نظم ملتقى النبأ للحوار في كربلاء المقدسة، حلقة نقاشية تحت عنوان (العمل الصحفي وتحديات مواجهة الفساد)، هذا وقد حضر الندوة العديد من الشخصيات الاعلامي والصحفية محافظة كربلاء مشاركة المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، وحضور عدد من النواب والأكاديميين والقانونيين والناشطين والمهتمّين وإعلاميين. افتتح الندوة الحوارية مدير...
نظم ملتقى النبأ للحوار في كربلاء المقدسة، حلقة نقاشية تحت عنوان (العمل الصحفي وتحديات مواجهة الفساد)، وذلك في تمام الساعة الخامسة والنصف مساء يوم الخميس المصادف (29/ تشرين الثاني/2018)، هذا وقد حضر الندوة العديد من الشخصيات الاعلامي والصحفية محافظة كربلاء مشاركة المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، وحضور عدد من النواب والأكاديميين والقانونيين والناشطين والمهتمّين وإعلاميين.
افتتح الندوة الحوارية رئيس ملتقى النبأ للحوار الكاتب الصحفي علي الطالقاني، بادئا حديثه بمقدمة اورد فيها "إن انعقاد الندوة يأتي للوقوف على التحديات والمخاطر التي تواجه الصحفي وتحديدا في محافظة كربلاء المقدسة، لأنه قبل أيام شهدت المحافظة صدور دعاوى قضائية ضد صحفيين لأنهم تحدثوا بموضوعات فساد.
وأضاف الطالقاني "إن الأسرة الصحفية قدمت تضحيات جسيمة وأعطت شهداء وخاطر الكثير من الصحفيين بأنفسهم من أجل الدفاع عن الوطن، والعمل الصحفي لا يقف عند وقت معين بل يعمل الصحفي ليلا مع نهار من أجل أن يؤدي واجبه بشكل صحيح".
الصحافة والنزاهة
- الدكتور غالب الدعمي، تدريسي في جامعة الامام الصادق / قسم الاعلام كاتب وناشط في مجال مكافحة الفساد وعضو مجلس محافظ سابق ومستشار اعلامي لرئيس هيئة النزاهة السابق، حيث قال: "هيئة النزاهة هي (هيئة رقابية لها جنبين في مكافحة الفساد الاول نشر ثقافة النزاهة والجزء الثاني هو مكافحة الفساد عبر التحقيقات)، وهي انشئت بموجب قرار الحكم المدني بريمر ومن ثمة تم اقرارها من خلال قانون(30) الذي شرع لاحقا في البرلمان العراقي، بطبيعة هذا الحال فان دوائر نشر الثقافة هي اكثر من دوائر مكافحة الفساد عبر التحقيق، فهناك مثلا(دائرة البحوث/ الاكاديمية العراقية لمكافحة الفساد/ دائرة الوقاية/ دائرة الاسترداد/ دائرة العلاقات مع المنظمات)، وهذه كلها دوائر ومديريات عامة تعني بنشر ثقافة النزاهة عبر مؤتمرات وورش ودراسات وبحوث وتعاون وإلى اخره من هذه التفاصيل".
اضاف الدعمي "في حين دائرة التحقيقات هي الدائرة الوحيدة مع الاسترداد معنية في الجانب التحقيقي الذي يخص جرائم الفساد، ايضا لدينا الرقابة المالية فالكثير من الاخوان لديهم لبس في استخدام مصطلحات ليست في محلها، فعلى سبيل المثال (ديوان الرقابة المالية) لا يعنى بالتحقيق لكنه يشخص، وهو اشبه ما يكون بالسونار الذي يكتشف الامراض التي تصيب جسد الدولة أو جسد التعاملات المالية والاختلاس وإلى اخره، اما هيئة النزاهة فهي تعنى بفتح ملفات التحقيق في هذا الجانب ومتابعتها عبر مكاتبها في المحافظات وفي بغداد، ايضا عندنا الهيئة الاخرى وهي مكاتب المفتشين العموميين وهذا المفصل ايضا يختص بجانب، والان هناك بعض القوانين التي صدرت مؤخرا وقد تم تحديد سلطة هذه المكاتب وارتبطت فنيا بهيئة النزاهة، وذلك عبر احالة قضاياها التي تتم في المكتب إلى هيئة النزاهة لإكمال التحقيق واحالتها للمحاكم الموضوعة وهي محاكم الجنائيات، وهذه ايضا بعيدة عن هيئة النزاهة".
يكمل الدعمي "جهات اخرى في البرلمان العراقي وهي لا تعتبر مؤسسة لأنها تشريعية وتحمل اسم (لجنة النزاهة)، وايضا هناك لجان في مجالس المحافظات وهي تحمل عنوان (لجنة مكافحة الفساد)، الشيء الاخر الذي لابد التعرض اليه وهو مجلس المحافظة هذا المكان الذي ينمو فيه الفساد بسرعة فائقة، والسبب يعود لعدم وجود تشريعات تحدد عمل المجلس بالتالي اعتقد هذا المجلس بانه السلطة الاولى الحاكمة، لاسيما في الانتخابات الاولى حيث كان هو المشرع هو المنفذ هو الذي يأمر وينهي هو كل شيء، بإمكانه أن ينقل وأن يعين وأن يعاقب وأن يأخذ المال وكان المال له حصرا، بالتالي نحن اليوم معنين بطرح السؤال التالي ما هو دورنا مع وجود تلك الآفة الكبيرة، الان ومع شديد الاسف الفساد اصبحت لديه فضائيات كبيرة ومافيات ورجال سياسة ومرجعيات كبيرة، وكلمة المرجعيات هنا يراد منها (مرجعيات للفساد مؤسسة منظمة ممكن أن تنتمي إلى مجموعة حزبية سياسية)".
