إن فكرة أن يتمكن الذكاء الاصطناعي من رصد كل لقمة نتناولها تبدو وكأنها خرجت من صفحات قصص الخيال العلمي، لكن هذا الحلم أصبح حقيقة بفضل التقدم الهائل في مجال تعلم الآلة والرؤية الحاسوبية. يمكن للذكاء الاصطناعي الآن التعرف على محتويات الطعام من خلال الصور والفيديوهات، وتحليل مكوناته وتحديد القيمة الغذائية لكل وجبة نستهلكها...

في عصر التحول الرقمي وتقدم التكنولوجيا نجد أن مجالات عديدة قد تأثرت بالنمو السريع للتقنيات المتقدمة، ومن بين هذه المجالات الطب والتغذية، حيث يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا متزايدًا في تحسين حياة الأفراد وتقديم حلول مبتكرة للتحديات الحياتية اليومية. 

من بين تلك التطبيقات المدهشة، يبرز استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال التغذية وتحديداً في رصد ومتابعة استهلاك الفرد اليومي للأطعمة وتحديد السعرات الحرارية، مما يساعد في تحقيق أهداف الصحة واللياقة بشكل أكثر دقة وفائدة.

إن فكرة أن يتمكن الذكاء الاصطناعي من رصد كل لقمة نتناولها تبدو وكأنها خرجت من صفحات قصص الخيال العلمي، لكن هذا الحلم أصبح حقيقة بفضل التقدم الهائل في مجال تعلم الآلة والرؤية الحاسوبية. يمكن للذكاء الاصطناعي الآن التعرف على محتويات الطعام من خلال الصور والفيديوهات، وتحليل مكوناته وتحديد القيمة الغذائية لكل وجبة نستهلكها. هذا التحليل ليس فقط دقيقًا ولكنه يتم في وقت سريع لا يمكن للبشر الوصول إليه بمفردهم دون هذه التقنيات المتقدمة.

تصور أنك تجلس لتناول وجبة غداء في مطعم مألوف أو حتى في منزل أحد الأصدقاء، التقاط صورة واحدة لوجبتك كافٍ لأن يعرف تطبيق الذكاء الاصطناعي الخاص بك عدد السعرات الحرارية، البروتينات، الدهون، والكربوهيدرات الموجودة في طبقك. يعتمد هذا على قاعدة بيانات ضخمة تضم معلومات تغذوية عن آلاف الأطعمة المختلفة، ويمكنه تحسين دقة التقديرات بمرور الوقت مع تراكم المزيد من البيانات.

هذا النظام لا يساعد فقط في تتبع السعرات الحرارية، بل يمكن أن يوجهك نحو خيارات أكثر صحة. فمثلاً، إذا قمت بتناول وجبة غنية بالدهون في الغداء، يمكن أن يقترح عليك الذكاء الاصطناعي وجبة عشاء تحتوي على كمية أقل من الدهون ومزيد من الألياف لإحداث توازن في النظام الغذائي اليومي. وهذه القدرة الاستشرافية يمكن أن تكون عنصرًا حيويًا في الخطط الصحية، لا سيما لأولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة كالسكري أو السمنة.

ومع تطور التطبيقات والأنظمة المزودة بالذكاء الاصطناعي، تزداد قدراتها، فهي ليست مقتصرة فقط على التعرف والتحليل، بل تمتد إلى تقديم توصيات برامج غذائية شخصية تعتمد على نمط الحياة والنشاط البدني والتفضيلات الغذائية. يمكن لهذه التطبيقات أن تتابع تقدمك بشكل مستمر، وتقوم بتعديل خططك الغذائية لتناسب أهدافك الصحية سواء كانت خسارة الوزن أو بناء العضلات أو التحكم في مستوى السكر في الدم.

إن دمج الذكاء الاصطناعي في المجال الغذائي يتخطى مجرد حساب السعرات الحرارية إلى خلق مجتمع أكثر وعياً بصحته وقدراته الغذائية. ليس فقط المراقبة بل التوعية هو ما يميز هذه التكنولوجيا، حيث يمكنها أيضًا إرسال تقارير شهرية تعرض عليك أنماطك الغذائية والتغييرات المقترحة بناءً على عوامل بيئية أو موسمية أو حتى تغيرات في مستوى نشاطك اليومي.

تقنية رصد السعرات الحرارية من خلال الذكاء الاصطناعي تنقلنا من مرحلة الاعتماد على التخمين والقياسات اليدوية إلى عالم من الدقة والسرعة والاستمرارية. إنها تفتح آفاقًا جديدة تجلب معها فرصة حقيقية لكل فرد لعيش حياة أكثر صحة وتوازنًا، مدعومة بقرارات غذائية أكثر ذكاءً ووعياً. ومع تزايد الاعتماد على هذه التكنولوجيا، يمكننا أن نأمل في مستقبل يكون فيه الحفاظ على الصحة البدنية أمرًا أكثر سهولة وفعالية من أي وقت مضى.

هل سبق أن قضمت قطعة من الشوكولاتة، متوقعا مذاقا سلسا وغنيا، لكنك واجهت نكهة حامضية غير متوقعة وغير سارة؟

هذا المذاق هو "التزنخ"، الناتج عن فساد الأطعمة، وهي مشكلة يمكن أن يساعد "الذكاء الاصطناعي" على حلها، عن طريق توجيه الباحثين إلى بعض الخلطات الجديدة من مضادات الأكسدة، التي تساعد على إطالة عمر المنتجات الغذائية، وذلك وفق دراسة جديدة لباحثين من قسم الكيمياء بجامعة كليمسون الأميركية، تم نشرها في العدد الأخير من دورية "جورنال أوف أجريكلشر آند فود كيمستري".

