دور المؤسسات التعليمية في تثقيف قيم المواطنة والوحدة خلال زيارة الأربعين يعتبر أساسيًا. فهي تلعب دورًا حيويًا في تعزيز الوعي بالقيم الوطنية والروح الوطنية لدى الطلاب. من خلال توجيه الطلاب وتثقيفهم بأهمية الوحدة الوطنية والمشاركة المجتمعية، تساهم المؤسسات التعليمية في بناء جيل مسؤول وملتزم بقيم المواطنة والوحدة الوطنية...

تؤدي المؤسسات التعليمية دورًا حيويًا في تعزيز قيم المواطنة والوحدة، وهو ما يتجلى بشكل خاص خلال المناسبات الاجتماعية والدينية الكبرى مثل زيارة الأربعين. وفي هذا السياق، أجرت (شبكة النبأ المعلوماتية) استطلاعًا صحفيًا شاملاً مع مجموعة متنوعة من الشخصيات الأكاديمية والثقافية، بما في ذلك عمداء كليات، وشعراء، وأكاديميين، وأساتذة جامعات، وتدريسيين وتدريسيات، ودكاترة، ومدرسين ومدرسات، ومشرفين، وكتاب. 

هدفت هذه المقابلات إلى استقصاء آراء هؤلاء المختصين حول كيفية تأثير المؤسسات التعليمية في ترسيخ قيم المواطنة والوحدة، خاصة خلال زيارة الأربعين التي تعتبر حدثًا محوريًا يجمع بين الديني والاجتماعي والثقافي. وقد أجمعت الآراء على أن الجامعات والمدارس لا تكتفي بنقل المعرفة الأكاديمية فقط، بل تسعى أيضًا لتعزيز روح الانتماء الوطني والتآخي بين الطلبة من خلال برامج تعليمية وأنشطة لا صفية تركز على أهمية التعايش السلمي، والتعاون، وتقدير التنوع الثقافي والديني.

تضمنت نتائج الاستطلاع العديد من الرؤى والتوصيات التي تؤكد على أهمية دور المؤسسات التعليمية في بناء مجتمع مترابط ومتماسك، قادر على مواجهة التحديات بروح من الوحدة والتضامن. كما تم التأكيد على ضرورة تفعيل دور التعليم في تنمية الوعي الاجتماعي والسياسي لدى الشباب، وغرس قيم التسامح والحوار والتعايش السلمي، وهي قيم تتعزز خلال الفعاليات الكبرى مثل زيارة الأربعين، التي تجمع بين الناس من مختلف الأطياف على أساس مشترك من الإيمان والتفاني.

فكان اللقاء الأول بالدكتور وسام جليل خضير، عميد كلية الهندسة/ جامعة بابل، فقال: المؤسسات التعليمية تؤدي دورًا مهمًا في تعزيز قيم المواطنة والوحدة خلال زيارة الأربعين، وهي مناسبة دينية وثقافية تجمع ملايين الناس من مختلف الجنسيات والأعراق. يمكن للمؤسسات التعليمية المساهمة في هذا المجال بعدة طرق:

1. التوعية والتثقيف: يمكن للمدارس والجامعات تنظيم ورش عمل ومحاضرات تثقيفية حول أهمية زيارة الأربعين كحدث ديني وثقافي، وأثرها في تعزيز الوحدة والتضامن بين الناس. يمكن أن تتضمن هذه الفعاليات مناقشات حول التاريخ والمعاني الروحية للزيارة.

2. تعليم القيم المشتركة: تعليم الطلاب القيم الإنسانية المشتركة مثل الاحترام، التسامح، التعاون، والمسؤولية الاجتماعية. يمكن استخدام زيارة الأربعين كنموذج لتوضيح كيف يمكن للأفراد من خلفيات متنوعة أن يجتمعوا معًا لهدف مشترك.

3. تشجيع الحوار الثقافي والديني: تشجيع الحوار بين الطلاب من مختلف الخلفيات الثقافية والدينية لزيادة فهمهم لبعضهم البعض وتعزيز التسامح. يمكن للمؤسسات التعليمية تنظيم فعاليات حيث يمكن للطلاب مشاركة تجاربهم ووجهات نظرهم حول زيارة الأربعين.

4. المشاركة الفعالة: تشجيع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس على المشاركة في فعاليات زيارة الأربعين، سواء من خلال التطوع أو تقديم الدعم اللوجستي أو المشاركة في الأنشطة الثقافية والدينية المرتبطة بالزيارة.