اضاف ايضا "حتى باتت تقتلع كل شجرة خير في طريقها، الا انه بعض الاصوات التي تحارب الفساد ممكن أن تتعرض إلى هجمات قاسية من هذه الفضائيات ووسائل الاعلام الاخرى، ناهيك عن وسائل الاتصال السريعة وتطبيقات الموبايل هذا الخطر الكبير الذي بدأ يداهمنا بشكل مخيف، حتى بتنا نقصد كل ما يقوله من دون تدقيق أو تمحيص، بل على العكس من ذلك اصبحت وسائل الاعلام ترويج لتلك الاكاذيب المظللة والمفبركة، ايضا نحن الصحفيين جزء من هذه المشكلة فحينما ننتفع من مؤسسة اعلامية نحاول أن نطبل لها أو نسكت عن مخالفاتها، ايضا هناك الصحافة الاستقصائية وهي عنوان مهم ومهم جدا ففي زمن الرئيس الامريكي(نيكسون) على سبيل المثال، عصابة دخلت إلى مقر الحزب الديمقراطي وتم سرقة بعض الملفات، لكن احد الصحفيين انتبه إلى أن المحامي الذي يدافع عن هذه المجموعة التي من المفترض أن تكون عصابة هو محامي لا يتوكل الا لدعاوي كبرى في الولايات المتحدة الامريكية، حينها اجتمع مجموعة من الصحفيين الامريكية وتوصلوا إلى حقيقة مفادها بان هذا العمل وراءه الحزب الجمهوري واستقال من بعده الرئيس الامريكي وكانت هناك فضيحة كبرى، وكان ايضا للصحافة الاستقصائية دور كبير في تنهي المافيا في ايطاليا واستطاعت أن تنهي المافيا في جنوب امريكا، الا انه في العراق ليس لها للصحافة دور".
اجهزة علاقات عامة تابعة للأحزاب
- الدكتور مسلم عباس، استاذ الاعلام وعضو مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام، يعتقد: "إن موضوع الفساد هو موضوع شائك، لاسيما وان عملية كشف وسائل الاعلام لهذا الجانب هو عنصر مهم كجزء من عملية التقويم للمجتمعات الديمقراطية، في العراق وسائل الاعلام التي من المفترض أن تقوم بعملية الكشف عن الواقع وفضح هذا الواقع للجمهور، هذه الوسائل تمارس اليوم دورة حجب هذا الواقع، وذلك من خلال حقيقة مفادها بان كل حزب يمتلك فضائية تلفزيونية واذاعة وموقع الكتروني وعدة صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا المجموعة الاعلامية مهمتها الاولى على التغطية على سلوكيات الحزب وتبرير افعاله، وبالتالي كأنما جميع وسائل الاعلام هي عبارة عن اجهزة علاقات عامة تابعة للأحزاب".
اضاف عباس "هناك مجموعة تحديات تواجه الصحافة في العراق وهنا عندما نتحدث عن موضوع الفساد، نحن نتحدث عن موضوع الصحافة الاستقصائية بالتحديد وليس الصحافة العامة وصحافة الاحداث اليومية والبيانات الرسمية، الصحافة الاستقصائية تقوم على كشف الفساد والظلم وسوء الادارة، والفساد هنا نقصد به الفساد الذي تمارسه مؤسسات الدولة والسلطات التشريعية والسلطات التنفيذية والمؤسسات الخاصة وحتى المنظمات الدولية، هذه الموضوعات تكاد تكون معدومة ليس فقط في وسائل الاعلام العراقية بل حتى في وسائل الاعلام العربية، ففي التجارب العربية على سبيل الفرض لدينا تجربة ( شبكة اريج للصحافة الاستقصائية/ شبكة نيريج للصحافة الاستقصائية) في العراق، هذه نشرت مجموعة من التحقيقات الاستقصائية لكنها لا تكفي بل في بعض الاحيان لا توجد اذن صاغية لهذه التحقيقات".
يكمل عباس "فمثلا نحن نتحدث عن المشروع رقم (واحد) الذي كشفه الصحفي (اسعد الزلزلي)، ونشر في القناة الالمانية (DW) في برنامج (السلطة الرابعة) كشف عن ضياع (200) مليون دولار في مشروع رقم واحد، هذا المشروع كان يهدف إلى هدم مجموعة من المدارس ومن ثمة اعادة بنائها، هذا الامر في شقه الاول تم فعلا أي عملية هدم المدارس ولكن عملية البناء لم تتم وتم التجاوز على الاموال المخصصة للبناء، وبالتالي ذهب الاطفال إلى مدارس من الطين وإلى الكرفانات".
اضاف ايضا "لذا يعتبر هذا النموذج شاهد حي على أن الصحافة امامها تحديات كبيرة منها على سبيل المثال..
اولا: تحدي الرقابة السياسية/ والرقابة هنا ليست من السلطات السياسية فقط، بل الرقابة هنا هي رقابة الاحزاب التي تملك هذه المؤسسات، فمؤسساتنا الاعلامية نطلب منها اليوم كشف الفساد في حين هي قد تكون تابعة لأحزاب فاسدة، فبعض التقارير والتحقيقات الاستقصائية التي يقوم فيها بعض الصحفيين العراقيين، هي تأتي في اطار التوظيف السياسي وليس في اطار الخدمة العامة، وهذه مشكلة كبرة جدا تواجه الصحافة في العراق، لاسيما وأن الموضوعات الصحافية دائما تؤخذ في مجال الدعاية السياسية اكثر ما هي في مجال الخدمة العامة، والمجتمع حينما يعطي الحق للصحفي بالحصول على المعلومات في كافة مؤسسات الدولة والمؤسسات الخاصة والشركات الخاصة، فهي تعطيه هذا الحق من اجل ترتيب هذه المعلومات واعطائها للجمهور، ولكن ومع شديد الاسف ما يحصل الان هو العكس تماما فهذه المعلومات وهذه التقارير توظف في الاطار السياسي، والسبب هنا يعود إلى سيطرة المال السياسي وهذه عقبة كبيرة جدا بحد ذاتها وهي تحتاج لنقاش طويل، وذلك من اجل ان نبني مؤسسات اعلامية مستقلة عن المال السياسي.