كيف يفسد الطعام؟

يفسد الطعام عندما يتعرض للهواء لفترة من الوقت، وهي عملية تسمى الأكسدة، حيث تتفاعل العديد من المكونات الشائعة، وخاصة الدهون والزيوت، مع الأكسجين، ويمكن أن يؤدي وجود الحرارة أو الأشعة فوق البنفسجية إلى تسريع هذه العملية.

وتؤدي الأكسدة إلى تكوين جزيئات أصغر مثل الكيتونات والألدهيدات والأحماض الدهنية التي تعطي الأطعمة الفاسدة نكهة مميزة ورائحة معدنية قوية، ويؤدي تناولها بشكل متكرر إلى تهديد الصحة.

والدرع الواقي من هذه العملية سواء في الأطعمة الطبيعية أو المصنعة، هو مضادات الأكسدة، والتي تشمل مجموعة واسعة من الجزيئات الطبيعية، مثل فيتامين "سي"، والجزيئات الاصطناعية القادرة على حماية الطعام من الأكسدة.

ولكن عملية استخدام مضادات الأكسدة أعقد بكثير من مجرد رش قليل من فيتامين "سي" على الطعام، وتوقع حدوث التأثير الواقي، إذ يجب على الباحثين اختيار مجموعة من خلطات مضادات الأكسدة، وحساب كمية كل منها بدقة، غير أن الجمع بينها لا يؤدي دائما إلى تعزيز تأثيرها، حيث توجد حالات يمكن أن يؤدي فيها استخدام مضادات الأكسدة الخاطئة، أو خلطها بنسب خاطئة، إلى تقليل تأثيرها الوقائي، وهذا ما يسمى "التضاد".

ويتطلب اكتشاف مجموعات مضادات الأكسدة المناسبة لأي نوع من أنواع الطعام العديد من التجارب، التي تستغرق وقتا طويلا وتتطلب موظفين متخصصين وتزيد من التكلفة الإجمالية للطعام، لذلك فإن الباحثين عالقون في عدد قليل من الخلطات التي توفر مستوى معينا فقط من الحماية ضد التزنخ، وهنا يأتي دور أدوات الذكاء الاصطناعي.

يقول لوكاس إيريس وكارلوس دي غارسيا، الأستاذان بقسم الكيمياء بجامعة كليمسون، والباحثان الرئيسيان بالدراسة في مقال مشترك نشراه في موقع "ذا كونفرسيشن"، "أردنا ككيميائيين تعليم الذكاء الاصطناعي كيفية البحث عن مجموعات جديدة من مضادات الأكسدة، لذلك اخترنا نوعا منه قادرا على العمل مع تمثيلات نصية، وهي رموز مكتوبة تصف الهيكل الكيميائي لكل مضادات الأكسدة"

ويضيفان "قمنا بتغذية برنامج الذكاء الاصطناعي بقائمة تضم حوالي مليون تفاعل كيميائي، وعلمنا البرنامج بعض مفاهيم الكيمياء البسيطة، مثل كيفية تحديد الميزات المهمة للجزيئات، وبمجرد أن يتمكن البرنامج من التعرف على الأنماط الكيميائية العامة، مثل كيفية تفاعل بعض الجزيئات مع بعضها، قمنا بتنشيطه من خلال تعليمه بعض الكيمياء المتقدمة، وفي هذه الخطوة استخدمنا قاعدة بيانات تضم حوالي 1100 خليط موصوف سابقا في الأدبيات البحثية".

ويوضح الباحثان أنه "في هذه المرحلة، يمكن أن يتنبأ الذكاء الاصطناعي بتأثير الجمع بين أي مجموعتين من مضادات الأكسدة أو ثلاثة في أقل من ثانية، لكن هذه التنبؤات لم تتماشَ تماما مع التجارب التي أجراها فريقنا في المختبر، حيث وجدنا أن الذكاء الاصطناعي كان قادرا على التنبؤ بشكل صحيح فقط ببعض تجارب الأكسدة التي أجريناها باستخدام دهون حقيقية، مما يدل على تعقيدات نقل النتائج من جهاز حاسوب إلى المختبر".

تحسين البرنامج

ولأن برامج الذكاء الاصطناعي ليست أدوات ثابتة، بل إنها ديناميكية، فقد واصل الفريق البحثي بعد ذلك تغذية البرنامج ببيانات جديدة حتى يحسّن من قدراته التنبؤية، بحيث يتنبأ بدقة بتأثير كل مجموعة من مضادات الأكسدة، فكلما زاد عدد البيانات التي يحصل عليها النموذج، أصبح أكثر دقة، ويشبه ذلك إلى حد كبير كيفية تطور أداء البشر من خلال التعلم.

يقول الباحثان "وجدنا أن إضافة حوالي 200 مثال من المختبر مكّن الذكاء الاصطناعي من تعلُّم ما يكفي من الكيمياء للتنبؤ بنتائج التجارب التي يؤديها فريقنا، وهو ما يعني أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يتحول لمساعد ذكي للغاية، ويزيد من قدرة العلماء على تطوير طرق أفضل للحفاظ على الطعام من خلال التوصل إلى أفضل مجموعات مضادة للأكسدة".

والميزة الأهم، في النهج الذي استخدمه الباحثون، كما يوضح لوكاس إيريس في تصريحات خاصة عبر البريد الإلكتروني للجزيرة نت أن "الباحثين جمعوا بين استخدام مجموعة بيانات تدريبية، وبيانات جديدة من تجارب المختبر، ومكّنت هذه الإستراتيجية البرنامج من معرفة المزيد عن مضادات الأكسدة، وإجراء تنبؤات أكثر دقة".

