ظلت الماسونية حركة سرية مبهمة بالنسبة للغالبية الساحقة من الناس في هذا العالم، ولذلك يرى مطلعون أنها حركة تهدف للسيطرة على العالم من خلال ربط صلات قوية بأقطاب المجتمعات المحلية وأصحاب النفوذ فيها، وزرع أتباعها الموالين لها في مختلف المحافل الفكرية والعلمية والثقافية، وفي المراكز السياسية والاقتصادية وحتى القضائية والعسكرية الحساسة في دول العالم...
تنظيم الماسونية أو البناؤون الأحرار هي منظمة أخوية عالمية يتشارك أفرادها عقائد وأفكار واحدة فيما يخص الأخلاق الميتافيزيقيا وتفسير الكون والحياة والإيمان بخالق إله تتصف هذه المنظمة بالسرية والغموض الشديدين خاصةً في شعائرها مما جعلها محط كثير من الأخبار حول حقيقة أهدافها، في حين يقول الكثير من المحلّلّين المتعمقين بها أنها تسعى للسيطرة على العالم والتحكم فيه وتوحيدهم ضمن أفكارها وأهدافها كما أنها تتهم بأنها "من محاربي الفكر الديني" و"ناشري الفكر العلماني".
هناك الكثير من نظريات المؤامرة حول تسمية الماسونية، فهي تعني هندسة باللغة الإنجليزية ويعتقد البعض أن في هذا رمزاً إلى مهندس الكون الأعظم ومنهم من ينسبهم إلى حيرام أبي المعماري الذي أشرف على بناء هيكل سليمان ومنهم من ينسبهم إلى فرسان الهيكل الذين شاركوا في الحروب الصليبية كما يرى بعضهم إنه إحياء للديانة الفرعونية المصرية القديمة وهناك العديد من المنظرين العرب الذين يرجعون الماسونية إلى الملك هيرودس أكريبا عام 43 م.
شعار الماسونية
الماسونية لها العديد من الرموز أشهرها هي تعامد مسطرة المعماري مع فرجار هندسي ولهذا الرمز معنيان معنى بسيط والذي يدل على حرفة البناء معنى باطني والذي يدل على علاقة الخالق بالمخلوق، إذ يرمز إلى زاويتين متقابلتين الأولى تدل على اتجاه من أسفل إلى أعلى ويرمز إلى علاقة الأرض بالسماء، والأخرى من أعلى إلى أسفل ليدل على علاقة السماء بالأرض ونجمة داوود لها نفس المعنى والذي يرمز إلى اتحاد الكهنوت (السماء) مع رجال الدولة (الأرض)، وهو ما حققه داوود عند حكمه حين أسس سلالة حكم تعتمد على مساندة الكهنة اليهود.
وهناك عادة حرف G بين زاوية القائمة والفرجار، ويختلف الماسونييون في تفسيرها، فالبعض يفسرها بأنها الحرف الأول لكلمة الخالق الأعظم "God" أو "الإله"، ويعتقد البعض الآخر أنها أول حرف من كلمة هندسة Geometry، ويذهب البعض الآخر إلى تحليلات أعمق ويرى أن حرف G مصدرها كلمة "gematria"، والتي هي 32 قانوناً وضعه أحبار اليهود لتفسير الكتاب المقدس في سنة 200 قبل الميلاد.
من الناحية التنظيمية هناك العديد من الهيئات الإدارية المنتشرة في العالم، وهذه الهيئات قد تكون أو لا تكون على ارتباط مع بعضها البعض، ويرجع عدم التأكد من هذا إلى السرية التي تحيط بالهيكل التنظيمي الداخلي للماسونية، ولكن في السنوات الأخيرة بدأت الحركة تتصف بطابع أقل سرية ويعتبر الماسونيون أن ما كان يعتبر سراً أو غموضاً حول طقوس الحركة وكيفية تمييز الأعضاء الآخرين من التنظيم، كان في الحقيقة تعبيراً عن الالتزام بالعهد والولاء للحركة التي بدأها المؤسسون الأوائل وسارت على نهجها الأجيال المتعاقبة.
