يسمونها السلطة الرابعة أو صاحبة الجلالة، اذن هي ذات مكانه رفيعة ومهمة مادام لها مثل هذه القدسية والإجلال، لكن من يحترم الصحفي والإعلامي؟ من يحترم حرية التعبير عن الرأي ومن يقدر المسؤولية التي يتحملها والدور الذي ينهض به، استبشر الناس بالتغيير واستبشر معهم اصحاب الرأي من كتاب وصحفيين...
يسمونها السلطة الرابعة أو صاحبة الجلالة، اذن هي ذات مكانة رفيعة ومهمة مادام لها مثل هذه القدسية والإجلال، لكن من يحترم الصحفي والإعلامي؟ من يحترم حرية التعبير عن الرأي ومن يقدر المسؤولية التي يتحملها والدور الذي ينهض به.
استبشر الناس بالتغيير واستبشر معهم اصحاب الرأي من كتاب وصحفيين، هذا التغير الذي نشر جناحيه فنشر معهما ألوية الحرية عالية، مبشرا بمبادئ حقوق الإنسان التي كنا نسمع بها كما نسمع حكايات جداتنا.
إلا أن الأمر لم يكن سهلا كما توقعنا، اذ خرجت علينا كل ثعابين وآفات الشر التي كان يخنقها قمقم الاستبداد، فكانت لها وحدها الحرية لتولغ بدماء العراقيين وفي المقدمة منهم الإعلاميين والنخب المثقفة الأخرى.
وفي العراق لا توجد ضمانات للعمل الصحفي، ولا توجد اطر قانونية تحميه.. وهو يعمل في أخطر منطقة للعمل الاعلامي في العالم.. فضلا عن تعدد مراكز القوى والسلطة، وتعدد الأحزاب والتيارات السياسية التي ينتقل التناوش الإعلامي بينها في بعض الأحيان الى تناوش مسلح وخصوصا تلك التي تمتلك ميليشيات.
واذا كانت هناك الكثير من فرص العمل التي فتحت أمام الإعلاميين، فقد فتحت قبالها الكثير من نوافذ التهديد لحرية التعبير عن الرأي، فان كان الصحفي العامل في صحيفة حزبية مثلا يجد من يحميه ويعرف من يهدده، فان الصحفي العامل في صحيفة مستقلة مهدد من جميع الأطراف ولا يجد من يحميه في ظل غياب دولة القانون والمؤسسات.
وعادة ما يعاني الصحفي في بعض دول العالم وخصوصا التي لا توفر حماية لحرية الرأي من قسوة القوانين وانتهاكات الأجهزة التنفيذية، إلا أن الصحفي في العراق لا يخاف الأجهزة التنفيذية بقدر ما يخاف القوى الاجتماعية التي تضخمت سلطاتها فتجاوزت سلطة الدولة كالمليشيات والمجاميع المسلحة.
فكواتم الصوت حولت الموت من قطاع عام الى قطاع خاص... بل نحن لانعرف من يمارس القتل بالكاتم... لكننا قد ندعي معرفة من يمارس التكميم وبخاصة خلال الممارسات الاحتجاجية التي تعرض خلالها الصحفيين الى شتى انواع الانتهاك.
واذا كان العالم يحتفل باليوم العالمي لحرية الصحافة... فأن الصحفي العراقي يتلفت ذات اليمين وذات الشمال فلا يجد من يحميه في ظل فوضى سياسية عارمة واختراق مليشياتي لشتى المؤسسات فضلا عن الفساد والمفسدين الذين يوفرون الحماية لمنتهكي الحريات.. اذ يتحول الامر الى عملية تخادم بين صاحب الكاتم او حامله وبين من يمارس عملية تكميم الافواه.. اذا هناك حلف غير مقدس بين سدنة الموت وأعداء الحرية، ولكن مع كل هذا تبقى نافذة الحلم مفتوحة نحو الحرية والكرامة الانسانية.
.............................................................................................
* الآراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.
اضف تعليق