ويضيف أنه "مقارنة بالطرق التقليدية للتوصل إلى مجموعات جديدة من مضادات الأكسدة، فإن البرنامج يتيح عامل السرعة، حيث يمكننا فحص الملايين من مجموعات مضادات الأكسدة ثم إجراء تجارب (حقيقية) مع الواعد منها، وهذا يوفر الكثير من الوقت والكثير من المال، وأحد العوامل الأخرى التي يجب أخذها في الاعتبار هو أنه بدلا من مجرد معرفة ما إذا كان الخليط من المضادات متآزرا (أم لا)، يتيح لنا البرنامج العمل مع المجموعة التي تظهر أعلى احتمالية لأن يكونوا متآزرين، بدلا من العمل مع كل مجموعة بمفردها".

والخطوة التالية التي سيعمل عليها الفريق البحثي، هي تحسين البرنامج من خلال تنفيذ طرق بديلة لتدريبه، حتى نتمكن من إجراء تنبؤات تتعلق بالمتغيرات الأخرى، بما في ذلك الوقت درجة الحرارة والمكونات الأخرى في عينة الدهون.

مزايا تسخير الذكاء الاصطناعي

ويشيد بيتر مودياجا إيتاوير، الأستاذ بكلية العلوم بجامعة إبادان بولاية أويو بنيجيريا، بالآلية التي استخدمها الباحثون هذه الدراسة لتسخير الذكاء الاصطناعي في مجال التوصل لخليط أفضل من مضادات الأكسدة، قائلا في تصريحات عبر البريد الإلكتروني للجزيرة نت "سيتم إنقاذ المزيد من الأرواح إذا نفذنا استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل عقلاني في دراسات الحياة البشرية وغيرها".

ويضيف إيتاوير، الذي نشر قبل عامين دراسة في دورية " فوود كيمستري"، حول تأثيرات الكيمياء النباتية للكاكاو على الكيمياء الغذائية للشوكولاتة، "قد تعتقد أنه من السهل الجمع بين اثنين من مضادات الأكسدة القوية بغرض حفظ الطعام، ولا أحتاج أن أذكرك أنه إذا قمت بدمج حمض وقاعدة قوية، ستكون النتيجة ملح + ماء، وهو رد فعل مضاد".

ويتابع "لذلك، إذا لم تكن هناك اختبارات كافية لإظهار ما إذا كان الجمع بين اثنين أو أكثر من مضادات الأكسدة سيؤدي إلى نتيجة تآزرية أو معادية، فإن صناعة الأغذية العالمية ستفشل في إطالة العمر الافتراضي لمنتجاتها، والاستخدام المنسق للذكاء الاصطناعي في هذه التجارب سيفيد بشكل أفضل الأعداد المتزايدة من البشر الذين هم في حاجة ماسة إلى الأغذية المصنعة".

ويرى أن "ذلك سيؤدي إلى تقليل احتمالية الإصابة بالأمراض المتعلقة بمضادات الأكسدة (أنشطة الجذور الحرة) مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية، وما إلى ذلك".

ويشدد على 5 شروط يجب مراعاتها عند توظيف الذكاء الاصطناعي في هذا المجال أو أي مجال له علاقة بصحة الإنسان، وهي:

ـ يجب أن يكون استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل هيئة عالمية من العلماء المشهورين أو المتمرسين.

ـ يجب أن تكون هناك حدود آمنة لاستخدام أو تطبيق الذكاء الاصطناعي في الدراسات المتعلقة بالإنسان.

ـ ينبغي اعتماد شروط وأحكام الاستخدام من قِبَل هيئة عالمية.

ـ ينبغي للهيئة العالمية تقييم أي برنامج للذكاء الاصطناعي قبل إصدار إشارة الضوء الأخضر لاستخدامه.

ـ ينبغي إجراء تقييم الجودة بشكل دائم لجميع روبوتات أو برامج الذكاء الاصطناعي بشكل ممنهج. بحسب ما نشره موقع “الجزيرة نت”.

تشهد طرق إعداد الطعام وتخزينه تحولات ملموسة بفضل تقدم التكنولوجيا وتطور الذكاء الاصطناعي. فالذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، وأصبح يُستخدم في أجهزة المطبخ الذكية لتسهيل عملية الطبخ والمساعدة في تقليل هدر الطعام، وتوفير الوقت والجهد في أثناء إعداده.

ويمكن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي بعدّة طرق مختلفة عند إعداد الطعام وسنذكر فيما يلي بعضًا من هذه الطرق:

1- يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي في تجنب الإفراط في طهي الطعام:

العديد من الأشخاص لا يحبون طهي الطعام بسبب القلق المرتبط باحتمالية إفساده نتيجةً للطهي المفرط أو عدم طهيه بنحو جيد، فإذا كان غير مطهو جيدًا يمكن أن يسبب التسمم ولو أفرطت في طهيه يمكن أن يصبح غير صالح للأكل.

يمكن لبعض الأدوات الذكية أن تخفف هذا القلق، مثل: مقياس الحرارة الذكي (predictive thermometer) من شركة Combustion، فهذا الجهاز يحتوي على ثمانية أجهزة استشعار تضمن الحصول على قياسات دقيقة لدرجة حرارة الطعام من الداخل والخارج. بعد ذلك، يستخدم هذا الجهاز الذكاء الاصطناعي والخوارزميات المتقدمة للتنبؤ بالوقت الذي يجب أن ترفع فيه الطعام عن النار، وهذا يعني أنك لست مضطرًا لمراقبة الطعام باستمرار وانتظاره حتى ينضح، ويعني أيضًا أنك لن تفرط في طهي الطعام.