5. الإعلام والتواصل: استخدام وسائل الإعلام المختلفة للتواصل مع المجتمع وتعزيز الوعي بأهمية زيارة الأربعين كفرصة لتعزيز القيم الإنسانية والمواطنة. يمكن للمؤسسات التعليمية نشر مقالات، مقاطع فيديو، أو رسائل إعلامية تدعو للوحدة والتضامن.

من خلال هذه الأنشطة والمبادرات، يمكن للمؤسسات التعليمية أن تسهم بشكل فعّال في تثقيف الأجيال الصاعدة حول أهمية الوحدة والتسامح والمواطنة، وتعزيز روح التعاون بين الناس.

الدكتور عماد كاظم العبيدي، شاعر وأكاديمي: للمؤسسات التعليمية دور بارز في توعية المواطنين العاملين فيها وهم بدورهم سيساهمون في رفع وتيرة الاحساس بالمسؤولية التي تقع على كاهلهم بوصفهم علامة دالة لما اراد ان يوطن الامام الحسين (عليه السلام) في النفوس من التضحية والفداء من اجل المبادئ. 

فالزيارة الاربعينية شعيرة دينية عالمية مركزها العراق وهذا بحد ذاته يشكل نبراسًا على المواطن العراقي في ان يعي دوره في اضاءته بالصورة الاجمل. فمن خلال هذه الزيارة الملايين ستتفتح افاق التمازج الحي والفعال بين الناس الذين يسيرون على درب الحسين مشكلا تلاحما عقائديا يدفع بالمواطن ان يكون حريصا على اظهار الجوانب الانسانية التي غرسها استشهاد الامام الحسين (عليه السلام) في اعماق نفوسهم فهم في الصبر وتحمله والشجاعة واظهارها والفداء وبث روح التعاون والاحترام والمساعدة والعون وبذل الغالي والنفيس يرون كل هذا وسيلة لأثبات الذات المنبثقة من المواطنة العراقية وهي تحمل قيم المسؤولية في هذه الشعيرة العظيمة تجاه المعزين من كل دول العالم. فهناك انبثاق ضوء قدسي تلقيه الزيارة الاربعينية على طريق الانسان بوصف انسانا كما يراد له ان يكون.

الدكتور جاسم عبد الواحد راهي، أستاذ البلاغة القرآنية في كلية العلوم الإسلامية/ جامعة كربلاء: 

أما بخصوص مشاركة المؤسسات التعليمية فهذه المشاركة حاصلة في نوعين:

1ـ المشاركة الحضورية مكانياً وزمانياً وبصورة مخصصة من خلال المواكب التي تحمل اسم المؤسسة التعليمية مثل (موكب جامعة كربلاء) (موكب طلبة جامعات العراق الموحد) وغيرها.

2ـ المشاركة الفكرية: وهذا يكون اوسع مساحة وأكثر عدداً؛ ومسالة البحوث الأكاديمية التي تندرج تحت مفهوم النهضة الحسينية تقدم جانباً معرفيا كبيراً عن أهداف ومبادئ وأبعاد القضية الحسينية وكذلك نفعل المحاضرات والورش والندوات والمؤتمرات.

الدكتور علي عزيز الجميلي، تدريسي في الكلية التربوية المفتوحة: المؤسسات التعليمية دورها يتبين من خلال ابناءها الذين يسيرون مع العامة الى كربلاء فقط ، أما كمؤسسات لا تتدخل وليس لها دور مباشر، رغم ذلك سيكون لها دور كبير فكما يعرف الجميع ان زيارة الاربعين تضم فئات مختلفة من المؤمنين وهي تمثل رحلة ومسيرة تتلاحق من خلالها الافكار بين تلك الفئات وهنا يبرز دور المؤسسات التعليمية عبر اشخاص مسلحين بالعلم ولهم قدرة على بث ما يرونه صحيحا ونبذ كل زائد وخارج عن تعاليم زيارة الاربعين بالموعظة الحسنة أكيدا، هذا من جانب ويبرز جانب المواطنة الصالحة عبر تصرفات هؤلاء الأشخاص المتعلمين مع المجاميع الاخرى عن طريق النمذجة والمحاكاة فالمجتمع يهتم ويقلد افراد المؤسسات التعليمية باعتبارهم قدوة حسنة ولذلك يبث هؤلاء تعاليمهم الى الآخرين بصمت عبر اعمالهم التي يقومون بها ومن ذلك يتأثر الزائر بالنموذج وبالتأكيد سوف يستلهم القيم الاخلاق والمواطنة الصالحة يتحلى بالكرم والايثار بعيدا عن التطرف منتجها منهج الاعتدال مع أقرانه وزملائه، متسامحا مع الآخرين، مضحيا من اجل الباقين مما يثير عنده الإبداع وتنميته مؤثرا بمن حوله وهذا هو المطلب المهم اكيدا من زيارة ابي الاحرار الامام الحسين (عليه السلام).

