على مدار سنوات نجحت شركة غوغل في الهيمنة على سوق البحث، وقامت بأعمال إعلانية ناجحة، ما جعلها من الشركات الأكثر قيمة في العالم، وعلى الرغم من أنها ليست الشركة الوحيدة التي تمتلك محرك بحث؛ إلا أن غوغل Google أصبح مرادفًا للبحث في الويب...

أزمة كبيرة تواجه شركة غوغل، بعد توجيه الاتهامات إليها بالاحتكار، حيث حكم قاضي فيدرالي بأنها شركة محتكرة، وبالتالي فإن الشركة إذ لم تنجح في الدافع عن نفسها ضد هذه التهمة سوف يكون المصير المحتوم هو تفكيك غوغل.

وقال قاضي المحكمة الجزئية الأميركية أميت ميهتا، إن صفقات الشركة الأم ألفابت، جعلت غوغل محرك البحث الافتراضي على منصات أخرى، بما ينتهك قوانين المنافسة للشركات وتحقق هي إيرادات بمليارات الدولارات، وأضاف: «غوغل شركة احتكارية، وقد تصرفت كواحدة من الشركات للحفاظ على احتكارها»، والآن تواجه الشركة مصير التفكيك إذ لم تدافع عن نفسها، بينما قالت الشركة إنها ستستأنف الحكم.

هيمنة غوغل على سوق البحث 

على مدار سنوات نجحت شركة غوغل في الهيمنة على سوق البحث، وقامت بأعمال إعلانية ناجحة، ما جعلها من الشركات الأكثر قيمة في العالم، وعلى الرغم من أنها ليست الشركة الوحيدة التي تمتلك محرك بحث؛ إلا أن غوغل Google أصبح مرادفًا للبحث في الويب. 

وتشير البيانات الواردة من شركة “Statcounter”، لتحليل حركة المرور على الويب إلى أن حصة محرك بحث غوغل Google في السوق تبلغ حوالي 91% على مستوى العالم اعتبارًا من شهر يوليو، وحافظت الشركة على حوالي 90% من حصة السوق منذ عام 2009، وكان أقرب المنافسين التاليين لها هو محرك البحث بينغ Bing التابع لمايكروسوفت، حيث بلغت حصتها في السوق أقل بقليل من 4%، وعلى الرغم من أن الشركة اعترضت على هذا الرقم؛ إلا أن وزارة العدل قالت أيضًا إن ما يقرب من 90٪ من عمليات البحث على الويب تتم من خلال غوغل.

وتحافظ الشركة على مكانتها الأولى في مجال البحث جزئيًا من خلال دفع مليارات الدولارات لجعل غوغل محرك البحث الافتراضي عبر الأجهزة، وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أنها دفعت لشركة أبل 18 مليار دولار لإبقاء غوغل محرك البحث الافتراضي على أجهزتها في عام 2021، وأيضًا أجهزة سامسونغ، علاوة على هذه المدفوعات، تمتلك غوغل Google متصفح الويب الخاص بها وهو غوغل كروم Google Chrome، ونظام تشغيل الهاتف المحمول أندرويد Android، وكلاهما يجعل غوغل Google محرك البحث الافتراضي عبر ملايين الأجهزة، وبالتالي كل هذه الادعاءات جعلت الشركة تواجه تهمة الاحتكار، والذي أصدره القاضي الفيدرالي ضدها، لتكون مهددة بالتفكيك فماذا يعني ذلك.

لماذا يعني تفكيك غوغل؟

إذا لم تنجح غوغل في الدفاع عن نفسها خلال حكم الاستئناف أو التوصل إلى حل مع المدعين لن يكون أمامها حلاً إلا التفكيك، وفكرة التفكيك تعني تقسيم الشركة إلى شركات عدة تكون أصغر ومستقلة بهدف الحد من هيمنتها وفتح مجالاً للمنافسة، في وحال تفكيك غوغل، سوف يتم تقسيمها إلى شركتين رئيسيتين، الأولى: مختصة بنظام تشغيل الهواتف المحمولة أندرويد، والثانية: مختصة بمتصفح الويب غوغل كروم.

وإذا حدث ذلك ستكون ضربة قوية إلى غوغل، لأن أندرويد هو النظام الأكثر استخدامًا في العالم على الهواتف المحمولة، حيث يشغل حوالي 2.5 مليار جهاز، بينما غوغل كروم هو المتصفح الأكثر شيوعاً في العالم وبالتالي كلاهما يمنحان الشركة سيطرة كبيرة على سوق البحث والتكنولوجيا.

وسيكون إجراء تفكيك جوجل بمثابة تحذير لعمالقة التكنولوجيا الكبار الآخرين الذين يواجهون دعاوى مكافحة الاحتكار، بما في ذلك أمازون وأبل وميتا، وستكون أيضًا أهم عملية تفكيك للشركات منذ تقسيم “AT&T” في الثمانينيات.

حلول أخرى غير التفكيك

ووفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، حدد القاضي الذي ترأس قضية غوغل جلسة استماع في 6 سبتمبر لمناقشة الخطوات التالية مع غوغل ووزارة العدل، حيث تدرس الوزارة حلولاً أخرى غير التفكيك، مثل منع غوغل من أن بترم عقودًا تمنعها من الهيمنة على السوق، مثل صفقتها مع شركة أبل المذكورة سابقًا، أو إجبار غوغل على إعطاء ترخيص لشركات منافسة للقيام بعمليات بحث وعدم احتكار عمليات البحث.

وتقوم وزارة العدل بتقييم قرار المحكمة وستقوم بتقييم الخطوات التالية المناسبة بما يتوافق مع توجيهات المحكمة والإطار القانوني المعمول به لعلاجات مكافحة الاحتكار، وقال المتحدث باسم الوزارة في تصريحات لمجلة فورتشن: ‘لم يتم اتخاذ أي قرارات في هذا الوقت’.

اضف تعليق