ثانيا: القوانين/ التي وجدت لأجل تنظيم عمل وسائل الاعلام وايضا المؤسسات التي تقع على عاتقها رعاية الصحفيين العراقيين، بالإضافة إلى ذلك لدينا الان قوانين فضفاضة أو قوانين محبوكة لكنها ممنوع من التطبيق، ومن تلك القوانين هي حق الحصول على المعلومة والوصول إلى المعلومة، بالتالي يكون الصحفي العراقي امام واقعي جديد وهو المصادر الرسمية أو المصادر الافترائية.
ثالثا: المهارات لدى الصحفي نفسه/ فالصحفي هو ذلك الانسان المختص في نقل المظلومية والمعاناة وسوء الادارة وسوء استخدام القوانين، ايضا من التقاليد المعروفة لدى المؤسسات المرموقة هناك تدريب سنوي للصحفيين، وذلك من اجل مواكبة التطورات الحاصلة في مجال الاعلام، ايضا على الصحفي أن يتطور في مجال الحصول على المعلومة وكيف يستقي المعلومات وأن لا يعتمد على البيانات الرسمية.
رصد التجاوزات
- الاستاذ توفيق الحبالي، مدير اعلام محافظة كربلاء المقدسة ورئيس نقابة الصحفيين فرع كربلاء، يصف: "موضوعة الصحافة والاعلام هي من الموضوعات المهمة والحيوية والخطيرة أن صح الوصف، الشيء الاخر الذي يمكن الوقوف عنده هل هناك صحافة حرة ومستقلة وحيادية، الجواب لا توجد وسيلة اعلام عالمية أو عربية وسواء كانت حزبية أو حكومية أو قطاع خاص هي مستقلة، فالكل يعمل ضمن سياسية عامة تخص تلك المؤسسة".
اضاف الحبالي "اما بخصوص الصحفيين العاملين بالقنوات الحزبية هم ليسوا صحفيين، صراحة اتحفظ على هذه الكلمة تحفظ شديد، خاصة ونحن نجد في ثنايا تلك البرامج وتلك القنوات هناك منافسة شديدة، في تقديم ما هو أفضل في مجال رصد التجاوزات المالية الادارية والقانونية لهذه الجهة أو تلك، والدور هنا يبقى على الادعاء العام فحينما تنشر هذه الوسيلة الاعلامية أو تلك معلومات معينة، فما هو دور الادعاء العام وهل يأخذ بتلك التقارير اما لا يأخذ".
يكمل الحبالي "اذا الخلل ليس في وسائل الاعلام التي دائما ما تقدم المعلومات والادلة، ولكن ومع الاسف الشديد لا نجد تحرك ملموس على مستوى النزاهة والرقابة المالية والادعاء العام والقضاء، بالتالي لابد أن نثني على جهود جميع الصحفيين".
تكريم الانسان النزيه
- الاستاذ نافع الميالي. عضو مجلس محافظة ورئيس لجنة الثقافة والاعلام في مجلس محافظة كربلاء، وهو يؤكد: "على وجود خلل كبير في لجنة الثقافة والاعلام في مجلس محافظة كربلاء خصوصا وأن هناك قصور واضح في عدم التواصل، الشيء الاخر العمل الصحفي له دور كبير جدا في مكافحة الفساد، ولكن اشاعة ونشر الفساد لا تكفي بالقضاء على الفساد، بل على العكس من ذلك ربما هذا التوجه يعطي نتائج عكسية لظهور الفساد بشكل علني، بالتالي لابد على الجهات الرقابية أن تأخذ دورها في متابعة الملفات، ايضا على الصحفي مسؤولية تكريم الانسان النزيه حتى يكون دافع نحو النموذج الصالح".
التهديدات التي تواجه الجسد الصحفي
- الحقوقي عباس كنبر، مسؤول مكتب مجلس النواب العراقي في كربلاء المقدسة، يرى: "إن الصحافة في العراق تمارس دورا خطيرا جدا، وهي المتصدي الاول لهذه الجبهة العريضة من الفساد التي تنهش البلد، ولكن هناك ثمة سؤال يطرح نفسه التهديدات التي تواجه الجسد الصحفي من الخارج هي معلومة، ولكن هناك تهديدات يستهدف هذا الجسم من الداخل وهم ممن ينتسبون لهذه المهنة الخطيرة، ناهيك عن اولئك الذين لا يعرفون الف باء الصحافة خصوصا ونحن نعلم أن هذه المهنة مر عليها عمالقة في العراق وفي العالم العربي وفي المنطقة".
اضاف كنبر "في العراق كان هناك (الجواهري/ فائق بطي/ جلال الطالباني) واسماء اخرى عربية، هؤلاء تركوا اثرا كثيرا على المطبخ السياسي وعلى صناعة القرار والتأثير على الرأي العام، اما بخصوص موضوع سرد مؤسسات مكافحة الفساد، فانا ارى وفقا للقانون والمواد القانونية فالمادة (61) من دستور جمهورية العراق والمادة (32) من النظام الداخلي وقانون مجلس محافظة رقم (21) لسنة (2008)، منح ادوات خطيرة لمجلس النواب خصوصا وأن مجلس النواب هو مؤسسة منتخبة من الشعب، وهي المؤسسة التي لا يغلق امامها أي باب سوى القضاء".
- محمد الفتلاوي، مراسل قناة النعيم في كربلاء المقدسة "يشكك في وجود الحصانة للصحفي على مستوى القانوني والشخصي، وذلك على اعتبار أن الوضع في العراق غير مستقر، فعلى سبيل المثال احدى اعضاء مجلس محافظة كربلاء للدورة السابقة كشف عن ملفات مهمة تطال عقارات الدولة، شريطة أن اتحمل تبعات ذلك التصرف بشكل شخصي وهذا امر فيه خطورة بالغة جدا".
