في شهر رمضان المبارك، يُصبح العالم بأسره أكثر إشراقًا بنور القيم الإنسانية التي تميّز هذا الشهر الكريم، مثل التراحم والمساعدة المتبادلة. وفي هذا الجو الروحاني، تنشط المبادرات الخيرية والتطوعية لتصبح بمثابة جسور بين الناس، تتكامل فيها جهود الجميع من مؤسسات وجمعيات....

في شهر رمضان المبارك، يُصبح العالم بأسره أكثر إشراقًا بنور القيم الإنسانية التي تميّز هذا الشهر الكريم، مثل التراحم والمساعدة المتبادلة. وفي هذا الجو الروحاني، تنشط المبادرات الخيرية والتطوعية لتصبح بمثابة جسور بين الناس، تتكامل فيها جهود الجميع من مؤسسات وجمعيات، حتى الفرد العادي، في سبيل مساعدة الفئات الأكثر احتياجًا. في هذا الشهر الفضيل، تصبح فكرة العطاء أكثر من مجرد تقديم دعم مادي، بل هي رسالة إنسانية تزرع الأمل وتمنح الحياة للعديد من العوائل التي تكابد الفقر والحاجة. من خلال فرق تطوعية شبابية، مثل فريق "اليد الواحدة"، وفريق "الأيادي البيضاء"، تتضح الرؤية بشكل أكبر حول كيفية تحويل الرمضان إلى شهر عمل فعّال، يُترجم فيه الحب والتضامن إلى سلال غذائية تحمل بين طياتها الأمل والكرامة للمحتاجين.

فريق اليد الواحدة: مبادرات طلابية بقلوب واعدة  

يقود فريق "اليد الواحدة" التطوعي، المكون من طلاب جامعيين، جهودًا لتمكين التكافل الاجتماعي خلال رمضان. يقول وليد خالد الدليمي، مؤسس الفريق لـ “شبكة النبأ المعلوماتية”: "نعمل على جمع التبرعات من المتطوعين الفريق شخصيًا والزملاء والأساتذة وأفراد المجتمع، ونسعى لشراكات مع متاجر محلية لتوفير مواد غذائية بأسعار مخفضة". ويضيف: "نستخدم وسائل التواصل لنشر الوعي، ونخطط لتوسيع فريقنا لزيادة عدد المستفيدين سنويًا". 

بدورها، قالت روان صدام كريم، متطوعة في الفريق، في تصريح خاص للشبكة: " دموع الامتنان وفرحة الأطفال عند استلام السلال تجعلنا ندرك أن العطاء ليس مساعدة مادية فحسب، بل مشاركة في الأمل".  

العمل الخيري بين المؤسسية والتطوع العشوائي  

أوضح بدر هادي النون، رئيس جمعية البر الخيرية، في حديثه لشبكة النبأ المعلوماتية: 

يعد شهر رمضان موسمًا للعطاء المؤسسي الذي يعتمد على قاعدة بيانات دقيقة للفئات المستهدفة، لكن هناك جهودًا تطوعية عشوائية تُكمّلها. نعتمد على التخطيط المسبق ودعم المانحين الذين يثقون بسمعتنا".

تحديات تُحوّل إلى دافع  

كشفت تقى خير الله، ممثلة فريق "الأيادي البيضاء" في كربلاء، عن أبرز التحديات في تصريح حصري للشبكة:  

1. التعاون المجتمعي: صعوبة جمع التبرعات تقابله استعداد الناس للمساعدة.  

2. التنافس بين المحافظات: تحفيز غير مباشر لزيادة عدد السلال الموزعة.  

3. فرحة المستفيدين: التي تذكّر المتطوعين بقيمة إنجازهم.  

مبادرات متنوّعة تُلامس الاحتياج  

- مبادرة باسم صاحب العصر والزمان: أطلقها علي عدنان عبر فيسبوك لتوزيع سلات غذائية على العوائل المتعففة.  

- غرفة تجارة الأنبار: وزّعت سلالًا متكاملة، مؤكدةً على دور التجار في دعم التكافل الاجتماعي.  

- مؤسسة أهل البيت في البصرة: بالتعاون مع مرجعية السيد الشيرازي، وزّعت 200 سلة تحتوي 15 مادة غذائية، مع خطط لتوسيع التوزيع.  

حوزات دينية تتبنى العمل الإنساني  

- حوزة كربلاء النسوية: بالشراكة مع مؤسسة الإمام الحسين (ع)، وجّهت حملتها لدعم الطالبات والمدرّسات والعوائل المحتاجة.  

- حوزة ابن فهد الحلي: نفّذت برنامج "سلال الإفطار الرمضانية"، وأكد مديرها الشيخ منتظر الشهرستاني أن نجاحها "بركات جوار الإمام الحسين".  

عوائل اليتامى في بؤرة الاهتمام  

خصّصت مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية 53,371 سلة غذائية لعوائل اليتامى (40,532 عائلة) عبر فروعها في عموم العراق، تحتوي كل سلة على 15 مادة أساسية كالأرز والزيت والسكر.  

إنّ ما تقدمه المبادرات الخيرية والتطوعية في شهر رمضان هو أكثر من مجرد دعم مادي، بل هو تجسيد لروح التعاون والتكافل التي تخلق شبكة اجتماعية من الأمل والعمل المشترك. هذه المبادرات، بتنوعها وثرائها، تُذكّرنا أن التغيير لا يتحقق فقط بالتخطيط والتنظيم، بل بإرادة كل فرد في المجتمع الذي يشارك بفعالية في بناء هذا الجسر الممتد من قلوب الناس إلى المحتاجين. من خلال تكامل الجهود بين المؤسسات والجمعيات والفرق التطوعية، نستطيع معًا أن نعيد الأمل إلى من فقدوه، وأن نُثري مجتمعنا بالقيم التي تضمن مستقبلًا أفضل للجميع. رمضان هو الفرصة المثالية لتجسيد هذه المبادئ، فلتكن هذه المبادرات نقطة انطلاق لحركة أوسع من العمل الخيري الذي يعيد الإنسان إلى جوهره، ويُعيد الأمل لكل من هو في حاجة.

اضف تعليق