الدكتورة سناء عبد الرزاق جاسم، معاون العميد العلمي في كلية الهندسة/ جامعة بابل: دور المؤسسات التعليمية في تثقيف قيم المواطنة والوحدة خلال زيارة الأربعين يعتبر أساسيًا. فهي تلعب دورًا حيويًا في تعزيز الوعي بالقيم الوطنية والروح الوطنية لدى الطلاب. من خلال توجيه الطلاب وتثقيفهم بأهمية الوحدة الوطنية والمشاركة المجتمعية، تساهم المؤسسات التعليمية في بناء جيل مسؤول وملتزم بقيم المواطنة والوحدة الوطنية.

بالإضافة إلى الجوانب الوطنية، تلعب المؤسسات التعليمية دورًا هامًا في نشر الوعي الديني والثقافي والاجتماعي بين الطلاب خلال زيارة الأربعين. يمكن لهذه المؤسسات تعزيز التفاهم والاحترام المتبادل بين الطلاب من خلفيات ثقافية ودينية مختلفة، وتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي في المجتمع.

بعد تعزيز الوعي الديني والاجتماعي، يمكن للمؤسسات التعليمية تنمية مهارات القيادة والتعاون بين الطلاب خلال زيارة الأربعين. من خلال تنظيم أنشطة تفاعلية ومشاريع تعليمية تشجع على العمل الجماعي، يتم تعزيز مهارات التواصل وحل المشكلات لدى الطلاب، مما يساهم في تنمية جيل مبدع ومتعاون.

الأستاذ سمير مرتضى الغرابي، تدريسي في جامعة الكوفة: للمؤسسات التعليمية دور كبير فى ذلك عن طريق زرع القيم التي استشهد من اجلها الامام الحسين (عليه السلام) كالتضحية وغيرها للوصول الى أسمى الغايات والأهداف النبيلة، كما وان للمؤسسات التعليمية الدور في تعضيد قيم المواطنة بكون قضية الإمام الحسين لا تخصص لمذهب وأحد فقط وانما لجميع المذاهب الاخرى فنرى العديد من الطوائف تسعى للمشاركة الفاعلة في زيارة الأربعين، فضلاً عن اغلب تلك المؤسسات تقيم التعازي وتشيد المواكب الحسينية كموكب جامعة الكوفة وغيرها من الجامعات، وهذه رسالة سامية وهادفة في زرع بذرة التكاتف بين بنو البشر جميعاً.

الدكتورة شكرية حاتم علوان، تدريسية في المعهد التقني كربلاء: تقوم العملية التربوية والتعليمية وظائف هامة للأفراد والمجتمع على حد سواء. فإلى جانب الدور التعليمي في المجالات التخصصية والعلمية، تلعب هذه العملية دورًا أساسيًا في مجالات الحياة الأخرى، مثل المحافظة على التراث الثقافي ونقله بين الأجيال، وتعزيز التماسك الاجتماعي، وإكساب الأفراد اتجاهات وآليات ثقافية متنوعة. كما تساعد العملية التربوية على التكيف الاجتماعي وتطوير منهجيات التفكير وتقنيات العمل لدى الأفراد.

ويعبر مفهوم المواطنة عن الشعور بالانتماء للوطن والتمسك بالهوية الوطنية. ولترسيخ هذا المفهوم لدى أفراد المجتمع، من الضروري وجود رموز مشتركة يتمحور حولها الجميع. في العراق، يعد الإمام الحسين (عليه السلام) رمزًا لا يختلف عليه العراقيون، إذ تتجلى وحدة المجتمع في إحياء ذكرى استشهاده من قبل جميع الطوائف.

كون أفراد المؤسسات التعليمية جزءًا من المجتمع، فإن لهم دورًا أساسيًا وفعالًا في قضية الإمام الحسين (عليه السلام). يتجلى هذا الدور من خلال إقامة المحاضرات والمؤتمرات التي تبرز أهمية القضية، بالإضافة إلى المشاركة الفعالة في إحياء مراسم الزيارة الفعلية عبر إنشاء مواكب خاصة تقدم التوعية والإرشاد والخدمات الطبية. تعكس هذه الأنشطة دور المؤسسات التعليمية في المشاركة في جميع فعاليات المجتمع، مما يبرز أهمية التعايش والمواطنة بين أفراد المجتمع.