- على النواب، اعلامي "يستفسر هل هناك بيئة اعلامية مناسبة للعمل صحفي، وهي تشمل قانون لحماية الصحفي ايضا هناك مؤسسات مستقلة وعي المجتمع ترسيخ تقاليد العمل الاعلامي الصحيح وجود الشفافية، فحينما تتوفر تلك العناصر يحق لنا أن نتحدث عن الصحفي يستطيع أن يتصدى للفساد ولا يستطيع أن يتصدى للفساد، فمن خلال تجربتنا الشخصية اعتقد باننا فشلنا بشكل كبير في التصدي للفساد، وذلك لعدم توفر الامان وعدم توفر القانون الذي يحمي الصحفي ناهيك عن القضية العشائرية، التي باتت تغطي على الاعلام وتغطي على كل القوانين".
حماية الصحفي والحصول على المعلومة
- فاضل الحكيم، اعلامي "يعتبر الصحفي هو ليس المسؤول الاول عن مكافحة الفساد، بل المسؤولية تقع على عاتق المجتمع في المقام الاول، فكيف يمكن للصحفي أن يكشف فساد المسؤول اذا كان المجتمع يقدم له كل التقدير والاحترام والاهازيج، ايضا كيف يمكن للصحفي أن يكشف فساد اذا لم يكون هناك قانون لحماية الصحفيين، بالإضافة إلى ذلك الصحفي ممكن أن يتعرض للتهديد هذا الحزب أو ذاك لمجرد انه تجاوز الخطوط الاولى، بالتالي لا يستطيع الصحفي مواجهة كافة ملفات الفساد خصوصا وأن التصفية الجسدية عنوان حاضر في مواجهة الصحفيين، لذا يجب أن تكون هناك حماية للصحفي وأن يستطيع الحصول على المعلومة، وذلك حتى يستطيع أن يبدع وأن يضع تقرير استقصائي دقيق لكشف ملفات الفساد، بالتالي حتى وأن توفرت كل تلك المستلزمات من يقوم بمحاسبة المفسد، والدليل هنا واضح ومكشوف فقد تم تبرأت وزير التجارة السابق(عبد الفلاح السوداني)".
- اركان فاضل، مدير اعلام مديرية مجاري كربلاء المقدسة "انتقد حالة الفوضى الصحفية التي تعم المشهد الاعلامي اليوم، حيث ينشد الكثير من الدخلاء على الجسم الصحفي اسلوب النيل من انجاز المديريات والدوائر الخدمية في كربلاء".
- حيدر الاسدي، اعلامي "يعتبر مواجهة الفساد يحتاج لمجموعة مقاومات منها النزاهة الرأي العام للضغط على الفاسد وكشف ملفات الفساد المهمة، النقطة الثانية غالبية الصحفيين في العراق هم على مستوى عالي من المهنية وهم على استعداد كامل لنشر ملفات الفساد، بالإضافة إلى ذلك فلو توحد الرأي العام والقضاء سيشكل قوة ضاغطة ضد أي مسؤول وما كان حجمه".
- حسين ابو نادر، اعلامي "وهو يدعو للذهاب إلى جذور الفساد الذي هو اساسه الانسان، بالتالي نحن لابد أن نتوجه للإنسان على اعتباره الحلقة الاهم في القضاء على الفساد".
- غزوان المؤنس، ماجستير اعلام "يصف آفة الفساد بانها مزقت جسد العراق بأجمعه، واي حديث عن هذا الموضوع سوف يحسب للجهة التي تناقش موضوعة الفساد، خصوصا وأن غالبية المؤسسات الاعلامية في العراقية هي تابعة لأحزاب، وهذه الاحزاب هي التي جعلت من العراق ساحة للصراع السياسي والفساد في مؤسساته، ثانيا أن موضوعة التحقيقات الاستقصائية يعود تاريخها لسنة (1904)، حيث قام مجموعة من الصحفيين بتحقيقات استقصائية بعد الثورة الصناعية والتطورات في اوروبا".
اضاف المؤنس "كذلك اصبح الفساد في المجتمع العراقي هو ثقافة وهي من المراحل الخطرة التي نواجهها اليوم، بالتالي حتى الصحفي اليوم هو جزء من المجتمع وهو لا يستطيع محاسبة السياسي الفاسد بسبب الوازع العشائري، كذلك الجامعات العراقية وخصوصا كليات الاعلام فهناك قلة في الدراسات التي تتناول الفساد عكس ما موجود في مصر، اضافة إلى ذلك نحن لا نتطرق إلى جزئيات الفساد التي تؤثر على السلم المجتمعي ولها تأثيرات كثيرة في جميع نواحي الحياة، ولهذا جعلنا الفساد شماعة دون أي معالجة".
- عصام علاوي، محرر اخبار، تحدث قائلا: "هناك عشرات وسائل الاعلام المختلفة وهي تقديم عدد لا باس بها من التقارير اليومية حول الفساد والاهمال الحكومي، ولكن ورغم وجود هذا الكم الكبير من التقارير الا انه لا توجد معالجات حقيقية لهذه الملفات، ناهيك عن غياب الدور الرقابي والقضائي الحكومي الذي اصبح علامة مميزة في سجل الفساد المستشري في العراق".
تحديات كبيرة جدا
- عبد الامير الركابي، مؤسسة النبأ، يرى: "إن تحديات ملف الفساد هي كبيرة كبيرة جدا خصوصا واني امارس رسم الكاريكاتير، وهناك العديد من المؤسسات الاعلامية التي حاربتنا لأني اشخص بعض النقاط، لذلك اتجه اليوم نحو مواقع التواصل الاجتماعي".
- انمار البصري، مراسل فضائية كربلاء "يستوضح عن الامور التي يمكن من خلالها كشف ملفات الفساد، وايضا يجب أن نبتعد من ممارسة الاتهام للصحفي على انه مدعوم وموجه من جهات مغرضة".
- وصال الاسدي، مؤسسة النبأ "وهي تعتقد بان اهم تحدي يواجه الصحفي هو صعوبة الحصول على المعلومة، إلى جانب ذلك ففي حال نشر تلك المعلومة هناك خطر كبير على حياة هذا الصحفي، لذا نطالب بحماية الصحفي وتفعيل دور التحقيقات الاستقصائية في كربلاء وباقي محافظات العراق، لأنها ضمانة اكيده لأفشال حالة الفساد في العراق".