وقد غيّرت شركة Combustion الخوارزميات التي يعتمد عليها مقياس الحرارة الخاص بها في نهاية العام الماضي للتحقق من أن درجات الحرارة المستخدمة لطهي الأطعمة المختلفة تتطابق مع المعايير التي أوصت بها وزارة الزراعة الأميركية.

2- يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي في تقليل هدر الطعام:

عندما تتسوق من البقالة، في الغالب تنسى ما هو موجود في ثلاجتك، ولا تعرف بالضبط ما الأطعمة التي يجب أن تشتريها، ولكن الذكاء الاصطناعي سيساعدك في حل هذه المشكلة.

وعلى سبيل المثال: تدعم أحدث ثلاجات سامسونغ مزية تعمل بالذكاء الاصطناعي تُسمى Food AI تستخدم الكاميرات الموجودة داخل ثلاجتك لإخبارك بما تحتاج إلى شراء المزيد منه وهذا يمنع الإفراط في شراء الأطعمة. ولا يقتصر الأمر على تعرّف الأطعمة داخل ثلاجتك بل يمكنها أيضًا تقديم وصفات تعتمد على تلك المكونات؛ مما يساعد في الاستفادة من جميع المكونات المتاحة.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن لهذه الثلاجة أن تُظهر صورًا واضحة بدرجة كافية، لتتمكن من تعرّف ما يوجد في ثلاجتك من التطبيق المصاحب للثلاجة، وهذا يساعد في تحديد الأطعمة التي يجب أن تشتريها.

3- يمكن أن يساعدك الذكاء الاصطناعي في تحديد الأطباق التي يمكنك إعدادها:

تتضمن العديد من أجهزة الطهي الذكية مساعدًا صوتيًا يعتمد في عمله على الذكاء الاصطناعي، ويمكنك أن تخبر المساعد الصوتي المدمج في الجهاز قائمة المكونات المتوفرة لديك، أو حالتك المزاجية، أو رغبتك في تناول طعام معين، وسيقدم لك اقتراحات لأطباق يمكنك إعدادها.

وحتى لو لم يكن لديك جهاز طهي يتضمن مساعدًا ذكيًا، فهناك الكثير من التطبيقات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقديم اقتراحات حول الأطباق التي يمكنك إعدادها بحسب المكونات المتوفرة لديك، أو بحسب مزاجك، ومن الأمثلة على هذه التطبيقات: DishGen و MealsAI و MealPractice.

4- يساعد استخدام الذكاء الاصطناعي في أثناء الطهي في زيادة المتعة وتوفير الوقت:

هناك العديد من الأفران الذكية التي تساعد في زيادة المتعة في أثناء الطهي بفضل المزايا التي تدعمها، مثل: فرن Brava الذكي الذي يتضمن واجهة رسومية تسمح لك بالبحث عن أي مكون، وستُظهر لك قائمة بالوصفات المقترحة، وبعد اختيار وصفة ستظهر لك خطوات تحضيرها، وسيراقب الفرن الطعام ويتوقف عن العمل عندما ينضج.

يركز فرن Brava الحرارة في الأطعمة التي تطبخها بدلًا من تسخين الفرن بالكامل، نتيجة لذلك تقل أوقات الطهي بمقدار النصف وأحيانًا أكثر. بحسب ما نشره موقع “العربية”.

مراقبة كل ملعقة تأكلها

يسعى علماء كنديون إلى تطوير أدوات ذكاء اصطناعي لمراقبة تناول الطعام واحتساب السعرات الحرارية التي يستهلكها جسم الإنسان يوميًا.

ويعمل علماء من جامعة واترلو الكندية على التقنية الجديدة التي ستقوم بتحليل لقطات فيديو خلال تناول الطعام لتحديد القيمة الغذائية، وتعمل مع الشوك وعيدان تناول الطعام والملاعق.

ويقول الباحثون القائمون على التقنية: "تعتمد الخوارزميات الحالية على تقدير حصة الطعام بناء على ما يلتقطه المستخدمون من صور ومقاطع فيديو لوجباتهم مرة أو مرتين، وهذا يُمكن أن يكون غير مريح ويفشل في إظهار العناصر الغذائية غير المرئية، مثل المكوّنات المغمورة في الحساء".

وأضافوا أنّه بدلًا من تحليل صورة الطبق مثل بعض أنظمة التتبّع الحالية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، تقوم التقنية الحديثة بدراسة كل ملعقة في طريقها إلى فمّ المستهلك، ممّا يجعلها أكثر دقة.

وستتمكّن هذه التقنية من حساب كمية الطعام الذي يتمّ تناوله، مع هامش خطأ يبلغ 4.4% فقط.

ومع ذلك، فإن التقنية الجديدة لا تُحدّد حاليًا الطعام الموجود على الملعقة، إلا أنّ العلماء يعملون على برمجتها لكيفية اكتشاف ما يتم تناوله، والتعرّف على مجموعة واسعة من الأطعمة، حتى تلك التي لم يتعرّف عليها من قبل.

وقال يوهاو تشين من جامعة واترلو لمجلة "New Scientist" العلمية، إنّهم "يعملون على استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي مثل تشات جي بي تي، لفهم ما يوجد في الطعام، أو ربما طرح سؤال أساسي مثل (هل هذا دجاج؟)".