يردد الماسونيون كثيراً كلمة "المهندس الأعظم للكون" التي تشير إلى الله، إلا أن بعضهم يرددها إلى "حيرام أبيف" مهندس هيكل سليمان كما يذكر البعض أن الحرف G يمثل كوكب الزهرة (كوكب الصباح)، وبالنسبة لهم، كوكب الزهرة يمثل العضو الذكري عند الرجل، وهو أيضاً أحد أسماء الشيطان، وهو يمثل عند الماسونيين الإله "بافوميت" (الإله الذي اتُهم فرسان الهيكل بعبادته في السر من قبل فيليب الرابع ملك فرنسا، وهو يجسد الشيطان "لوسيفر" ملاك النور المطرود من الجنة).
دستور الماسونية
في عام 1723م كتب جيمس أندرسون (1679 -1739) دستور الماسونية، وكان أندرسون ماسونياً بدأ حياته كناشط في كنيسة اسكتلندا، وقام بنجامين فرانكلين بعد 11 سنة بإعادة طبع الدستور في عام 1734م بعد انتخاب فرانكلين زعيماً للمنظمة الماسونية في فرع بنسلفانيا كان فرانكلين يمثل تياراً جديداً في الماسونية، وهذا التيار أضاف عدداً من الطقوس الجديدة لمراسيم الانتماء للحركة وأضاف مرتبة ثالثة وهي مرتبة الخبير (Master Mason) للمرتبتين القديمتين المبتدئ وأهل الصنعة.
أن النسخة الأصلية للدستور الماسوني الذي كتبه أندرسون عام 1723 م وأعاد طبعه فرانكلين عام 1734 م كانت عبارة عن 40 صفحة من تاريخ الماسونية من عهد آدم، نوح، إبراهيم، موسى، سليمان، نبوخذ نصر، يوليوس قيصر، إلى الملك جيمس الأول من إنكلترا، وكان في الدستور وصف تفصيلي لعجائب الدنيا السبعة ويعتبرها إنجازات لعلم الهندسة، وفي الدستور تعاليم وأمور تنظيمية للحركة، وأيضاً يحتوي على 5 أغاني يجب أن يغنيها الأعضاء عند عقد الاجتماعات.
يشير الدستور إلى أن الماسونية بشكلها الغربي المعاصر هو امتداد العهد القديم من الكتاب المقدس، وأن اليهود الذين غادروا مصر مع موسى شيدوا أول مملكة للماسونيين، وهناك أقاويل أن المسيح الدجال هو القائد، ولذلك يوجد رمز العين في كل شعاراته، ويقال أيضاً أنه السامري، ويعتبرون نفسهم الفرقة الثالثة عشر الضائعة من الأسباط.
المبادئ والطقوس
يصف الماسونيون حركتهم بأنها مجموعة من العقائد الأخلاقية مثل الحب الأخوي والحقيقة والحرية والمساواة واستناداً على الماسونيين فإن تطبيق هذه المبادئ يتم على شكل طقوس يتدرج العضو فيها من مرتبة مبتدئ إلى مرتبة خبير، ويتم التدرج في المراتب اعتماداً على قدرة العضو على إدراك حقيقة نفسه والعالم المحيط به وعلاقته بالخالق الأعظم الذي يؤمن به بغض النظر عن الدين الذي يؤمن به العضو.
هناك الكثير من الغموض حول رموز وطقوس وتعاملات الماسونية وفي السنوات الأخيرة أدرك قادة الماسونية أن كل هذا الغموض ليس في صالح الماسونية، وأن السرية التي كانت ضرورية في بدايات الحركة قد تم استعمالها لنشر الكثير من نظريات المؤامرة حول الحركة، فقامت الحركة بدعوة الصحافة والتلفزيون إلى الاطلاع على بعض الأمور المتحفية وتصوير بعض الجلسات ولكن لم يسمح لوسائل الإعلام بتصوير أو مشاهدة جلسات اعتماد الأعضاء.
