تعد زيارة الأربعين واحدة من أهم المناسبات الدينية في العالم الإسلامي، حيث يتوافد ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم إلى مدينة كربلاء المقدسة لإحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين عليه السلام. هذه المناسبة لا تقتصر على البعد الديني فحسب، بل تتجاوز ذلك لتصبح تجربة غنية بالتجارب الشخصية والإنسانية العميقة التي يعيشها المشاركون فيها...
تعد زيارة الأربعين واحدة من أهم المناسبات الدينية في العالم الإسلامي، حيث يتوافد ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم إلى مدينة كربلاء المقدسة لإحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين عليه السلام. هذه المناسبة لا تقتصر على البعد الديني فحسب، بل تتجاوز ذلك لتصبح تجربة غنية بالتجارب الشخصية والإنسانية العميقة التي يعيشها المشاركون فيها. في استطلاع صحفي أجرته (شبكة النبأ المعلوماتية)، تم تسليط الضوء على تجارب وتصورات عدد من التدريسيين، الشعراء، الصحفيين، الكتاب، الأكاديميين، المحررين، وطلبة الجامعات حول زيارة الأربعين. وتنوعت شهاداتهم بين التعبير عن الجوانب الروحية العميقة لهذه الزيارة، وتجاربهم الشخصية مع الحشود، وأثر هذه الرحلة على تفكيرهم وحياتهم اليومية. هذا الاستطلاع يهدف إلى تقديم صورة شاملة عن الأثر المتعدد الأبعاد لهذه الزيارة على زوارها من مختلف الفئات الاجتماعية والثقافية.
زيارة تلهب القلوب
توجهنا بهذا السؤال للدكتور خالد عبد النبي عيدان الأسدي، تدريسي في كلية العلوم الإسلامية/ جامعة كربلاء، فقال: زيارة الأربعين، حدث ملأ الدنيا وشغل الناس على مدى عقود من الزمن بتظاهرة مليونيه لا نظير لها إذ يشعر الإنسان بنداء الامام الحسين عليه السلام بين الأرض والسماء (هل من ناصر ينصرنا) فغدوا يتسابقون وإن كلفهم ذلك إزهاق الأرواح.
ففي ايام جائحة كورونا ونحن وقتئذٍ نتحدى هذا الفايروس بقوة حبنا وموالاتنا للإمام الحسين عليه السلام ونُجابه أصوات النشاز والنفوس المريضة، التقيت بأحد الشيبة المباركين ودار الحوار بيني وبينه فقلت له: دعوا الأمر لنا نحن نكفيكم الزيارة انت رجل كبير ولا تستطيع المجيء
قال: حتى لا يبخل الشباب على الحسين بأرواحهم ها نحن نقدم أرواحنا أمامكم ولنا أسوة بمشيبه أصحاب الحسين يتسابقون على ذهاب الأنفس قبل الشباب.
فكانت العزيمة تظافريه لا كفائية، نسأل الله أن يجعلنا في رحال الحسين في الدنيا والآخرة بمحمد وال محمد.
روح الإسلام المحمدي
أحمد عودة ضاحي التميمي، رئيس جمعية الادباء الشعبين فرع كربلاء: الزيارة الأربعينية للإمام الحسين عليه السلام تمثل روح الاسلام المحمدي الحقيقي فهي التي يجتمع فيها الناس من كل بقاع العالم لتقديم التعازي والمواساة الى صاحب الزمان عج بذكرى استشهاد جده الحسين ع الذي ثار من اجل الدين الحنيف. فأني اشاهد المسيحي والصابئين ومختلف المذاهب تأتي الى كربلاء لتقدم التعازي والمشاركة في اربعينية الامام الحسين ع فالحسين ع ثار للإنسانية جمعاء وليس للشيعة فقط.
تجارب إعلامية وإنسانية ودينية
رشيد الشيخ صالح العبادي، رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين فرع كربلاء: تعد زيارة الأربعين من المناسبات المليونية ذات التجارب المتنوعة، التي تتراوح بين الإعلامية، والإنسانية، والدينية البحتة.
