تقصير الأنف، وشد البشرة؛ نفخ ورفع.. أنفي لا يعجبني، يشهد العالم العربي إقبالا متزايدا على عمليات التجميل، بأنواعها المختلفة من جانب النساء تحديدا، على الرغم من تكاليفها وخطورتها في بعض الحالات، وفي استطلاع لآراء بعض المواطنين، طرحت (شبكة النبأ المعلوماتية) سؤالا على الشارع العراقي، هل هناك ضرورة وراء اجراء تلك العمليات التجميلية للحفاظ على زهرة الشباب؟ أم أنها عقد نفسية تأتي من عدم الثقة بالجمال الظاهري؟.

عمار كاظم (طالب جامعي في كلية الطب) قال: إن معظم النساء يشاهدن الفضائيات والمسلسلات العربية والتركية ويردن التشبه بالممثلات، وهذا ما يدفعهن لاجراء عمليات تجميل، وهذا ما يدفع بعض الأطباء الى القيام بهذه العمليات وتشجيع عليها، من دون التفكير في عواقب هذه العملية، من الآثار الجانبية، وخاصة المخاطر التي تحدثها مادة السليكون وغيرها، ومادة السليكون لها مضار عديدة لأنها مادة سامة وتسري في الجسم.

كوثر محسن (موظفة متوسطة العمر) تقول: من المؤسف ان بعض الاطباء يقومون بعمليات تجميل غير ضرورية، كما أنها باهظة الثمن، مثل تعديل الأنف ليبدو متناسقاً مع الوجه، وهي مريحة لنفسية المرأة التي تشعر بعدم الرضا عن جمال أنفها، هنالك من يرى من النساء انها تحتاج الى عملية شفط الدهون لكثرة الولادات، إلا انها ليست مجدية، لأن جسم المرأة قابل للسمنة في معظم الأحيان، واتباع نظام غذائي محدد مع الحرص على ممارسة الرياضة نتائجهما أفضل من الشفط.

مازلنا نأخذ الآراء حول هذا الموضوع، ومعنا (الدكتورة وفاء السعدي وهي طبيبة تجميلية في مركز حواء) حيث ابتدأت كلامها قائلة: من خلال عملي وخبرتي في هذا المجال ان عمليات التجميل كشد الوجه لإزالة التجاعيد، والنفخ والشفط، تحتاج لحقن البوتوكس التي تعتمد على مادة بوتولينم توكسينز ألف، وتحقن في عضلات الوجه، أما حقن الريستايلين، وهو حمض هيلوروني مصنع يشبه المادة الأصلية التي ينتجها الجسم وتقوم بدور الاحتفاظ بالماء داخل أنسجة الجلد، وتحقن داخل الأنسجة فتشد الجلد وتقلل من التجاعيد في الوقت الذي تقوي فيه الخطوط الطبيعية للوجه، كما تزيد حجم الشفتين، وحقن البرلين مثل الريستايلين، تصل من حيث مدة بقائها في الأنسجة الى عدة شهور، والأمر يتوقف على العمر ونوعية الجلد، ومدى حفاظ المرأة عليها بعد إجراء العملية، وهناك أيضا طريقة الحقن بحمض البوليلاكتيك، وهو مركب مشابه لحمض اللاكتيك الذي ينتجه الجسم وله فعالية في تصحيح الانتفاخات التي تظهر تحت العيون، وفي التجاعيد المحيطة بالذقن، وفوائده مؤكدة في إزالة تجاعيد اليدين والركبتين والكاحلين، ويستخدم في تنعيم التجاعيد المحيطة بالعينين والشفتين والخطوط الممتدة بين الأنف والفم وعند الخدين، كما أنه يسهم في شد جلد الرقبة والمنطقة القريبة من الكتفين.

