أعطني ما لست تحتاج إليه في مناكْ فهو يجديني، ولا يجديك شيئاً في غناكْ وبلا جهد أنلني، فبلا جهد أتاكْ وترفق بعبيد يتشظى في ثناكْ وتفضل بالذي تقدر من سيب نداكْ فلمن فضلك، ان تمنعه من عبد دعاكْ؟ طالما الأكوان حرفان هما بعض نِداكْ فإذا أنفقتَ...
(1)
رب! غفرانك، إن جاوزت أسوار حماكْ
فتجرأت .. لأني مستجير بفناكْ
أنا أدري: أنّ هذا عذر من يخشى قضاكْ
فلك الحكمة .. والحجة .. في كل خطاكْ
ولقد أعذرت، حتى كان تعذيري من جفاكْ
ولك العتبى، إلى أن تبلغ العتبى رضاكْ
غير أني سأحاجيك، عسى ينجى حَجاكْ
وتراني أتصبّى، ربما يجدي صباكْ
واعترافي ـ لك.. بالعدل..ـ كفاني .. وكفاكْ
غير أنّ العذر قد يقبل من دون ملاكْ
وأرى: أنك أوفى رحمة مما أراك
فتجاوزني كأني لم أكن في ما عناكْ
(2)
أعطني ما لست تحتاج إليه في مناكْ
فهو يجديني، ولا يجديك شيئاً في غناكْ
وبلا جهد أنلني، فبلا جهد أتاكْ
وترفق بعبيد يتشظى في ثناكْ
وتفضل بالذي تقدر من سيب نداكْ
فلمن فضلك، ان تمنعه من عبد دعاكْ؟
(3)
طالما الأكوان حرفان هما بعض نِداكْ
فإذا أنفقتَ كل الكون تبقى في غناكْ
وإذا خوّلتني الكون سأبقى في فناكْ
فأنا صفر .. ومهما كبر الصفر اصطفاكْ
أعطني ألف فضاءٍ .. فستبقى في فضاكْ
وسأبقى ـ أنا ـ صفراً.. فوق صفرٍ.. في مداكْ
(4)
قلت لي: لا تضرب العبد إذا العبد عصاكْ
وعصاك العبد، هل تعلو على العبد عصاكْ؟
قلت لي: لا تنهر السائل إن يوماً أتاكْ
وأتى السائل، هل تنهره فيما عناكْ؟
قلت: لا تغفر إساءاتك .. واغفر لسواكْ
فابدأ العنوان .. واغفر ما بدا ممن عداكْ
إنني أطلبُ ما تطلبه ممن خلاكْ
فتخير أنت ما ترجوه من عبد رجاكْ
(5)
أين أمضي أنا، إن أقفلتَ في وجهي سماكْ؟
أ إلى ربٍّ سواكْ؟ ليس لي رب سواكْ
أم إلى عبد .. نظيري .. مستجير .. بفناكْ؟
كل رب يتحداك بما فاضت يداكْ
فمن المهد عرفناك، ولم نعرف عداكْ
(كن) و(مت) قيّدتاهُ تحت سلطان هواكْ
وهْو لو يعرف: من ذا هو؟ ما نادى نداكْ
(6)
لم تكن ـ في خلقك ـ (التاجر) تبغي مبتغاكْ
لم تكن ـ في خلقك ـ (العامل) تستوفي جزاكْ
لم تكن ـ في خلقك ـ (الجلاّد) قد فارت دماكْ
لم تكن (مختبراً) تهدي التجاريب خطاكْ
أنت ربٌّ .. والبرايا صلوات في دعاكْ
فلقد سوّيت .. خلاّقاً .. تعالت كبرياكْ
ولقد وسّعت إحسانك حتى لعداك
وعبدناك بما يكفي لمن ليس يراكْ
فإذا الدنيا تناهت، وانتهينا للقاكْ
فاقلب الصفحة، واجعلنا ـ جميعاً ـ عتقاكْ
(7)
قد تعاليت عن التفكير في هذا .. وذاكْ
وسواءٌ ـ عندك: استرضاك هذا .. أم جفاكْ
أنت .. أنت .. الله، لن يفلت خيطاً في رداكْ
كلُّ هذا الكون، إن ذاب خشوعاً .. أم قلاكْ
(8)
أنت لا ربّ سواكْ .. وأنا رجع صداكْ