التجربة الإعلامية
في عملنا الصحفي والإعلامي لتغطية هذه التظاهرة المليونية، لاحظنا وجود نوعين من الإعلام: الإعلام المأجور، والإعلام الحر الذي كرس نفسه لخدمة القضية الحسينية المقدسة. كان لاتحاد الصحفيين العراقيين فرع كربلاء المقدسة بصمة واضحة في التغطيات الإعلامية الخالصة لله سبحانه وتعالى، من خلال الجهود الجبارة لأعضائه وحرصهم على إظهار الرسالة الحقيقية للإعلام الحر في نقل مراسيم ذكرى عاشوراء والأربعينية.
كانت التجربة الإعلامية فرصة لتطوير مهاراتنا في التصوير الفوتوغرافي والفيديو والمونتاج. رغم وجود بعض الأعضاء الذين لم تكن لديهم القدرات الكافية أو ضعف في المهارات، إلا أن التجربة التي امتدت لمدة عشرة أيام ليلاً ونهاراً، كانت لها تأثير كبير عليهم. اكتسب الشباب الخبرات من خلال العمل مع المصورين والإعلاميين من خارج الاتحاد، مما ولّد لديهم روح التفاؤل والإصرار على تطوير مهاراتهم الإبداعية، وجعل منهم مبدعين.
التجربة الإنسانية
تميزت التجربة الإنسانية من خلال التعامل مع العديد من الإعلاميين من خارج المحافظة أو حتى من خارج البلاد، وكانت العلاقات يسودها الاحترام والتقدير المتبادل. أظهرنا الإنسانية في تعاملنا معهم، بغض النظر عن اختلافاتهم الجغرافية أو الثقافية.
التجربة الدينية
في كربلاء المقدسة، خلال هذه المراسم، تسود أجواء الحزن على مصاب الإمام الحسين عليه السلام. عمل جميع الأعضاء بروح واضحة أن الخدمة مهما كانت الظروف، هي في النهاية للإمام الحسين عليه السلام، وإظهار مظلوميته للعالم. كانت كل تغطية أجمل من سابقتها لأنها كانت تعمل وفق الخدمة الحسينية وليس الإعلام المأجور، مما أبرز الفرق بين العمل بأجر والعمل بالمجان لخدمة القضية الحسينية.
هذه التجارب والعبر أنتجت لنا جيلاً من الشباب نفتخر به لما اكتسبه من قدرات إبداعية في العمل، وكل ذلك بفضل الله ثم بفضل الإمام الحسين عليه السلام.
حدث إنساني عالمي
عدي الحاج، صحفي: تعد الزيارة الأربعينية من أهم الشعائر الحسينية المقدّسة من حيث آثارها وحجمها وتفاصيلها ومصادر زوّارها، فهي مناسبة إنسانية يشترك فيها الناس باختلاف دياناتهم وطوائفهم متّخذين من الإمام الحسين (عليه السلام) رمزا ثورياً ونبراساً للتحرّر من الطغيان، وتعد زيارة الأربعين مناسبة للتلاقح الفكري والتواصل المعرفي بين المسلمين، فهي تمثّل تظاهرة دينية تتجلّى فيها مشاعر الإخاء والمحبة والوئام والتعايش والإيثار والتضحية في سبيل الآخر، وقد شهدت الزيارة الأربعينية على مدى الأعوام الماضية بروز حالات إيجابية من العطاء والتفاني والتضحية والكرم والضيافة، وهذا ما رأيته ورأيناه جليّاً في الحشود المليونية التي تتدفّق بشكل تلقائي نحو مدينة القباب الذهبية (كربلاء المقدّسة) وفيهم الشاب والشيخ والمرأة والطفل وذوي الاحتياجات الخاصّة وغيرهم لإحياء هذه الشعيرة المباركة متحشمين عناء الطريق ومخاطره بعفوية العواطف والحماس المنقطع النظير في لوحة عنوانها التعايش المجتمعي، لا تفرّق بينهم الخلافات السياسية ولا القومية ولا الحزبية، يعرفون أن هدفهم الأكبر هو ري الأرواح بالمحبّة والتسامح والرحمة بينهم، كما تعتبر زيارة الأربعين أنموذج حي للتعاون وفيها تكسر كل الحواجز بين الطبقات الاجتماعية، فتجد فيها روح الفريق الواحد تتجلّى لنيل الرضا والقرب من الله تعالى ونبيّه الكريم (صلّى الله عليه وآله) وأهل بيته الأطهار (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، فنرى الشباب يتسابقون على تقديم الخدمة للزوّار، كذلك الشيخ العجوز نراه قوي في تقديم الطعام، والأستاذ الجامعي يوزّع الماء والعصير والفواكه مع الطفل الصغير، ونرى المرأة العجوز تعد الخبز بأنواعه، والكل كخلية نحل يجمع العسل ويقدّمه لجموع الزائرين.