استناداً للماسونيين فإن الطقوس المستعملة والتي يصفها البعض بالمرعبة ما هي إلا رموزاً استعملها البناؤون الأوائل في القرون الوسطى ولها علاقة بفن العمارة والهندسة وتعتبر الزاوية القائمة والفرجار من أهم رموز الماسونية، وهذا الرمز موجود في جميع مقرات الماسونية إلى جانب الكتاب المقدس الذي يتبعه ذلك المقر وعند اعتماد عضو جديد يعطى له الحق باختيار أي كتاب سماوي يعتبره ذلك الشخص مقدساً.
الماسونية والأديان
الماسونية لا تعتبر نفسها ديانة أو معتقداً بديلاً للدين، وتعتبر الماسونية نظرتها عن فكرة الخالق الأعظم مطابقة للأديان السماوية الموحدة الرئيسية، حسب الفكر الماسوني يعتبر العضو حراً في اختيار العقيدة التي يراها مناسبة له للإيمان بفكرة الخالق الأعظم بغض النظر عن المسميات أو الدين الذي يؤمن به الفرد، وقد تم قبول أعضاء حتى من خارج الديانات التي تعتبر ديانات توحيدية مثل البوذية والهندوسية.
يصر الماسونيون أنهم لا يقبلون بعضوية أشخاص ارتدوا عن دين معين ولا تشجع الناس على اتباع دين معين، ولا يوجد في الماسونية مفهوم طريق النجاة أو الخلاص الموجودة في بعض الديانات، وينتقد البعض استعمال الماسونيين كلمة "Worshipful" عند مخاطبتهم ماسوني يحمل مرتبة الخبير وهذه الكلمة يمكن ترجمتها حرفياً إلى "المعبود" ولكن الماسونيين يؤكدون أن استعمال هذا اللقب يرجع أصوله إلى اللغة الإنجليزية القديمة والتي كانت تلك الكلمة تستعمل فيها للاحترام وبمعنى "حضرتكم".
هناك البعض ممن يتهمون الماسونية بأنها من محاربي الفكر الديني وناشري الفكر العلماني ولكن الدستور أو القوانين الأساسية للماسونية الذي تم طبعه عام 1723 يقول نصاً: إن الماسوني لا يمكن أبداً أن يكون "ملحداً أحمقاً" إذا توصل لفهم الصنعة، ويوجد في الدستور عبارة تقول بالتحديد إنه لا يمكن قبول الملحد كعضو جديد وهذا الجدل تمت إثارته عام 1877 في فرنسا عندما قام الفرع الفرنسي بمسح هذه العبارة في الدستور وبدأت بقبول الملحدين في صفوفها، وتلاه بهذا المنحى الفرع السويسري، وخلق هذا نوعاً من الانقسام بين الفرع البريطاني والفرنسي، ولكن وفي 13 تشرين الثاني نوفمبر 1889 صرح أحد كبار الماسونيين في أريزونا في الولايات المتحدة إن العضو يمكن أن يؤمن بمفاهيم متعددة للخالق الأعظم، ولا ضير في مفهوم أن الخالق الأعظم عبارة عن فكرة أو مفهوم ذات مستوى عالٍ يكونه الإنسان لنفسه.
الماسونية والمرأة
بصورة عامة يعتبر الماسونية منظمة أخوية ولم يسمح للسيدات بالانضمام للتيار في الماسونية القديمة إلا في حالات نادرة ومنها على سبيل المثال قبول عضوية السيدة أليزابث اولدورث (1639 - 1773) وهناك مصادر تؤكد ان هذه السيدة شاهدت عن طريق الصدفة من خلال ثقب في الباب الطقوس الكاملة لاعتماد عضو جديد وعندما تم إكتشاف أمرها تم القرار على ضمها للمنظمة للحفاظ على السرية، وفي عام 1882 بدأ الفرع في فرنسا بقبول السيدات وفي عام 1903 بدأت الفروع الماسونية في الولايات المتحدة بقبول السيدات في صفوفها وبحلول عام 1922 كانت هناك 450 مقرا للسيدات الماسونيات في العالم.
