يوماً بعد آخر تتزايد فجوة المعرفة وتتوالد اجيال جديدة من التقنيات الالكترونية التي تتعامل بالذكاء الصناعي لتؤثر في الراي العام المستخدم لتلك التقنيات بكثرة لاسيما وانها تؤثر على الوظائف العامة وغيرها، في كتابه نظام التفاهة يسعى الآن دونو، عالم الإدارة الالكترونية الكندي إلى وضع قواعد جديدة...
يوماً بعد آخر تتزايد فجوة المعرفة وتتوالد اجيال جديدة من التقنيات الالكترونية التي تتعامل بالذكاء الصناعي لتؤثر في الراي العام المستخدم لتلك التقنيات بكثرة لاسيما وانها تؤثر على الوظائف العامة وغيرها.
في كتابه (نظام التفاهة) يسعى الآن دونو، عالم الإدارة الالكترونية الكندي إلى وضع قواعد جديدة في توظيف التوالد المتواصل لتطوير التقنيات الالكترونية مما جعله يتحدث عن 400 وظيفة جديدة يمكن أن تلغي 5000 وظيفة موجودة الآن!
لذلك يدعو الكتاب الى إعادة تاهيل المجتمع الأكاديمي في إنتاج الوظائف العامة، ولعل من ابرزها وظائف إدارة المحتوى الالكتروني، البديل المقبل للاعلام الورقي، وهذا ما جعل كبريات الصحف والمجلات المعروفة تبدأ العمل به من خلال إدارة المحتوى الالكتروني مع تقليص الطباعة الورقية وصولا إلى الابقاء على هذا المحتوى الالكتروني والغاء الطباعة الورقية كليا كما فعلت ذلك بعض المجلات الأمريكية والاوروبية.
عراقيا كيف يمكن التعامل مع هذا الموضوع؟، لا تبدو الإجابة سهلة على هذا السؤال الكبير، لأن واقع انتقال تقنية التواصل الاجتماعي حولت أي مواطن يمتلك حسابا على الفيسبوك أو غيره من وسائل التواصل الاجتماعي إلى نموذج (صحافة المواطن) الذي يتمكن من نشر ما يرغب من كلام مكتوب من دون بلاغة صحفية تظهر فيه اللهجة الدارجة بما يؤذي عشاق اللغة العربية بكثرة الاخطاء النحوية والاملائية... كما يمكنه نشر أي صور او مقاطع فديو يقوم شخصيا بتصويرها، والانكى من كل ذلك انه يشارك بوعي أو من دون وعي جمهور الاصدقاء بنتاقل منشورات إعلامية مروج لها من قبل جهات تعتمد الاعلام الالكتروني في تسويق أهداف محددة تعرف اليوم بالجيوش الالكترونية أو البعوض الالكتروني!!!
اعتقد ان مثل هذا التوظيف المفرط في استخدام التطور الالكتروني ربما تجاوز ما يوصفه كتاب ( نظام التفاهة) إلى ما أجده الوجه القبيح لمفاسد المحاصصة.. التي تسعى إلى إدارة الراي العام العراقي ليس على وفق معطيات هوية وطنية عراقية جامعة شاملة لدعم بناء الدولة العراقية المدنية المعتمدة لسياسات الحكم الرشيد والعمل على ابقاء المتلقي العراقي في حالة أزمة متجددة تحفز الرغبة لديه الانصياع الكامل لما يروج هذا البعوض الالكتروني!
في الجانب الإيجابي هناك مساعي متصاعدة من بعض التجارب العراقية التي تحاول التصدي المهني لإدارة الاعلام الالكتروني مثل اتحاد الإعلام الالكتروني لمنظمات المجتمع المدني في العراق والاتحاد العربي للاعلام الالكتروني الذي اعتمد مجموعة من وكالات الانباء الالكترونية، اضافة إلى تجارب شبكة الإعلام العراقية في إطلاق منصة إعلامية مشتركة لكل أعمالها الاعلامية تلفازية كانت ام صحفية، كذلك فعلت اغلب الصحف والمجلات العراقية المعروفة.
لكن يبقى السؤال عن استجابة مجتمعية أفضل للمحتوى الرقمي الإعلامي، مطلوب أن يوظف اعلام المواطن بما يؤكد الاستجابة السريعة لما يطرحه عبر منصات الاعلام الالكتروني المفترض أن يتفاعل معه ما عرف اليوم بـ (حكومة المواطن) تلك الايقونة الموجودة في أغلب مواقع الوزارات العراقية لكن من دون التفاعل المطلوب.
من جانب آخر يتطلب هذا التوسع في الاعلام الالكتروني وجود مدونة سلوك مهني تحترم العلاقة بين إدارة المحتوى الرقمي لصحافة المواطن ودور مؤسسات الإعلام الالكتروني في إعادة الصياغة على الأقل بلغة عربية من دون أخطاء نحوية، والعمل على إدارة الراي العام العراقي ليس كما تريد الجيوش الالكترونية المزعجة لأحزاب مفاسد المحاصصة، بل من أجل دعم بناء دولة مدنية عصرية للحكم الرشيد في عراق واحد وطن الجميع ولله في خلقه شؤون!.
اضف تعليق