لا يخفى أن زيارة الأربعين الخالدة ما عادت طقساً جامداً تتخلّله مراسم العزاء والحزن، وإنّما أضحت حدثاً عالمياً ذو أبعاد متعدّدة في كافة جوانبه، فهي محطة تعبوية تنهل من معينها الأجيال عبراً ودروساً بما تحمله من آثار وفوائد روحية ومادية لا يمكن الإحاطة بها لعظمتها، فهي عبارة عن مؤتمر إنساني عالمي لا يختص بطائفة من المسلمين دون غيرهم، بل لا يختص بالمسلمين أنفسهم دون غيرهم من بقية الديانات.
حدث من رحلة الأربعين
الشاعر والصحفي وهاب شريف، أمين الشؤون الثقافية في اتحاد ادباء النجف: كل سنة أذهب إلى كربلاء لزيارة الإمام الحسين، ولا أشعر بالتعب.
ذات مرة، التقيت بالفنان الكويتي عبد الحسين عبد الرضا رحمه الله. أثناء الرحلة، رافقني شاب كان يقسم بالعباس عند كل كلمة، وعندما وصلنا إلى كربلاء، فوجئت أنه أيزيدي من بعشيقة.
في مرة أخرى، رافقني شاب من الناصرية وكان يرتدي دشداشة بدون جيوب ولا يحمل شيئًا في يده. فسألته كيف ينوي العودة إلى الناصرية بدون نقود أو مستندات، فأجاب قائلاً: "هكذا تسير الأمور، لم أتيتُ هنا للترفيه."
وفي العام الماضي، شعرت بالنعاس أثناء وجودي عند عمود 777. استرحت قليلاً وغفوت، واستيقظت على مجموعة من كبار السن يضعون أيديهم على رأسي ووجهي ورقبتي. سألتهم عن السبب، فقالوا: "كنت نائمًا عندما جاء رجل كبير السن ووضع يده على رأسك ووجهك ورقبتك، وقال لنا: هذا شاعر أهل البيت، احرصوا عليه." ثم اختفى بين الزحام.
ما جعلني أصدق وأعتز بما قالوه هو أنهم لم يبالغوا بالحديث عن نورانية وجهه أو اختفائه المفاجئ، بل قالوا فقط إنه غاب بين الزحام.
روح التعاون والتضحية
ضرغام الحجامي، كاتب ومدرب: على مدار السنوات التي قضيتها في هذه المناسبة العظيمة، وجدت أنها تجسد رسالة سامية وحقًا، رسالة إنسانية وروح التعاون والمحبة. فقد كانت ولا تزال، على مر العصور، طريقًا لهداية البشر.
كل جانب من جوانب هذه الزيارة يحمل رسالة خاصة وفريدة. عندما ترى الأطفال يتسابقون لخدمة الزوار بمختلف أعمارهم، تدرك قيمة التضحية والوفاء. وعندما ترى الكبار والشباب لا يطلبون الشكر بل يتمنون تسجيل أسمائهم ضمن خدمة زوار الإمام الحسين، تدرك عمق الروح العراقية.
كل عام، يرسم الشعب العراقي لوحة تتجاوز وصف الكلمات في خدمة زوار الحسين عليه السلام، من خلال مواكبها وشبابها.