نظرية المؤامرة
صور كهذه يستعملها المناهضون للماسونية لنشر فكرة إن الماسونية تشكل خطرا على الدين
يعتبر البعض من المناهضين للماسونية إن المنظمة في حقيقتها عبارة عن منظمة سياسية و إقتصادية عملاقة هدفها الرئيسي هو الهيمنة على العالم عن طريق السيطرة على وسائل الإعلام والإقتصاد العالمي والتغلغل في صفوف الكنيسة الكاثوليكية وحسب الموسوعة الكاثوليكية الحديثة فإن طوائف مثل شهود يهوه والمورمن وتيارات مثل الشيوعية والأشتراكية والثورة الفرنسية وحركة مصطفى كمال أتاتورك ماهي إلا تيارات تفرعت من الماسونية وتعتبر الموسوعة التيار الذي يقبل بالشذوذ الجنسي بين كبار منتسبي الكنيسة "صنيعة ماسونية" ويعتبر البعض قيام الماسونية بنشر فكرة ان الخلاص أو النجاة بالمفهوم الديني يمكن تحقيقه من خلال أعمال الفرد الحسنة فقط تعتبر إنكارا لجميع عقائد الديانات التوحيدية التي لها شروط اخرى للخلاص اكثر تعقيدا من مجرد كون الشخص يقوم بأعمال جيدة.
وفي نوفمبر عام 1983 صرح يوحنا بولس الثاني نصا "لايمكن أن تكون كاثوليكيا وماسونياً في نفس الوقت يعتبر البعض إن أقوى دولة علمانية وهي الولايات المتحدة مبنية أساسا على المفاهيم الماسونية إذ كان 13 ممن وقعوا على دستور الولايات المتحدة و16 من رؤساء الولايات المتحدة ماسونيين ومنهم جورج واشنطن وبنجامين فرانكلين، وحسب الدكتور أسعد السحمراني أستاذ الفلسفة بجامعة بيروت فإن الشاعر إبراهيم اليازجي الذي كان ماسونيا من لبنان.
في عام 1979 أصدرت جامعة الدول العربية القرار رقم 2309 والتي نصت على "اعتبار الحركة الماسونية حركة صهيونية، لأنها تعمل بإيحاء منها لتدعيم أباطيل الصهيونية وأهدافها، كما أنها تساعد على تدفق الأموال على إسرائيل من أعضائها الأمر الذي يدعم اقتصادها ومجهودها الحربي ضد الدول العربية" وفي 28 نوفمبر 1984 أصدر الأزهر فتوى كان نصه "أن المسلم لا يمكن أن يكون ماسونياً لأن ارتباطه بالماسونية انسلاخ تدريجي عن شعائر دينة ينتهي بصاحبه إلى الارتداد التام عن دين الله".
أبرز الشخصيات
الملك ماركوس يوليوس أگريپا Marcus Julius Agrippa والملقب بهيرود آگريپا Herod Agrippa حيرام أبيود Hiram Abiud، وهو مستشار الملك أغريبا ومقترح إسم القوة الخفية، ويعتقد أنه هو صاحب فكرة القوة الخفية و ليس الإسم فقط.
موآب ليفي (Moab Levy)، وهو الشخص الثالث من الثلاثة الذي إقترحوا تكوين الحركة آدونيرام إبن أبدا (Adoniram son of Abda)، كان المسؤول عن الضرائب (إنجيل الملك جايمز 1-4-6) (إنجيل الملك جايمز 1-5-14) وقد قتله الإسرائيليون رجما بالحجارة من مملكة إسرائيل فوضعه الملك ريهوبوام Rehoboam على العربة وهرب به بسرعة الى مملكة يهودا.
