خاض العراق حرباً بالضد من داعش اجتمعت أسلحة العالم وطائراتها ميدانياً للتعامل معها زمناً زاد عن الثلاثة سنوات بعشر ومازال الصراع مستمراً، قتال بهذا القدر والتعقيد يعني أن هذه العصابة لم تكن مجرد تنظيم ارهابي اجتمع في صفوفه الغلاة لإعادة الاسلام الى نصابه السلفي، ويعني أن ألف علامة استفهام وألف مثلها سؤال عن النشأة والاصل يعجز الدهاة أن يجيبوا عليها فعلياً، وسوف لن يجيبوا ولو بعد حين، لأنها جهد سري ولد في مختبرات خاصة وضع في حاضنات مجتمعات خاصة ساعدت بسبب تناقضاتها والجهل على النشأة والنمو حتى أصبح الوليد غولاً أكل الأخضر واليابس.
قصده غير المعلن أو طريقته غير المنطقية في التعامل مع المجتمعات الحاضنة بينها العراق تصب في مجال السعي لإعادة ترتيب النفوذ الدولي في المنطقة وتغيير أوضاعها لتكون في حال غير حالها القائم، اضطراب وعدم استقرار لعدة عقود، وفي الطريق الى ذاك الحال المقصود سيأخذ بعض من مقومات الدين الاسلامي هدماً لها وحرفاً عن المسار ليخرجه من ساحة التأثير إذ لا يتحمل الوضع المقصود في نهاية المطاف أي تأثير للدين أي دين أو مذهب كان، وغايات أخرى لسنا بصددها الآن.
والعراق بجهد حكومته المركزية ومنظماته غير الحكومية والحكومات المحلية ساروا الى مؤتمر الكويت لإعادة اعمار العراق وبصدده وعلى ضوء ما طرح عن المؤتمر وما قيل عنه سنتناول في هذا المقال ردود فعل بعض من سياسينا وبرلمانيين انتقدوا الكويت حد التجاوز وهي الجارة الشقيقة الذي أعطت من عندها لرعاية المؤتمر، ودفعت من عندها مالاً للضيافة ومليار تبرعت به ومثله استثمار، وهنا يقتضي الانصاف الاشارة الى أنه ومهما كانت الرواسب في عقول البعض، لا ينبغي التجريح اذا لم يكن صاحبه قادر على قول كلمة شكر قد تسهم في جلب المزيد من الدعم الى العراق.
بعض من البرلمانيين والسياسيين استغلوا الفرصة فاستعرضوا ذواتهم في حلبة صراع انتخابي من الآن نكشوا الماضي، فتحوا الجروح وكأنهم لا يعرفون جروح أهل العراق جراء الحرب والفساد الآتي من بعضهم والتي دفعت العديد صوب حافات الجوع، انتقدوا دولاً تبرعت بعدة ملايين وشركات أبدت استعداد للاستثمار وهم في الأصل لا يقدمون درهماً الى عراقي محتاج ان لم يكونوا يأخذون منه سلباً لتمويل عيشهم المترف وحملاتهم الانتخابية، ويعيقون خطوات اعادة البناء.
ان الكويت حسب رأيي تُشكر ويقدر جهدها، وأي دولة تتبرع بمليم تشكر هي الأخرى، وان العراق الجريح لا يلام على الذهاب الى المؤتمر بهدف اقناع العالم لتحمل جزء من المسؤولة الأخلاقية عن ما حدث جراء تواجد داعش على أن نتحمل نحن الجزء الباقي لأننا سمحنا لأنفسنا سماع مثل هؤلاء السياسيين الذين لا يعرفون ما يريدون ودفعونا الى التخبط لا نعرف ما نريد. والأهم أن لا نكابر ونحن الأحوج الى كل جهد خيّرْ يسهم في اخراجنا من الظلام.
اضف تعليق