وهو والد محمّد المهدي(عليه السلام) ثاني عشرهم».

6ـ النسّابة الزيدي السيّد أبو الحسن محمّد الحسيني اليماني الصنعاني، من أعيان القرن الحادي عشر.

ذكر في المشجّرة التي رسمها لبيان نسب أولاد أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر(عليهم السلام)، وتحت اسم الإمام عليّ التقي المعروف بالهادي(عليه السلام)، خمسة من البنين وهم: الإمام العسكري، الحسين، موسى، محمّد، علي.

وتحت اسم الإمام العسكري(عليه السلام) مباشرة كتب: «محمّد بن» وبإزائه: «منتظر الإمامية».

7ـ محمّد أمين السويدي (ت 1246ﻫ)، قال في (سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب»: «محمّد المهدي: وكان عمره عند وفاة أبيه خمس سنين، وكان مربوع القامة، حسن الوجه والشعر، أقنى الأنف، صبيح الجبهة».

8ـ النسّابة المعاصر محمّد ويس الحيدري السوري، قال في (الدرر البهية في الأنساب الحيدرية والأويسية) في بيان أولاد الإمام الهادي(عليه السلام): «أعقب خمسة أولاد: محمّد وجعفر والحسين والإمام الحسن العسكري وعائشة، فالحسن العسكري أعقب محمّد المهدي صاحب السرداب».

ثمّ قال بعد ذلك مباشرة وتحت عنوان: الإمامان محمّد المهدي والحسن العسكري: «الإمام الحسن العسكري: ولد بالمدينة سنة 231ﻫ، وتُوفّي بسامرّاء سنة 260ﻫ، الإمام محمّد المهدي: لم يُذكر له ذرّية ولا أولاد له أبداً».

ثمّ علّق في هامش العبارة الأخيرة بما هذا نصّه: «ولد في النصف من شعبان سنة 255ﻫ، وأُمّه نرجس، وُصِفَ فقالوا عنه: ناصع اللون، واضح الجبين، أبلج الحاجب، مسنون الخد، أقنى الأنف، أشم، أروع، كأنّه غصن بان، وكأنّ غرّته كوكب دريّ، في خدّه الأيمن خال كأنّه فتات مسك على بياض الفضّة، وله وفرة سمحاء تطالع شحمة أُذنه، ما رأت العيون أقصد منه، ولا أكثر حسناً وسكينةً وحياءً».

وبعد، فهذه هي أقوال علماء الأنساب في ولادة الإمام المهدي(عليه السلام)، وفيهم السنّي والزيدي إلى جانب الشيعي، وفي المثل: أهل مكّة أعرف بشعابها.

ما الدليل العلمي المؤكد علي وجود الامام الحجة، بدون الاعتماد علي الاحاديث المروية؟

هناك قاعدة عقلية تسمي قاعدة اللطف و المراد بها أن الله تعالي لا يترك الناس ليقعوا في الضلال والانحراف وبهذه القاعدة نستدل علي لزوم بعث الانبياء وإرسال الرسل و إنزال الكتب السماوية وبنفس ذلك يمكن الاستدلال علي لزوم تعيين الأوصياء والحجج علي الناس والى ذلك تشير الآية الكريمة (إنما أنت منذر و لكل قوم هاد) فلا بد بحكم العقل أن يكون في كل زمان حجة من نبي أو إمام عينه الله تعالي ونصبه لهداية ‌البشر وحفظهم من الفساد والانحراف فيتم الحجة عليهم و لله الحجة البالغة وهذا هو معني قوله (صلى الله عليه وآله) (من مات و لم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية) هذا مضافاً إلي الروايات المتواترة والوارده من طرق الفريقين الدالة علي وجود المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وولادته وغيبته وان الناس يستفيدون منه علی غيبته و استتاره كما ان الشمس تفيد وهي وراء السحاب.