جوهانان (Johanan) ،يعقوب آبدون (Jacob Abdon) ،آنتيباس (Antipas) ،سولومون آبيرون (Solomon Aberon) ،آشاد آبيا (Ashad Abia) آدم وايزهاويت توفي 1830م ، مؤسس المرحلة الثانية
الملك جورج السادس الملك إدوارد السابع الملك إدوارد الثامن ونستون تشرشل
ومن رؤوساء الولايات المتحدة الأمريكية جرالد فورد جيمس گارفيلد ورن هاردينگ أندرو جاكسون وليام ماكينلي جيمس مونرو جيمس بولك فرانكلين روزفلت تيودور روزفلت وليام هوارد تافت هاري ترومان جورج واشنطن جيمس بيوكانان جورج بوش الأب جورج بوش الابن
رؤوساء وزراء كندا
روبرت بوردون (رئيس وزراء كندا الأسبق) جون ماكدونالد (رئيس وزراء كندا الأسبق) كارل ماركس فرانسيس اسكوت كي (مؤلف النشيد الوطني الأميركي) روبرت بيرنز (شاعر اسكتلندا الوطني) مارك توين (كاتب أميركي) آرثر دويل (مؤلف شارلوك هرمز) ألكسندر پوشكين (شاعر روسي) فولتير (الفيلسوف الفرنسي الشهير) أوسكار وايلد (شاعر أيرلندي) جون سميث (ملحن النشيد الوطني الأميركي) بيتر سيلرز (نجم هوليود) كلارك گيبل (ممثل أميركير) بوب هوپ (ممثل كوميدي أميركي).
اسرار الماسونية
1. الماسونيون هم رجال أنشأوا "أخوية" وانضموا لها، ويسمون أنفسهم البنائون الأحرار هناك حوالي 5 ملايين منتسب حاليًا في الأخوية.
2. تاريخ النشأة غير معروف، ولكن بدراسة الكتب والمؤلفات والرموز يتبين أنه تم تأسيسها في العصور الوسطى.
3. أقدم لوغو شعار للماسونية.
4. بنيت الأخوية على أساس الاحترام والتواضع واللطف بين الفرد والآخر. وكذلك مساعدة الأقل حظًا والاهتمام بسلامة المجتمع. كما أن على أعضاء الأخوية الارتقاء بأخلاقهم قدر الإمكان.
الماسونية
5. الشرف والنزاهة هما صميم النظام المعتقدي الماسوني. فالأعضاء مجبرون على ضبط النفس ومعاملة الآخرين باحترام بغض النظر عن اختلاف الآراء والنظريات الشخصية.
6. يميز الماسونيون بعضهم الآخر من خلال بعض الرموز كالخواتم والإشارات وحتى في طريقة التصافح.
7. لا يملكون متحدث رسمي باسم كامل المنظمة.
8. يربط معظم الأشخاص الماسونية بالطبقة المستنيرة "Illuminati"، لكن لا أدلة صلبة متوافرة عن هذا الموضوع، خاصةً أن الـilluminati لم تعد موجودة أصلًا.
9. بعكس الطبقة المستنيرة، الماسونية غير سرية "ما عدا بعض الاجتماعات"، فأغلب الكتب والرموز القديمة تم نشرها، كما أن الإشارة تظهر على أبنية المنظمة حول العالم. ويحق للمنتسب الإعلان عن عضويته.
10. الانتساب للمنظمة مفتوح للرجال ما فوق الـ18 سنة الوضع بدأ يتغيير قليلا في فروع اوروبا.
11. على المنتسبين ان يثبتوا التحلي باخلاق جيدة وسيرة شخصية بيضاء.
12. على الرغم من ربط الإلحاد بالماسونية، الطريف في الأمر أن الملحدين غير مرحب بهم في المنظمة، فعلى المنتسبين الإيمان بإله أو قوة كونية ما.