تغزو تقنيات النظام الغذائي الجديدة الأسواق، بهدف تحسين صحة الأشخاص الذين يُعانون من السمنة ومشاكل التغذية.

وفي هذا الإطار، أصدرت منظمة الصحة العالمية الشهر الماضي، أول عاملة صحية افتراضية باسم "سارة" (SARAH) أي "مساعدة موارد الذكاء الاصطناعي الذكي للصحة" للإجابة على أسئلة المستخدمين حول النظام الغذائي والصحة على مدار 24 ساعة في اليوم.

وتظهر سارة على شكل امرأة سمراء تبتسم وتتجهّم في وجهك من شاشة الكمبيوتر أثناء طرح الأسئلة. بحسب ما نشره موقع “التلفزيون العربي”.

وضع حد لأزمة الغذاء التي تواجه العالم اليوم

يحرز المزارعون الأمريكيون تقدما سريعا في اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي في زراعة الأراضي، والاستعانة بالتكنولوجيا المتطورة التي أصبحت ضرورة في الوقت الراهن.

وقف مزارع في حقل خصب يقع في الغرب الأوسط الأمريكي، موجها هاتفه الذكي نحو نبتة من نباتات فول الصويا الخاصة به، والتقط صورة لآفة تزحف على ورقة شجر، ثم استعان ببرنامج يعتمد تقنية الذكاء الاصطناعي في تحديد نوع الحشرة، بغية معرفة إذا كان ثمة أي شيء يدعو إلى القلق منها أم لا.

يعاني قطاع الزراعة عموما، الذي تهدده ندرة الأيدي العاملة اللازمة، من نقص الربحية وتراجع إنتاج المحاصيل، أو بعبارة بسيطة لا يوجد ما يكفي من الأيدي العاملة لدعم أنظمة زراعة المحاصيل الغذائية لإطعام العالم، وهي مشكلة تعاني منها الولايات المتحدة، التي تعد ثالث أكبر دولة في العالم، بعد الصين والهند، من حيث الإنتاج الزراعي.

كما يعد كبر سن المزارعين، من بين المشكلات الأخرى التي تواجه القطاع الزراعي، لا سيما في ظل عدم استطاعة كثيرين منهم أداء أعمال يدوية لازمة تحت وطأة أشعة الشمس وحتى غروبها لإدارة المزرعة بشكل فعّال، وعلى الرغم من أن الكثير من هذه المهام كانت تدار بتعاون أفراد العائلة على مدار عقود، إلا أن الأجيال الشابة لم تعد تهتم باستلام زمام الأمور من كبار السن كما كان الوضع في السابق، بل يميل الشباب إلى اختيار وظائف في صناعات أقل كثافة من حيث العمالة تدر عليهم أجورا أفضل، وهو ما تتعبه أيضا العمالة المستأجرة، الذين يشكلون بقية القوى العاملة الزراعية، وأغلبهم من المهاجرين.

وتقول إميلي بوكمان، مديرة الشؤون الحكومية في رابطة مكاتب المزارع الأمريكية، وهي رابطة تجارية صناعية: "العمالة هي مصدر القلق الأبرز، فمتوسط عمر المزارع حاليا 60 عاما".

نشأت بوكمان نفسها في مزرعة في ولاية كنتاكي الأمريكية، ولا يزال والدها البالغ من العمر 70 عاما يعمل في زراعة الأرض، ولم يساعده سوى شقيقها.

ولحل المشكلة، لا سيما في ظل تراجع الأيدي العاملة وارتفاع التكلفة أيضا وتراجع غلات المحاصيل، يتطلع بعض المزارعين الأمريكيين إلى الاعتماد على أجهزة الروبوت وأدوات الذكاء الاصطناعي.

وتقول بوكمان: "نفكر في حلول لهذه المشكلة، ونعتقد أن التقدم التكنولوجي يمكن أن يساعد في تخفيف بعض أعباء العمل".

ولا يعد الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في الزراعة شيئا جديدا بالكامل، فقد استُخدم بصفة مبدئية على مدار 20 عاما، كان من بينها الاستعانة بأنظمة التوجيه التلقائي لتجميع محاصيل مثل الذرة، بيد أن تبني الذكاء الاصطناعي في السنوات الماضية أحرز تقدما سريعا، وفقا لبعض التقديرات التي رصدت استخدام 87 في المائة من الشركات في قطاع الزراعة الأمريكي الذكاء الاصطناعي بشكل أو بآخر، اعتبارا من أواخر عام 2021.

كما تشجع الحكومة الفيدرالية حاليا استخدام التكنولوجيا في تسريع نشاط القطاع الزراعي من خلال توفير حوافز مالية تحقق الهدف وتسهم في تطوير ونشر الذكاء الاصطناعي في شتى أرجاء البلاد.

وإذا نجحت الجهود الرامية إلى تبني استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في نحو مليوني مزرعة أمريكية، فسوف يعود ذلك بفائدة كبيرة على بقية دول العالم، لا سيما مع تزايد عدد الأفواه التي يجب إطعامها في شتى أرجاء العالم، فضلا عن تهديد تغير المناخ للنظم البيئية الزراعية لدى بعض كبرى المناطق الزراعية، بما في ذلك الولايات المتحدة نفسها، التي صدّرت ما يزيد على 100 مليار دولار من المنتجات إلى الصين والمكسيك وكندا وأوروبا العام الماضي وحده.