- مأثر طالب، اعلامية "وهي تعتبر الحماية للصحفي والافلات من العقاب وايضا الحماية الالكترونية هي من اهم التحديات التي تواجه الصحفي، فاليوم اكثر الزملاء اصبح مادة اعلامية للتشهير نتيجة كشفه للعديد من ملفات الفساد، ايضا لابد أن نتعرض إلى الامان الرقمي وكيف يحصن الاعلامي والصحفي من قبل الجهات المعنية فيما يتعلق بتوفير الحماية الشخصية وحماية الحسابات الالكتروني، جانب اخر وهو ملف الافلات من العقاب في مرحلة ما بعد كشف الصحفي لملفات الفساد الاداري، بالتالي سوف تكسر الجره على رأس الصحفي كما يقولون، مما دفع بالكثير من الصحفيين الا يقترب مرة اخرى نحو ملفات الفساد، تاريخيا لم يشهد العرق محاكمة عادلة لرموز الفساد الاداري، هذا مما اصبح عامل سلبي يؤثر على معنويات الصحفي العراقي، اخيرا لابد من تمكين الصحفي من كل ادواته وقدراته المهارية".
- منار قاسم، ناشطة اجتماعية وعضوه في جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية "تتساءل متى يتمكن الاعلامي والصحفي أن يتجاوز الخطوط المراء في كربلاء".
دور نقابة الصحفيين العراقيين
- محمود الحسناوي، صحفي ومعد ومقدم برامج تلفزيونية في قناة كربلاء الفضائية "يجد أن التحديات الحقيقية التي تواجه الفساد هي عبارة عن تحديين اثنين، التحدي الاول هي الدولة وذلك كون ملفات الفساد هي واضحة امام الاعيان لكن الدولة سوف لن تتيح محاربة الفساد، وهنا ممكن أن اشير إلى مجلس محافظة كربلاء خصوصا ونحن امام مشكلة منع الصحفيين من الدخول إلى جلسة هذا المجلس بشكل مباشر وامام الجميع، والذريعة كانت من قبل رئيس المجلس بان الجلسة فيها معلومات امنية، وان الجهة الوحيدة المخولة بإعطاء المعلومات إلى قناة العراقية وإلى فضائية كربلاء، فما ذنب باقي وسائل الاعلام وهذه هي طريقة اولى لمنع الصحفي من الوصول للمعلومة، وهي ممارسة غير قانونية".
اضاف الحسناوي "اما بالنسبة للتحدي الثاني هي نقابة الصحفيين التي لم تقم بدورها الحقيقي كنقابة فاذا ما اردنا أن نقارن ما بين نقابة الصحفيين في تونس ونقابة الصحفيين في العراق، ففي تونس هناك رصد كبير جدا وهذا الامر يغيب في العراق، ايضا الصحفي يصيب ويخطئ فاذا ما اخطئ نقابة الصحفيين ليس لها دور، بالتالي على نقابة الصحفيين العراقيين دور كبير في رصد الذين ينقلون معلومات مغلوطة قد تضر بالأمن العام، الجانب الاخر اليوم نرى نقابة الصحفيين بالمقارنة في تونس لها وقفة كبيرة جدا بشأن حضور ولي العهد السعودي (محمد بن سلمان) إلى توني، على خلفية اغتيال الصحفي السعودي (جمال خاشقجي)".
يكمل الحسناوي "فاليوم نشاهد النقابات في دول عربية لها ادوار مؤثرة ولكن هذا الامر يغيب عن نقابة الصحفيين العراقيين، التي هي بدورها متهمة بقضايا فساد فكيف على الصحفي محاربة الفساد وهو ينتمي لمؤسسة تدعي الاستقلالية وفيها ملفات فساد، ايضا اليوم الصحفي العراقي امام تحدي اخر فالمؤسسة الاعلامية وبإمضاء بسيط ممكن أن تسرح الصحفي من العمل، وهنا ايضا النقابة ليس لها دور، اخيرا ليس من واجب الصحفي تلميع صورة المسؤول".
- امير الهاشمي، مراسل قناة كربلاء الفضائية "يعتقد أن المشكلة لا تتوقف عند تشخيص ملفات الفساد وهي كبيرة وكبيرة جدا، ولكن الازمة الحقيقية في الجهة التي تحاسب، ايضا ما هي الالية المتبعة من قبل نقابة الصحفيين لدعم الصحفي عندما يواجه أي مشكلة".
- امير الجنابي، مراسل قناة كربلاء الفضائية "يجد امكانية تحقيق هذا العنوان الداعي إلى محاربة الفساد يتوفر عندما يكون هناك اعلام محايد".
- عماد الدعمي، نائب مؤسسة الابداع الفكري والثقافي والاعلامي، ورئيس تحرير صفحة نبض الوطن وشاعر وناقد "وهو يطلب من الصحفي أن يكون مهنيا وموضوعيا حصيفا تابعا لضميره الحي مبتعدا عن العاطفة وتأثيراتها عليه، وذلك هو اعلى درجات القمة، ففي العام (2003) على سبيل المثال أي ابان سقوط النظام الديكتاتوري كانت نسبة الفساد تصل إلى (1%)، الان ونحن في العام (2018) للمطر افة اكلة اموالنا، فاين دور الصحافة وماذا عملت، المشكلة الحقيقة في العراق هي الحرية وهي الانسان".
- فاضل المعموري، كاتب صحفي مستقل "وهو يستوضح عن الفساد هل هو ظاهر أم مخفي، فالكل يعرف أن الفساد ظاهر وموجود بدلالات وكتب رسمية وبأشخاص على مستوى وزراء واعضاء في البرلمان، والغريب في الموضوع أنهم يصرحون جهارا نهارا بأنهم مفسدين وتقاضوا ملايين الدولارات، بالتالي الفكرة موجودة وواضحة للاعيان ولكن اين الحلول ومن الذي يحاسب، الشيء الاخر على نقابة الصحفيين أن تقيم الدورات من اجل اذكاء ثقافة الصحافة الاستقصائية".