حب يسير على خطى الحسين
فاطمة عدنان، كاتبة: كلما زادت خطواتُ المسير كلما زاد شوقُ الوصولِ اليك ،انه ومنذ الوهلةِ الاولى يُرى الاعجاز بعينه في ايام الامام الحسين (ع ) كل شيء يتغير فنحن ندخل في عالمٍ آخر مزيجٌ بين حب مخلوق افنى نفسه في سبيل الخالق وبين رمزية التصوف الظاهرة ،وقدرٍ من التعاون والاحترام الظاهرين في المجتمع ، وخاصة في ايام الاربعين يذهلني كثيراً ذلك التنظيم لمناسبة أربعينية الصرح العظيم ،من التنظيم الامني الكبير ،الى اصحاب المواكب(مواكب تقديم الطعام والشراب، مواكب المفارز الطبية) وهم يبذخون بكرمهم الوارف الذي يبدوه مع الزائرين سواءً من داخل البلد او الوافدين من الخارج بتواضع ومحبة ولطف ، حقيقة يأخذني هذا بمجموعة من المشاعر الخجولة بين ان اشكرهم او ان اصمت على ان ما يقدموه يستحقون الثناء عليه كانعكاسات للبلد ولهذه المناسبة العظيمة ،ومن الصور الجميلة ان ابواب البيوت والحسينيات كلها ترحب وتتصارع لتحصد اجراً لتستضيف عدداً من الزائرين لتقدم لهم ما تستطيع ،فترى التنوع بازغاً بين الزائرين المجتمعين، انهم مؤتلفون على خطى ووجهة واحدة باختلاف لهجاتهم ولغاتهم كلهم متعبون ويعون ذلك فجلسوا ليرتاحوا بعد خطواتٍ طويلة ،ثم يواصلوا المسير وقد عقدوا همتهم نحو كربلاء ،مسيرةٌ تعاد كل عام لكننا رغم ذلك نذهل كل عامٍ بها اكثر مما مضى.
رمز الحرية والوحدة
البروفيسور الدكتور جاسم النعيمي، أستاذ في الكلية التقنية المسيب: تعكس الزيارة السمة الحضارية للامة الإسلامية ولدى أحرار العالم لإحياء مظلومية الإمام الحسين وآل بيته واصحابه في معركة الطف غير ويجسد الزحف المليوني من مختلف أنحاء العالم نحو كربلاء في مظاهر متعددة ومختلفة ومراسم مميزة وشاقة. ترسم الزيارة لوحة رائدة في التحرر، تبدأ مع "المشاية" عبر السير على الأقدام باتجاه كربلاء تشارك في المراسم مختلف الفئات العمرية من الطفل الرضيع إلى الشيخ الكبير، كما يلتحق بالركب سقيم البدن وأعمى البصر. تعلو الرايات السود وتصدح المكبرات بالمجالس واللطميات، وتنتشر على جانب الطريق الأيمن مضايف واستراحات، فضلاً عن مستوصفات ومراكز طبية يشرف عليها أطباء وممرضون ومسعفون من دول العالم لتقديم الاسعافات الأولية والعلاجات الطبية وبعض المساجات. وتنتشر قوات الشرطة والجيش للقيام بالواجب الأمني. يستقبل الكرم الحسيني الزوار مع توسل أصحاب المواكب الزوار واللحاق بهم للاستضافة والإطعام والشراب وغسل الملابس ورش العطر وما يتفرع الى ما يتعلق بالنوم والاستحمام والنقل، وذلك كرمي للإمام الحسين وخدمة للمولى. وترافق الزوار على طول طريق المشاية "سفرة ابو علي" بمختلف الصنوف والألوان، وتلحق بهم هتافات "هلا بك يا زاير"، و"شاي ابو السجاد"، و"تدليك ومساج مجاني وتصليح احذية الزائرين ومسحها"؛ كل ذلك تباهيًّا وتفاخرًا بنيل رفعة وسمو أن يكونوا خدمة للإمام الحسين (عليه السلام) وزواره.
وفاء الزائرين والخادمين
الكاتبة والإعلامية آيات الخطيب، محررة في قناة كربلاء الفضائية: لو وددت الكتابة عمّا شهدت مُقلتاي من مواقف ووقفات أثناء الشعيرة المقدسة ((زيارة الأربعين))، لتاه لُبّي وتحيرت ذاكرتي؛ أيّ القصص تذكر، وأيُّ اللحظات تتذكر، ولكن من جملة ما مر طوال السنوات السابقة، نسجتُ بعض الصور الذهنيّة المُتشعبة لكثير من الحالات الفريدة إيجاباً وسلباً...
