مع بداية العام الدراسي الجديد المزهر بالأمل، يعود الطلبة الأعزاء إلى مقاعدهم الدراسية، على خُطى النجاح نحو مستقبل مشرق ومفعم بالأمل ينتظرهم في هذه البلاد، فيستقبلهم الكادر التعليمي بالمزيد من التفاؤل والنشاط، لتكون بداية حافلة بالتحفيز والعمل والتميّز، يستقبل التلاميذ الدوام المدرسي بروح الجد والعزيمة والإصرار نحو التقدم والارتقاء في التحصيل الدراسي، ولكي يستمر التلميذ في مستوى جيد، فلابد من تحفيز روح الجد والاجتهاد والعلم في ذهنه، وزرع روح الخير والتعاون في نفسه، كي يستطيع الانطلاق والارتفاع إلى مستوى المطلوب من الدراسة، وليصل نحو الطموح والمعرفة.
فعندما يبدأ الدوام المدرسي للعام الجديد، ويبدأ فصل الدراسة ومع مرور الأيام تظهر نتائج التعليم الدراسي بين نجاح التلميذ او فشله؟ على اختلاف النسب بين التلاميذ!!. فهنالك تلاميذ يتعدون الصعاب ويصعدون نحو قمة الهرم وبعضهم يسقط بمجرد صعوده للسفح، والبعض لا يقوى على صعوده، تبعا لاختلاف ظروف التلاميذ ووضعهم المادي والمعنوي.
استعدادات للسنة الدراسية الجديدة
وحينما طرحت (شبكة النبأ المعلوماتية) على التلاميذ هذا السؤال، ما هو مستوى استعدادكم لهذه السنة الدراسية؟ وكيف تتغلبون على الفشل الدراسي؟ جاءت الإجابات كالتالي:
- التلميذ (عمار حسين/ طالب إعدادية) مثلما يحصل عادةً، نستقبل هذه السنة الدراسية بالفرح وتحضير القرطاسية وشراء الزي المدرسي وكل ما نحتاجه للدراسة، أما سؤالكم كيف نتغلب على الفشل؟ فإننا نتغلب عليه إذا كان لدينا قوة واصرار وعزم على التفوق والنجاح رغم الصعوبات التي نواجهها، وعلى الرغم من ظروف العراق نستمر ونجتهد حتى نفيد هذا الوطن ونبنيه.
- في حين أجابت التلميذة (علا إياد في الصف السادس الابتدائي)، أنا أستقبل المدرسة بالإبتسامة والأمل وأتغلب على كل الصعوبات التي تقف حاجزا في طريقي، فيوجد عندي هدف من هذه الدراسة، واتمنى أن اكون محامية أدافع عن حقوق الاطفال المحرومين من التعليم.
- وشاركنا في الإجابة عن سؤالنا المعلم الفاضل (الأستاذ رعد) قائلا: نخن نرحب بالعام الدراسي الجديد، وأهلا وسهلا بتلاميذنا الأعزاء، حقيقة إن عوامل التغلب على الفشل الدراسي كثيرة أهمها وأولها: الأهل ودعمهم للتلميذ ومشاركته بكل ما يهم مستقبله الدراسي، ومتابعة المدرسة باستمرار وسؤالهم عن أحوال ابنهم وماذا يعاني وما هو مستواه الدراسي؟، فتصبح العائلة متكاملة في دورها، فتساعد على زرع الثقة بين التلميذ والاهل والمدرسة.
وثانيا دعم المعلم للطالب، فإن أكثر الوقت يقضيه التلميذ مع المعلم، فهو المربي وبمنزله الأب، إذ على المعلم أن يحسن من اسلوبه وطريقه طرحه للمادة الدراسية، ويحاول أن يقدم للتلميذ المادة بسهولة، ويعمل على إيصالها بصورة بسيطة بحيث يفهمها الطلبة، ومراعاة التلميذ في جميع الامور النفسية والعلمية والفكرية والاجتماعية، ومساعدته في حل مشكلاته وتوجيهه توجيهاً رشيدا ً وتنمية شخصيته، وزرع الثقة في نفس التلميذ وتشجيعه لتعدي مراحل الفشل، فالمعلم هو حجر الاساس في العملية الدراسية.