- رياض العبيدي، رئيس مؤسسة الابداع الفكري للثقافة والاعلام عضو نقابة معلمي كربلاء "يجد أن الصحفي اليوم هو يحتاج إلى سند قانوني يحميه، وذلك حتى يتحدث باريحية وواقعية، إلى جانب ذلك الاعلامي اليوم كشف الكثير من ملفات الفساد وحقق انجازات كبيرة على ارض الواقع وكان قريب إلى نبض الشارع، بالتالي اعطت الصحافة الكثير من التضحيات على يد الارهاب والاحزاب المتنفذة، لذا لا يمكن أن ننكر فضل الصحفي في مواجهة التحديات الموجودة على الساحة، ولكن في ذات الوقت انا لا ادعو الصحفي أن يفكر بانه يعيش في دولة ديمقراطية، لذا يحتاج من الصحفي وحتى يواجه التحديات الحقيقية والفساد وآفته الكبيرة، فعليه اولا الايمان بحقيقة المهنة التي ينتمي اليها وبأهدافه ورسالته، وفي خلاف ذلك فليبتعد هذا الانسان عن ممارسة هذا الدور الذي يتطلب الشجاعة الكافية لفضح الفساد بكل مسمياته وعناوينه".
الدستور يكفل حرية التعبير
- المحامي زهير الميالي، عضو مجلس نقابة محامين كربلاء المقدسة "يدعو إلى تفعيل المادة (38) من الدستور العراقي التي تكفل حرية الاعلام والتعبير عن الرأي، شريطة أن لا يخل هذا المعنى بالنظام العام والآداب، فعندما تحدث السيد المحاضر عن القنوات الاعلامية التابعة لمؤسسات حزبية فهو لا ينتق منها، وانما اعرض إلى حقيقة تصويب مجريات الامور لصالحه ولسياسته، بالتالي فان الاعلام المستقل والمهني هو الذي يكون قريب من تشخيص الحالة الايجابية والحالة السلبية، منهج الاعلام هو دائما يسعى إلى كشف حالات الفساد الغامضة، خصوصا وأن المفسدين في العرق اليوم يستخدمون وسائل بارعة في الاحتيال بغية اخفاء المعلومة".
اضاف الميالي "لذا نحن امام مافيا لديها ابتكارات عالية واساليب شيطانية لا تخطر على بال، ناهيك عن المعرفة القانونية التي من خلالها استطاع السياسي المفسد أن يعرف الحيل القانونية التي ينفذون من خلالها، الحقيقة أن وسائل الاعلام والنزاهة ومؤسسات المجتمع المدني تقع عليها مسؤولية تعيين الفساد وازالة الغبار عنه، ولكن يبقى قرار البت بملفات الفساد هو من مسؤولية القضاء الذي اصدر العديد من القرارات المانعة لحرية المفسد، بيد أن ذلك يتعارض مع قرارات العفو التي تصدر الدولة بين الفينة والاخرى"
- مهند فالح، مركز كربلاء للدراسات والبحوث "يؤكد على أن جميع وسائل الاعلام المرئية والمسموعة في داخل وخارج العراق هي غير حيادية بالمرة، بالإضافة إلى ذلك كربلاء تستحق فضائية خاصة بها لتناقش القضايا الخدمية والقضايا الاخرى التي تتعلق بملفات الفساد وما شاكل".
- حازم فاضل، مراسل ومقدم في قناة كربلاء الفضائية "وهو يتقاطع مع فكرة أن الصحافي هو الذي يمارس الصحافة الاستقصائية بل هناك صحافة المواطنة، وهذه التسمية تنطلق من مجموعة الاخبار والاحداث التي يرصدها المواطن ويتناقلها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ناهيك عن أن الصحفي العراقي اليوم هو ناقل امين عن كل ما يجري في الشارع، فانا مثلا لدي ثلاثة تجارب شخصية منها كتبت عمود رأي ونشر في احد الوكالات، وعلى اساس ذلك تم توقيف العمل بكتاب وزاري بسبب هذا المقال، وكان هناك بحث كبير عن اسمي وعن صفتي واين اعمل وماذا اعمل وكيف اعمل وتفاصيل اخرى لسنا بصددها".
اضاف فاضل "ايضا قبل عام (2013) كانت لدينا صفحة على الفيس بوك تحمل عنوان (كربلاء في خطر)، وكانت هذه الصفحة تتحدى دوائر المحافظة وتتحدث بصراحة وجرأة وكان مراسلنا المواطن بحد ذاته، وحقيقة كانت هناك استجابة ملموس مع العديد من الدوائر الخدمية لما ينشر في هذه الصفحة، اضافة إلى ذلك نحن لو اردنا الانتقال إلى الصحافة الاستقصائية أو إلى صحافة ناقدة بشكل جرئ، فنحتاج إلى نقطتين اساسيتين النقطة الاولى نحتاج إلى تمويل فمن هي الجهات التي تمول الصحفي الاستقصائي، على اعتباره هو العامل الاكبر الذي يستطيع الوصول للمعلومة الصحيحة والدقيقة".
يكمل فاضل "بالتالي التمويل عنوان اساسي لوجود الصحافة الاستقصائية فضلا عن ظروف تنقل الصحفي ومصادر معلوماته التي تحتاج إلى مبالغ مالية كمكافأته، لذا فبعض من الصحفيين يضطر لاستخدام صفحات التواصل الاجتماع والمواقع الوهمية لنقل الاخبار، ايضا لابد أن نبحث عن موضوع (حماية الظهر) وهي تأتي اما من خلال العشائر او من خلال نقابة الصحفيين التي هي تحت سقف القانون".
يضيف ايضا "بالتالي الصحافة الاستقصائية لابد أن تنطلق من البرلمان ذاته كي يوفر للصحفي الحماية اللازمة، النقطة الاخيرة عندما تكشف حالات الفساد لابد أن يكون هناك تحرك للقضاء".
