يشكل التواصل الاجتماعي (فيس بوك) وسيلة شائعة لدى المجتمع وجزء من منظومة وسائل الإعلام والنشر، واسع الانتشار بين المستخدمين، يوفر الحرية التامة للمستخدمين بما يمنح الحيوية والتفاعل الايجابي، والمساهمة في نشر الأفكار والآراء من منطلق حرية الفكر والرأي، ليعطي بذلك فسحة من الحرية، لمن يعتصره الشعور المؤلم تجاه مجريات وجزئيات الحياة.
استطاع الفيس بوك انشاء مجتمع افتراضي يتشابه في كثير من سماته مع المجتمع الواقعي، سيصبح في المستقبل واقعا اكثر اهمية، فيما لو تم التعايش والتواصل من خلاله مع الاخرين، يكرس مفاهيم اجتماعية متصلة بقواعد الكترونية تلامس صميم المجتمع تتجلى في الربط بين تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وبين تدوين الآراء والافكار والمواقف ونشرها، فيما يخص القضايا الاجتماعية المختلفة، يساهم في زيادة روح التواصل بين الناس، وتمكين الافراد من طرح آرائهم وافكارهم دون وصاية او قيود، وليس هناك ما يمنع حرية التعبير عن الظواهر الاجتماعية ، بذلك يحقق ملاذاً امناً لحرية الفكر والراي، ينطوي على اضافات نظرية وواقعية في الحياة.
كشفت احدى تقارير الإعلام الاجتماعي، الذي يطلقه برنامج الحوكمة والابتكار في كلية دبي للإدارة الحكومية دوريًا، إلى وصول عدد مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” في العالم العربي حتى بداية عام 2013 إلى ما يقارب 51 مليون مستخدم، بينهم 13.5 مليون مستخدم جديد انضموا خلال عام 2012 وحده.
وفقاً للتقرير، مازالت دول مجلس التعاون تحتل المراكز الخمس الأولى من حيث نسبة استخدام الـ فيسبوك من عدد السكان وتصدرت الإمارات المرتبة الأولى في قائمة الدول العربية، تلتها الأردن ولبنان وقطر وتونس. وما زال الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بني 15 و29 عاماً يشكلون نحو 70% من مستخدمي فيسبوك في المنطقة العربية. وقد بقي هذا الرقم ثابتاً منذ أبريل 2011. وتفوقت قطر والكويت على الإمارات العربية في عدد المستخدمين الشباب لهذه الشبكات. وبين التقرير أن حوالي ربع مستخدمي الفيس بوك العرب موجودون من مصر، والربع الآخر في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تضم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة معاً 80 بالمائة من المستخدمين في منطقة الخليج.
على الرغم من اهميته وانتشاره لكن لا يخلو من الظواهر السلبية ، مع ضرورة توفر الوعي لتداول ونشر هذه الافكار بعيداً عن التزمت والتعصب، وبما ينسجم مع المعايير الاخلاقية، والاعراف والتقاليد الاجتماعية ،لابد وان يتم مراعاتها بنظر الاعتبار بالنسبة لطرح المواضيع ونشرها، حيث كثيراً هي المشاكل التي بدأت بالظهور جراء عدم التزام بعض المشتركين بسلوكيات واخلاقيات النشر والمعايير الواجب اتباعها، كنشر وبث اكاذيب وتشويه حقائق عن شخص ما او مؤسسة رسمية، وبث افكار منحرفة لها انعكاساتها السلبية على المتابعين والفئة المستهدفة من ذلك النشر المسيء، وترويج اساليب التسقيط ضد الاخرين، المتمثلة بانتهاك خصوصية بعض المشتركين من خلال القذف والتشهير بسمعة الاشخاص، وتشويه الحقائق بطرق احتيالية تتصف بمظهر خارجي كاذب.
كما لا تتوفر آلية واضحة للتأكد من شخصية المشتركين واعمارهم، وهذه تفسح المجال لأي شخص كان يتصف بصفة معينة ليس لها وجود في الواقع أو ينتحل شخصية لها اعتبار يحقق الغاية من ذلك حسب ما يعتقد، مثلا لا يوجد ما يمنع من أن ينتحل شخص في عقده الخامس مثلا شخصية طفل عمرة ثلاثة عشر عاما ثم يقوم بالتواصل مع أطفال آخرين بهدف التحرش بهم جنسيا أو استغلالهم واستدراجهم لأفعال معينة بمختلف الطرق والوسائل المسيئة ، كذلك الكثير من الأطفال دون سن الثالثة عشرة الذين يتعمدون تكبير أعمارهم للاشتراك بموقع الـ فيسبوك ومن ثم يطلعون على ما يتم نشره لا يناسب سنهم، وهؤلاء يكونون عرضة للاستغلال والتأثير الفكري المنحرف من قبل الكثيرين.
ابراز دور المؤسسات التربوية والمتمثلة في الأسرة والمدرسة وغيرها بضرورة تبني برامج تربوية سليمة، تعتمد علي القيم والأخلاق والتي تمكن الشباب من جعل الـ فيس بوك وسيلة للتواصل والتعارف وصلة الرحم بعيدا عن بث الشائعات والكذب والتضليل والنفاق الذي ينتشر حاليا في أغلب صفحات الفيس.
تحمل الفرد المسؤولية الشخصية عن ما ينشره وبما يناسب سلوكيات النشر المعتادة، حتى لا تصبح وسيلة تسقيط علنية تحقق الضرر المعنوي للأشخاص.
الابتعاد قدر الامكان في طرح المواضيع المسيئة التي تمس سمعة واعراض الناس، تنشيط الحوار بين الشباب وإدراك مخاطر الانحراف في النشر.
تعميم الفائدة من النشر بحيث تكون هناك نتاجات فكرية ومواضيع ثقافية تصلح لاعتمادها وتوثيقها، لان بالنتيجة هي وسيلة طرح الآراء والافكار بكل مصداقية وموضوعية.
اضف تعليق