إن هذا التوجه يرافق السلاح الاثم وقد يتجاوزه، لأن حرب الإعلام والمعلوماتية المضللة باتت تشكل ثقلها وأهميتها في غسل الأدمغة والنفوس كذلك، ولا بد لنا من الانتباه إليها والعمل على كشفها وفضحها بكل الطرق والأساليب، التي نمتلكها على وفق حقائق منطقية واضحة وسليمة...

لا تكتفي الصهيونية بممارسة عدوانها وتوسعها وجرائمها التدميرية؛ وإنما تعمد إلى ممارسة دور تضليلي في الإعلام ونقل المعلومات.. التي ترافق اساليبها الاجرامية.

من هنا، نتبين حقيقة تكتمها الواضح للعيان، وهي تحول دون وصول المعلومة الحقيقية، ولا تعمل على الكشف الذي يتكبده الكيان الصهيوني، ولا المليارات التي ينفقها على حربه الدموية. وذلك حتى لا تشغل الأذهان في الداخل بفداحة الحرب، مثلما لا تريد أن يعرف العالم الخارجي ما تتكبده من خسائر بشرية ومادية.

وهي ـ أي الصهيونية ـ تقلل وتهمش إلى أقل القليل الذي يشاع أمره حتى لا تحدث نقمة ومعارضة داخلية، وحتى يظل المجتمع الدولي في غفلة عن وطأة الأحوال داخل (إسرائيل)، التي تعد نفسها الغالبة والأقوى في حرب آثمة وجائرة.. من دون أن تشير إلى أنها محمية من الولايات المتحدة الأمريكية وأن أسلحتها كلها بختم أمريكي.. ولولا هذه الحماية وهذا السلاح الممنوح لها؛ لما كان هناك كيان اسمه (إسرائيل). 

صحيح أن الصهيونية، كانت قد نجحت في تضليل العالم في الجرائم التي ارتكبها هتلر ضد اليهود في المانيا، لكن هذا التضليل لا يمكن النجاح فيه، في عالم يهيمن عليه العلم ورصد الأقمار الصناعية والذكاء الاصطناعي.

لذلك تمكنت العديد من الفضائيات من رصد الخسائر التي تكبدها الكيان الصهيوني. الأمر الذي جعل هذا الكيان يعمل على إيقاف الحرب التي كان قد شنها ضد لبنان ومن قبلها غزة.

نعم.. لبنان أعطى الكثير من الشهداء، ولحقت به خسائر مادية وبشرية؛ لكن هذا لا يعني أن (إسرائيل) كانت تتلقى (الورود) فوق ترسانتها الحربية، وجيوشها الإجرامية، وإنما كانت الحمم تشعل أبرز المواقع، التي تشغلها هذه الآلة الصهيونية.

ولكن (إسرائيل) تخفي في العادة خسائرها، وتركز على ما ألحقته هي من أضرار في لبنان وغزة، كما تعلن عن نقمتها وإصرارها على الجرائم، التي ترتكبها وتعمد على توسيعها يوميا.

وقد أصبح معلوما لدى كل شعوب الأرض أن (إسرائيل) ماضية في ممارسة جرائم إبادة البشر والحجر، معلنة انها كانت تعرضت لعدوان وهي تصد الهجمات التي تواجهها، وتتغافل عن سنوات طويلة من الاحتلال واغتصاب الأرض العربية في فلسطين المحتلة.

نعم.. توقفت الحرب وتوجهت افواه البنادق إلى الأسفل؛ إلا أن هذا لا يعني أبدا أن الصهاينة قد تخلت نهائيا عن أساليبها الإجرامية التوسعية.. حتى تظهر أمام العالم وكأنها من (دعاة السلام) وأن الكيان الصهيوني لا يريد الحرب ولا يسعى اليها.. في وقت يحشد فيه الشارع الصهيوني بدعوى رفضه السلام والإبقاء على حالة الحرب، وذلك عن طريق التظاهرات التي نظمها ودعمها الكيان الصهيوني نفسه، حتى يضلل العالم بأن النظام الصهيوني لا يريد الحرب، فيما يضمر في سياسته الاستعداد للإبقاء على إشعال الحرب على لبنان وغزة..!

هذا هو المنطق التضليلي وليس الإنساني الذي تعتمده الصهيونية في خطابها؛ فيما هو منطق كاذب وإجرامي تمارسه (إسرائيل) نحو العرب منذ سنوات طويلة، حتى غدا أمام الأنظار وكأن هذ الكيان (ضحية) عدوان، وليس أداة عنصرية غاصبة لأرض عربية عملت على احتلالها عنوة.

من هنا.. لا بد أن نعرف أن (إسرائيل) لم تمارس حربا إجرامية حسب؛ وانما هي تعمل وبشكل مستمر على أن ترافق هذه الحروب المتعددة التي تشنها من قبل ومن بعد؛ أساليب إعلامية وتضليلية كاذبة تخادع بها العالم كله، وهي طرق كاذبة لا بد من ادراكها وفضحها وكشف اسرارها وابعادها ونتائجها.. وهي لا تقل أهمية عن السلاح الذي تستخدمه؛ بل إن هذا التوجه يرافق السلاح الاثم وقد يتجاوزه، لأن حرب الإعلام والمعلوماتية المضللة باتت تشكل ثقلها وأهميتها في غسل الأدمغة والنفوس كذلك، ولا بد لنا من الانتباه إليها والعمل على كشفها وفضحها بكل الطرق والأساليب، التي نمتلكها على وفق حقائق منطقية واضحة وسليمة.

اضف تعليق