شذى رحيم الصبيحي، مدرسة أحياء في بغداد: تقوم المؤسسات التعليمية بتطوير منهجيات التفكير وتقنيات العمل لدى الأفراد، وتنمية الحس المدني لدى التلاميذ، وترسيخ قيم المواطنة والانتماء للوطن في نفوسهم. كما تسعى هذه المؤسسات إلى تنمية ثقافة ديمقراطية لدى التلاميذ من خلال إكسابهم مبادئ الحوار والتسامح والتعاون ونبذ العنف والتعصب، وتكوين مواطنين قادرين على تحمل المسؤولية في حياتهم الشخصية.

تعد زيارة الأربعين تعبيرًا حقيقيًا عن الوحدة بين المسلمين في العراق، حيث تمثل نوعًا من التوافق المشترك بين جميع المكونات العراقية القومية والدينية، وتشكل أرضية مناسبة للاتفاق على قيم دينية وتاريخية وإنسانية مشتركة.

أروع ما قيل في زيارة الأربعين:

روي عن زرارة بن أعين عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أنه قال: "إن السماء بكت على الحسين أربعين صباحًا بالدم، والأرض بكت عليه أربعين صباحًا بالسواد، والشمس بكت عليه أربعين صباحًا بالكسوف والحمرة، والملائكة بكت عليه أربعين صباحًا، وما اختضبت امرأة منا ولا ادهنت ولا اكتحلت ولا رجلت حتى أتانا رأس عبيد الله بن زياد، وما زلنا في عبرة من بعده".

تعد زيارة الأربعين من علامات الإيمان لدى المسلمين.

جنان مالك، مدرسة أحياء في كربلاء: العمل الثقافي الموسع لنشر ثقافة الإمام الحسين (ع) هو وسيلة فعالة لمواجهة المشكلات والأزمات، وتهدئة النزاعات التي يواجهها الإنسان.

نحن بحاجة إلى الإبداع والابتكار لنقل أفكار ثقافة عاشوراء ضمن الإطار الشرعي، من خلال المنبر الحسيني والكتابات الحسينية، بالإضافة إلى استخدام المسرح والرسم والقصص والروايات كأدوات جديدة. من الضروري أن نستخدم شبكات التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الرقمية الحديثة كوسائل لتوسيع نطاق التبليغ، وأن تسهم المؤسسات في هذا الجهد من خلال الكلمة الطيبة، والخطابة، والكتابة.

فاطمة الشيخ، معلمة متقاعدة: زيارة الأربعين هي حدث استثنائي يثير نقاشات متعددة، ليس لكونها فردية الحدوث أو أحادية الوقوع، بل لأنها تفتقر لنظير في عصور مضت أو بلدان أخرى غير العراق. لذلك، فمن الطبيعي أن يكون لها تأثير وصدى في مجالات الحياة كافة، وأهمها الجانب التعليمي، حيث تترسخ القيم الحسينية المتجذرة من مبادئ الدين القويم، والتي تشمل الأخلاق الراقية.

التجمعات الراجلة التي تسير من مسافات بعيدة، والمواكب التي تقدم الطعام والخدمات الإنسانية بأعداد هائلة، تعزز تهذيب النفوس وتثير جوانب الخير والاستقامة في الطباع. النتيجة هي أن هذه الزيارة، بما يرافقها من خطب وأناشيد وقصائد تدعو إلى الخير والاستقامة، تعكس أخلاق الحسين عليه السلام وأهل بيته جميعًا. بلا شك، ستكون هذه الزيارة مدارس ومنابر مضيئة تتحدث عنها الأجيال جيلاً بعد جيل.

الأستاذة صبا هاشم سلطان، تدريسية في جامعة كربلاء: دور المؤسسات التعليمية في تثقيف قيم المواطنة والوحدة خلال زيارة الأربعين يتضمن توعية الطلاب بأهمية المناسبة، وتعزيز روح الانتماء والتلاحم الاجتماعي، وتقديم برامج وأنشطة تعليمية تركز على القيم الإنسانية والمجتمعية المستمدة من هذه الزيارة. 

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تتيح هذه المؤسسات للطلاب من مختلف الفئات العمرية المشاركة في الخدمة بشكل عملي، وليس فقط من خلال أهداف توعوية نظرية أو تعليمية. هذه المشاركة العملية تمثل شرفًا عظيمًا ينبغي تعليمه بشكل صحيح لبناء جيل حسيني واعٍ يدرك قيمة هذه الخدمة العظيمة.