الفساد القانوني
- كمال عبيد، مدير تحرير صحيفة المختار ومدير شبكة النبأ المعلوماتية "يعتبر التحدي الاكبر الذي يواجه العراق اليوم هو ملف الفساد، وخصوصا اخطر انواع الفساد هو الفساد القانوني الذي اصبح حقيقة واقعة، يضاف إلى ذلك نحن لابد أن نعرج على نقطة مهمة وهي ضعف الكفاءة الصحفية تحديدا في مجال الصحافة الاستقصائية، واقرب مثال على ذلك كيف واجهة الصحافة الفرنسية انتشار الجريمة، استطاعت أن تتصدى لهذا الموضوع من خلال السياسية التحريرية، علما انهم في اوقات سابقة كانوا يكتبون عن الجريمة بأسلوب القصة الخبرية، وهذا المعنى كان مشوق بالنسبة للقارئ ولم يوقف من زخم انتشار الجريمة".
اضاف عبيد "لكنهم عندما اتجهوا نحو السياسية التحريرية التي تمر من خلال المقال والخبر وكانوا يأتون على ذكر اعدام فلان وسجن فلان، لذا نحن نحتاج اليوم إلى السياسية التحريرية وإلى الكفاءة الصحفية والاحترافية في هذا المجال، لذا لدي سؤالين بهذا الخصوص السؤال الاول كيف ننهض بالصحافة الاستقصائية وما هو واقع الصحافة الاستقصائية حاليا في العراق؟، السؤال الاخر ما هي مقومات صناعة وبناء الصحفي الاستقصائي المحترف؟".
الاعلام الذكي وبناء المهنية والرصانة
- الشيخ مرتضى معاش، المشرف العام على مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام "يشكر جميع الاعلاميين الذين يبذلون جهود كبيرة من اجل تجسيد الرسالة الاعلامية والصحفية، وهم اعطوا التضحيات الكبيرة واعطوا الشهداء في هذه المسيرة، التي تصنف على انها مهنة المصاعب والمتاعب، فقبل ايام شهد العالم ( اليوم العالمي للإفلات من العقاب لقتل الصحفيين)، بالتالي فان تزايد هذه القضية في مختلف دول العالم يعطي مؤشر اكيد على أن من يقتل الصحفي هو الفاسد، فالصحفي لا يمتلك حماية قانونية وهذا مما يجعل الصحفي يفقد حياته".
اضاف معاش "هل نحن في العراق نريد اعلاما تبعيا أم نريد اعلام مستقل، فاذا اردنا اعلاما تبعيا لابد أن نسكت، اما اذا اردنا اعلاما مستقلا لابد أن نتحرك من اجل بناء الاعلام المستقل، وهذه مهمتنا لأننا نعيش ومع الاسف الشديد في دولة ريعية وهي لا تساعد على الاعلام الحر والمستقل، الإعلام المستقل يحتاج إلى مؤسسات اقتصادية ومؤسسات اكاديمية وعلمية مستقلة وحماية قانونية، حتى يستطيع الاعلام أن يمارس حقه وحريته في التعبير وهو حق مقدس وخط احمر لابد أن نحميه، فاذا لم نحمي حرية التعبير سوف نعود للمربع الاول وهو مربع الاستبداد والدولة الشمولية والنظام الشمولي ولكن بشكل مختلف".
يكمل معاش "فحرية التعبير حق مقدس ولابد أن تكون صدورنا واسعة لتحمل الرأي الاخر ومهما كان هذا الرأي، اما اذا اردنا أن نداري على هذا ونسكت على ذاك فسوف تنتهي حرية التعبير وينتهي الاعلام المستقل ونذهب نحو الاعلام التبعي، ولكن الصحفي الذي يمارس حرية التعبير لابد أن يكون ذكيا ولا يمارس الاعلام بصورة عاطفية، فالصورة العاطفية تنتهك هدف الاعلام ويغيب الجوهر والمغزى، وعلى الاعلام الذكي أن يكو رصينا وأن يكون مهنيا ويمتلك كل مميزات الجودة حتى يكون قويا، كذلك نحتاج نحن كصحفيين إلى بناء التضامن وأن يقف بعضنا مع البعض الاخر، وأن نترك الصحفي لوحده ونشير اليه بأصبع الاتهام لأنه تكلم".
يضيف ايضا "فعلى سبيل المثال قبل ايام صحفي من (سي ان ان) عندما وقف امام ترامب وأخرجوه من البيت الابيض الامريكي وسحبوا منه تصريح الدخول للبيت الابيض، عندها كل الصحفيين وكل المؤسسات الاعلامية تضامنوا مع هذا الصحفي، وكان هذا الموقف هو مصدر قوة للصحفيين والإعلاميين وبالتالي ارجعه القضاء، كذلك نحتاج إلى بناء الشراكات بين الجامعات ونقابة الصحفيين والمؤسسات الاعلامية وفي مستوى واحد، عندها من الطبيعي أن نبني الرصانة والمهنية وحتى الجودة الاعلامية، ويكون للإعلامي ملكة في القدرة على التعبير وممارسة حقه".
كما اوضح معاش "ايضا لابد على الاعلام أن لا يقع في مصائد التضليل، وذلك نتيجة الاخبار التي ترد في شبكات التواصل الاجتماعي ودون أن يتحقق منها، فهذا خطأ كبير ومصيدة يقع فيها الاعلامي، بالتالي على الاعلام أن يتحقق من المصادر التي يعطيها كذلك لابد من الابتعاد عن حالة التسقيط، وهذا خطر كبير حينما يمارس الاعلامي التقسيط بدراية أو من غير دراية، بالنتيجة هذا الامر سيؤدي إلى انتهاك مهنة الصحافة والاعلام، لذا لابد أن نجعل من التسقيط خطر احمر لا نفع فيه، وايضا لابد على الاعلامي أن يكون منصفا حتى يقول ما له وما عليه".