13. تنظم الاخوية نشاطات عادة لجمع المال من اجل مساعدة الفقراء وتطوير المجتمع. تتبرع المنظمة يوميا بما يقارب المليوني دولار.
14. مهمات الاعضاء الجدد هي المساعدة بالاعمال الخيرية، وتعليم الاطفال ونشر المعرفة وتحسين الوضع الصحي للمحتاجين والتبرع بالدم.
15. أول معبد "مقر" انشى في لندن سنة 1765.
16. على الرغم من ربط العين على الدولار الأمريكي بالماسونية من قبل الكثيرين، إلا أن هذه العين تمثل عين الله وقد استعملتها الكثير من المنظمات، من ضمنها الماسونية. لكن الإشارة لا ترمز للماسونية أبدًا.
17. من أبرز الشخصيات الماسونية: مارك تواين وينستون تشترشل وجورج واشنطن.
18. الرجل الذي بنى تمثال الحرية هو بالحقيقة ماسوني Frederick Batholdi.
19. المرأة الوحيدة بالماسونية تاريخيا نوعا ما.
في محاولتها لكشف بعض أسرار الماسونية، كانت كاثرين بابينغتون (المرأة الوحيدة في تاريخ الماسونية) تختبئ لمدة سنة كاملة داخل حجرة اجتماعات الماسونية، لكن تم كشفها من قبل عمها الذي قرر تعليمها أهداف وأسرار الماسونية، إلا أنها لم تصبح عضوًا حقيقيًا.
20. اعتبر هتلر الماسونية أداةً في أيدي اليهود، فأغلق ودمر مبانيهم وصادر ممتلكاتهم وقتل الآلاف منهم.
حركة عالمية عمادها الغموض والنفوذ
ظلت الماسونية حركة سرية مبهمة بالنسبة للغالبية الساحقة من الناس في هذا العالم، ولذلك يرى مطلعون أنها حركة تهدف للسيطرة على العالم من خلال ربط صلات قوية بأقطاب المجتمعات المحلية وأصحاب النفوذ فيها، وزرع أتباعها الموالين لها في مختلف المحافل الفكرية والعلمية والثقافية، وفي المراكز السياسية والاقتصادية وحتى القضائية والعسكرية الحساسة في دول العالم.
ويقولون إن المحافل الماسونية تتخفى دائما وراء أسماء منظمات وجمعيات وهمية لمزاولة أنشطتها الفكرية والسياسية والتغلغل في مفاصل السلطة، عبر زعماءٌ وقادة ومسؤولين كبار ساعدتهم الحركة في الوصول إلى المناصب الرفيعة والبقاء فيها مقابل خدمة أهدافها والالتزام بعهودها، حيث يؤدون جميعا قسم الولاء لخدمة تلك الأهداف ولا يجرؤون على التراجع عن قسمهم تحت طائلة الموت بأبشع الأساليب.
ويؤكد هؤلاء المطلعون أن "الأخ الماسوني" يقسم عند دخوله الحركة على مساعدته "إخوانه" في أي مكان وفي أي ظرف، وذلك على حساب أشخاص قد يكونون أكثر كفاءة ويستشهدون على ذلك بقول الرئيس الأميركي الأسبق هاري ترومان: "أيادٍ لا حصر لها تتعانق كل يوم، وآباء لا حصر لهم يودعون أبناءهم ويقولون: يا بني حين يحل بك الظلام والوحدة أبحث عن ماسوني وقل له: إنك ابن لماسوني، وستجد فيه صديقا".
وقد دفع ذلك المحللين إلى اعتبار الماسونية امتدادا لما اصطلح على تعريفه بـ"الحكومة العالمية الخفية"، إذ أصبحت هي مؤسسات الحكم الحقيقية في البلاد التي توجد فيها، خاصة إذا كان بعض أعضائها من الأسر المالكة أو الأنظمة الحاكمة عبر أنحاء العالم، ويصفونها بأنها "منظمة ضد الديمقراطية" لكونها تشكل "دولة داخل الدولة".
