باتساع رقعة الأسواق والمحلات التجارية والمعروضات التي يستهدف اغلبها المرأة. تجتاح بيوتنا حمى مقلقة هي "حمى التسوق". وتزدحم الأسواق بالعباءات السوداء، إلا من عدة أكياس ملونة أو مغلفات صندوقية تتدلى من كم العباءة. والنساء على الأغلب مستهدفات بالترويج والاستقطاب والإعلانات التجارية. وهي بذلك تنفق اموالها واموال زوجها وعائلتها بغير وجه حق!. لهذا وغيره نسلط الضوء على هذا الهوس وكيفية تجنبه.
(شبكة النبأ المعلوماتية) تابعت هذا الموضوع وحيثياته، في هذا التحقيق، فقد قالت أم محمد/50 سنة انها مضطرة للخروج يوميا إلى سوق الخضار لأنها تحب أن تشتري الفاكهة طازجة بيومها ولا اسمح لأحد أن يحرمني من متعة الخروج للسوق يوميا لأني لا أجد شيئا استمتع به غير هذا الامر، واخرج مرتين تقريبا خلال الاسبوع الى اسواق (الولاية/ مركز المدينة)، أو (للسناتر) وأقوم بالشراء نيابة عن بناتي المتزوجات وزوجة ابني وجيراني أحيانا، وعندي خبرة في المساومة مع الباعة ومعرفة الشيء الأصلي او التقليد وخصوصا بالنسبة للعطور ومستحضرات التجميل، مما يجعل صدقاتي وجاراتي يرافقنني لشراء احتياجاتهن للاستفادة من خبرتي.
الأسواق للترفيه والتنزه
سارة/28 سنة قالت: لا أخرج للسوق أو المحلات والمولات لغرض الشراء فقط بل اخرج مع صديقاتي للتنزه والترفيه وقضاء بعض الوقت وتناول المرطبات والأطعمة السريعة. ونحن مضطرون لذلك لعدم وجود متنزهات مناسبة أو مناطق خضراء خاصة بالترفيه، فأين نذهب حين يصيبنا الملل والكآبة ؟. ومشروع الشراء وإنفاق الأموال موجود في كل الأحوال.
حمى الشراء
ويروي لنا طارق/35 سنه. هوس زوجته بالتسوق قائلا: في ايام الخطوبة تسوقتْ وتجهزت بما يكفي عشر نساء وهي تشتري بشكل جنوني وكأنها سوف تفقد السوق بعد ذلك، وصادف أن تزوجنا في موسم الشتاء وقالت إنها بحاجة إلى تجهيزات صيفية وخرجت إلى السوق واشترت كل القديفة والصوف والبنطلونات والمانتوات الموجودة في السوق. ولم تستعمل نصف مما اشترته، وبعد شهر واحد اتضح إنها حامل.. يا الله تمنيت أن تنشق الأرض وتبلعني لان عليها أن تستبدل الأحذية ذات الكعوب العالية بأحذية رياضية (بلا كعب) وملابس واسعة وفضفاضة، وتركت كل ما اشترته في الخطوبة والزواج. وبعد شهرين أصابتها هستيرية التسوق للطفل من ملابس وأجهزة وافرشة وحتى الألعاب والدمى وعندما ولد طفلنا الأول وهو الآن في السنة الرابعة، لم يلبس أو يستعمل ربع ما اشترت له من ملابس علما إننا على أعتاب ولادة الطفل الثاني وهي تستعد لشراء ملابس حمل غير التي اشترتها في الحمل الأول (ستايل). ليس إنفاق الأموال بلا طائل هو ما يزعجني بل استعداد زوجتي للاستغراق ساعات طويلة في السوق وهي تشتري الملابس وبعد ذلك تبحث عن الحقائب المناسبة والإكسسوارات والأحذية، وهي طبعا بحاجة لمن يرافقها ويضيع معها هذه الساعات الطويلة سواء أنا أو والدتي أو أخواتي. والأدهى من ذلك ان العدوى أصابتني فصرت كلما أراها مكتئبة اعرض عليها الخروج إلى السوق للتنزه وشراء ملابس جديدة وليس هناك ما يريح قلبها اكثر من هذا الخبر، فتختفي الكآبة مباشرة وتصبح إنسانه ثانية.
من جهتها قالت إيلاف/30 سنة، موظفة وأم لطفلين لم تتفق مع سابقاتها في الهدف والتعبير وقالت: لا اخرج لأي مكان من دون هدف وخطة، وخاصة للتسوق، اخرج وأنا اعرف مسبقا ماذا سأشتري؟ وكم المبلغ؟ وما هي النوعية؟ وأين سأجدها ولا أجد الأسواق والمولات مكانا مناسبا للتنزه والترفيه مطلقا، وليس لدي وقتا أضيعه وأنا أقطع الأسواق وألوانها طولا وعرضا. وتتابع إيلاف: وطبيعي ان استعد لحملة شراء وتسوق عند حلول شهر رمضان أو الأعياد او تبدل المواسم بين الشتاء والصيف وأكون برفقة زوجي.
تحليل علم النفس ونصائح للنساء
هناك آراء علمية للأكاديميين المعنيين بعلم النفس بشأن موضوعنا هذا، فقد قال أستاذ الأخصائي النفسي علي الحيدري: إن إدمان التسوق هوس مرتبط بمرض اكتئاب والنساء أكثر عرضة للاكتئاب. وأضاف ان المدمنين على التسوق هم أشخاص لا يمكنهم التحكم بميلهم إلى صرف المال والتسوق حتى لو أدى ذلك إلى الاستدانة. إذ يستعملون التسوق كوسيلة للتأقلم مع مشاعرهم رغم عدم حاجتهم لما يشترونه احيانا. وغالبا ما يعانون من مشكلة أخرى في حياتهم مثل النقص العاطفي وعدم القدرة على تحمل المشاعر السلبية، الحاجة إلى ملء فراغ داخلي، وهروب من الواقع. والإدمان على التسوق لا يصيب النساء فقط بل هناك قسم من الرجال ايضا يعانون من هذا المرض ويبدلون ساعاتهم وثيابهم وأحذيتهم أكثر من النساء وهذا يدل على ان مغريات المدينة الحديثة تصيب الرجال والنساء على حد سواء مما يعني انه قد يكون تعويضا عن حرية مفقودة او ضعف ثقة بالنفس.
وتتفق الأستاذة جمانة محمد علي مال الله الباحثة الاجتماعية مع الدكتور علي الحيدري. وتضيف: إن الإدمان لم يقف عند مستحضرات التجميل بل وصل الى مواكبة التكنولوجيا والهوس باقتناء أنواع الهواتف المحمولة والكومبيوتر وغيرها وللتخلص من هوس التسوق بينت جمانة عدة نصائح للنساء منها:
- الاهتمام بالوعي الاقتصادي.
- التخطيط الجيد لإيراد الزوجة الشهري.
- استغلال الإنفاق في تعلم لغة او مهارة.
- عدم التسوق مع مجموعة من الصديقات.
- لا تعتمدين على برأي البائع في السلعة.
- اختيار الوقت المناسب للتسوق.
- وأخيرا عند اصطحاب أولادك للتسوق لا تلبي كل ما يطلبونه منك.
اضف تعليق