حيتان الفساد
- الحقوقي احمد جويد، مدير مركز ادم للدفاع عن الحقوق والحريات "يرى أن مهنة الصحافة هي مهنة شاقة وهي تواجهها الكثير من التحديات الكبيرة خاصة على مستوى ملف الفساد وحيتان الفساد، بالتالي فان الصحفي العراقي بحاجة إلى قضيتين لمواجهة الفساد، المسالة الاولى رفع الوعي القانوني لدي الصحفي العراقي، فهناك الكثير من الصحفيين العراقيين ومن خلال كلمة بسيطة لا يحسن التعبير فيها، ممكن أن يقاضى على يد أي فاسد امام المحاكم، وبالتالي بدل أن يكون يكشف ملفات فساد يكون هو الضحية ويدافع عن نفسه".
اضاف جويد "القضية الاخرى الكثير من العاملين في حقل الصحافة صنف عمله الصحفي على انها وظيفة وليست مهنة، وبالتالي هو عندما يعمل في أي وسيلة اعلام يكون اسيرا لهذه المؤسسة، فاذا كانت هذه الوسيلة تابعة لحزب فمن غير الممكن أن يبحث عن ملفات لوزارة او دائرة تابعة لذلك الحزب، ايضا هناك ثمة سؤال يطرح نفسه وهو في صميم حرية الرأي فلو كانت نقابة الصحفيين العراقيين تشوبها ملفات فساد، فهل من الممكن أن نجد صحفيين يبحثون بهذا الفساد".
- عدنان الصالحي، مدير مركز المستقبل للدراسات الاستراتيجية، يعلق قائلا: "الصحافة هي السلطة الرابعة التي تبذل الدماء ولكنها في نفس الوقت لا تتلقى الا السهام، وهي سلطة مظلومة ومحرومة ليس في العراق فحسب بل في كل العالم، فعلى على اساس هناك الكثير من الاخوة الصحفيين تصدوا للكثير من ملفات الفساد، وهذا امر مفروض منه خصوصا وأن الكثير من الملفات فتحت وتم التحقيق بناء على تقارير صحفية، بالتالي فان القضية في العراق هي اوسع مما نتصور خصوصا وأن الجسد العراقي بالكامل هو مريض، ففي العراق هناك افة تسمى (افة الفساد) انتشرت في كل مفاصل الدولة العراقية".
اضاف الصالحي "اذا نحتاج إلى أن نرتفع بمستوى هذا الخطر، الشيء الثاني نحن لا نعيش مرحلة الدولة الديمقراطية ولا دولة المؤسسات، بل نحن إلى الان نعيش في المرحلة الانتقالية ناهيك عن غياب ثقافة المعارضة في البرلمان، الشيء الثالث نحن كصحفيين لم نتمكن من تشكيل البيئة الصالحة التي يحتمي من خلالها الصحفي، بالتالي نحن نحتاج إلى أن نخلق بيئة حاضنة للصحفي حتى تدافع عنه، الشيء الاخير القضاء العراقي هو قضاء مستقبل ولابد أن يكون مستقل، فضلا عن ذلك لابد من ايجاد مذكرات تفاهم واشراك القضاء في كيفية حماية الصحفي، وتكوين جبهة موحدة في محاربة الفساد".
مواصفات الصحفي
اخير يرد الدكتور غالب الدعمي بان تعريف الصحفي(هو من يعمل بالصحافة ويعتاش عليها ويعيش من اجورها)، اما بخصوص الصحافة الاستقصائية فلها معايير، خاصة وأن ما ينشر في العراق هو ليس صحافة استقصائية، ايضا لا يمكن لأي صحفي في العراق أن يعمل تحقيق صحفي استقصائي وفق اجوره الكبيرة، وذلك لأنه يواجه صعوبة كبيرة بسبب قلة الاجور في العراق، وهذه حقيقة ملموسة خاصة وأن الصحفي العراقي لا يتقاضى الا مبالغ بسيطة جدا، اضف إلى ذلك لا خطوط حمراء امام الفساد، الكرامة هي الخط الاحمر سواء كان انسان بسيط أو شيخ عشيرة استاذ اكاديمي معلم مدرس".
"اما بخصوص حماية انفسنا من المسالة هذا الامر يتم عبر صياغة الجمل وكتابة التقارير التي تخص الاداء ونبتعد عن الامور الشخصية، ما ينشر الان في صحافتنا للأسف هناك استهداف للشخص الفاسد كشخص وليس على الاداء، الفساد في زمن صدام كان كبير وكبير جدا وهو مخفي ولكن اليوم اصبح ظاهر بسبب التطور الحاصل في وسائل الاعلام، التحديات الموجودة في لجنة النزاهة هو تحدي واحد فالفاسد هو من ينصب من يكافح الفساد، فكيف من يتولى المسؤولية في مكافحة الفساد أن يحارب من نصبه الفاسد، اما موضوع الجهات التي تستطيع التصدي للفساد فهو المجتمع".
"الاستاذ توفيق الحبالي يجد أن نقابة الصحفيين العراقيين حاضرة للدفاع عن الصحفيين في حال كان الصحفي والمؤسسات الاعلامية منتمين إلى النقابة، اما بالنسبة لموضوعة الفساد في نقابة الصحفيين المقر العام او في فرع كربلاء فمن لديه الادلة الكافية فليقدمها ومن دون اي تأخير، اما مقترح حضور جلسات مجلس محافظة كربلاء سيرفع يوم السبت القادم، وفي حال رفض هذا الطلب يعلونا بموجبات هذا الرفض".
اما بالنسبة الدكتور مسلم عباس، فيرد قائلا "بان المواصفات التي يتمتع بها الصحفي هي على النحو التالي..
اولا: البحث عن المعلومة
ثانيا: المعرفة المعمقة بالقوانين
ثالثا: المعرفة المعمقة بالقضايا الاجتماعية
رابعا: المعرفة بأساسيات العمل الصحفي
خامسا: الابتعاد عن العمومية والتعميم
سادسا: الضغوطات الاجتماعية
سابعا: نقص التمويل
ثامنا: تحول الصحفي ذاته إلى طرف في القضية
تاسعا: الحماية القانونية والمالية للصحفي
اضف تعليق