وتعتبر عملية التقشير الجلدي الدقيق حديثة وهي مفضلة لدى الفنانات، وتتم باستخدام آلة تقوم بإطلاق جزيئات بلورية دقيقة مجهزة من مسحوق مادة الكوراندم على المنطقة المطلوب إصلاحها من الوجه، فتلتحم بالبشرة وتشرع في تقشيرها، وتعود الآلة الى امتصاصها فتسحب معها كل النثار الجلدي الذي علق بهذه الجزيئات البلورية، وتقشر الآلة، المسطحات العلوية من التجاعيد الرفيعة فتمحوها، لكنها تكشف عن طبقة أخرى من النسيج الجلدي التي تكون تحت السطح، وهكذا تصبح بشرة الوجه في حالة تشبه لحظة تكونها فتتقبل الكريمات بسهولة، مما يعطي جمالا ورونقا للبشرة وحيوية لتجديدها، نعم لا أخفي عليكم بعض النساء تأتي وتطلب أن تقوم بعملية كذا وكذا وهي بغنى عنها، من أجل كونها فنانه!.

والمثير بالموضوع أن الذين يبحثون عن الجمال ربما من أجل الموضة، أو هو هوس نفسي وعدم ثقة بالجمال الطبيعي، وغيرة من الآخرين، وإذا لاحظنا هذه الحالة نرفض إجراء العملية حفاظا على صحة المرأة، فهي لا تفكر في العواقب أو حتى الرضا بما قسمه الله لها، حيث خلق الله عز وجل الإنسان في أحسن تقويم.

أما طاهرة غلام (23 عاماً) فتقول: أتمتع نوعا ما بالجمال، ولكن أنفي واسع بشكل مبالغ فيه، ودائماً ما أسمع تعليقات بهذا الخصوص من صديقاتي وأقاربي، وممن يتقدمون لخطبتي، وأحدهم رفض الارتباط بي؛ لأن والدته رفضت زواجه من امرأة" أنفها كبير"، ما جعلني دائماً في شك من جمالي، وفي حالة نفسية قلقة، واضطررت الذهاب الى دكتور التجميل بحثاً عن الحل، غير أنى لم أكن متوقعه ان العمليات مكلفة الى هذا المستوى، وانا لا أملك المبلغ المطلوب.. صبرت وقلت.. الخير في ما صنعه الله، وإن كان تعالى صنع أنفي هكذا، فهل يصنعه الدكتور في حالة أفضل؟؟.

وفي هذا السياق يضيف (ليث البهادلي، أستاذ في علم الاجتماع): إن توجّه الكثيرين إلى عمليات التجميل، يمثل اندفاعا غير صالح من جانب الفتيات، ويرجع هذا الأمر إلى أسباب مرتبطة بمتغيرات الزمن الذي نعيش فيه، ويقول إن معظم الفتيات يقبلن على عمليات التجميل دون ضرورة ومعظمهن لديهن شعور بالنقص، وبالتالي يسلكن هذا التوجه كنوع من الترويح عن النفس، واعتقد إن انتشار العنوسة ساعدت على تفشي الظاهرة، فيما يعتبرها بعض النساء والمشاهير نوعاً من الوجاهة الاجتماعية.

ويكمل (البهادلي) حديثه، إن الفضائيات، لعبت دوراً كبيراً الى جانب الأسباب السابقة، لأن طبيعة المرأة الغيورة على نفسها وزوجها، جعلتها تتجه إلى ذلك، خاصة وأن احتياجات الرجل اليوم تختلف عنها قديماً، وأصبحت لديه مواصفات معينة لفتاة أحلامه لا تتحقق في أحيان كثيرة إلا بعمليات التجميل.

عمليات التجميل والإحصائيات العالمية

تظهر الإحصائيات الحديثة ارتفاع معدل عمليات التجميل في الدول العربية خلال الفترة الأخيرة، ففي مصر تشير أرقام الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء إلى وصول عدد عمليات التجميل للنساء ما بين 50 و100 ألف عملية سنوياً، بخلاف العمليات التي يجريها مشاهير المجتمع في الخارج. كما كشفت تلك الدراسات عن أن ست نساء من بين كل عشر لا يعجبهن شكلهن، يوافقن على إجراء عمليات تجميل إذا كان ذلك في إمكانهن مادياً ولا تشوبه مخاطر كبيرة. وبلغ مجموع الإنفاق الأميركي على الطب التجميلي، حوالي 13 مليار دولار من أصل 30 مليار دولار ينفقها العالم في هذا المجال. فالولايات المتحدة تحتل المرتبة الأولى في صناعة التجميل، تتلوها بريطانيا وإيطاليا ثم فرنسا. لكن كوريا الجنوبية تحتل المرتبة الأولى من حيث النسبة لعدد السكان: 74 من كل عشرة آلاف كوري. في حين لا تتعدى 42 من كل عشرة آلاف أميركي. وفي هذا الترتيب تأتي الصين في المركز الثالث.