وتقول بوكمان إن الهدف يكمن في تطوير واعتماد تكنولوجيا جديدة على نطاق واسع تكون ميسورة التكلفة يمكن الاستفادة منها "حتى يتمكن المزارعون من إطعام العالم، فمن المفترض أن يزيد عدد سكان العالم بنحو ملياري نسمة بحلول عام 2050، مما يعني أننا سنحتاج إلى زراعة غذاء أكثر بنسبة 70 في المائة مقارنة بالوضع الراهن. وسوف تساعدنا التكنولوجيا المتطورة في عمل ذلك".

جني حصاد الذكاء الاصطناعي

يحتل خفض التكاليف وزيادة الأرباح أهمية كبيرة بالنسبة للمزارع والشركات الزراعية الأمريكية، بيد أن الفوائد تتجاوز هذا الحد بكثير، كما يمكن أن يتردد صداها في شتى أرجاء العالم.

ويقول ستيفن طومسون، المشرف على البرنامج الوطني للهندسة الزراعية وهندسة النظم الحيوية، بمعهد إنتاج الأغذية والاستدامة، المعهد الوطني للأغذية التابع لوزارة الزراعة الأمريكية: "تحسين الإنتاجية في الحقول يعني تحقيق المزيد من الأرباح للمزارعين، وسلاسل توريد أكثر قوة بأسعار أقل للمستهلكين".

ويضيف: "تعني الممارسات الأكثر استدامة الحد من هدر الموارد الطبيعية ومنع الأضرار البيئية على كوكبنا"، وقد يشمل ذلك استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين إدارة المحاصيل والحيوانات، وهو ما يمكن أن يساعد في التخلص من النباتات المريضة، وزيادة الأرباح وحماية البيئة.

وتركز الحكومة الأمريكية على إمكانات الذكاء الاصطناعي في الزراعة، وهو ما دفعها إلى تطبيق عدد من المنح فضلا عن الاستثمار في معاهد أبحاث الذكاء الاصطناعي التي تركز على الزراعة.

ويقول طومسون إن الهدف الأساسي لهذه المبادرات هو تطوير "أدوات لدعم القرار تكون سهلة الاستخدام بمساعدة الذكاء الاصطناعي وتهدف إلى مساعدة مشرفي الأراضي على تحديد الخيارات المربحة للبيئة والاقتصاد والمجتمع".

وتوصف العديد من الأدوات الجديدة بأنها متطورة بطريقة فائقة، وتركز على توصيل الموارد بدقة، ومراقبة التربة، وتتبع مسببات الأمراض بغية تحسين سلامة الأغذية فضلا عن أجهزة الروبوت التي يمكن أن تساعد في حصد المحاصيل، بيد أن ذلك لا ينفي حقيقة أن تلك الاستثمارات تفضي أيضا إلى ابتكارات أبسط.

ويقول جاناباثيسوبرامانيان إن الباحثين في ولاية أيوا استفادوا من الذكاء الاصطناعي في تطوير تقنيات مثل تطبيق للهاتف الذكي يمكنه تحديد الآفات، وهي خطوة توفر ساعات من العمل اليدوي. كما تساعد الأدوات قيد التطوير هؤلاء المزارعين في الحد من النفقات، وهو جزء مهم لاستمرارية الزراعة ماليا، لاسيما في ظل هوامش الربح الضئيلة التي يعاني منها القطاع بالفعل.

ويقول شنابل: "يوفر الذكاء الاصطناعي أداة طبيعية ومربحة جدا للمزارعين تساعدهم في اتخاذ قرارات فعّالة ومحلية، مع التحوط بشأن رهاناتهم، وتقييم المخاطر بطريقة أفضل"، ومن الممكن نشر هذه الأدوات على نطاق واسع على مستوى العالم بسهولة، وهو من شأنه أن يؤدي إلى زيادة هائلة محتملة في غلات المحاصيل في مناطق في العالم هي في أمس الحاجة إليها، مثل منطقة جنوب شرقي آسيا.

ويضيف: "التكلفة الهامشية لاستخدام أداة للذكاء الاصطناعي في الهند تقترب من الصفر، فبمجرد تصنيع الأدوات، لن يكون هناك أي تكلفة لتوصيلها".

ويشعر الخبراء بتفاؤل حذر بشأن الكيفية التي ستساعد بها هذه الأدوات قطاع الزراعة في الحد من التهديدات الناشئة من المناخ وسوق العمل غير المستقر وغير ذلك، مع استخدام المزارعين لها على نطاق واسع. بحسب ما نشره موقع “BBC”.

صور الطعام ألذ من الحقيقة

وجدت دراسة إيطالية بريطانية، أن صور الطعام المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي تثير «الجوع البصري» وتفتح شهية المستهلكين لتناول الطعام.

وأوضح الباحثون أن تلك الصور تجعل الطعام يبدو ألذ من الصور الحقيقية، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية «فود كواليتي آند بريفيرنس».

«الجوع البصري» هو مصطلح يصف لحظات يشعر فيها المستهلكون بالجوع أو الرغبة الشديدة في تناول الطعام نتيجة مشاهدة صور للطعام، سواءً على «السوشيال ميديا» أو في الإعلانات.

وخلال الدراسة، طُلب من 297 مشاركاً تقييم مجموعة من صور الطعام الحقيقية أو التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي على مقياس متدرج تراوح بين «ليس فاتحاً للشهية على الإطلاق» و«فاتح للشهية للغاية».

وكشفت النتائج، عن أن صور الطعام المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي تتفوق في تعزيز جاذبية الأطعمة المصورة من خلال الاستفادة من الميزات الرئيسية مثل التماثل والشكل واللمعان والإضاءة واللون بشكل عام، وكلها أمور تساهم بشكل كبير في تعزيز جاذبية صور الغذاء.

