لقي 19 شخصا على الأقل مصرعهم في مدينة بيشاور الباكستانية يوم الجمعة جراء هجوم بالأسلحة النارية والمتفجرات استهدف جامعا يرتاده الشيعة في أحدث هجوم في سلسلة من أحداث العنف الطائفية التي تجتاح البلاد.
وكثيرا ما تستهدف جماعات سنية متشددة مساجد الأقلية الشيعية.
وقالت الشرطة إن مسلحين اقتحموا المسجد الذي احتشد فيه المصلون لإقامة صلاة الجمعة وفتحوا النار عليهم قبل سماع ثلاثة انفجارات داخله. بحسب رويترز.
وأعلنت حركة طالبان الباكستانية التي تقاتل الحكومة سعيا لإقامة نظام ديني متشدد مسؤوليتها عن الهجوم وقالت إنه رد على الحملة الأمنية على المسلحين والتي جاءت بعد مجزرة ارتكبتها الحركة المتشددة في مدرسة.
وقال خليفة عمر منصور زعيم حركة طالبان الباكستانية في تسجيل مصور ظهر فيه محاطا بثلاثة شبان يمسكون بنادق كلاشنيكوف "إما أن تطبقوا الشريعة أو تصبح باكستان مقبرتكم."
وأضاف "هذا هو الهجوم الأول في سلسلة هجمات انتقامية... انتظروا ما هو قادم."
وتشابه أسلوب اقتحام الجامع مع ذلك الذي استخدم في ارتكاب مذبحة المدرسة حين وصل المسلحون في سيارة وأحرقوها ثم اقتحموا المكان من بوابة خلفية.
وقال مجمع حياة أباد الطبي إن 19 شخصا على الأقل قتلوا في الهجوم.
في حين روى شاهد حسين الذي رأى الواقعة لرويترز ما جرى فقال إن المصلين كانوا قد انتهوا لتوهم من الصلاة عندما اقتحم خمسة أو ستة رجال يرتدون زيا عسكريا الجامع وبدأوا في إطلاق النار.
وأضاف "لم نكن نعرف ما يجري. بعدها فجر أحد المهاجمين نفسه وتصاعد دخان كثيف وغطى التراب المكان."
وتحاول الحكومة الباكستانية تطبيق إجراءات أمنية جديدة للتعامل مع المقاتلين المتشددين إثر مذبحة المدرسة التي قتل فيها 134 طفلا وآخرين.
وفجر أحد المسلحين نفسه، وقُتِل آخر، فيما اعتقلت الشرطة ثالثا، بحسب مسؤولين.
وأعلن مسلحون مرتبطون بحركة طالبان مسؤوليتهم عن الهجوم، وهو الأشد دموية منذ عدة سنوات.
وفي بيشاور، أظهرت لقطات تلفزيونية أشخاصا يجرون من موقع الحادث، وبعضهم يحمل مصابين.
وعبر رئيس الوزراء الباكستاني، نواز شريف، عن "حزنه لسقوط قتلى"، مضيفا أن الحكومة ملتزمة "باجتثاث خطر الإرهاب". بحسب الـ بي بي سي.
وشهدت باكستان خلال العقد الماضي عددا متزايدا من الهجمات الطائفية.
وتنفذ مجموعات متشددة من السنة معظم هذه الهجمات ضد الشيعة الذين يشكلون نحو 20 في المئة من السكان.
وقال قائد الشرطة إن المسلحين اقتحموا المسجد وهم يرتدون سترات ناسفة.
ورغم أن المسلحين اقتحموا المسجد، فإن واحدا منهم فقط هو الذي تمكن من تفجير نفسه.
وأفادت تقارير بأن المسلحين أطلقوا الرصاص وقنابل على المصلين المتجمعين لصلاة الجمعة.
وقال قائد شرطة إقليم السند، ناصر دوراني، إن المصلين منعوا أحد المسلحين من تفجير السترة الناسفة التي كان يرتديها.
وأوضح قائد الشرطة قائلا "أظهر الناس عنا شجاعة كبيرة. لقد أمسكوا بواحد من المهاجمين من عنقه ولهذا لم يتمكن من تفجير السترة الناسفة التي كان يرتديها ثم أُطلِقت النار عليه وقتل".
وقالت طالبان باكستان إن المهاجمين التابعين لها نفذوا الهجوم، مضيفة أنه جاء انتقاما لإعدام أحد أعضائها.
ومنذ أسبوعين، قتل أكثر من 60 شخصا في هجوم على مسجد للشيعة في إقليم السند، حين كان المئات من الشيعة يؤدون صلاة الجمعة في بلدة شيكاربور بولاية السند في باكستان.
ووقع الانفجار فيما كان المئات يؤدون صلاة الجمعة في بلدة شيكاربور بولاية السند، على بعد نحو 470 كلم شمال كراتشي.
وأظهرت مشاهد التلفزيون جهود إنقاذ وسط حالة من الفوضى فيما كان المسعفون يكدسون الجرحى في السيارات وعلى الدراجات والعربات لنقلهم للمعالجة.
وأعلن متحدث باسم جماعة جندالله المتشددة، وهي فصيل منشق عن طالبان -باكستان المسؤولية عن الهجوم.
وقال أحمد مروت لوكالة فرانس برس "نعلن المسؤولية عن الهجوم على الشيعة في شيكاربور بكل سرور".
وقال محبة علي ببلاني أحد سكان شيكاربور إن أربعة من أبناء عمومته وتتراوح أعمارهم بين 30 و40 عاما، قتلوا في الهجوم فيما فقد صديقه خمسة أطفال جميعهم دون 13 عاما.
وأضاف "خسر صديقي نظام الدين شيخ أبناءه الخمسة. أخذهم برفقته لأداء الصلاة وقد قتلوا جميعا في الهجوم".
وتتصاعد الهجمات ضد الشيعة منذ سنوات في كراتشي وفي كويتا (جنوب غرب) ومنطقة باراشينار (شمال الغرب) وغيلغيت (اقصى شمال الشرق).
وقتل نحو ألف شخص من الشيعة العامين الماضين في باكستان. وتبنت جماعة عسكر جنقوي السنية المتشددة العديد من تلك الهجمات.
وحذر تقرير لمعهد السلام الأمريكي هذا الأسبوع من أن الجماعات المسلحة الطائفية تزداد قوة في المناطق الريفية بالسند، الولاية التي كانت في منأى عن عدد كبير من أسوأ أعمال العنف التي هزت باكستان في السنوات العشر المنصرمة.
ويرى مراقبون ان هذه المنظمات المتشددة مدعومة من قبل الأموال الوهابية القادمة من السعودية للقضاء على الوجود الشيعي في الباكستان واستئصال الشيعة وتحويل الباكستان الى منطقة سنية مطلقة.
ونفذت طالبان عددا من الهجمات في بيشاور بما فيها هجوم على مدرسة في شهر ديسمبر/كانون الأول والذي أدى إلى مقتل 150 شخصا، معظمهم من التلاميذ.
وعمدت الحكومة ردا على الهجوم على المدرسة إلى تعزيز الإجراءات الأمنية إذ أمرت بتشكيل وحدة مقاتلة مناهضة لحركة طالبان باكستان والسماح للمدرسين بحمل السلاح.
اضف تعليق