مرّت هذه العملية، التي عرفها الأقدمون في الهند ومصر وروما، بأكثر من محطة أميركية. بدأت تشقّ طريقها وتأخذ إطارها الجديد، مع الحرب العالمية الثانية؛ من خلال استحداث الطرق الملائمة لمعالجة الجرحى وإعادة تصحيح أعضائهم الجسمية وردّها إلى شكلها السابق. ثم حققت قفزة متقدمة أخرى في بداية الخمسينات، مع تطور الجراحة المجهرية التي سمحت بإجراء عمليات الترميم الدقيقة والأكثر تعقيداً. المعالجات في النوعين، بلغت الملايين في الولايات المتحدة. حسب إحصاءات "الجمعية الأميركية لأطباء التجميل" لعام 2010، تجاوزت 13 مليون حالة. 5% زيادة عن 2009. منها 1,6 مليون جراحة تحويلية. تتقدمها عمليات الثدي والأنف والجفنين وشدّ البطن والوجه الذي شهد قفزة كبيرة خلال العام الماضي. الباقي اقتصر على عمليات التجليس البرّانية التي لا تستوجب الاستشفاء ولا الانقطاع عن العمل. وكل عملية لها سعرها.

متى تكون عمليات التجميل ضرورية؟

ويُقصد بها ضرورية لإزالة العيب الخلقي، سواء في صورة نقص أو تشوه، فهو من الضرورات ولا مانع من إجرائها على الإطلاق، مثل "الشق في الشفة العليا"، الشفة الأرنبية أو الاذن الوطواطية، أو الست أصابع.. أو بعض التشوهات في الوجه، أو عيوب طرأت على الجلد نتيجة مرض من الأمراض، أو اذا كانت عيوباً مكتسبة كالتشوهات الناشئة من الحوادث والحروق، أو أيضا عملية توحيد لون البشرة كالبهاق والصدفية.

(الشاب هيثم عشريني)، لا يخرج من المنزل من دون أن يقف أمام المرآة لوقت من الزمن، وهو يحاول وضع اللمسات الأخيرة وترتيب منظره، ليبدو جميلاً بين زملائه وزميلاته في الجامعة. (تقى حسين) ردت على سؤالنا قائلة: انا حره ومن حقي ان اعالج ما اريد مادام لا يضر بصحتي ولا بديني.

رأي الدين الإسلامي بعمليات التجميل

(رجل الدين الشيخ علي) مدرس حوزة علمية قال: إن الكثير من الأحاديث الدينية تشير إلى إنه لكل عصر وزمن تقاليده ولباسه، ولكنّ عندما يتشبه الذكر بالأنثى ويحاول دخول عالمها الخاص فهذا الأمر غير محبّب، ويثير الفتنه في المجتمع المتمسّك بتقاليده الاجتماعية، ودخول الشاب لعالم الفتيات حتى في تقليد حركاتها وملبسها أحياناً، ينذر بعواقب وخيمة تهدّد كيان المجتمع، وتحط من شخصية الشاب العراقي.

أما عمليات التجميل في حد ذاتها جائزة مع التجنب عن اللمس والنظر المحرمين، فعمليات التجميل جائزة مبدئياً إلا إذا كانت تؤدي إلى أضرار بالغة، ولا تجوز إلا بالمماثل إذا كانت تستلزم اللمس أو النظر المحرَّم، وعمليات التجميل لازالت مسألة تطرح في الشارع العربي لا تنحصر فقط بالمشاهير، إذ بإمكان اي شخص، وهذا ما نراه اليوم ما أن تقطع مسافة حتى ترى لاصقات طبية على الانف، كما هنالك عمليات تجميلية للجلد، نحتاج ايضا عمليات تجميلية لقلوبنا واعمالنا لعلها تعكس الجمال الباطني، ان الله لا ينظر الى اجسادكم ولا الى أموالكم ولكن ينظر الى قلوبكم.

اضف تعليق


التعليقات

ام فاطمه
العراق
احسنتم ..وبارك الله بجهودكم.نعم انه ليس علاج العصر بقدر ما اصبح مرض العصر .موفقين ان شاء الله2015-12-29