أنا طين .. كلما اطمح فيه: مبتغاكْ
بشراً سوّيت كي تغفر، فاغفر إن عصاكْ
وإذا شئت ملاكاً، فاصطنعه كالمَلاكْ
لا تعذبه، فما التعذيب رؤياً من رؤاكْ
فإذا أحرقته بالنار، هل تروي مناكْ؟
وإذا أدخلته الجنّة، هل يعني انتهاكْ؟
ومَن الرابح، إن تحرقَ ورداً من رباكْ؟
وَمن الخاسر، إن تطلقَ نجماً في سماكْ؟
(9)
أنا لا أستغرب الجنّة تستقصي عداكْ
أنا لا أستبعد الرحمة تجتاح لظاكْ
ذاك: أنت الله .. والناس ـ جميعاً ـ أجراكْ
والذي يسقط أولى من تواسيه يداكْ
أو هل تسحق من يسقط أطراف حماكْ؟
أو هل تبتلع العاجز.. والفاني .. رحاكْ؟
(10)
ما عساهم يستجيبون اللظى؟ أو ما عساكْ؟
فاصطنع حتى من استعلى .. وحتى من رماكْ
أو فزحزحهم عن النار، وذرهم في فضاكْ
مثل ما كانوا قبيل الخلق .. موجاتِ نُهاكْ
أو فدخّلهم جنان الأرض .. أسراب مَلاكْ
(11)
مبتداك اللطف في الخلق، وهذا منتهاكْ
ومع اللطفين: أين النار في هذا .. وذاكْ؟
إن جعلت النار تهديداً لتمرير رضاكْ
فهْي احسان، وإلا فاتخذها لقراكْ
ومن اللطف (البدا)، فاجعل على النار بداكْ
واجعل الجنة للكل .. ودعهم طلقاكْ
(12)
طالما الكون من (الكاف مع النون) أتاكْ
طالما ـ في خلقه ـ لم تتحرك في قضاكْ
فلماذا تشعل النار إذا عبد عصاكْ؟
فاترك الخلق لما أقدرتهم في مبتداكْ
وتقبّل ما استطاعوا .. وأترك الباقي هناكْ
(13)
أنت لقحت ـ من البدء ـ عباداً بضياكْ
وبذات الوقت: لقحت عباداً بلظاكْ
فلأهل النور: أرصدت رؤىً فوق الملاكْ
ولأهل النار: أعددت مطبات الهلاكْ
وجميعاً عبروا عما جرى فيه قضاكْ
زرعك: الأوراد .. والأشواك .. فالكل جَناكْ
وإذا لم يتخطوا ذاتهم، فهْو رضاكْ
(14)
لست (بالحاقد) تستنظر ـ دهراً ـ خصماكْ
فإذا ماتوا .. وصاروا جثثاً دون حراكْ
توقد المحرقة الكبرى بأجسادِ عداكْ
وتعاليمك: أن ننسى ـ مع الموت ـ المِلاكْ
(15)
أنا ماذا؟ أنا من ذا؟ لتقاسيني رحاكْ
وإذا أعصيك، هل أنقص شيئاً من عُلاكْ؟
وإذا انقاد، هل أرفع شيئاً في مداكْ؟
وأنا ـ ما دمت ـ لا أبني .. ولا أسفي .. ثراكْ
وأنا أؤمن: أني لست شيئاً في حجاكْ
فاصطنع ما هو خير لي .. وأولى بنداكْ
(16)
أنا لا أفهم: هل في النار ـ حقاً ـ مبتغاكْ؟
أنا لا أفهم ـ بعد الموت ـ معنى للعراكْ
ثم: ماذا ينفع التنكيل حتى بُعداكْ؟
والعقابات الطبيعية جزء من قضاكْ
والتشفي ليس مطروحاً على بحث جزاكْ
(17)
إنني مولاك، هل تحرق ـ بالنار ـ ولاكْ؟
وأنا حبوتك الكبرى، فهل تسفي حباك؟
وأنا عالمك الأكبر، فاحفظه وراكْ
وأنا فضلك، فاشملني به .. لا بقضاكْ
ولساني من لواء الحمد، فاحرسه .. لواكْ
وأنا آيتك العظمى .. ورمز لقواكْ
أنا لم أفهمك ـ يارب! ـ وقلبي ما وعاكْ
وتمادى الحبر، فامسحه بفيض من نداكْ
اضف تعليق