فكان هذا المشي والسعي نحو بوصلة كربلاء (نحر سيد الشهداء) ينمُّ عن واعزٍ متأصلٍ في العروق، ومتحذرٌ في الأعماق، ليظهر على هيئة وفاءٍ سنوي، يتجلى في إحدى الصورتين، زائراً أو خادم.
ولعلّ أشدَّ ما شدّني إلى كتابة هذه الكلمات الفقيرة، هي غنى الأنفس التي ترآءت لي في درب الحسين، كم عوائل ومواكب نُصبت بخيراتٍ وبركات عامرة بما لذ وطاب، وأهلها قد كانوا في ظَنَكٍ وقلةِ حال، ولكن الله اغناهم بحب الحسين عليه السلام، ولا تدري من أي فيض أرسل لهم كل هذه النعم ليجودوا بها ويؤثروا على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة.
لم تختلف دهشتي وغبطتي لهذه الفئة السعيدة بحب الحسين دُنياً وآخرة، عن حَالِ سيدةٍ أخذ العمر منها ما أخذ، وهي تتكبد العناء بتحضير وجبات الطعام، والخبز الطازج لزوار أبي عبد الله، وكأنّ كل الصحة والعافية قد أزهرت في بستان عمرها الخريفي، تسقيك بعذب حديثها، وتروي ظمأك بنصائحها الممزوجة بالمحبة، ثُم تعطيك زوادة الطريق مكللةً بالدعاء والحثّ على مواصلة المسير..
فتزرع في روحك القدرة على توقع ما قد تتلقاه في تكملة مسيرك، أبكمٌ تنطقُ جوارحه لدعوتك على مأدبة بحب الحسين، وأطفالٌ يتهافتون لسقايتك مما جادت به أياديهم الصغيرة، تلاهم مُقعَدٌ سارت سريرَتَهُ نحوكَ تُعزز من عزيمتك للدأب والمواصلة، ثم تسمعُ صوتاً أتعبه الزمن يناديك من بعيد.. (تفضل يا زاير... چاي أبو علي يا زاير)، إنه شيخ كبير ينتظر قدومك لتحتسي كوباً آخر تضمه إلى قائمة حسناتِ خدام الحسين، هذا ما رأيتُ في طريق الزيارة، زيارة الأربعين.
تجارب روحية
أوراس ستار الغانمي، طالبة في جامعة بابل: خلال زيارة الأربعين، شهدت تجارب شخصية مؤثرة ومميزة. من أبرز هذه التجارب:
1. روحانية الزيارة: كانت الأجواء مليئة بالتقوى والسكينة، حيث تجمع الناس من مختلف الأعمار والخلفيات. شعرت بروح الوحدة والتآخي بين الزوار، والتي تعكس عمق الإيمان والشغف بالمشاركة في هذه المناسبة الدينية.
2. كرم الضيافة: كان لافتًا كيف أن سكان المدن التي مررنا بها، وخاصة كربلاء، قدموا خدمات رائعة للزوار. من الطعام والماء المجاني إلى أماكن الإقامة، كان الجميع يشعرون بمسؤولية استقبال الزوار وبذل الجهد لجعل تجربتهم مريحة.
3. قصص وهوية الزوار: التقيت بأشخاص من دول وثقافات مختلفة، كل منهم لديه قصة فريدة تجعله يشارك في الزيارة. كان من الرائع أن أسمع قصصهم وكيف أن هذه المناسبة تمثل لهم الكثير، سواء كان ذلك من الناحية الدينية أو الثقافية.
4. مظاهر الحزن والفخر: شهدت مشاهد تعبير الناس عن حزنهم لفقد الحسين وأصحابه في معركة كربلاء، وهو ما أضفى عمقًا عاطفيًا على الحدث. في الوقت نفسه، كان هناك شعور بالفخر والاعتزاز كونهم يحملون رسالة الحسين.
5. التأمل والتفكر: كانت زيارة الأربعين فرصة لي للتأمل في القيم والمبادئ التي يحملها الحسين، مثل العدالة والتضحية. شعرت برغبة قوية لتحسين ذاتي وتبني هذه المبادئ في حياتي اليومية.
تجربتي خلال زيارة الأربعين كانت تجربة غنية بالمعاني والدروس، وأثرت في بشكل عميق.
اضف تعليق