الأستاذ علي حاتم الابراهيمي، معاون ثانوية المتفوقين الثانية: فيما يخص موضوع المؤسسات التعليمية وقيم المواطنة خلال زيارة الأربعين، يمكن القول أن المؤسسات التعليمية تستطيع ان تلعب دورًا محوريًا في غرس وتعزيز قيم المواطنة لدى الطلاب من خلال 

1. التوعية بالقيم الإنسانية المشتركة: استخدام زيارة الأربعين كنموذج للتأكيد على قيم التضامن، والعدالة، والإخاء، والاحترام المتبادل بين جميع فئات المجتمع.

2. تنظيم الأنشطة التطوعية: تشجيع الطلاب على المشاركة في الأنشطة التطوعية التي تخدم الزائرين خلال هذه المناسبة، مما يعزز لديهم روح المسؤولية الجماعية والمواطنة الفعالة.

3. الحوارات والنقاشات المفتوحة: إقامة جلسات حوارية ونقاشات حول أهمية الوحدة الوطنية والتعايش السلمي، وتوضيح كيف يمكن أن تكون هذه القيم جزءًا من حياتهم اليومية.

4. التثقيف الديني والوطني: تقديم برامج تعليمية تثري معرفة الطلاب بتاريخهم الديني والوطني، وتربط بين الأحداث التاريخية مثل زيارة الأربعين وقيم المواطنة.

تساهم هذه الأنشطة والبرامج في خلق جيل واعٍ بمسؤولياته تجاه وطنه ومجتمعه، قادر على المشاركة الإيجابية في تعزيز الوحدة والتماسك الاجتماعي.

الدكتور علي حسن وادي الزبيدي، عميد الكلية التقنية المسيب: مع تجدد زيارة الأحزان والعبق الحسيني الذي يمتد لأكثر من أربعة عشر قرنًا، تتجسد رسالة تتضمن معاني وقيم سامية وأهداف خالدة ضحى من أجلها أبو الأحرار الحسين (عليه السلام) بأغلى ما يملك. هذه الرسالة تحمل في طياتها مضامين وأبعاد سياسية ودينية واجتماعية، وتعلمنا أن الحسين (عليه السلام) أراد أن يجمعنا في مكان واحد، أرض كربلاء المقدسة، بغض النظر عن دياناتنا وأعراقنا وثقافاتنا. كما أوصانا الإمام الحسين (عليه السلام) بوحدة الكلمة الوطنية وقيم المواطنة التي لا تُبنى إلا من خلال خطة صحيحة لترسيخ هذه القيم، والعمل على فئة الشباب لأنها الفئة الأهم في مجتمعاتنا.

تفسير رسالة الحسين (عليه السلام) بوسيلة بسيطة وسهلة يسهم في تعليم قيم المواطنة ليصبح المجتمع العراقي أكثر تماسكًا، والابتعاد عن الأمور التي تشوه وتسيء للدين الإسلامي.

نظرًا لأهمية رسالة الإمام الحسين (عليه السلام) في جميع مجالات الحياة، ولتعريف العالم بأن القضية الحسينية تخص الجميع وليست لفئة معينة، ولتوضيح كيفية استنباط القيم والمبادئ من ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) لتعلم وترسيخ الوحدة الوطنية.

الأكاديمي رامي الأسدي، تدريسي في جامعة العميد: زيارة الأربعين، التي تُعدُّ واحدة من أكبر التجمعات الدينية في العالم إن لم تكن أكبرها، هي مناسبة تجمع الملايين من المسلمين من مختلف الجنسيات والأعراق للتعبير عن الولاء للإمام الحسين (عليه السلام) والمشاركة في إحياء ذكرى استشهاده. في هذا السياق، تؤدّي المؤسسات التعليمية دورًا حيويًا في تعزيز قيم المواطنة والوحدة بين الزائرين.

أوَّلًا، تعمل المؤسَّسات التعليميَّة على نشر الوعي بأهمِّيَّة القيم الإسلاميَّة السامية التي تتجسَّد في زيارة الأربعين، مثل التضحية والإيثار والتسامح. من خلال المحاضرات والندوات والمبادرات الثقافية، يتم تعريف الطلاب بمبادئ المواطنة الصالحة، ممَّا يعزِّز الشعور بالمسؤوليَّة المجتمعيَّة والتعاون بين أفراد المجتمع.

