منوعات - معلوماتية

يوم الإنترنت الآمن

تصحيح 4 مفاهيم خاطئة حول سلامة الأطفال في الفضاء الرقمي

غالبا ما ترتبط تجارب الأطفال مع العنف في الفضاءات الرقمية بالعنف في سياقات أخرى. على سبيل المثال، بالنسبة للعديد من الأطفال، فإن التنمر عبر الإنترنت هو استمرار للتنمر الذي يتعرضون له بالفعل في المنزل أو المدرسة أو في أحيائهم. كما يستخدم المجرمون أيضا وسائل التواصل الاجتماعي أو الرسائل...

مع استمرار تطور التكنولوجيا بشكل سريع، يزداد ارتباط حياة الأطفال والشباب بالإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. وفي حين أن هذا يمكن أن يكون إيجابيا إلى حد كبير بحيث تصل هذه الفئة العمرية إلى عالم من المعلومات التعليمية والترفيهية والاجتماعية المفيدة، إلا أنه يمكن أن يعرضها للمخاطر، بما في ذلك المحتوى الضار والتنمر والتحرش وحتى الاعتداء الجنسي.

لسوء الحظ، على مدى السنوات الأخيرة، نمت وازدهرت العديد من المعتقدات غير الصحيحة حول تأثير التقنيات الرقمية على حياة الأطفال، مما أدى إلى تضليل الآباء ومقدمي الرعاية والمعلمين وصناع السياسات. لذا، وبمناسبة اليوم العالمي للإنترنت الآمن هذا العام، قامت اليونيسف بتسليط الضوء على أربع منها ومعالجتها:

المفهوم الخاطئ الأول: توفير مزيد من الوصول إلى الإنترنت للأطفال لا يمكن إلا أن يعززهم ويفيد مجتمعاتهم

في حين أن المساواة في الوصول إلى الإنترنت هي هدف أساسي وأن الأطفال سوف يستفيدون بالتأكيد من قضاء الوقت على الإنترنت، إلا أنه ليس صحيحا أن زيادة الوصول لا تأتي إلا بالفوائد. 

في الواقع، غالبا ما يكون الأطفال أكثر عرضة لرسائل الكراهية والصور العنيفة في البلدان التي فيها وصول أكبر إلى الإنترنت. ففي حين أن الإنترنت يحفز الاتصال الاجتماعي والمشاركة والإبداع لدى الأطفال، ولكن نظرا لقلة تنظيم البيئات الرقمية – والتي نادرا ما تم تصميمها مع وضع مصالحهم الفضلى في الاعتبار - فإنها تسهل أيضا انتشار المحتوى الخطير.

إلا أن بعض البلدان التي فيها وصول مرتفع إلى الإنترنت تمكنت من خفض هذه المخاطر. وقالت اليونيسف إن النظر في سياسات وممارسات هذه البلدان، أو المنصات الأكثر شعبية فيها، قد يكشف عن سياسات وقائية أو حلول تشريعية يمكن تكرارها في أماكن أخرى.

وأكدت أن البلدان التي تتمتع بشبكات اتصال متنامية سوف تستفيد من الجهود الاستباقية للتخفيف من الضرر الذي قد يلحق بالأطفال في المستقبل. وقالت إن من بين الخطوات الفورية التي ينبغي للحكومات أن تتخذها إلزام القطاع بدمج العناية الواجبة بحقوق الطفل، بما في ذلك تقييمات الأثر القوية، في عملية تنظيم الكراهية والعنف على الإنترنت.

المفهوم الخاطئ الثاني: ممارسة ألعاب الفيديو تضر بنمو الأطفال ورفاههم

منذ أن شاعت ألعاب الفيديو في أوائل الثمانينيات، كان هناك جدال حاد حول قدرتها على إلحاق الأذى بالأطفال الذين يلعبونها. في الواقع، يمكن لألعاب الفيديو أن تساهم في دعم رفاه الأطفال، ولكن يجب تصميمها بشكل يضع احتياجاتهم في الاعتبار.