الظهور وإتمام العدل

لكي تتم هذه العملية بالشكل المطلوب والفعال لابد من توفر شروط معينة، وهي التي ذكرها السيد محمد صادق الصدر في موسوعة الإمام المهدي تحت عنوان شرائط الظهور، وهي بشكل مختصر تتمثل في أربع نقاط أو شروط:

الشرط الأول : وجود النظرية أو الأطروحة الكاملة لعملية التغيير.

وبمعنى آخر وجود الأيديولوجية الفكرية الكاملة والقابلة للتنفيذ في كل الأمكنة

والأزمنة والتي تضمن الرفاهية للبشرية جمعاء، وهذا ما تم بالفعل بوجود

الشريعة الإسلامية والرسالة المحمدية الخاتمة.

الشرط الثاني : وجود القائد المحنك الذي يقود عملية التغيير الشامل.

حيث ينبغي أن يمتلك هذا القائد العظيم القابلية الكاملة لقيادة العالم كله ونشر العدل فيه، وهذا أيضا قد حصل والمتمثل في وجود الإمام المهدي (ع).

الشرط الثالث : وجود العدد الكافي من الأنصار والمؤازرين للقائد العظيم.

الذين يشكلون قاعدة للتغيير ولديهم مستوى عالٍ من الوعي والاستعداد للتضحية بين يدي القائد بحيث يعتمد عليهم في نشر العدل في جميع أنحاء المعمورة ويكونون قادة لجيش الإمام ومقاتلين بين يديه.

الشرط الرابع : وجود قاعدة شعبية مؤيدة وكذلك استعداد عالمي للتغيير.

أي وجود العدد الكافي من المؤمنين المؤيدين للإمام في حال ظهوره، وكذلك وجود استعداد لدى شعوب العالم لقدوم المخلص المنتظر.

من هنا نعرف أن ظهور الإمام سوف يتحقق لنا متى اجتمعت هذه الشروط في زمن واحد مهما طال الزمن، حيث أن هذه الشروط كفيله بإنجاح عملية التغيير المنشودة، واستحالة تخلف وعد الله لعبادة الصالحين.

يكون الظهور في سنة وتر أي: واحد، ثلاثة، خمسة، سبعة، تسعة من السنين الهجرية.

ويبدأ ليلة التاسع من محرم بعد صلاة المغرب والعشاء في الحرم المكي (في الكعبة) وليلة جمعة ويكون أصحابه ومعاونوه في الأرض الـ313، من حوله فيوجه بيانه إلى أهل مكة، ثم يسيطر أصحابه وبقية أنصاره على الحرم في تلك الليلة، وعلى مكة، وفي اليوم الثاني، أي العاشر من محرم، يوجه بيانه إلى شعوب العالم كافة وبجميع اللغات، وتبدأ عملية الظهور المقدس حتى تنتهي بملء الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.

ويقول شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي بهذا الخصوص : (الذي نقوله في هذا الباب.. أن الذي هو لطفنا من تصرف الإمام وانبساط يده لا يتم إلا بأمور ثلاثة : أحدها يتعلق بالله وهو إيجاده، والثاني يتعلق به من تحمل أعباء الإمامة والقيام بها، والثالث يتعلق بنا من العزم على نصرته ومعاضدته والانقياد له) (2)

-أنا بريءٌ إلى الله وإلى رسولِه ، ممّن يقول إنّا نعلم الغيب ، ونشاركُه في مُلكِه ، أو يُحِّلُنا محلاً سوى المحلَ الذي رضيه الله لنا. (الاحتجاج للطبرسي ج2 ص487)

-إنّي أمانٌ لأهل الأرضِ ، كما أنّ النجومَ أمانٌ لأهل السّماء. (بحار الأنوار ج78 ص380)

ولكنَّ أقدارَ الله عزّ وجلّ لا تُغالَب، وإرادتُه لا تُرَدُّ، وتوفيقُهُ لا يُسبق. (بحار الأنوار ج53 ص191)