ثانيًا، تسهم المؤسَّسات التعليميَّة في تعزيز الوحدة الوطنية في ضوء برامج التوعية التي تركِّز على أهمِّيَّة التكافل الاجتماعيّ والاحترام المتبادل بين جميع مكونات المجتمع. تسهم هذه البرامج في بناء جسور التفاهم والتعاون بين مختلف الأطياف الاجتماعية، ممّا يسهم في تعزيز النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية.

ثالثًا، تقوم المؤسسات التعليمية بتشجيع البحث والدراسة حول القيم والأهداف التي تتجلّى في زيارة الأربعين. هذا يتيح للطلاب والباحثين فرصة لفهم عميق لدور هذه الزيارة في تعزيز الهوية الإسلامية والوطنية، ممّا يسهم في تعزيز الوحدة والتكاتف بين أبناء الأمة.

في النهاية، يمكن القول أن المؤسسات التعليمية تلعب دورًا أساسيًا في تثقيف قيم المواطنة والوحدة خلال زيارة الأربعين، من خلال نشر الوعي وتعزيز الفهم والتعاون بين الزوار والمجتمع ككل. هذه الجهود تسهم في تعزيز السلام الاجتماعي والاستقرار والتنمية في المجتمع.

الدكتور أحمد فاضل الصفّار، تدريسي في كلّية القانون / جامعة كربلاء: تلعب المؤسّسات التّعليميّة في جميع الدّول دوراً بارزاً في تثقيف المجتمع حول ما تريد أن تتبنّاه من أمور أو مبادئ معيّنة، وذلك عن طريق ما لها من تأثير في شريحة واسعة ومهمّة من المجتمع، حيث أنّها أوّلاً تخاطب شريحة الشّباب والّذي يكون لهم الطّاقة والحيويّة والقدرة على تنفيذ الرؤى والمشاريع الّتي تتبنّاها المؤسّسة التعليميّة والّتي ترى بأنّها صالحة للمجتمع وتهدف إلى رقيّه، وثانياً فإنّها تحاكي الطبقة المثقّفة والّتي لها القدرة على استيعاب المفاهيم، ونقلها إلى الأفراد الآخرين .

من هنا فإنّ من إحدى أهمّ الأدوار الّتي يجب على المؤسّسة التعليميّة – خصوصاً في العراق، كونها الأرض الّتي تضمّنت سيّد الشّهداء عليه السّلام – هي أن تُظهر قيم ومبادئ الإمام الحسين عليه السّلام، وشعائره المقدّسة، إلى جميع العالم، حتّى يتعرّف النّاس إلى ما للشّعائر الحسينيّة والّتي من إحدى أهمّ صورها هي زيارة الأربعين من قيم ومبادئ سامية، قصرت جميع الأنظمة الاجتماعيّة والأخلاقيّة والدّينيّة الأخرى على أن تلمّ بها.

فمن إحدى تلك المبادئ هو مبدأ المواطنة والوحدة، حيث أنّ هذا المبدأ يجد أعلى مجالٍ لتطبيقه في زيارة الإمام الحسين عليه السّلام في الأربعين؛ إذ نجد مشاركة النّاس بمختلف قوميّاتهم وعقائدهم، يُشاركون في هذه الزّيارة المليونيّة، وصولاً لهدف أعلى وأسمى .

كما أنّ هذا المبدأ لا يقتصر فقط على النّاس من مختلف القوميّات أو الدّيانات، بل أنّه يظهر أيضاً عن طريق تكاتف وانخراط أبناء المحافظات المختلفة في هذا الزّحف نحو الإمام الحسين عليه السّلام، حيث تنعدم كلّ الفوارق، وتذوب كلّ المحسوبيّات والانتماءات، بين جميع الزّائرين، ولا يبقى إلّا صفة واحدة تُطلق على جميع المشاركين، وهي أنّهم (زائر الحسين عليه السّلام) .

فالمؤسّسة التّعليميّة يبرز دورها عن طريق إبراز هذه الصفة الملموسة، والقيمة الجليّة، الّتي تظهر لجميع النّاس، سواءً كانوا من داخل العراق، أو خارجه، وذلك بتسليط الضّوء عليها من قبل المناهج الدراسيّة، وتشجيع الباحثين على كتابة البحوث، وتحليل قيم ومبادئ هذه الزّيارة، عن طريق التكفّل بنشر هذه البحوث في المجلّات العالميّة، ورصد مكافآت لهم، وتحفيز الطلبة – خصوصاً طلبة الدراسات العليا – في اختيار عناوين تظهر سيرة سيّد الشّهداء عليه السّلام، وأهمّية شعائره المقدّسة، إلى جميع العالم .