وقد طرحنا السؤال نفسه على احد الآباء (صلاح حسن) فأجاب مشكوراً:
- علينا كآباء ومربين مسؤولية فعالة في تحقيق نجاح التلميذ او فشله؟ فنجاحه يتحقق من خلال دعمه والوقوف الى جانبه ومراجعة المدرسة وفهم ما يعانيه التلميذ من الضغوطات والصعوبات التي تواجه تفوقه ونجاحه. ولا يجوز أن نستهين بقدراته، بل علينا أن دعم مواهبه وهواياته التي تفيده في تحقيق مستقبله، فيجعله ذلك في المقدمة دائما.
أثر الدعم المعنوي للتلميذ
أما فشل التلميذ فسوف يحدث نتيجة لأسباب كثيرة منها، إهمال التلميذ وعدم مساعدته وتحطيم معنوياته وتكرار كلمات الفشل على مسامعه، مثلا عندما نقول له: أنت فاشل، أو أنت تلميذ فاشل لا نفع فيك. هذه الكلمات تهدم ثقة التلميذ في نفسه مما يؤدي ذلك الى فشله وعدم استيعاب المادة، كذلك يؤثر اﻻسلوب الخاطئ من بعض المعلمين في التعامل مع التلميذ نفسه، وإهانته امام زملائه، حيث يزرع الحقد في نفسه، وكره الدراسة. وهناك عامل ثالث وأخير يتمثل بالظروف التي يمر بها بلدنا العزيز من تهجير العوائل وترك اطفالهم للمدارس، حيث أجبرتهم الظروف الى ترك عام دراسي كامل نظرا لنزوحهم الى مدن ومناطق بديلة، فلا يتمكنون من ارسال اطفالهم الى المدارس ولا يستطيعون تحمل المصاريف التي يحتاجها التلميذ في المدرسة. هذه هي عوامل الفشل الدراسي.
أما أسباب الفشل الدراسي؟؟ فقد أجابت عن ذلك المرشدة النفسية (ست كواكب الجنابي) قائلة:
- بعض حالات الفشل الدراسي تحدث بسبب سلوكيات خاطئة لبعض المعلمين او لوجود مشكلات او خلافات داخل الاسرة، مثل انفصال الأب عن الام وضياع الطفل بينهما، ومن الأسباب الاخرى ايضا عدم وجود خبرة عند الاهل في تدريس اطفالهم، او بسبب نقل الطفل وتغيير المدرسة المتكرر. كذلك هنالك ما يتعلق بالأصدقاء، فالصديق له تأثير بالغ وكبير على صديقه، اذا كان اصدقاء التلميذ فاشلين في الدراسة ومهملين في واجباتهم، هو ايضا سوف يتصف بصفات اصدقائه ويأخذ الفشل كعادة منهم.
أما بالنسبة لنتائج الفشل الدراسي، فبعد كل هذه الآراء نأخذ النتيجة، بأن الفشل حالة قد تنتشر في المجتمع التعليمي اذا لم يعالج بصورة سريعة، مما يؤدي الى التسرب المدرسي وهروب التلميذ من المدرسة ويلجأ الى الشارع، او يترك دراسته ويعمل في المحلات فيضيع مستقبله، وتنطفئ شمعته الدراسية على يده، لذلك نطلق نداءنا الى كل من يهمه أمر التلاميذ، ونقصد بهم، الآباء والامهات والمعلمين الكادر التعليمي عموما، ونقول لهم عالجوا هذه الامور قبل أن يفقد التلاميذ مستقبله.
فهؤلاء هم تلاميذ اليوم، لكنهم غدا يصبحون عماد المستقبل ورجال الامة، وأملها ورواد ثقافتها ودينها وتاريخها وتراثها ومستقبلها وحياتها.
اضف تعليق