-وأمّا عِلّةُ ما وقعَ من الغَيْبة، فإنّ الله عزّ وجلّ قال: يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياءَ إنْ تُبدَ لكم تَسؤكم. (بحار الأنوار ج78 ص380)

-إنّ الأرضَ لا تخلوا من حُجّةٍ : إمّا ظاهراً أو مغموراً. (كمال الدين للصدوق ج2 ص115)

-كلمّا غاب عَلَمٌ بدا عَلَمٌ، وإذا أَفَل نجمٌ طلع نجم. (بحار الأنوار ج53 ص185)

-اللهّم ارزقنا توفيق الطّاعة ، وبُعد المَعصية ، وصِدق النّية وعِرفان الحُرمَة ، وأكرِمنا بالهدى والاستقامة. (المصباح للكفعمي ص281)

-ملعونٌ ملعونٌ من أخّر الغداة إلى أن تنقضي النجوم. (بحار الأنوار ج52 ص16)

-إنّه لم يكن أحدٌ من آبائي إلاّ وقد وقعت في عنقه بيعةٌ لطاغيةِ زمانه ، وإني أخرج حين أخرج ، -ولا بيعةَ لأحدٍ من الطواغيت في عنقي. (بحار الأنوار ج53 ص181)

-أنا خاتم الأوصياء وبي يدفع الله البلاء عن أهلي وشيعتي. (بحار الأنوار ج52 ص30)

-من كان في حاجة الله ، كان الله في حاجته. (بحار الأنوار ج51 ص331)

-أبى الله عز وجل للحق إلا إتماما وللباطل إلا زهوقاً وهو شاهد عليّ بما أذكره. (بحار الأنوار ج53 ص193)

-أما وجه الانتفاع بي في غيبتي ، فكالانتفاع بالشمس إذا غيّبها عن الأبصار السحاب .. وإني لأمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء. (بحار الأنوارج53ص181)

-أكثروا الدعاء بتعجيل الفرج، فإن ذلك فرَجُكم. (كمال الدين للصدوق ج2 ص485)

-إن اُستَرشدت أُرشِدتَ، وإن طَلبت وجدت. (بحار الأنوار ج51 ص339)

-ليس بين الله عز وجل وبين أحدٍ قرابةٌ، ومن أنكرني فليس مني. (الغيبة للشيخ الطوسي ص176)

-أعوذ بالله من العمى بعد الجلاء ، ومن الضلالة بعد الهدى ، ومن موبقات الأعمال ومرديات الفتن. (بحار الأنوار ج53 ص190)

-والعاقبة لجميل صنع الله سبحانه تكون حميدة لهم ما اجتنبوا المنهيّ عنه من الذنوب. (بحار الأنوار ج53 ص177)

-إلى الله أرغب في الكفاية ، وجميل الصنع والولاية. (بحار الأنوار ج52 ص183)

-إنّا غيرُ مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم .. ولولا ذلك لنزل بكم اللاّواء ، واصطلمكم الأعداء، فاتقوا الله جلّ جلاله وظاهرونا. (بحار الأنوار ج53 ص175)

-وأمّا الحوادث الواقعة : فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حُجّتي عليكم ، وأنا حُجّة الله عليهم. (بحار الأنوار ج53 ص181)

-إذا استغفرت الله (عز وجل) فالله يغفر لك. (بحار الأنوار ج51 ص329)

-إن الله تعالى لم يخلق الخلق عبثا ، ولا أهملهم سُدىَ. (الغيبة للشيخ الطوسي ص174)

-فليعمل كل امرئ منكم بما يقرب به من محبتنا ، ويتجنب ما يُدنيه من كراهيتنا وسخطنا. (الاحتجاج للطبرسي ج2 ص324)

-اللهم أنجز لي وعدي ، وأتمم لي أمري ، وثبت وطأتي ، واملأ الأرض بي عدلا وقسطاً. (بحار الأنوار ج51 ص13)

