مر القادة في الماضي بالعديد من هذه المصائب والكوارث غير المتوقعة. لقد نجوا ليس فقط لأنهم مرنون ومبتكرون ولكن لأنه عندما يتم وضع عقبة أمامهم، فإنهم بطريقة ما يتمكنون من إيجاد السبيل للمضي قدمًا. عندما يواجهون التحديات، فهم جيدون في العمل من أجل الحفاظ على تحرك العجلة...
بقلم: سريدار بيفارا
لطالما كان التنويع هو مفتاح التوسع العالمي. لكن السؤال الأكبر هو: كيف يمكننا تحقيق ذلك؟
الكفاح أمر لا بد منه، فجميع القادة والكيانات يتحتم عليها مواجهة التحديات على نحو أو بآخر. إن المصاعب الحالية التي تواجه العالم جراء جائحة كوفيد-19 هي أمر يعاني منه الجميع، ما يضع كل جزء من العجلة الاقتصادية تحت ضغوطات هائلة. أصبحت البشرية مجبرة الآن على التغيير والتكيف سريعًا من أجل النجاة من هذا التحدي الهائل. لسوء الحظ، لم يكن هذا التغيير مرغوبًا فيه ولم يكن متوقعًا، ولكنه جاء إلينا وحده.
تجاوز العقبات
مر القادة في الماضي بالعديد من هذه المصائب والكوارث غير المتوقعة. لقد نجوا ليس فقط لأنهم مرنون ومبتكرون ولكن لأنه عندما يتم وضع عقبة أمامهم، فإنهم بطريقة ما يتمكنون من إيجاد السبيل للمضي قدمًا. عندما يواجهون التحديات، فهم جيدون في العمل من أجل الحفاظ على تحرك العجلة بدلًا من إعادة اختراعها مرة أخرى.
الاستعدادات مهما كان نوعها لا يمكن أن تكون كافية عندما يتعلق الأمر بمواجهة المجهول. إن عقلية القائد والرغبة في المخاطرة هما اللذان يحددان صمود مؤسسة ما فضلًا عن نجاحها. لقد مر ما يقرب من 11 شهرًا منذ تلقينا أول خبر عن كوفيد-19، ومع استمرار العالم في تحمل الوجود المدمر لهذا الفيروس، إلا أنه لم يتضح بعد من سيكون الفائز النهائي.
يكافح قادة الأعمال بالفعل لإيجاد توازن بين الدخل ونفقات التشغيل؛ التدفق النقدي مقابل الاستدامة؛ العاطفة مقابل الواقع. لا تستهدف الشركات ذات الرؤى فئة واحدة معينة من المنتجات أو الخدمات. يعد التنويع من الأعمال لتعزيز المنافسة أو الاستفادة من حقوق ملكية العلامة التجارية أمرًا واحدًا، ولكن القيام بذلك بدافع الضرورة هو أمر مختلف تمامًا. إلا أن كلًا من القادة والشركات الناجحة تمكنوا من فعل كلا الأمرين.
التنويع مفتاح التوسع
لطالما كان التنويع هو مفتاح التوسع العالمي. لكن السؤال الأكبر هو: كيف يمكننا تحقيق ذلك؟ خلال الثورة الرقمية، حققت شركة نتفليكس التي قررت الابتعاد عن تأجير شرائط الفيديو DVD والتوجه إلى خدمة البث المباشر بالمنازل نجاحًا هائلًا، وبالطبع لم يكن ذلك قرارًا سهلًا لاتخاذ هذه الخطوة، لأن مثل هذا التحول يتطلب أموالًا هائلة وبراعة في البنية التحتية وهو الأمر الذي عادةً ما تصاحبه مخاطر الفشل.
وهناك أيضًا شركة ديزني على سبيل المثال، فقد أصبحت تعتمد الإيرادات الرئيسية لهذا العملاق الترفيهي الآن على الأفلام والمتنزهات وشبكة أخبار ABC وقناة ESPN الرياضية.
كما أنه ليس من المعروف أن شركة نوكيا كانت تبيع المنتجات الورقية في البداية ثم أصبحت بعد ذلك الشركة المصنعة للهواتف المحمولة الأكثر شهرة في العالم.
في حين انتقلت شركة تيسلا من شركة لصناعة السيارات العادية إلى شركة للطاقة، ودخلت الآن في مجال مركبات الفضاء. كما يمكننا أن نضيف شركة فيرجن البريطانية العملاقة إلى هذه القائمة الطويلة من الشركات التي طورت من نفسها. وتحولت شركة Apple خلال ثورة الهواتف الذكية من صانع كمبيوتر إلى شركة للهواتف الذكية. أما غوغل فقد انتقلت من شركة للخرائط والبحث عبر الإنترنت إلى شركة تطور السيارات ذاتية القيادة. اشتهرت أيضًا شركة HP في الأصل بهندسة التصميم، ولكن بفضل ثورة الكمبيوتر الشخصي، حققت نجاحًا عالميًا في مجال الطابعات المكتبية.
هناك العديد من الأمثلة على كيفية تنويع الشركات من أعمالها إما لتحقيق المزيد من النمو والازدهار أو للنجاة في ظل الفترات العصيبة. لذا، لا ينبغي لنا الاستسلام والتشاؤم نتيجة لكوفيد-19، فمن غير المجدي للعالم أن يعود إلى ما كان عليه قبل الجائحة، حيث عادةً ما يجد قادة الأعمال الفعالون طريقة للحفاظ على استمرارية دوران العجلة.
العمل على إيجاد الحلول
واجه العالم مرة أخرى فترة عصيبة مليئة بالمخاطر، حيث هوى العديد من الناس في متاهة من السلبيات التي لا تنتهي. لكن القادة الحقيقيين يشعرون بأهمية هذه اللحظة ويعيشونها ويعملون على حل المشكلات بدوام كامل من خلال العمل المتواصل على إيجاد الحلول المبتكرة والمتطورة. إنهم جيدون في تحفيز الآخرين ودفعهم نحو الاتجاه الصحيح. كما أن قدرتهم على إدراك احتمالية فشل بعض الطرق المستخدمة تتيح لهم الاستعداد على نحو أفضل لاتخاذ الإجراءات اللازمة عند حدوث ذلك، بدلًا من محاولة التعامل مع الأمر في وقت متأخر. هذه القدرة الاستباقية لا تتمتع بها فقط الشركات الجديدة نسبيًا مثل مايكروسوفت وApple وغوغل وفيسبوك، بل أيضًا تتمتع بها الشركات القديمة مثل Lloyd و DuPont وPepsiCo وIBM، التي لم تبق في صدارة الأسواق فحسب، بل قدمت للعالم حلولًا كثيرة.
يمكن أن يؤدي فعل صغير مثل إنكار الوضع الجاري إلى نهاية مسيرة طويلة من القيادة العظيمة. ولكن إذا كنت ترغب في كتابة قصة نجاح لنفسك، فاعمل على حل المشكلات في هذه الأوقات الصعبة وابحث عن آفاق جديدة للنجاح.
اضف تعليق