الأستاذ محمد سامي الغانمي، مدرس في متوسطة الرواد للبنين: تعد زيارة الأربعين من أهم المناسبات الدينية لدى المسلمين كافة، حيث يتوافد المسلمون من جميع أنحاء العالم إلى كربلاء لزيارة الإمام الحسين في هذا اليوم. تعرف هذه المناسبة بزيارة الأربعين، أو "مرد الرأس"، نظراً لأن السبايا مروا بقبر الإمام الحسين بعد عودتهم من الشام في السنة 61 هـ، وأحيوا هذه الزيارة التي أصبحت سنة متبعة حتى يومنا هذا.

يتميز هذا الحدث بتوافد الناس إلى قبر الإمام الحسين وأخيه العباس من جميع أرجاء العالم، حيث تختلط مشاعر المحبة والولاء والراحة والأمان بين زوار مدينة كربلاء. لا تقتصر المشاركة في هذه الزيارة على المسلمين فقط، بل تشمل أيضاً جموعاً غفيرة من مختلف الجنسيات والقوميات والأديان، بما في ذلك المسيحيين والأيزيديين وغيرهم، الذين يجددون الولاء للإمام الحسين وأخيه العباس.

خلال زيارة الأربعين، تتحول كربلاء إلى قبلة لكل أحرار العالم، مما يعكس شعوراً بالانتماء للوطن والتمسك بالهوية الوطنية. لتحقيق التعايش السلمي في إطار الوطن وإبعاد شبح التناحر الطائفي والعرقي والمذهبي، لابد من وجود رموز مشتركة تجمع الجميع، مثل زيارة الأربعين، لتعزيز الوحدة والمشتركات الوطنية.

الأستاذ مقداد الموسوي، تدريسي في جامعة الكوفة: المؤسسات التعليمية تلعب دوراً مهماً في تثقيف قيم المواطنة والوحدة خلال زيارة الأربعين من خلال التوعية الثقافية والدينية وتنظيم ندوات ومحاضرات تسلط الضوء على أهمية زيارة الأربعين كحدث ديني وثقافي يعزز من قيم الوحدة بين أفراد المجتمع.

بالإضافة الى الأنشطة الطلابية وتشجيع الطلاب على المشاركة في الأنشطة المتعلقة بزيارة الأربعين، مثل المسيرات والفعاليات الخيرية التي تعزز من روح التعاون والتكافل. فضلا عن ان المناهج الدراسية تضمين موضوعات حول زيارة الأربعين في المناهج الدراسية لشرح التاريخ والمعاني والقيم التي تحملها هذه المناسبة.

وإقامة ورش عمل تهدف إلى تعزيز قيم المواطنة والوحدة والتسامح بين الطلاب من خلال التعلم العملي والتفاعلي والعمل مع المؤسسات المجتمعية والدينية لتنظيم فعاليات مشتركة تساهم في تعزيز قيم الوحدة والانتماء الوطني. من خلال هذه الأنشطة، يمكن للمؤسسات التعليمية أن تساهم بشكل فعّال في تثقيف الأجيال الجديدة حول أهمية الوحدة والمواطنة، وتشجيعهم على المشاركة الإيجابية في المجتمع.

اخلاص عبد القادر الاسدي، مشرفة تربوية ومديرة مكتب منظمة الصداقة الدولية فرع كربلاء: مع اقتراب موسم الحزن الحسيني الذي يمتد لآلاف السنين، تتجسد أدوار المؤسسات التربوية والتعليمية في أن تكون خيمة تثقيفية تجمع بين مختلف القوميات والأديان والثقافات لتصبح وحدة واحدة تهدف إلى إحياء مراسيم استشهاد الإمام الحسين عليه السلام. وبما أن المؤسسات التربوية والتعليمية أصبحت الحضن الدافئ لاستقبال الزائرين، فإن الزيارة الأربعينية تمثل هدفًا ساميًا لنشر الوعي الديني والأخلاقي والتربوي وبناء الإنسان فكريًا وثقافيًا.

لذا، يجب على القائمين على هذه المؤسسات استثمار الزيارة الأربعينية لتحقيق الهدف الحقيقي والطريق المضيء لأجيال قادمة تتمسك بمبادئ أهل البيت. تُعبر الأصوات الصادقة التي تنادي "لبيك يا حسين" من داخل المؤسسة عن انعكاس وانطباع في مخيلة أساتذتنا وتلاميذنا وزوارنا بأن هذه المؤسسة التي علمتنا كتابة أول حرف بالقلم، أصبحت اليوم مكملةً لمشوارنا ونحن نتمسك بنهج وفكر الإمام الحسين عليه السلام.