ففي بريطانيا التي تستضيف أقدم المحافل الماسونية ويقدر عدد الماسونيين فيها بأكثر من 300 ألف عضو كان للأسرة المالكة تاريخ طويل مع الماسونية كما توضح ذلك شجرة العائلة، وقد شغل منصب "الأستاذ الأعظم" في محفلها ابن عم الملكة الأمير إدوارد جورج (دوق كِنت وستراثرن) وتقول الماسونية إن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل كان من أعضائها.
وعام 1996 دعت الحكومة البريطانية أعضاء الشرطة والقضاء والمجالس المحلية إلى التطوع بالإعلان عما إذا كانت لهم علاقة بالماسونية، لكن لم يفصح عن عضويته فيها سوى حوالي 5% نظرا لكون الدعوة غير ملزمة وهو ما جعل الحكومة تهدد بأنها قد تتحول إلى قانون يُلزم هؤلاء بالكشف عن انتمائهم إلى هذه الحركة.
وفي فرنسا يتمتع الماسونيون الذين ينتمي معظمهم إلى "محفل الشرق الكبير" وهو أكبر وأقدم منظمة ماسونية في البلاد إذ تأسس قبل حواي 250 عاما بنفوذ واسع في الدولة والمجتمع، حيث ينتمي إليهم سياسيون كبار وقضاة سامون وقيادات فكرية واقتصادية وإعلامية لامعة.
وفي ألمانيا بلغت الماسونية حدا من النفوذ جعل حركة "مواطنو الرايخ" تعتبر أن الدولة القائمة شركة مساهمة محدودة تديرها الماسونية واللوبيات والمجموعات العالمية، وأن المواطنين الألمان هم مجرد موظفين في هذه الشركة، وأن ألمانيا دولة محتلة وفي أميركا يوجد أكبر عدد من الماسونيين في العالم (أكثر من ثلاثة ملايين) موزعين على مختلف الولايات الأميركة، وتعتبر الماسونية الأميركية أكثر انبساطا وأقوى تغلغلا في المجتمع مقارنة بنظيرتها الأوروبية ويعد المؤتمر السنوي الذي يدعو له المحفل الأكبر في مدينة نيويورك ملتقى دائما للماسونيين الأميركيين و"إخوانهم" من كل مكان في العالم.
وللماسونيين حضور نوعي قديم في أميركا، فقد كان ثمانية على الأقل ممن وقعوا على إعلان استقلالها عن بريطانيا ماسونيين، وهناك 13 ماسونياً ضمن من وقعوا على الدستور الأميركي، و16 رئيساً للولايات المتحدة كانوا أيضاً ماسونيين، من بينهم جورج واشنطن (أول رئيس للبلاد) وجيمس بوكانان وأندرو جونسون ورفرانكلين روزفلت وهاري ترومان.
أما حضور الماسونية في البلاد العربية والإسلامية فما زالت تلفه سرية كبيرة، ومع ذلك فقد أدى انفتاحها الإعلامي المتزايد إلى ظهور جوانب منه، كما حصل في مؤتمر المحفل الأكبر للماسونية الذي انعقد في العاصمة اليونانية أثينا خلال يونيو/حزيران 2008 تحت عنوان "عبر بناء أوروبا نبني العالم".
بَيْد أن الماسونيين يعتبرون الحديث عن نفوذهم العالمي مجرد تضخيمٍ لوضعٍ لا وجود له أصلا، مشيرين إلى أن الحركة تحظر الخوض في أمور السياسة والدين لأن "مبدأها هو احترام أتباعها للقانون في بلدانهم وفي أي بلد يقيمون فيه"، ويؤكدون أن "أعداء الحركة" يستغلون انحراف عدد قليل من أعضائها لمهاجمتها والإساءة إلى سمعتها.