-أشهد أن لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط، لا إله إلا هو العزيز الحكيم، إن الدين عند الله الإسلام. (بحار الأنوار ج51 ص16)

أنا بقية الله في أرضه ، والمنتقم من أعدائه. (تفسير نور الثقلين ج2 ص392)

-قُلُوبُنا أوعيةٌ لمشيئة الله، فإذا شاء شئنا. (بحار الأنوار ج52 ص51)

-ولولا ما عِندَنا من محبّةِ صلاحِكُم ورحمتِكم ، والإشفاق عليكم ، لكنّا عن مخاطبتكم في شُغُلٍ. (بحار الأنوار ج53 ص179)

-أنا المهديُّ، أنا قائم الزمّان، أنا الذي أملأَها عدلاً كما مُلِئت (ظُلماً و) جورا. (بحار الأنوار ج52 ص2)

-زَعَمَتِ الظلمة أن حُجّة الله داحضةٌ، ولو أُذن لنا في الكلام لزال الشّك. (بحار الأنوار ج51 ص4)

-علامة ظهور أمري كَثرَةُ الهَرَجِ والمَرجِ والفِتن. (بحار الأنوار ج51ص320)

-إنّا يُحيطُ عِلمُنا بأنبائِكُم، ولا يعزُبُ عنّا شيئٌ من أخبارِكُم. (بحار الأنوار ج53 ص175)

-الدّينُ لمحمّد صلى الله عليه وآله وسلم والهدايةُ لعَلِيٍّ أمير المؤمنين عليه السلام، لأنها لهُ وفي عَقِبِه باقيةً إلى يومِ القيامة. (بحار الأنوار ج53 ص160)

-فمَن ظَلَمَنا كان في جُملة الظّالمين لنا ، وكانت لَعنةُ اللهِ عليه، لِقولِه عزّ وجلّ "أَلا لَعنَةُ الله على الظّالمين". (بحار الأنوار ج53 ص182)

-أنا وجميع آبائي… عبيدُ الله عزّ وجلّ. (بحار الأنوار ج25)

-سَجدةُ الشّكر مِن أَلزم السُّنن وأوجَبها. (بحار الأنوار ج53 ص161)

-إذا أَذِنَ الله لنا في القول ، ظَهرَ الحقُّ واضمَحَلَّ الباطلُ وانحسَرَ عنكم. (بحار الأنوار ج25 ص183)

-وفي ابنةِ رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم أُسوَةٌ حسنةٌ. (بحار الأنوار ج53 ص180)

-وأمّا ظهور الفَرَج ،فإنّه إلى الله وكَذِب الوقّاتون. (بحار الأنوار ج53 ص181)

-فاتّقوا الله، وسلّموا لنا، ورُدّوا الأمر إلينا، فعلينا الإصدار، كما كان مِنّا الإيراد، ولا تحاولوا كشف ما غُطِّيِ عنكم، واجعلوا قَصدَكم إلينا بالمودّة على السنّة الواضحة. (بحار الأنوار ج53 ص179)

-فلا ظُهورَ إلاّ بعد إذن الله تعالى ذِكرُهُ وذلك بعد طول الأمد وقسوةِ القلوب وامتلاء الأرضِ جَوْراَ. (الاحتجاج للطبرسي ج2 ص478)

-سيأتي إلى شيعتي من يدّعي المشاهدة.. ألا فمن ادعي المشاهدة قبلَ خروج السُّفياني والصيحة فهو كذابٌ مُفترٍ، ولا قوّةَ إلا بالله العليّ العظيم. (الاحتجاج للطبرسي ج2 ص478).

...................................................................................
المصادر: موسوعة ويكيبيديا + وكالات
- مركز النبأ الوثائقي يقدم الخدمات الوثائقية والمعلوماتية
للاشتراك والاتصال www.annabaa.org
[email protected]

اضف تعليق