بالإضافة إلى ذلك، وجد الباحثون أيضاً أن صور الذكاء الاصطناعي تميل إلى تصوير الأطعمة لتبدو أكثر كثافة في الطاقة مقارنة بالنسخ الأصلية، على سبيل المثال، يزيد الذكاء الاصطناعي عدد البطاطس المقلية في الصورة أو يضيف المزيد من الكريمة المخفوقة إلى الحلوى.

وبالنظر إلى أن البشر لديهم دافع لإيلاء المزيد من الاهتمام للأطعمة الغنية بالطاقة، فإن هذا يثير مخاوف من أن النشر الواسع النطاق لمثل هذه الصور الغذائية يمكن أن يشجّع على تناول الأطعمة غير الصحية، ومن المحتمل أن يؤثر ذلك على سلوكيات الأكل غير الصحية أو يعزز التوقعات غير الواقعية بشأن الطعام بين المستهلكين.

وقال الباحث الرئيسي للدراسة في جامعة نابولي فيدريكو الثاني، الدكتور جيوفانباتيستا كاليفانو، لـ«الشرق الأوسط»: «لدراستنا آثار كبيرة على كل من المسوّقين وصانعي السياسات، ففي حين أن صور الطعام المولدة بالذكاء الاصطناعي تمثّل فرصة للمسوقين لتقليل التكاليف المرتبطة بالتقاط الصور التقليدية، إلا أن هناك مخاوف بشأن احتمال الترويج لـ(الجوع البصري) وعادات الأكل غير الصحية، فضلاً عن خطر تقويض ثقة المستهلك».

وبناءً على النتائج؛ شدّد كاليفانو على ضرورة الكشف عن أصل الصورة عند نشرها للتخفيف من هذه المخاطر، مضيفاً أنه رغم الانخفاض الطفيف في الجاذبية عندما أُبلغ المستهلكون بأن الصور مولّدة بالذكاء الاصطناعي، فإنها لا تزال تُعدّ جذابة مثل الصور الحقيقية؛ مما يؤكد على أهمية الشفافية.

وأضاف أنه مع التقدم السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، فإن البحث المستمر في تداعياتها يُعدّ أمراً بالغ الأهمية، ونحن مهتمون باستكشاف تطبيقات أخرى تتجاوز توليد الصور، مثل إنشاء وصفات الأطعمة المستندة إلى الذكاء الاصطناعي، وفهم كيف ينظر المستهلكون لهذه الأدوات ويثقون بها في إعدادات أطباقهم المفضلة. بحسب صحيفة “الشرق الأوسط”.

هدر الطعام

هل فكرت في التخلي عن وجبة الطعام على متن رحلة جوية طواعية؟ منذ كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بدأت شركة الخطوط الجوية اليابانية في تقديم هذه " الخدمة" في جميع رحلاتها. وحتى قبل يوم من المغادرة، يمكن للركاب اختيار خيار" عدم الحاجة إلى وجبة"، حيث بدلا من تقديم الوجبة، تقوم شركة الطيران بتقديم تبرع لمشروع لمكافحة الجوع في الدول النامية.

كما أن "خيار عدم الحاجة إلى وجبة" يمكن أن يساعد شركة الطيران في الحد من إهدار الطعام، لأنه يتم إعداد قوائم الطعام قبل الرحلة الجوية. فبطبيعة الحال، ما لا يتم استهلاكه على متن الطائرة يتم التخلص منه تلقائيا وحتى الآن، اتسم رد فعل ركاب الطائرات بالفتور تجاه هذه الفكرة. وتقول شركة الطيران إنها حاليا توفر بضع وجبات، حيث يختار راكبان إلى ثلاثة من مئات الركاب عدم الحاجة إلى الوجبة. ولكن على مدار الوقت، تتوقع الشركة تحقيق توفير "كبير" في الوجبات.

ويشار إلى أن الخطوط الجوية اليابانية ليست الوحيدة التي تقدم عرض عدم تقديم الوجبة، ففي الخريف الماضي، طبقت شركة دلتا إيرلاينز الأمريكية خيارا مماثلا لرحلات جوية معينة من درجة رجال الأعمال. وهنا أيضا اختار عدد ضئيل من ركاب رحلات الشركة خيار عدم الحاجة إلى الوجبة. ووفقا لتقرير لشبكة سي إن إن، فإنه في المتوسط استغنى الركاب عن 1000 إلى 1500 وجبة شهريا.

طلب مسبق للوجبات

وفي أوروبا، ترصد شركات الطيران هذه التطورات، في الوقت الذي تحاول فيه التوصل لبدائلها الخاصة لتحقيق الاستدامة بشأن خيار الاستغناء عن الوجبة. على سبيل المثال، تقدم مجموعة لوفتهانزا (التي تضم لوفتهانزا، وسويس إير والخطوط الجوية النمساوية)، خيارات جزئية من وجبات "الطلب المسبق".

وقال متحدث باسم لوفتهانزا إنه، على سبيل المثال، يمكن للركاب الذين قاموا بحجز رحلة قصيرة ومتوسطة المسافة أن يطلبوا عبر شبكة الإنترنت خلال 36 ساعة قبل الاقلاع الحصول على منتجات طازجة. والهدف هو التخطيط بأكبر قدر من الدقة لاحتياجات الرحلة الجوية من الطعام للحد من إهدار الطعام.