الدكتورة عذراء عبد الهادي، تدريسية في قسم صناعة الاسنان/ المعهد التقني النجف: دور المؤسسات التعليمية يلعب دورًا بارزًا في تنمية قيم المواطنة والوحدة لدى الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة. تسعى إلى تحقيق مستقبل أفضل للوطن من خلال تعزيز قيم المواطنة وتحقيق مستقبل أفضل للأجيال الصاعدة. يُظهر البحث أن تعزيز قيم المواطنة يبدأ من مرحلة ما قبل المدرسة، حيث يتعلم الأطفال مفاهيم الهوية والانتماء والاستقرار. يُفضل أن تكون المقررات الدراسية مرتبطة بالمجتمع المحلي وتأخذ في اعتبارها خصوصياته ومشكلاته، مما يساهم في ترسيخ قيم المواطنة في التفاعلات الاجتماعية للأفراد هذا يساهم في بناء مجتمعات مُحصنة وتحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والديني وخاصة عند زيارة الاربعين وترييخ القيم والمعتقدات وتعلم الاجيال لماذا الحسين خرج من المدينة لماذا العيال والاطفال معه لماذا الترك الدنيا بأكملها لماذا ضحى بالأطفال وخاصة الاطفال البضع كله من اجل العقيدة والدين كل هذه الامور والمعتقدات اذا ترسخت لدى اطفالنا سوف ينشأ جيل في حب الوطن والعقيدة.

الدكتور عبد الكاظم الفتلاوي، أكاديمي في المعهد التقني كربلاء: دور الجامعات خلال زيارة الأربعين ليس دقيقاً، حيث إن طلبة الجامعات في عطلة رسمية، والكادر والطلبة يشاركون في خدمة المواكب الحسينية. ولكن، بعيداً عن فترة زيارة الأربعين، تُطلب الجامعات بشكل مستمر لتقيم ندوات وورش عمل لتحليل زيارة الأربعين وتطوير الأفكار المهمة، كما تفعل بعض المواكب.

نحن جزء من النهضة الحسينية، حيث نقدم مواكب نوعية تركز على الخدمات الثقافية والإعلامية والتوعوية، بالإضافة إلى الخدمات الأخرى. نحن نركز على القضايا الثقافية لأن معظم المواكب غير قادرة على تقديم هذا النوع من الخدمات. لقد طلبنا من عدة جهات ومع السادة المسؤولين تخصيص بعض أطروحات ورسائل الماجستير والدكتوراه لدراسة قضية الأربعين من جوانب إحصائية، سلوكية، وثقافية وغيرها من المواضيع، بدلاً من الرسائل التي لا تُنفذ في أرض الواقع.

بالإضافة إلى ذلك، بعد الزيارة نقوم بعقد جلسات لمناقشة النقاط الإيجابية والسلبية. لدينا جلسات سابقة تتعلق بتنظيف الشوارع، الحسينيات، المواكب، الطرق، والمساجد بالتعاون مع الجهات المختصة. زيارة الأربعين تعتبر ملتقى للدول الأخرى، ويمكن التنسيق بين الجامعات لإقامة مؤتمرات في مجالات اقتصادية، ثقافية، وتنظيمية.

ختامًا مع الأستاذة هدى عبد الحر، النجف الأشرف: يتمثل الدور المهم والحيوي للمؤسسات التربوية والتعليمية في المساهمة في الطقوس الحسينية- بحسب ما أرى- من خلال إقامة المواكب الحسينية والتجمعات التي تحمل أسماء هذه المؤسسات ممّا يدل على مشاركتها في هذه التظاهرة السنوية العاشورائية المهمة لتلفت الأنظار نحوها كونها منارات علم ومعرفة تساهم من جانبها في دعم هذه الزيارات.. وبمشاركة طلبتها وتوعيتهم لكلّ القيم والمبادئ التي تجسدت في ثورة عاشوراء والانتصارات التي تحققت بها من خلال ترسيخ قيم الشجاعة والبطولة والأخوة والايثار والصبر حتى تكون لهم درسا في دنياهم وآخرتهم وكذلك من خلال إقامة الندوات والأصبوحات الثقافية التي تعزّز وتساند المعاني الحسينية وذلك من خلال إظهار المواهب الأدبية شعرا ونثرا أو الفنية سواء كانت مسرحية أو لوحة فنية...وكلها تصبّ في النهر العظيم الذي يجعل من هذه القضية، قضية محورية إنسانية عامة.

اضف تعليق