الماسونية لا تزال عامل جذب
هناك نوعان من الماسونية وهما العملانية، اي بناة الكاتدرائيات، والماسونية التأملية او النظرية، اي من يلتقون حول الطقوس والرموز مستلهمين البناء لتطبيقه على انماط فلسفية وهؤلاء غالبا ما كانوا من المثقفين والوجهاء اما البناؤون فعلا فقد باتوا أقلية للغاية العام 1725، تم إنشاء اول محفل في باريس لكن الماسونية بقيت ضامرة في فرنسا حتى العامين 1736-1737، عندما اصبح وجودها عاما ما اثار قلق السلطات والشرطة.
الماسونية انتاج حصري من العالم الأنكلو سكسوني، وخصوصا البروتستانت، فقد نشأت بروح من التسامح والتعددية السياسية والدينية وعندما وصلت الى فرنسا، فان الوضع كان مختلفا تماما تحت حكم ملكية مطلقة حيث الكاثوليكية هي الدين الوحيد المسموح به في القرن التاسع عشر، كان الناس يتطلعون الى بعض الليبرالية السياسية والدينية ووجدوا مكانا واحدا هو الماسونية وقد تغير نهجها وباتت آلة لجذب الجمهوريين والمعادين لرجال الدين، ما ادى الى بروز نموذج الاشتراكي الراديكالي من +أكلة الكهنة+ في ظل الجمهورية الثالثة.
ومع التحرير هلكت الماسونية الفرنسية وبدات تحولا اسفر عن تنوع كبير ومشاغلها اليوم متنوعة للغاية بحيث يعمل "الشرق الأكبر" على القضايا الاجتماعية، بينما يميل "المحفل الوطني الفرنسي" أكثر الى الروحانيات واتخاذ المبادرات.
سؤال: لماذا يشعر الجمهور بأن الماسونية لم تعد جاذبة كما في السابق: هل يرتبط هذا بالأعمال، او فقدان النفوذ او السرية او حتى معاداتها؟
جواب: يجب تعديل هذه الاستنتاجات ففي فرنسا، وخلال ثلاثين عاما، تضاعفت الاعداد ثلاث مرات بين 2 و 2,5 مليون في جميع أنحاء العالم ما يشكل الكثافة ألاكثر للماسونية بعد بريطانيا ابان فترة الجمهورية الثالثة، ادى تسييس المحافل الى معاداتها سياسيا ودينيا واليوم، لا تزال هناك معارضة شرسة للماسونية بسب ممارستها ثقافة سرية، ولذا فإن العديد يبدون حذرا بالغريزة من دون معرفة ما يجب انتقاده فيها.
وغالبية الماسونيين من الطبقات الوسطى مع تمثيل واسع لبعض المهن وخصوصا الاساتذة والأطباء والمحامين وعالميا، فان الغالبية حصرا من الذكور، والأنثى في الاخوية اختراع فرنسي هناك بين 20 الى 25% من الاناث، هذا امر فريد من نوعه اما بالنسبة للانشغالات فانها هامشية لدي شعور بان الولاء للماسونية أصبح حذرا أكثر من السابق.
رغم أنها تغيرت كثيرا خلال 300 عام، الا ان لدى الماسونية عددا من الثوابت مثالية الاخوة بين الرجال من جميع الخلفيات والأصول والأديان والأعراق ومثالية التسامح واحترام الاختلاف وإرادة وضعه جانبا اليوم، خصوصا في بلد علماني جدا مثل فرنسا، تعتبر الماسونية في نظر كثيرين ممن يرغبون في الانضمام اليها كنوع من الدين البديل وبسبب خيبة املهم من العمل السياسي أو الأديان، فقد وجدوا فيها معنى ما أما بالنسبة للدخول في الماسونية، فقد تم نشر جميع أسرارها منذ 270 عاما، إلا أن ذلك يبقى تجربة حميمة لا يمكن تقاسمها مع الاخرين.
اضف تعليق