(رويترز) - أثار فيلم مصري حقق إيرادات كبيرة في دور السينما يتناول علاقات المؤسسة الدينية بالدولة حفيظة أئمة مسلمين وطالب بعضهم بمنع عرض الفيلم، ويقدم فيلم (مولانا) المأخوذ عن رواية بالاسم ذاته للكاتب إبراهيم عيسى قصة داعية تلفزيوني شهير يعاني من أجل التوفيق بين مبادئه الدينية ومطالب وضغوط السياسيين وأجهزة الأمن إضافة للإغراءات الإنسانية التقليدية، ومن خلال البطل وهو إمام أزهري يستعرض الفيلم العلاقة المعقدة والشائكة بين الدولة والمؤسسة الدينية ووسائل الإعلام والتشدد الإسلامي في مصر.
ويبدو أن ما يثيره الفيلم جاء في توقيته فما يزال الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أطاح بحكومة الإخوان المسلمين في 2013 عندما كان وزيرا للدفاع يكافح المتشددين الإسلاميين، وفي اليوم التالي للعرض الأول للفيلم في مهرجان دبي السينمائي استهدف تفجير شنه تنظيم الدولة الإسلامية الكنيسة البطرسية الملحقة بالكاتدرائية المرقسية في القاهرة أسفر عن مقتل 28 شخصا، وغضب أئمة أزهريون من الفيلم الذي يقولون إنه يشوه صورة المؤسسة الإسلامية في الوقت الذي تكثف جهودها لكبح جماح التطرف الديني.
وقال الشيخ الأزهري سامح محمد "إحنا في وقت ما ينفعش فيه الإثارة إحنا في وقت ما ينفعش فيه إن إحنا نهيج الجماهير مرة أخرى. إحنا في وقت ما ينفعش ندعو فيه إلى التفرقة مرة أخرى... طيب أنت لما تيجي تدخل مسجد دلوقتي وأنت حضرتك اتفرجت على هذا الفيلم. تنظر للإمام أنهي نظرة؟ يعني هتنظر له إزاي؟ هتشوفه أنت إزاي؟ هتشوفه اللي أنت شوفته في الفيلم هتتصوره قدامك".
لكن مخرج الفيلم مجدي أحمد علي له رأي مختلف. يقول "ده وقته جداً. إحنا كل يوم فيه شهداء من الشرطة ومن الجيش ومن الناس العادية. وفيه دم حوالينا في المنطقة كلها مش بس مصر. بص حواليك تلاقي اليمن وتلاقي سوريا وتلاقي ليبيا وتلاقي تونس وتلاقي الجزائر. يعني مش ممكن. كل هذا العنف بسبب إن الدين دخل في السياسة واستعمل سواء الدين استعمل السياسة أو السياسة استعملت الدين".
وجعل السيسي من مكافحة التطرف أولوية وكلف الأزهر بدور أساسي في الدفاع عن الإسلام المعتدل. وقضت محاكم مصرية بسجن الآلاف من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين في عهده، وبعد فترة قصيرة من إطاحة الجيش بالرئيس السابق محمد مرسي المنتمي للإخوان المسلمين منتصف عام 2013 استبعدت وزارة الأوقاف 55 ألف داعية لم يجزهم الأزهر، واتُهم هؤلاء الأئمة بالتحريض على العنف ونشر آراء متطرفة أو تأييد جماعة الإخوان المسلمين، وتقول الجماعة التي حظرت بحكم قضائي إنها جماعة سلمية.
ووصفت مجلة (فارايتي) التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا الفيلم بأنه "نقد صريح للفساد والأصولية" وأنه "سيكون أحد أكثر الأفلام إثارة للجدل" في مصر، وحقق فيلم (مولانا) إيرادات في دور السينما 7.3 مليون جنيه (نحو 388 ألف دولار) بعد ثلاثة أسابيع من العرض، وبعيدا عن التوترات السنية-الشيعية يتناول الفيلم أيضا جذور وآثار التوترات الطائفية التي تأججت في السنوات القليلة الماضية بين المسلمين والمسيحيين.
وقال إبراهيم عيسى مؤلف الرواية المأخوذ عنها الفيلم والذي ساعد في كتابة السيناريو لرويترز "الدين والسلطة والمال.. المثلث ده موجود في مصر والوطن العربي بشكل مروع. وأنا رأيي إن هو المسؤول عن كل الانحطاط الفكري والسياسي وأستطيع أن أقول وبالضرورة والاجتماعي الذي نعيشه".
اضف تعليق