وقالت اليونيسف إن الألعاب الرقمية يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي على شعور الأطفال بالاستقلالية والكفاءة، وقدرتهم على فهم وتنظيم المشاعر، وتكوين وإدارة العلاقات. كما يمكن أن تعمل كمصدر مهم للتواصل الاجتماعي لدى الأطفال الذين قد يجدون صعوبة في التواصل مع الآخرين.

إلا أنها شددت على أهمية أن يأخذ مصممو الألعاب احتياجات الأطفال في الاعتبار، وهي ليست بالمهمة السهلة يسبب اختلاف هذه الاحتياجات من طفل لآخر. ولذلك يجب على المصممين فهم كيف يمكن أن تبدو تجارب اللعب الإيجابية لأطفال مختلفين، وما هي خيارات التصميم أو الآليات الأكثر احتمالية لدعمها.

المفهوم الخاطئ الثالث: العنف عبر الإنترنت يختلف تماما عن أشكال العنف الأخرى

غالبا ما ترتبط تجارب الأطفال مع العنف في الفضاءات الرقمية بالعنف في سياقات أخرى. على سبيل المثال، بالنسبة للعديد من الأطفال، فإن التنمر عبر الإنترنت هو استمرار للتنمر الذي يتعرضون له بالفعل في المنزل أو المدرسة أو في أحيائهم. 

كما يستخدم المجرمون أيضا وسائل التواصل الاجتماعي أو الرسائل الفورية لدفع الأطفال إلى مشاركة صور جنسية لهم أو إلى مقابلتهم شخصيا، مما يسهل العنف أو الاعتداء الجنسي.

في حين أن هناك حاجة إلى مزيد من البيانات لفهم كيفية ارتباط العنف عبر الإنترنت والعنف الشخصي ضد الأطفال، قالت اليونيسف إن فهم هذه الروابط سيكون مهما أثناء تصميم برامج الوقاية واستراتيجيات الاستجابة. وأكدت أن التداخل بين العنف الجنسي عبر الإنترنت والعنف الشخصي يشير إلى أنه من الممكن معالجة هذه الأضرار معا.

المفهوم الخاطئ الرابع: معظم حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال عبر الإنترنت يرتكبها غرباء

في الواقع، غالبا ما يرتكب العديد من أشكال الاعتداء الجنسي عبر الإنترنت شخص يعرفه الطفل بالفعل، حيث يمكن أن يكون صديقا أو أحد معارفه أو أحد أفراد أسرته أو شريكا حميما.

إلا أن اليونيسف أشارت إلى أن الغرباء هم فعلا الجناة الأكثر شيوعا في بعض البلدان، مما يؤكد أهمية الاستناد إلى البيانات الوطنية في إنتاج رسائل الوقاية والنهج التعليمية والاستجابات. وشددت على أنه في غياب البيانات الوطنية، يجب أن تأخذ جهود الوقاية والاستجابة في الاعتبار جميع الجناة المحتملين.

وقالت إن تزويد مقدمي الرعاية وقادة المجتمع والمعلمين وغيرهم من المهنيين بالمعلومات المحدثة والدعم بشأن منع الاعتداء الجنسي على الأطفال أمر بالغ الأهمية لتبديد المفاهيم الخاطئة الشائعة، بما في ذلك حول مرتكبي الاعتداء، وإنشاء أنظمة دعم يمكن للأطفال الاعتماد عليها والثقة في اللجوء إليها.

الخلاصة

التكنولوجيا الرقمية قوة قوية تشكل حياة الأطفال، ويمكن أن تقدم فرصا واسعة للتعلم والتفاعل الاجتماعي والإدماج. إلا أن الأطفال يواجهون أيضا مخاطر كبيرة على رفاههم واستقلاليتهم وسلامتهم بينما ينخرطون في هذا العالم الرقمي.

من خلال تحدي المفاهيم الخاطئة ومعالجة المخاطر برؤى قائمة على البيانات، يمكننا إنشاء بيئات رقمية أكثر أمانا وتمكين الأطفال من التعامل مع العالم عبر الإنترنت لصالحهم.

* المصدر: موقع اليونيسف

اضف تعليق