وقال المتحدث إن مجموعة لوفتهانزا تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحقيق هذه الغاية. وباستخدام الموازين والكاميرات والتعرف على اللوغاريتمات، تحلل الشركة الطعام المتبقي على صواني الركاب. ومن خلال هذه المعلومات، يتم إعداد وجبات ملائمة بصورة أكبر لما يريده الركاب.

منتجات طازجة بأسعار مخفضة

وتتبنى مجموعة لوفتهانزا أسلوبا آخر يهدف إلى الاستفادة ذات القيمة المضافة من الأطعمة التي لم يتم استخدامها خلال الرحلة الجوية، وكسب بعض الأموال أيضا. وتتبع الشركة مبادرات يتم من خلالها تقديم منتجات غذائية طازجة للركاب بأسعار مخفضة في الرحلات الجوية قصيرة المسافة في نهاية اليوم. وقال متحدث باسم الشركة إنه خلال عام 2022، تم بيع 80 ألف منتج غذائي بدلا من التخلص منه.

وهناك نموذج ملموس تقوم به شركة الخطوط الجوية النمساوية، حيث أنها تقوم على متن الرحلات الأوروبية لفيينا بإتاحة الفرصة للركاب لشراء منتجات غذائية طازجة لم تستخدم بأسعار مخفضة، وذلك قبل الهبوط بفترة قصيرة. وخلال عام واحد، تم بيع أكثر من طنين من المنتجات الغذائية بهذه الطريقة، ولم يتنه الأمر بها في القمامة، وفقا لما قالته الشركة. فهذا نموذج يبدو أنه يمثل سابقة يحتذى بها، وقال متحدث باسم مجموعة لوفتهانزا إنه سوف يتم إتاحة خيار شراء المنتجات الغذائية على متن طائرات الشركة هذا العام. بحسب موقع “DW”.

يضع حداً نهائياً لمشكلة اختيار طعامك

في ظل التحول الرقمي الذي يشهده العالم، تتسابق الشركات والمؤسسات التجارية في مختلف القطاعات للبقاء في طليعة التطور التكنولوجي، عبر الاستثمار في الذكاء الاصطناعي لتعزيز تجربة المستهلك وجذب المزيد من العملاء.

ومن بين هذه القطاعات، نجد صناعة التوصيل السريع، التي تحرص الشركات العاملة فيها على استغلال التكنولوجيا لتحقيق ابتكار ملموس.

في هذا الإطار، أطلقت شركة التكنولوجيا ومنصة التجارة الإلكترونية طلبات "Talabat" والمتخصصة في توصيل الطعام عبر الإنترنت، في مايو، "Talabat AI" بهدف تعزيز استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي عبر تطبيقها في خدماتها المتعددة.

وأوضح رئيس قسم التعلم الآلي والخوارزميات في "Talabat"، محمد حسونة، في مقابلة مع "العربية.نت" على هامش قمة التحول الرقمي الإمارات 2023، أن "Talabat AI"، هو أول روبوت محادثة في المنطقة يعتمد على تقنية "ChatGPT"، يمكن من خلاله الاستفسار عن الوصفات الغذائية، بطريقة شبيهة لما يقدمه الطاهي.

يعتبر هذا الابتكار، بحسب حسونة، جزءا من التزام شركة التكنولوجيا في استكشاف مبادرات تكنولوجية جديدة لتحسين تجربة العميل، عن طريق تبسيط وتسهيل عملية الطلب.

وأكد حسونة على أهمية التطور المستمر والتبني الفعال لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مواجهة التحديات التي تصاحب اعتماد تقنيات جديدة من قبل العملاء والموظفين، لضمان خلق قيمة أساسية للخدمات المقدمة.

كما أكد على "ضرورة وجود فريق عمل مرن، وهو الحال في "Talabat"، حيث يبحث موظفو إدارة التكنولوجيا والمنتجات في الشركة باستمرار عن طرق لتطوير المنتجات، عبر استخدام التكنولوجيا الحديثة، بهدف تحسين التجربة للعملاء".

وحول مخاطر الذكاء الاصطناعي، أشار حسونة إلى وجود بعض الاحتمالات لعرض معلومات غير دقيقة في بعض الأحيان، ومن هنا جاءت الحاجة للإشراف من قبل الخبراء للتأكد من جودة المعلومات.

من ناحية أخرى، أكد حسونة "للعربية نت" أن الشركة ملتزمة بتطوير "Talabat AI" والعمل على مشاريع تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة المستخدم، من خلال فهم محتوى قوائم المطاعم وتفضيلات العملاء، لتقديم توصيات متخصصة.

وفيما يتعلق بمستقبل الصناعة، يرى حسونة أنه من الصعب التكهن بالمستقبل في ضوء النمو السريع للذكاء الاصطناعي. "القطاع يتحرك بسرعة، ولكن كيف ستبدو الأمور بعد 5 أو 10 سنوات؟ لا أحد يمكن الإجابة".

ومن المتوقع أن تصل إيرادات قطاع توصيل الطعام عبر الإنترنت عالميا إلى مستويات 1.02 تريليون دولار في عام 2023، بحسب "Statista". وأن تنمو بنسبة 12.67% على أساس سنوي، لتصل إلى 1.65 تريليون دولار بحلول عام 2027.

أما التوصيل من البقالة، فسيشكل الجزء الأكبر من السوق، بحجم متوقع يبلغ 630 مليار دولار في عام 2023.

كما من المتوقع أن يصل عدد مستخدمي تطبيقات توصيل الوجبات عالميا إلى 2.45 مليار مستخدم عالميا بحلول عام 2027. بحسب موقع “العربية”.

اضف تعليق